أكد الدكتور محمد الزهار، أمين لجنة العلاقات الخارحية بحزب حماة الوطن، أن القمة العربية المنعقدة في المنامة بالبحرين تأتي في توقيت حساس للغاية، حيث تتزامن مع مستجدات الموقف المصري الحاسم، والذي يعبر يوما بعد يوم عن مناصرة القضية الفلسطينية بكل الأشكال، وذلك من خلال إعلان مصر الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، ما يجعله جزء مهم من العمل العربي، ويستوجب اصطفاف كل الدول العربية خلفه.

القمة العربية تأتي في توقيت حساس

وأضاف الزهار، أن القمة العربية تعكس استمرار التشاور بين القادة العرب، خاصة في ظل الظروف الطارئة التي تعيشها المنطقة العربية، خاصة القضية الفلسطينية التي تعد المحور الرئيسي في هذه القمة وضمن أولويات القادة العرب، خاصة فيما يتعلق بآليات دعم صمود الشعب الفلسطيني، والحفاظ على القضية الفلسطينية، ومواجهة المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين.

وأوضح أن الشارع العربي يراهن بقوة على مخرجات قمة المنامة، والتي يتوقعون أن يكون لها دور تاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وفي مواجهة العديد من الملفات الحيوية التي تمثل تهديدا للأمن القومي العربي.

وأشار إلى أن الرئيس السيسي حريص على طرح رؤية مصر للأزمة وكيفية حلها، من خلال تنفيذ إقامة حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية، وسيكون هناك أيضًا تركيز على أن هذه الأزمة ليست بمعزل عن المجتمع الدولي، ومصر حريصة على حث المجتمع الدولي على ذلك، ما ينعكس على ما يصدر عن القادة العرب من مخرجات، وأن يكون هناك نظاما دوليا يجب أن يتسم بالعدالة والمساواة.

وأوضح أن القمة العربية في البحرين هي الأولى من نوعها التي تستضيفها المنامة، خاصة أن القمة العربية تتزامن مع اليوبيل الفضي لتنصيب عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى، وتتصدر فلسطين أجندة المناقشات على مائدة القادة العرب، ووقف إطلاق النار وإغاثة أهالي قطاع غزة ورفض التهجير ضمن أولويات القمة العربية، وهناك توافق عربي واسع النطاق حول رفض العملية العسكرية فى رفح الفلسطينية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محمد الزهار حماة الوطن حزب حماة الوطن الشعب الفلسطيني القضیة الفلسطینیة أن القمة العربیة القادة العرب

إقرأ أيضاً:

مستقبل القضية الفلسطينية بعد اتفاق غزة

 

 

د. عبدالله الأشعل **

كل المفاهيم تتغير بعد اتفاق غزة وهو أكبر دليل على انتصار المقاومة على غطرسة القوة الإسرائيلية والأمريكية، فقد هَزَمَتْ المقاومةُ الجيشَ الإسرائيلي درع المستعمرين، وترتب على ذلك بوار "صفقة القرن"؛ لأنَّ المرشحين للهجرة أدركوا أنَّ إسرائيل بدأت مشوار الزوال، ولم ينفع إسرائيل سكوت المحيط العربي والإسلامي الذي تخلى عن غزة، ودفعت غزة الثمن كاملًا ولا فضل لأحد عليها؛ بل ورفعت قدر مصر حين أرغمت إسرائيل على الانسحاب من غزة ومعبر رفح الذي احتلته إسرائيل وخط الحدود المصري الفلسطيني (محور صلاح الدين "فيلادلفيا")، ولاشك أن الاتفاق حرَّر غزة بالكامل من سطوة إسرائيل، لصالح الأمن القومي المصري.

ورغم أن الاتفاق مُتشعِّب ومُفصَّل، ويمُر بثلاث مراحل، لكن في النهاية كان الجيش المعتدي مُنهكًا واعترف رئيس الأركان الإسرائيلي بذلك منذ عدة أشهر. والاتفاق يُحقق شروط المقاومة الخمسة: الأول انسحاب إسرائيل خاصة من شمال غزة، والثاني إعادة إعمار ما خلفته الحرب من دمار، والثالث تدفق المساعدات، والرابع عودة النازحين الأحياء إلى بيوتهم، وأخيرًا (الخامس) البقاء في غزة وإدارتها.

وكثيرًا ما تحدثت إسرائيل عن غزة بعد الحرب وأثارت لغطًا كبيرًا، وحاربت المقاومة قوى الشر في الإقليم والعالم، وفي مقدمتها واشنطن، بكل قوتها، كما حاربت أمن السلطة التي تحالفت مع إسرائيل في جنين، على أمل أن تقتنع إسرائيل بجدوى خدمات السلطة حتى تعهد إليها بإدارة غزة! المهم أن عمليات المقاومة وصمودها قد غيَّرت مضمون القضية الفلسطينية، فقد أصبحت الحقائق كاشفة وهي أن الشعب الفلسطيني يفقد أرضه وحياته بفعل الصهاينة ويتعرض للإبادة، وبالتوازي مع ذلك اندلعت مظاهرات متعددة في الدول الغربية وأمريكا بالذات، للمطالبة بتحرير غزة ووقف الإبادة الجماعية.

وقد استوجب انتصار المقاومة النتائج الحاسمة الآتية:

أولًا: ضرورة إعداد برنامج عمل وطني تشارك فيه كل أطياف المجتمع الفلسطيني؛ بمن فيهم "عرب 1948" الذين أثبتوا أنهم جزء من الشعب الفلسطيني رغم قيود إسرائيل.

ثانيًا: سقوط مسرحيات كثيرة ساقتها الدول الغربية مثل "حل الدولتين"، رغم أنها تعلم أن المشروع الصهيوني يُريد كل فلسطين وإبادة أهلها يُضاف إلى ذلك أن إسرائيل أصدرت قانونًا عام 2017 بتحويل إسرائيل إلى دولة يهودية، وأول آثاره طرد عرب 1948 من داخل إسرائيل. كما أصدرت إسرائيل عام 2023 قانونًا يحظر إقامة دولة فلسطينية في فلسطين باعتبارها ضارة بالدولة العبرية.

ثالثًا: حقوق الشعب الفلسطيني اتسعت كثيرًا، فقد أصبح الهدف الآن تحرير كل فلسطين وإقامة دولة فلسطينية واحدة تضم الصهاينة في إسرائيل الذين يرغبون في البقاء في فلسطين، ومعنى ذلك أن الدولة الفلسطينية الواحدة سوف تقوم بعد زوال إسرائيل.

رابعًا: زخم جديد لحق العودة، بعد أن كان هذا الحق غير معترف به إلّا بالنسبة للصهاينة، وبالفعل أصدرت إسرائيل قانون العودة في بداية خمسينيات القرن الماضي. وقام قانون العودة إلى فلسطين على كذبة كبرى وهي أن الصهاينة كانوا في فلسطين منذ آلاف السنين ومن حقهم أن يعودوا إلى فلسطين.

خامسًا: سقوط أساطير إسرائيلية كثيرة، من بينها موافقة إسرائيل على قيام دولة فلسطينية، وموافقة إسرائيلية لإجراء الانتخابات في فلسطين وسقوط مخطط إغفال اسم فلسطين وإبراز اسم إسرائيل.

سادسًا: أن الاتفاق يشمل ترتيب أوضاع، لكنه لا يوقف قضايا الإبادة في محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية. كما إن الاتفاق لا يمنع المقاومة من مهاجمة إسرائيل إذا تلاعبت إسرائيل بهذا الاتفاق، حتى لا تتفق إسرائيل مع غزة، ثم تتفرغ لجبهات المقاومة التي تضامنت مع غزة. ومؤدى الاتفاق هدوء جبهات المقاومة الأخرى بشرط أن إسرائيل لا تنفرد بالجبهات فرادى.

سابعًا: تحويل "الاونروا" إلى منظمة تدعم الدولة الفلسطينية ولا يقتصر الدعم على اللاجئين؛ فقد مضى الزمن الذي كانت كل القضية إنها قضية لاجئين في قرار مجلس الأمن رقم 242.

ثامنًا: سقوط مصطلحات المصالحة، لكن الجميع مطالب بالتوصل معًا إلى هذه القواسم المشتركة التي تشكل البرنامج الوطني الفلسطيني.

تاسعًا: لا بُد أن تدرس القمم العربية إبراز صيغة عملية تعكس الواقع الجديد.

عاشرًا: تخليد شهداء الشعب الفلسطيني والمقاومة، وبالذات قيادات المقاومة مثل: حسن نصر الله ويحيى السنوار وإسماعيل هنية، إلى جانب الإشادة بجهود إيران ومواقفها في دعم المقاومة ومساندتها والتمسك بوحدة الساحات.

حادي عشر: التمسك بمساندة اليمن والعراق وحزب الله في لبنان إذا هاجمتهم إسرائيل.

إنَّ عصرًا جديدًا بدأ الآن، والفضل لله أولًا وأخيرًا، بقي بعد ذلك الدروس الإيمانية التي تخرج بها من هذه الملحمة.

ثاني عشر: تفرغ مركز بحوث في الغرب يعمل به باحثون عرب لدراسة أسباب عجز المحيط العربي والإسلامي عن إنقاذ غزة. أما وفاء إسرائيل بالتزاماتها في الاتفاق فهو أمر مشكوك فيه.

ثالث عشر: ضرورة تعديل قرار الجامعة العربية بوصم إحدى جماعات المقاومة بالإرهاب؛ لأنه لا يُعقل أن تنتصر المقاومة على الجيش الذي حمل أسطورة الجيش الذي لا يُقهر وتظل في نظر العرب إرهابًا!

رابع عشر: كان يتعين ان تتوقف اعمال الابادة بمجرد التوقيع، والاصوب ان نصف الاتفاق لوقف الابادة وليس وقف إطلاق النار. أما الفضل في التوصل للاتفاق فهو لمساندة حزب الله لصمود المقاومة. وليس للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي زعم فضل إبرام الاتفاق لنفسه، وليس لهذيان الرئيس المنتخب دونالد ترامب فضل فيه.

لقد أظهرت حرب الإبادة التي امتدت لأكثر من عام و3 شهور، بشاعة الوحش الإسرائيلي وإجرام القاتل الأمريكي، وكشفت عن أسوأ السلوكيات الإجرامية لديهما.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عطوان :ماذا يعني تجاهل “أبو عبيدة” جميع القادة العرب باستثناء اليمن؟
  • قمة العرب للطيران 2025 تناقش تحول الصناعة في ظل رؤية السعودية 2030
  • "قمة العرب الطيران 2025" ترسم تحول الصناعة في ظل رؤية "السعودية 2030"
  • العراق يستعد لتحضيرات إنعقاد القمة العربية في بغداد
  • حماة الوطن بالإسكندرية ينظم وقفة شكر للرئيس لدعمه القضية الفلسطينية
  • العطاري يؤكد أهمية تعزيز الابتكار والتنمية الإقتصادية لتحقيق التنمية الدول العربية
  • بيوت الشعر في الوطن العربي منارات ثقافية عززت اللغة العربية والذائقة الشعرية
  • استمرار الجزء الثاني من دورة إعداد قادة المستقبل بالمحليات
  • فوز بوابة اور الالكترونية للخدمات الحكومية بجائزة التميز العربي من جامعة الدول العربية
  • مستقبل القضية الفلسطينية بعد اتفاق غزة