داخل العالم الغريب والقذر لمعارض الأسلحة العالمية
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تشمل معارض الأسلحة جميع الأشياء المتعلقة بالحروب، لكنها لا تُشبه ساحة معركة على الإطلاق.
وفي بيان صحفي عن كتاب جديد له بعنوان "ليس أمرًا شخصيًا: المكتب الخلفي للحرب" (Nothing Personal: The Back Office of War)، قال المصور الروسي نيكيتا تيريوشين، إنّها عبارة عن "ملعب كبير للبالغين يتوفّر فيه النبيذ، والمقبلات التي تؤكل باليد، والأسلحة البراقة".
وأشار تيريوشين إلى أنّ الجثث عبارة عن مجرّد تماثيل عرض أو صور على الشاشة، بينما توَصَّل الأسلحة الرشاشة وقاذفات الصواريخ بشاشات مسطحة لإطلاق النار على الأهداف في محاكاة تشبه ألعاب الحاسوب، وتُنظَّم معارك وهمية في بيئات صناعية للضيوف رفيعي المستوى، ورؤساء الدول، والوزراء، والجنرالات، وتجّار الأسلحة.
وفي مكالمة عبر الفيديو مع CNN، قال تيريوشين مستذكرًا المرة الأولى التي حضر فيها معرضًا لتجارة الأسلحة، حيث يتم عرض وبيع المعدات العسكرية، والأمنية، وتلك المتعلقة بالمراقبة: "أذهلني الأمر".
وأفاد المصور الروسي أنّه اعتاد على رؤية مشاهد الحرب عبر وسائل الإعلام، والتي شملت صورًا لبلدات مدمرة، ووجوه ملطخة بالدماء لأشخاص عالقين وسط الصراع، لكنه فوجِئ بالفجوة بين تلك المشاهد والمعاملات التجارية التي تقف وراءها.
وأوضح تيريوشين الذي يبلغ من العمر 37 عامًا، والذي قضى ما يقرب من عقد من الزمن في توثيق ما يجري خلف كواليس هذه الصناعة أنه "في غالبية الأوقات، كنت أرى الأشخاص.. وهم يشربون الجعة، والنبيذ، والفودكا بجوار المدافع الرشاشة، وينخرطون بالفعل في حفلة شرب الكحول بإفراط".
وشَهِد تيريوشين بيع الأسلحة واختبارها في معارض حول العالم في بلدان منها بولندا، وبيلاروسيا، وفرنسا، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، والصين، وبيرو، وروسيا، وفيتنام، والولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب إفريقيا.
ويرسم كتابه، الذي صدر في وقتٍ سابق من هذا العام، صورة لقطاعٍ عبثي يديره على ما يبدو تجار أسلحة مهملين.
وقال المصور الروسي: "أعتقد أنّ هذا يخبرنا أشياءً عن تفاهة الشر، وكيف أنّنا نبيع الأسلحة وكأنها مكانس كهربائية"، مضيفًا: "من ناحية، حاولوا جعله يبدو مثاليًا من خلال هذه (المساحة الشبيهة بمعرض) من أجل الحدث، ومن ناحية أخرى، عندما تنظر.. وترى كل التفاصيل.. إنّه قذر نوعًا ما".
والتقط تيريوشين هذه المشاهد بأسلوب مميز باستخدام الوميض لإنشاء صور عالية التباين، كما انّه التقط بعضًا منها من زوايا غريبة لجعل المشاهدين يشعرون بعدم الارتياح.
لا دماء ولا جثثيعتقد المصور أنّ مندوبي المبيعات في معارض الأسلحة ينأون بأنفسهم عن الضرر الذي تسببه هذه الأسلحة، إذ قال: "ليست هناك صلة بالموت والحرب. لا ترى الدماء ولا الجثث أبدًا".
وأوضح أنّ الشيء الوحيد الذي رأى أنّه يُظهر التأثير على البشر هو دمية عرض مبتورة الأطراف (تُدعى ماجد)، استُخدِمت لمحاكاة سيناريوهات الرعاية الطبية في ظل أحداث كارثية.
وبدا أنّ شركات الأسلحة روّجت نفسها لتبدو كالأبطال، وفقًا لما ذكره تيروشين، الذي وثق الشعارات التي صادفها في مواقع المعارض.
واستخدمت "مجموعة كلاشينكوف" (Kalashnikov Group) شعار "70 عامًا من الدفاع عن السلام".
وتُعد بنادقها من طراز "AK-47" من بين أرخص البنادق في السوق، ويُعتقد أنّها قتلت أكبر عدد من الأشخاص على مستوى العالم، مقارنةً بأي سلاح ناري آخر.
وذكرت المواد التسويقية لشركة "لوكهيد مارتن"، إحدى أكبر الشركات المصنعة للأسلحة في العالم في شعاراتها: "نحن نعمل على هندسة غدٍ أفضل".
وفي البداية، التقط المصور الروسي صورًا تُظهر وجوه المشترين والبائعين، ولكنه اختار لاحقًا إخفاء الوجوه.
وشرح تيريوشين قائلًا: "كنت أفكر فحسب أنّ الأمر لا يتعلق بأشخاص معينين، بل يتعلق أكثر بالنظام الذي يقف خلفه، وهذه هي المشكلة"، ومن ثم أضاف: "غالبية الأشخاص سيقولون لك: نعم، علينا أن نعمل هنا لأنّنا نحتاج لإطعام عائلاتنا".
كما ذكر أنّ إخفاء هوية الاشخاص شكّل أيضًا كناية عن صناعة "مريبة نوعًا ما" و"لا تهدف إلى الكثير من الدعاية".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أسلحة التصوير تجارة الأسلحة كتب معارض
إقرأ أيضاً:
البابا الذي كسر التقاليد: دفن فرنسيس خارج أسوار الفاتيكان ( كامل التفاصيل)
شهدت أروقة الفاتيكان مؤخرًا حدثًا تاريخيًا غير مسبوق، حيث طُبقت للمرة الأولى مراسم جنائزية جديدة لبابا الفاتيكان، البابا فرنسيس الثاني، الذي رحل عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالإصلاحات والقرارات الجريئة.
وداع البابا فرنسيس
كان البابا فرنسيس قد قرر قبل وفاته تعديل الطقوس الجنائزية الخاصة بدفن باباوات الفاتيكان وأبرز هذه التعديلات تمثل في عدم عرض جثمان البابا للعامة، بل إيداعه فورًا داخل التابوت. كما تم تأكيد الوفاة داخل الكنيسة بدلًا من الغرفة البابوية التقليدية.
نهاية التوابيت الثلاثة
واحدة من التغييرات البارزة تمثلت في الاستغناء عن التوابيت الثلاثة التقليدية المصنوعة من السرو والرصاص والبلوط، والتي كانت تعكس رمزية كنسية وتاريخية. بدلًا منها، استُخدم تابوت خشبي واحد مبطن بالزنك، ما اعتبره البعض رسالة رمزية نحو التبسيط وإزالة المظاهر الفخمة عن لحظات الوداع.
رغم أن المعتاد هو دفن الباباوات في الكهوف أسفل كاتدرائية القديس بطرس، إلا أن البابا فرنسيس أوصى بأن يُدفن في كنيسة "سانتا ماريا ماجوري" بروما، وهي واحدة من أقدم الكنائس المريمية، وتحوي أقدم أيقونة للعذراء مريم تعود للقرن الخامس.
أعلن الفاتيكان الحداد الرسمي لمدة تسعة أيام، وهو تقليد متّبع في وداع باباوات الكنيسة الكاثوليكية، لكنه في هذه المرة جاء بنكهة مختلفة تحمل بصمة البابا فرنسيس الثاني.