في أعقاب فضيحة التأشيرات في البلاد، تخطط بولندا لتشديد قواعد إصدار تأشيرات العمل والطلاب قريبًا لجميع مواطني البلدان الثالثة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، قدمت نائبة وزير الخارجية هنريكا موسيسيكا-دينديس. ونائب وزير الداخلية والإدارة ماسيج دوسزكزيك استنتاجات حول ما يسمى “الكتاب الأبيض” للقضاء على المخالفات في عملية إصدار التأشيرات.

وتقترح الوثيقة التي قدموها حلاً منهجيًا وتشريعيًا، خاصة فيما يتعلق بتأشيرات العمل والطلاب. بهدف السيطرة على نظام التأشيرات في بولندا، وفقًا لتقارير شنغن نيوز.

ووفقا للسلطات البولندية، فإن البلاد تعاني من ضغوط الهجرة منذ عام 2015.

وتزايد هذا الضغط عندما طلب أصحاب العمل المزيد والمزيد من العمال من دول خارج الاتحاد الأوروبي.

بسبب المخالفات في نظام التأشيرات في بولندا، كان هناك اعتقاد شائع بأن الحصول على تأشيرة بولندية أمر سهل للغاية ورخيص.

علاوة على ذلك، بدأ الطلاب من خارج الاتحاد الأوروبي أيضًا في الوصول إلى بولندا بحجة الدراسة في البلاد. لمجرد دخول منطقة شنغن ثم البقاء في المنطقة بشكل غير منتظم.

وأدى ذلك إلى حصول عدد كبير من الأجانب على تأشيرة بولندية ولكنهم غير مسجلين. ليكونوا داخل أراضي البلاد، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات فورية.

ما الذي سيتغير الآن؟

وكما كشفت وزارة الخارجية البولندية، فإن عملية تشديد نظام التأشيرات البولندية قد بدأت بالفعل.

وكجزء من الإجراءات، تريد بولندا تخفيف عبء العمل على القنصليات البولندية. عن طريق إعادة توجيه الأجانب الموجودين بالفعل في البلاد للخضوع “لإجراءات التصديق”. وفي هذه الحالة، الحصول على تصريح إقامة، بدلاً من التقدم للحصول على تأشيرات مرة أخرى.

وسيكون من الممكن إعادة توجيه الأجانب المقيمين بالفعل في بولندا إلى إجراءات تقنين الإقامة. ولا ينبغي عليهم التقدم للحصول على تأشيرات مرة أخرى، وإنشاء قائمة انتظار مصطنعة في القنصليات.

علاوة على ذلك، تخطط الدولة لتشديد قواعد التحقق لمعرفة ما إذا كان صاحب العمل. مستعدًا لتوفير ظروف العمل المناسبة ومراجعة العقوبات التي سيتم تطبيقها. في الحالات التي يتبين فيها أن صاحب العمل قد قام بتعيين شخص ما دون الوثائق المناسبة.

أما بالنسبة للطلاب الأجانب، فقد أكدت الوزارة أن الدولة ستطبق عليهم شرط الاختيار المسبق الإلزامي. سيُطلب من جميع الجامعات القيام بعملية الاختيار المسبق.

التغيير المهم الآخر هو أن البلاد تدرس الحد من وصول الطلاب الأجانب إلى سوق العمل البولندي.

بالإضافة إلى ذلك، تريد بولندا أيضًا زيادة الحد الأدنى من متطلبات الأموال للطلاب المتقدمين للحصول على تأشيرة. أو تصريح إقامة وتطلب من الطلاب أن يكون لديهم الحد الأدنى من الأموال المطلوبة المحظورة.

ومع الأخذ في الاعتبار المخالفات الموجودة في النظام. قالت وزارة الخارجية إنه سيتم الآن إصدار تأشيرات العمال والطلاب بطريقة خاضعة للرقابة.

علاوة على ذلك، فإن التحرك لتشديد قواعد التأشيرة للطلاب الأجانب. يأتي أيضًا بعد أن تبين أن عددًا كبيرًا من الطلاب يتركون الجامعة بعد السنة الأولى.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

حين تصبح الموهبة سياسة دولة لا صدفة حظ!

لم تعد التنمية في العصر الحديث تُقاس بما تملكه الدول من ثروات مادية، بل بما تمتلكه من عقول قادرة على الابتكار والإبداع.
فالدول التي أدركت مبكرًا قيمة الإنسان الموهوب، وضعت له أنظمة إدارية متكاملة تكتشف طاقته منذ الصغر، وتوفر له البيئة التي تتيح له النمو والمشاركة في صناعة المستقبل.


ففي كثير من الدول المتقدمة، أصبح الاهتمام بالمواهب سياسة دولة لا مجرد مبادرات مؤقتة.
تبدأ العملية من التعليم؛ حيث تُرصد القدرات الإبداعية في المدارس من خلال مسابقات وطنية وبرامج متخصصة، كما في فنلندا واليابان، حيث تتاح للطلاب المتميزين مسارات تعليمية مرنة تتيح لهم تطوير مشروعاتهم التقنية أو العلمية مبكرًا.

أما في الجامعات، فتتحول الأفكار إلى فرص استثمار حقيقية من خلال الحاضنات والمسرّعات.
في الولايات المتحدة مثلًا، تستثمر جامعات كبرى مثل MIT وStanford في مشروعات الطلبة، وتربطهم مباشرة بسوق العمل والمستثمرين.
وفي كوريا الجنوبية وسنغافورة، تتكامل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لتوفير منح تمويلية، ومراكز بحثية، ومساحات عمل مشتركة للشباب الموهوبين، بما يضمن تحويل الأفكار إلى منتجات قابلة للتطبيق والتصدير.

وتُدار هذه المنظومات بقدر عالٍ من الشفافية والعدالة، حيث تُمنح الفرص بناءً على الكفاءة لا العلاقات. فأنظمة التقييم في كندا وألمانيا مثلًا، تعتمد على قياس الأداء والإبداع بشكل دوري، مما يخلق بيئة تنافسية عادلة تفرز الأفضل وتدعم التطوير المستمر.

وهناك نماذج نجاح عالمية

فقد نجحت سنغافورة في تحويل محدودية مواردها إلى نقطة قوة عبر “هيئة التطوير الاقتصادي” التي تربط التعليم بسوق العمل، فغدت مركزًا عالميًا للابتكار.
أما كوريا الجنوبية فقد وضعت برامج وطنية مثل Creative Korea لدعم المبدعين الشباب، فحققت طفرة صناعية وتكنولوجية جعلتها ضمن أقوى الاقتصادات عالميًا.
وفي المنطقة العربية، برزت الإمارات العربية المتحدة كمثال ملهم، إذ أنشأت وزارات متخصصة مثل وزارة الذكاء الاصطناعي ومؤسسات مثل مؤسسة دبي للمستقبل لتكون منصات حقيقية لاستقطاب المواهب وصناعة الفرص.
والسوال هو :كيف يمكن تطبيق ذلك في مصر؟

مصر تمتلك قاعدة بشرية ضخمة من العقول الشابة المبدعة، لكنها بحاجة إلى منظومة مؤسسية تُحوّل الإبداع إلى قيمة اقتصادية.
ولتحقيق ذلك، يمكن السير في عدة مسارات متوازية:
  •   إنشاء مراكز وطنية لاكتشاف ورعاية المواهب، تربط الشباب بالمستثمرين والهيئات التنفيذية.
  •   تحفيز القطاع الخاص على رعاية الأفكار الابتكارية من خلال إعفاءات ضريبية ودعم حكومي منظم.
  •   إعادة هيكلة نظام إدارة الكفاءات داخل المؤسسات الحكومية، لضمان أن الترقي والمكافأة تقوم على الأداء الحقيقي لا الأقدمية.
  •   تعزيز الشراكة بين الجامعات وسوق العمل، وربط الأبحاث بمشروعات الدولة وخططها التنموية.

وتبقي كلمة..

إن بناء مستقبل قائم علىالإبداع ليس ترفًا، بل ضرورة وجودية في عالم يتسارع نحو المعرفة والتكنولوجيا.
وإذا أرادت مصر أن تحجز لنفسها مكانًا متقدمًا في هذا السباق، فعليها أن تتحول من مرحلة “اكتشاف المواهب” إلى مرحلة “تمكين المواهب”، عبر إدارة رشيدة، وتمويل مستدام، وثقافة مؤسسية تؤمن أن العقول المبدعة هي الثروة الحقيقية للأوطان.

مقالات مشابهة

  • الجوازات: منح المقيم تأشيرة خروج نهائي يتطلب من صاحب العمل متابعة مغادرته
  • "ليه لأ"عرض مسرحي فى جامعة الفيوم
  • حفل استقبال الطلاب الجدد بكلية الآداب فى جامعة الفيوم
  • صيانة مدرجات كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي في جامعة الفيوم
  • تقرير PlanRadar يكشف كيف تؤدي معايير ضمان ومراقبة الجودة غير المتسقة إلى استنزاف أرباح قطاع البناء
  • شئون التعليم بجامعة الإسكندرية: دعم الطلاب وتوفير بيئة تدريسية متميزة
  • مجلس شئون التعليم والطلاب بجامعة الإسكندرية يؤكد على دعم الطلاب وتوفير بيئة تعليمية متميزة
  • أمانة عمان تشدد على التحقق من هوية فرق التفتيش وتحذر من المخالفين
  • حين تصبح الموهبة سياسة دولة لا صدفة حظ!
  • جامعة الفيوم تحتفل بالذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر واستقبال الطلاب الجدد