16 مايو، 2024

بغداد/المسلة الحدث:  خمس جنازات مختلفة في الشهر الماضي لأشخاص أصيبوا بسرطان الدم (لوكيميا) في مدينتي دير الزور في سوريا والبصرة في العراق. وتعتقد عائلات الضحايا أن إصابتهم بهذا المرض ناجمة عن التعرض لملوثات سامة.

وتنتج “حراقات نفط محلية” في شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى مصافي نفط حكومية تديرها شركات أجنبية في جنوب وشمال العراق.

ملوثات تسبب تلوث الهواء، وتعرض الأشخاص لأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الدم.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تؤدي تأثيرات تلوث الهواء على الصحة إلى حدوث نحو 7 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويًا في جميع أنحاء العالم.

وتقدر حصة العالم العربي من هذه الحالات الوفاة بحوالي 450 ألف حالة وفاة، مما يعكس ارتفاعًا بنسبة 50٪ فوق المعدل العالمي.

يصف السكان الغازات المنبعثة من صناعة النفط البدائية بأنها “القاتل الصامت”، حيث تسبب تشوهات خلقية بين الأطفال المولودين حديثًا. كما أن اندلاع المعارك بالقرب من مناطق استخراج الوقود الأحفوري ومصافي النفط يؤدي إلى حدوث حرائق نفطية تطلق مواد كيميائية ضارة في الهواء.

ووفقًا لتقرير أعده “آي كيو إير”، تصنف سوريا والعراق ضمن الدول العشرين الأكثر تلوثًا في العالم من حيث الجسيمات الدقيقة المعروفة بـ “بي إم 2.5” (PM2.5).

تلخص هذه المعلومات القضايا المتعلقة بتلوّث الهواء وتأثيرها على صحة السكان في دير الزور والبصرة.

ويجب التصدي لهذه المشكلة بواسطة الجهات المعنية لتقليل التلوث وحماية صحة المجتمع.

ويعتبر حقل الرميلة الذي يمتد على مساحة 1800 كيلومتر مربع في منطقة البصرة جنوبي العراق، وتديره شركة أجنبية، أسوأ حقل نفطي من ناحية معدلات الانبعاثات الناتجة عن غاز الشعلة، المسبب الرئيس لإصابات سرطان الدم.

وعلى مقربة من حقل الرميلة، تقع بلدة صغيرة يصفها السكان بالمقبرة، لارتفاع عدد وفيات المصابين فيها بهذا المرض.

ويشتكي سكان بلدة نهر عمر التي تقع في الجوار أيضا، من انتشار السموم المنبعثة من ألسنة اللهب المتصاعدة في قمم أبراج الغاز. ويؤكد رئيس بلديتها ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان على مدى العقد الماضي بنسبة 50%.

وتبعد ناحية القيارة نحو 50 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، وتضم مصفاة نفط قديمة أنشئت في خمسينيات القرن الماضي، إلى جانب حقلين نفطيين “القيارة والنجمة”.

 

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الاستقلال الطاقوي.. بغداد تراهن على النفط الثقيل لإضاءة المدن

17 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: تسارع الحكومة العراقية الخطى لمعالجة أزمة الطاقة المزمنة، حيث أعلنت وزارة الكهرباء عن خطط طموحة للتحول نحو الاعتماد على الوقود المحلي بدلاً من الغاز المستورد، في ظل العقوبات الأمريكية التي شلت استيراد الغاز الإيراني.

وتُظهر الإحصاءات أن إيران كانت تزود العراق بحوالي 50 مليون متر مكعب يومياً من الغاز، تغطي ثلث احتياجات البلاد وتُنتج ما بين 6 إلى 7 آلاف ميغاواط من الكهرباء. توقف هذا الإمداد فاقم النقص الحاد في الطاقة، مما دفع بغداد لإعادة صياغة استراتيجياتها الطاقوية.

وكشفت الوزارة عن زيادة إنتاج الطاقة بـ3 آلاف ميغاواط في أبريل 2024، مع هدف طموح للوصول إلى 27 ألف ميغاواط. ويبرز التحول نحو المحطات البخارية التي تعتمد على النفط الثقيل المحلي كخيار استراتيجي، حيث أكد المستشار الحكومي علاء الفهد أن هذه المحطات، التي تستهدف إنتاج أكثر من 15 ألف ميغاواط، ستعتمد كلياً على الوقود المحلي.

وتُجري الوزارة حالياً دراسات جدوى وتفاوض مع شركات عالمية لتنفيذ هذه المشاريع، رغم التحديات المتعلقة بالجداول الزمنية وتعقيدات التمويل.

في المقابل، تتجه الأنظار نحو الطاقة الشمسية كحل مستدام.

وأطلقت وزارة الكهرباء مشاريع لإنشاء محطات شمسية، لكن التقدم يبقى بطيئاً بسبب نقص البنية التحتية والاستثمارات.

وتشير إراء إلى تفاؤل حذر بين العراقيين، حيث كتب أحد المغردين: “الطاقة الشمسية قد تكون مفتاح الحل، لكن نحتاج إلى تنفيذ سريع وتمويل قوي”.

ويعكس هذا الرأي حاجة ملحة لتسريع وتيرة المشاريع المتجددة.

وتواجه هذه الجهود عقبات جمة، منها البيروقراطية وتأخر التمويل، إلى جانب الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري الذي يثير مخاوف بيئية.

ومع ذلك، يرى محللون أن التحول نحو الوقود المحلي والطاقة الشمسية يمثل فرصة لتعزيز الاستقلال الطاقوي، شريطة توفير بيئة استثمارية جاذبة وتشريعات داعمة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الاستقلال الطاقوي.. بغداد تراهن على النفط الثقيل لإضاءة المدن
  • الأرقام تكشف المأزق.. الموازنة تحت رحمة البرميل
  • وزارة النفط: الأنبوب البحري الجديد يربط 3 منافذ تصدير استراتيجية
  • بمشاركة يابانية واسعة.. مصر تستضيف فعاليات أكبر لوحة مرسومة في العالم 2025
  • الحرب التجارية ستؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على النفط
  • ارتفاع طفيف لأسعار خامي البصرة رغم تراجع النفط
  • مشروع ضخم لتصدير نفط وغاز العراق.. تعرف على تفاصيل المقترح التركي
  • أنقرة تمد أنابيبها نحو البصرة.. هل يبيع العراق نفطه مقابل كهرباء؟
  • خام البصرة يتجاوز التوقعات.. هل بدأ النفط العراقي باستعادة هيبته؟
  • ارتفاع أسعار خامي البصرة لأكثر من 1٪ مع صعود النفط