ملك الأردن: ما تشهده غزة اليوم سيترك نتائج كبرى في الأجيال المقبلة
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم الخميس 16 مايو 2024 ، إن ما تشهده غزة اليوم من تدمير سيترك نتائج كبرى في الأجيال التي عاصرت الموت والظلم، وستحتاج غزة لسنوات لتستعيد عافيتها، وما تعرضت له لن يمنح المنطقة والعالم الاستقرار، بل سيجلب المزيد من العنف والصراع.
وأضاف ملك الأردن خلال أعمال القمة العربية الـ 33 في البحرين ، إن المنطقة العربية تشهد واقعا أليما وغير مسبوق في ظل المأساة التي يعيشها الأهل في غزة إثر الحرب البشعة، التي وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين،
أخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة،
أصحاب الفخامة والسمو،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسرني أن أعرب لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ولمملكة البحرين الشقيقة عن بالغ الشكر والتقدير على حسن الاستقبال والتنظيم، وأن أتقدم بالشكر إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والـمملكة العربية السعودية الشقيقة على جهودهم في تنظيم الدورة السابقة.
الإخوة القادة،
واقع أليم وغير مسبوق تشهده منطقتنا العربية، في ظل المأساة التي يعيشها الأهل في غزة إثر الحرب البشعة، التي وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك.
إن ما تشهده غزة اليوم من تدمير سيترك نتائج كبرى في الأجيال التي عاصرت الموت والظلم، وستحتاج غزة لسنوات لتستعيد عافيتها، وما تعرضت له لن يمنح المنطقة والعالم الاستقرار، بل سيجلب المزيد من العنف والصراع.
فعلى الحرب أن تتوقف، وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية لينهي صراعا ممتدا منذ أكثر من سبعة عقود، ونمهد الطريق أمام أبنائنا وبناتنا في أمتنا العربية الواحدة لمستقبل يخلو من الحرب والموت والدمار.
الإخوة القادة،
إحقاق الأمن والسلام في المنطقة يتطلب منا تكثيف الجهود لمساندة الحكومة الفلسطينية للقيام بمهامها، ودعم الأشقاء الفلسطينيين في الحصول على كامل حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الإخوة القادة،
وفي الوقت الذي نؤكد استمرارنا، وبالتعاون مع الأشقاء والشركاء الدوليين، في إيصال المساعدات إلى الأهل في غزة، فإننا نشدد على ضرورة الاستمرار في دعم وكالة " الأونروا " للقيام بدورها الإنساني، وزيادة المخصصات لهذه المنظمة الأساسية والمهمة.
ولا بد من حشد الجهود الدولية لضمان عدم الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، أو تهجير الأشقاء الفلسطينيين، فضلا عن وقف التصعيد في الضفة بسبب الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب.
أما القدس، فنحن ملتزمون بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وسيواصل الأردن حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
الإخوة القادة،
لا بد من تعزيز تنسيقنا العربي للتصدي لجملة التحديات أمام بلداننا، وضمان احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون العربية.
وفي الوقت ذاته، علينا مواجهة الفئات والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون وسيادة الدولة، وأعمال هذه العصابات الإجرامية، وخصوصا تهريب المخدرات والأسلحة، الذي يتصدى له الأردن بحزم منذ سنوات لحماية شبابنا من هذا الخطر الخارجي.
الإخوة القادة،
آمل أن يكون اجتماعنا القادم في ظل ظروف أفضل على شعوبنا، فمن حقهم علينا أن نعمل لتوفير مستقبل يسوده السلام والأمل، ويتعزز فيه التعاون الاقتصادي بين الدول العربية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وترأس جلالة الملك الوفد الأردني المشارك في أعمال القمة، الذي ضم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، جعفر حسان، ومندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة، والسفير الأردني لدى المنامة رامي وريكات.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: جلالة الملک
إقرأ أيضاً:
رحلة نحو الاستدامة.. الفاعليات العربية تتصدر المشهد الدولي
انطلقت فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة في نسخته الخامسة، بمشاركة بارزة من قادة الفكر وصناع القرار من مختلف الدول العربية. هذا الحدث، الذي يُعقد في مقر جامعة الدول العربية، يهدف إلى تقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة، مثل الأزمات المناخية والفجوات الاقتصادية.
في قلب هذه الفعاليات، أكد الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، على أهمية التعليم والبحث العلمي كعوامل أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي نفس السياق، أشادت إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، بدور الجامعة العربية في تعزيز التعاون العربي لمواجهة التحديات المشتركة، مشددةً على الحاجة إلى استجابات جماعية فعالة.
يتطلع المشاركون في هذا الأسبوع إلى بناء مستقبل مرن وعادل، معززين التعاون بين الحكومات والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة. يتضمن الحدث أيضًا مؤتمر البركة الإقليمي الذي يستهدف استكشاف استراتيجيات مبتكرة لمكافحة الفقر من خلال مبادئ الاقتصاد الإسلامي، مما يوضح التوجه المتزايد نحو تكامل الجهود لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في المنطقة العربية.
أشادت إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة، بدور الجامعة العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ مقاربات تحويلية للتعامل مع الأزمات المناخية، وعدم الاستقرار السياسي والفجوات الاقتصادية. وأكدت أن الأسبوع العربي للتنمية المستدامة يمثل دليلاً على استجابة الأطراف المعنية للتحديات المشتركة.
كما قدمت بانوفا الشكر للجامعة العربية على دورها في هيكلة الموافقة على الاتفاقيات العالمية، مشيرة إلى أن ميثاق المستقبل يسعى إلى وضع نظام عالمي يقوم على التكافؤ. ولفتت إلى أن جهود الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة بدأت خلال النسخة الرابعة للأسبوع العربي، حيث تم إطلاق تقرير حول تمويل التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أن المنطقة العربية شهدت انعكاسات سلبية في القضاء على الفقر، حيث بلغت نسبة بطالة الشباب 64%، وهي الأعلى عالميًا. وأكدت على أهمية الاستثمار في الشباب وإدماجهم في عملية اتخاذ القرارات، مشيرة إلى القمة العالمية للتنمية الاجتماعية التي ستعقد في الدوحة العام المقبل.
واختتمت بانوفا كلمتها بالتأكيد على استعداد الأمم المتحدة للتعاون مع الجامعة العربية والشركاء الإقليميين لإطلاق الإمكانيات في مجال تحقيق التنمية المستدامة، مشددة على أهمية التكنولوجيا في تحقيق الأهداف التنموية، خاصة في ظل الفجوة الرقمية التي تواجه المجتمعات الريفية والنساء.
لمستقبل أفضل
كما شارك رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، في فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة في نسخته الخامسة. الحدث الذي عقد تحت عنوان "حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور"، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
شهدت الجلسة الافتتاحية حضور أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة من البنك الدولي والأمم المتحدة.
وفي تصريحات على هامش الفعالية، أعرب الدكتور عبد الغفار عن فخره بالمشاركة في هذا الملتقى الهام، مشددًا على أن أهداف التنمية المستدامة تمثل خارطة طريق أساسية لضمان مستقبل أفضل. وأكد على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك للتعامل مع التحديات المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
كما أثنى عبد الغفار على جهود جامعة الدول العربية في تعزيز الاستدامة والعمل نحو مستقبل مزدهر للمنطقة. وتتناول جلسات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة، التي تستمر على مدار أربعة أيام، أهمية إيجاد حلول عملية تسهم في تسريع وتيرة التنفيذ وتعزيز الشراكات الفاعلة.
تستمر فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة لمدة أربعة أيام، حيث تركز على إيجاد حلول عملية تسهم في تسريع وتيرة التنفيذ وتعزيز الشراكات الفاعلة لتحقيق التنمية المستدامة، بما يؤثر بشكل ملموس على حياة المواطن العربي.
بالإضافة إلى ذلك، ستنظم الجامعة العربية بالتعاون مع منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي النسخة الثالثة من مؤتمر البركة الإقليمي تحت عنوان "الاستراتيجيات المبتكرة للتخفيف من حدة الفقر". يهدف المؤتمر إلى استكشاف حلول مبتكرة قائمة على مبادئ الاقتصاد الإسلامي لتعزيز التنمية المستدامة. يأتي هذا في وقت تواجه فيه المنطقة العربية تحديات كبيرة، مثل التغيرات المناخية والأوضاع الاقتصادية العالمية.
يسعى المؤتمر إلى خلق منصة تفاعلية تعزز التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات، مع تسليط الضوء على أفضل الممارسات والنماذج الناجحة من دول أخرى، ومناقشة التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي في تحقيق التنمية المستدامة.