رئيس وزراء النيجر يتهم الولايات المتحدة بخرق الاتفاق العسكري مع بلاده
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
ألقى رئيس وزراء النيجر علي محمد الأمين زين باللوم على الولايات المتحدة في خرق اتفاق عسكري مهم بين البلدين يسمح للقوات الأميركية بالتمركز في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، قال زين إن المسؤولين الأميركيين حاولوا تحديد الدول التي يمكن أن تتعامل معها النيجر، وفشلوا في تبرير وجود القوات الأميركية في البلاد، بينما "لم يفعلوا شيئا" لمواجهة الإرهاب في المنطقة.
وقال زين للصحيفة "بقي الأميركيون على أراضينا، ولم يفعلوا شيئا بينما كان الإرهابيون يقتلون الناس ويحرقون البلدات". وأضاف أن "القدوم لأراضينا والسماح للإرهابيين بمهاجمتنا ليس دليل صداقة. لقد رأينا ما تفعله الولايات المتحدة للدفاع عن حلفائها، لأننا رأينا أوكرانيا وإسرائيل".
العام الماضي، أطاح انقلاب عسكري برئيس النيجر المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم، ثم قامت واشنطن بتجميد الدعم الأمني وإيقاف أنشطة مكافحة الإرهاب مؤقتا خارج القاعدة الجوية 201، التي تقوم بمراقبة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في منطقة الساحل وتنشر أكثر من ألف فرد عسكري.
ويوم 16 مارس/آذار، ألغى النظام العسكري الحاكم في النيجر "بمفعول فوري" اتفاق التعاون العسكري المبرم في 2012 مع الولايات المتحدة، وذلك بعد مغادرة وفد أميركي كان في زيارة للبلاد برئاسة مساعدة وزير الخارجيّة للشؤون الأفريقيّة مولي في.
والشهر الماضي، استجابت الولايات المتحدة لمطالب النيجر بمغادرة القوات الأميركية ووافقت على سحب قواتها. في حين أثار إلغاء الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والنيجر مخاوف من فقدان النفوذ الأميركي في غرب أفريقيا وأن تحل محله القوات الروسية.
وتعتبر بوركينا فاسو ومالي المجاورتان، حيث أنشأت مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية وجودا لها، قريبتين بالفعل من موسكو. وبعد انقلاب يوليو/تموز الماضي في النيجر وقبل مقتل يفغيني بريغوجين، زعيم جماعة فاغنر، في أغسطس/آب، أصدر بريغوجين بيانا رحب فيه بالحكومة العسكرية الجديدة وعرض عليها خدمات مجموعته.
وقدم دبلوماسيون ومسؤولون عسكريون أميركيون عرضا مضادا يهدف إلى الحفاظ على التعاون، لكن روسيا أرسلت قوات إلى العاصمة نيامي. وتتمركز القوات الروسية والأميركية الآن في منطقتين منفصلتين داخل القاعدة الجوية 201.
وكشف زين -في مقابلته مع صحيفة واشنطن بوست- مدى الانهيار في العلاقات بين الولايات المتحدة والنيجر. وقال إن قادة حكومة النيجر الجديدة، المعروفة باسم المجلس الوطني لحماية الوطن، غير راضية عن قيام واشنطن بتجميد الدعم العسكري مع إبقاء قواتها في البلاد.
وقال رئيس القيادة الأميركية في أفريقيا الجنرال مايكل لانغلي، أمام اجتماع لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في مارس/آذار، إنه بينما لم تعد الولايات المتحدة تقوم بعمليات مكافحة الإرهاب انطلاقا من النيجر، فإن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة ضروري لمواجهة التعدي الروسي. وأضاف "أود أن أقول إن عددا من الدول وصلت إلى نقطة التحول التي يقع فيها فعليا الاتحاد الروسي، في ظل نشر بعض رواياتها الكاذبة في جميع أنحاء ليبيا". وأشار إلى أن الاتحاد الروسي يحاول بالفعل السيطرة على وسط أفريقيا، وكذلك منطقة الساحل.
وقال رئيس وزراء النيجر إن رد الولايات المتحدة على الانقلاب يتناقض مع ردود أفعال روسيا وتركيا التي رحبت بالقيادة الجديدة في نيامي "بأذرع مفتوحة". وأوضح زين للصحيفة أن "النيجيريين كانوا يقولون إن الأميركيين أصدقاؤنا، وسوف يساعدوننا هذه المرة في القضاء على الإرهابيين"، مضيفا أن النيجر لم تكن لتتطلع إلى روسيا طلبا للمساعدة لو كانت الولايات المتحدة استجابت لطلبات الدعم، بما في ذلك الطائرات والطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الجوي.
أعضاء في مجلس عسكري نظم انقلابا في النيجر يشاركون في تجمع حاشد في ملعب في نيامي بالنيجر (الأناضول)وقال زين أيضا إنه أبلغ الوفد الأميركي أن النيجر لا تزال ترغب في إقامة علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع الولايات المتحدة، وإنه "إذا وصل المستثمرون الأميركيون، فسنعطيهم ما يريدون. لدينا اليورانيوم. لدينا النفط. لدينا الليثيوم. تعال واستثمر. هذا كل ما نريده".
وقال زين للصحيفة إنه شعر بالإهانة من تصريحات مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، التي قال إنها طلبت من النيجر عدم التعامل مع روسيا وإيران إذا أرادت مواصلة علاقتها الأمنية مع الولايات المتحدة، وهددت بفرض عقوبات إذا تم التوصل إلى اتفاق لبيع اليورانيوم لإيران. وأكد المسؤول النيجري أنه لم يتم التوقيع على أي شيء على الإطلاق مع إيران. وقال إنه أخبر المسؤولة الأميركية: "أتيتِ إلى هنا لتهديدنا في بلادنا. وهذا أمر غير مقبول. وقد أتيتِ إلى هنا تخبريننا بمن يمكننا أن نقيم معه علاقات، وهذا أمر غير مقبول أيضا. وقد فعلتِ كل ذلك بلهجة متعالية وقلة احترام". وردا على ذلك، قال مسؤول أميركي لصحيفة واشنطن بوست إن الرسالة التي تم نقلها إلى نيامي "تم تسليمها بطريقة احترافية، استجابة للمخاوف المشروعة بشأن التطورات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تشاد: مغادرة 120 جنديا فرنسيا ضمن عملية سحب قواتها بعد تعليق الاتفاق العسكري
أعلنت وزارة الدفاع التشادية، أن وحدة فرنسية تضم 120 جنديا غادرت الأراضي التشادية، في إطار عملية انسحاب جنود فرنسا من تشاد بعد ثلاثة أسابيع من الإعلان المفاجئ عن تعليق الاتفاق العسكري بين باريس وانجامينا.
وقالت الدفاع التشادية، في بيان اليوم إن طائرة من طراز إيرباص أيه 330 فينيكس أقلعت من مطار انجامينا العسكري نحو فرنسا بعد ظهر يوم الجمعة الماضية وعلى متنها 120 جنديا فرنسا، وذلك في وجود مسئولين عسكريين تشاديين، ما يدلل على متانة التعاون العسكري بين البلدين في مجال الأمن.
وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن وزارة الجيوش الفرنسية لم تصدر أي تعليق على هذا البيان، مضيفة أن عدد العسكريين الفرنسيين في تشاد يقارب الألف فرد، مشيرا إلى أن سحب الجنود الفرنسيين يأتي بعد حوالي 10 أيام من مغادرة المقاتلات الفرنسية لأراضي تشاد.
وأكدت وزارة الدفاع التشادية، في بيانها، أن أطنانا من المعدات العسكرية الفرنسية، المخزنة بعناية في مطار نجامينا العسكري سيجري نقلها بواسطة طائرة أنتونوف 124 خلال الأيام المقبلة.
ونقل البيان، عن مسئول بالجيش الفرنسي قوله: سيجري أيضا إعادة المركبات العسكرية المُرحلة من القواعد الفرنسية في فايا ـ لارجو وأبيشي وانجامينا إلى فرنسا عبر ميناء دوالا الكاميروني، في موعد متوقع أقصاه يناير المقبل. وستستغرق الرحلة البحرية حوالي ثلاثة أسابيع.
جدير بالذكر أن القوات والطائرات الفرنسية المقاتلة تمركزت في تشاد بشكل شبه مستمر منذ استقلال البلاد في عام 1960، حيث خدمت القوات الفرنسية في تدريب الجيش التشادي، بينما قدمت المقاتلات دعما جويا أثبت أنه ضروري في عدة مناسبات لوقف المتمردين الذين يسعون للاستيلاء على السلطة.
ويتواجد أفراد من الجيش الفرنسي في ثلاثة أماكن في تشاد- غالبيتها في معسكر كوسي في انجامينا. وكانت فرنسا قد خططت لخفض قواتها كجزء من إعادة تشكيل وجودها العسكري في قارة أفريقيا.
واضطرت فرنسا بالفعل إلى إجلاء قواتها من مالي وبوركينا فاسو والنيجر عامي 2022 و2023، بعد وصول المجالس العسكرية تلك الدول إلى السلطة. كما أعربت السنغال عن رغبتها في غلق القواعد العسكرية الفرنسية على أراضيها.
اقرأ أيضاًالرئيس التشادي يهدد بالانسحاب من قوة أمنية متعددة الجنسيات فى بحيرة تشاد
أمين «البحوث الإسلامية» ومستشار شئون الوافدين يفتتحان مركزًا لتعليم العربية بـ «تشاد»
أمين «البحوث الإسلامية» يشارك في مؤتمر «تحديات اللُّغة العربية في أفريقيا» بتشاد