تساهم دور النشر العربية بالمهجر في تعزيز حضور الثقافة العربية بأوروبا والعالم، وربط المقيمين في تلك البلاد بجذورهم الثقافية والحضارية ومجتمعاتهم، مثلما تجتهد لنقل معارف وعلوم وآداب الشعوب من وإلى اللغة العربية عبر الترجمة المبدعة.

وأكد مشاركون في الدورة الـ33 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب المقام حاليا بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية، أن دور النشر العربية في المهجر تعزز المضامين الإنسانية للحوار الثقافي، وتثري التبادل المعرفي عبر الترجمة، وتساهم في تأسيس قواعد رصينة للتفاعل من خلال اختياراتها لنقل أفضل الأعمال العلمية والإبداعية.

وفي هذا الصدد، أفادت إشراق العمري، مشرفة جناح دار "المنى" في المعرض، أن الدار التي أسستها منى هينينج زريقات عام 1984 في السويد أكملت هذه السنة 40 عاما في خدمة الثقافة والمعرفة، وهي تعنى بنشر الكتب والقصص والروايات السويدية والإسكندنافية والعالمية الموجهة للأطفال والفتيان والفتيات إلى اللغة العربية، من خلال اختيار نصوص تلقي الضوء على آداب تلك المنطقة من العالم، وتعرف بمضامينها الإنسانية.

مشاركة في المعارض

وأوضحت أن إصدارات الدار تحظى باهتمام القراء في معرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي تحرص على المشاركة فيه، وفي المعارض العربية؛ لأنها تنشر ترجمات لكبار الكتاب ومشاهير المؤلفين في مجال الطفل والناشئة، وقد حظيت إصداراتها بإقبال القراء، لتقديمها الجديد والمختلف، ومنها روايات وكتب من الأعلى توزيعا حول العالم منذ التسعينيات.

وأضافت العمري أن هذا الاهتمام والإقبال على إصدارات الدار مرتبط بمضامينها الإنسانية العميقة ولغتها الرفيعة، وحرصها على طباعة أعمالها في حلّة جذابة أنيقة.

يشار إلى أن مؤسسة الدار منى هينينج حصلت على عدة تكريمات وجوائز بفضل جهودها للتعريف بالأدب السويدي في العالم العربي.

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد بدوي مصطفى، مؤسس دار "بدوي" للنشر بألمانيا، التي تشارك للمرة الثانية في معرض الدوحة الدولي للكتاب، أن الدار التي تأسست عام 2005 بمدينة كونستانس الألمانية، تهتم بالإبداع الثقافي الأدبي والفكري والإنساني، وتعمل على نشر الأعمال العلمية والأدبية، التي تعزز حضور الثقافة واللغات الشرقية والأفريقية عبر العالم، وتسعى للتعريف بحضارة السودان وثقافته في المحافل الدولية، والإسهام في حركة الترجمة العلمية من اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية.

ورشة "التنوع الثقافي في دولة قطر"، بقاعة المعرفة في #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب33، تشير إلى التنوع بكافة أشكاله، وتناقش قضية الصدمة الثقافية وكيفية مقاومتها والتغلب عليها. #بالمعرفة_تُبنى_الحضارات#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/3fiRztao0H

— وزارة الثقافة (@MOCQatar) May 16, 2024

ولفت إلى أن الدار التي توجت بجائزة أفضل شركة مبتدئة، تجمع في رؤيتها بين العناية بالمضامين العلمية والأدبية والمعرفية، ودعم الإبداع التشكيلي من خلال اختياراتها الفنية لأغلفتها وصورها، وأنها أنجزت خلال عامين 80 عنوانا جديدا تتسم بتنوع محتواها وقيمتها المعرفية.

وأكد الدكتور بدوي أن حرص الدار على المشاركة في الدورة الـ33 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب نابع من التنظيم الجيد الذي يتميز به المعرض، والمستوى الراقي، والإقبال المتميز من جمهور المعرض على المعرفة، والحرص على اقتناء الجديد والمفيد من الكتب والإصدارات.

شرق وغرب

وأضاف أن القراء اهتموا باقتناء إصداراتهم التي تعنى بتاريخ العلاقة بين الشرق والغرب وآفاقها، ومنها أعمال الشاعر الألماني يوهان جوته وكبار الشعراء الألمان، الذين استلهموا عوالم المسلمين والثقافة العربية والإبداع الأفريقي في أعمالهم، كما اهتموا باقتناء الأعمال الأدبية في فنون الرواية والشعر لكبار الكتاب السودانيين والأفارقة.

ومن جانبه، أشار محمود الأدهم، مسؤول جناح دار الفرجاني "دارف" للنشر والتوزيع المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، إلى أن مؤسس الدار هو محمد بشير الفرجاني أحد رواد النشر في ليبيا، وقد أسسها في طرابلس عام 1953، وافتتح فرعها في القاهرة مطلع السبعينيات، بينما أسس فرعها في لندن عام 1981.

وأوضح أن الدار تهتم بنشر المعارف والآداب والآثار الفكرية والتراث العربي، وتترجمه للغات العالمية، وتهدف إلى حفظ التراث الثقافي والفكري والأدبي العربي الكلاسيكي والحديث، وتقدمه بأفضل السبل لشعوب العالم.

وقال الأدهم إن إصدارات الدار تشمل الفكر والأدب بفروعه المختلفة، وأدب الرحلات والتاريخ الاجتماعي والثقافي، ومن ترجماتها المهمة إلى اللغة الإنجليزية، التي لاقت نجاحا لافتا، رواية "زينب" لمحمد حسين هيكل، التي كتبت عام 1913، وتعد مدخلا للرواية العربية الحديثة، و"يا دمشق وداعا" لغادة السمان، و"خرائط الروح" للروائي الليبي محمد إبراهيم الفقيه، ومن اليمن روايات لحبيب عبد الرب سروري، وعلي المقري، ومن السودان لأمير تاج السر وروائيين عرب معاصرين آخرين.

وفي الترجمة من الإيطالية إلى العربية، قدمت الدار كتب أليساندرو سبينا، ومن الإنجليزية إلى العربية في مجال كتب الرحلات، كتاب "ألف ميل باتجاه منابع النيل" لإيميليو إدوارز، وقصة "القاهرة" لستانلي لين بول، وآثار أخرى من مختلف ضروب التأليف ومن عدة لغات عالمية.

مزاد ناجح لبيع الكتب القديمة بسور الأزبكية في #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب33، حيث يُتيح للقراء والمهتمين اقتناء الكتب النادرة.#بالمعرفة_تُبنى_الحضارات#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/NThqeLxNCp

— وزارة الثقافة (@MOCQatar) May 14, 2024

الأدب والفكر

بدوره، أفاد أحمد عبد القادر، مشرف جناح دار "منشورات المتوسط" من إيطاليا، أن إصدارات الدار تشمل مجالات الأدب والفكر والثقافة، وقد تأسست نهاية عام 2015 في ميلانو بإيطاليا، كمشروع يهتم بالتبادل الثقافي بين مختلف حضارات العالم وشعوبه، واستهلت عملها بنقل المعارف والعلوم والآداب بين العالم العربي وإيطاليا أولا، ثم بين العالم العربي وأوروبا، وبين إيطاليا والعالم.

وأوضح أن الدار نقلت مؤلفات كبار الكتاب والمؤلفين في مجالات الرواية والفلسفة والفكر الاجتماعي وعلم النفس، وقدمت للثقافة العربية أسماء كبيرة تترجم لأول مرة إلى اللغة العربية، كما اهتمت بالأدب الجديد، فأصدرت في الرواية والشعر والقصة القصيرة للعديد من الكتاب الشباب، وأطلقت عام 2016 سلسلة أدبية بعنوان "الأدب أقوى"، بإصدار طبعة فلسطينية لعدد من كتبها بالتزامن مع صدور طبعتها في العالم العربي، وفي نهاية 2018 أطلقت دار "موتا" وهي النسخة الإيطالية من "منشورات المتوسط"، بهدف ترجمة الأدب العربي إلى الإيطالية ونقل الصوت العربي بشكل عام وواضح إلى العالم الغربي، وأصدرت عدة كتب، منها "دراسات في الرواية العربية" لمجموعة من المؤلفين العرب، وأنطولوجيا للشعر العربي.

يشار إلى أن معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الـ33 يشهد مشاركة 515 ناشرا من 42 دولة، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف المعرض الذي يتضمن مجموعة كبيرة من الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة، ويستمر حتى 18 مايو/أيار الجاري في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات معرض الدوحة الدولی للکتاب اللغة العربیة العالم العربی وزارة الثقافة إلى اللغة أن الدار إلى أن

إقرأ أيضاً:

فرشاة ولون… معرضٌ لخريجي مركز الفنون التشكيلية في ثقافي شهبا

السويداء-سانا

نحو 144 عملاً فنياً بتقنيات مختلفة ضمها معرض فرشاة ولون في صالة المركز الثقافي بمدينة شهبا بالسويداء.

المعرض الذي افتتح بالأمس ويستمر لعشرة أيام شهد مشاركة خمسة من خريجي مركز الفنون التشكيلية بالمركز الثقافي، وتناولت الأعمال موضوعات تحاكي الوجدان، وأعمالاً تاريخية لحضارات عدة، منها المصرية القديمة والرومانية، وأخرى عن الطبيعة الحية، والصامتة وغيرها من الأعمال.

وبحسب إحدى مشرفات المعرض “ديمة أبو كرم” فإن المعرض حصيلة عمل استمر لمدة سنتين، للتعبير عن الأشياء الإيجابية التي يمتلكها الإنسان، ودور الفن في حياتنا، مشيرة إلى انها شاركت في المعرض بلوحة عبرت فيها عن ضرورة طرد الطاقات السلبية من حولنا والحفاظ على الطاقة الإيجابية.

وأشارت أمية الديك إلى أنها شاركت ب١٦ لوحة زيتية أظهرت تطورها التدريبي في المركز ، و٢٠ لوحة بتقنيات مختلفة، منها عمل حول القضية الفلسطينية، وعمل يجسد قصيدة للشاعر نزار قباني، وآخر يحاكي البيئة الشامية، والتراث، وغيرها العديد من الأعمال.

ويمثل المعرض بالنسبة للكاتبة والأديبة أحلام أبو عساف، كما ذكرت، شيئا من التحدي لرسم الحياة باللون إلى جانب الحرف، حيث عكس رغبتها في تجديد نشاطها، وإظهار حرصها على التطور تباعاً في هذا المجال الذي دخلته قبل سنوات قليلة.

ووجدت نور الحسين بالمعرض فرصة لتقديم رسالة فنية إيجابية تعكس رؤيتها للحياة، من خلال 27 لوحة تركز على التراث والمرأة والأمومة والطفولة مع إظهارها لجمال الطبيعة، والروح البشرية، بعيداً عن مشاهد الحروب، في محاولة منها أيضا لتطوير أسلوبها الفني، والعمل بتقنيات جديدة.

وشاركت لمى طلال المغوش ب22 لوحة رسمتها، وفقا لقولها، بكل حب ودقة، وقدمت فيها كل التفاصيل بمنظور جمالي مع تنويع موضوعاتها، واستخدام الألوان الزيتية، والمائية، والفحم، والباستيل، والفحم، وألوان الخشب.

فيما لفتت شهد سعود أبو حمرة إلى أهمية المعرض كفرصة لمشاركة أفكارها، ومشاعرها مع متذوقي الفن، وإيصال رسالتها لهم، مبينة أنه يعطيها حافزاً للمتابعة، والاستمرارية.

فرشاة ولون 2025-03-28tarekسابق الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من الرئيس الفلسطيني بمناسبة عيد الفطر المباركالتالي أجواء العيد في حي الميدان الدمشقي.. حلويات العيد بأسعار مناسبةآخر الأخبار 2025-03-28الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من الرئيس الفلسطيني بمناسبة عيد الفطر المبارك 2025-03-28وفاة طفلين جراء انهيار ضمن مبنى سكني متصدع بمدينة حلب 2025-03-28الرئيس الشرع يجتمع مع وجهاء وأعيان من الطائفة الشيعيّة 2025-03-28الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من رئيس أذربيجان بمناسبة عيد الفطر المبارك 2025-03-28الخارجية تحدث قسماً جديداً بمسمى “الأمانة العامة للشؤون السياسية” 2025-03-28بمبادرة فرنسية.. قمة رئاسية تجمع السيد الرئيس أحمد الشرع مع نظرائه الفرنسي واللبناني والقبرصي ورئيس وزراء اليونان 2025-03-28وقفة احتجاجية بدمشق رفضاً للاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة 2025-03-28محافظ إدلب في الذكرى العاشرة لتحرير المحافظة: نؤكد التزامنا بمواصلة العمل من أجل بناء سوريا الجديدة 2025-03-28تجمع حاشد لأهالي إدلب في حديقة التحرير إحياء للذكرى العاشرة لتحرير المدينة 2025-03-28أردوغان يؤكد لبوتين أهمية التعاون لتحقيق الاستقرار في سوريا ورفع العقوبات عنها

صور من سورية منوعات أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26 جامعة ناغازاكي تطور “مرضى افتراضيين” لتدريب طلاب كلية الطب 2025-03-24فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • النائب العام يمنع النشر في قضية التلاعب بالسحوبات وستقوم النيابة العامة بإحاطة وسائل الإعلام بالنتائج فور انتهاء التحقيقات
  • فرشاة ولون… معرضٌ لخريجي مركز الفنون التشكيلية في ثقافي شهبا
  • إيميليانو مارتينيز يكشف شرط اعتزاله الدولي
  • «الشيخ خالد الجندي»: مصر البلد الوحيد في العالم التي سمعت كلام الله مباشرةً (فيديو)
  • عيد الفطر الأحد أم الاثنين.. ماذا قال مركز الفلك الدولي عن رؤية هلال شوال؟
  • كيف سيكون الطقس خلال عيد الفطر في العالم العربي؟
  • تعرف على قائمة المنتخبات التي ضمنت تأهلها مبكرا إلى كأس العالم 2026
  • شاهد بالفيديو.. المشجعة السودانية الحسناء “سماح” تهاجم الحارس أبو عشرين بعد الهفوة الكبيرة التي ارتكبها: (قد لا نشارك في كأس العالم بسببك.. عذبتنا في دنيتنا ريحنا منك واعتزل)
  • ما هي المنتخبات التي تأهلت إلى «كأس العالم 2026»؟
  • البرلمان العربي: الصمت الدولي يشجع كيان الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في اعتداءاته على سوريا