أشاد الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين بالعلاقات المتنامية بين بلديهما لما تشكّله من عامل "استقرار" و"سلام" في العالم، مع بدء الرئيس الروسي الخميس زيارة دولة الى بكين يأمل خلالها نيل دعم إضافي للحرب في أوكرانيا.

وأكد الرئيس الصيني لضيفه أن العلاقة بين بكين وموسكو "مواتية للسلام". وقال شي، وفق وزارة الخارجية الصينية، إن "العلاقات بين الصين وروسيا لا تصب في مصلحة البلدين الكبرى فحسب، بل هي مواتية للسلام أيضا"، مؤكدا استعداده لتعزيزها.

وأضاف "الصين مستعدة للعمل مع روسيا... لدعم الانصاف والعدالة في العالم"، مشددا على أن "العلاقة الصينية الروسية بنيت بجهود مضنية، وينبغي على الطرفين الاعتزاز بها ورعايتها".

بدوره، أكد الرئيس الروسي أن هذه العلاقة هي عامل "استقرار" في العالم.

وقال بوتين بحسب ما أوردت وسائل إعلام روسية إن "العلاقات بين روسيا والصين ليست انتهازية وليست موجهة ضد أي أحد. يشكل تعاوننا عامل استقرار على الساحة الدولية"، مضيفا "معا، ندعم مبادئ العدالة ونظاماً ديموقراطياً عالمياً يعكس الوقائع المتعددة القطب، ويكون مبنياً على القانون الدولي".

"صداقة شخصية عميقة"

ووصل بوتين فجر الخميس الى العاصمة الصينية في زيارة تستمر يومين، وهي محطته الخارجية الأولى منذ إعادة انتخابه رئيسا لروسيا في مارس لولاية جديدة من ستة أعوام.

وهي المرة الثانية يزور فيها بوتين الصين خلال أشهر معدودة، بعدما حضر في أكتوبر 2023 منتدى مبادرة الحزام والطريق الصينية في بكين.

وتمثّل الصين شريان حياة أساسياً لروسيا في المجال الاقتصادي، في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ حربها في أوكرانيا مطلع العام 2022.

ودافع الرئيس الصيني العائد حديثاً من جولة أوروبية شملت فرنسا وصربيا وهنغاريا، عن حق بكين بإقامة علاقات اقتصادية طبيعية مع موسكو التي تشكّل مورداً أساسياً لها في مجال الطاقة.

وقبيل بدء ما تسميه روسيا بـ "العمليات العسكرية" في أوكرانيا في فبراير 2022، وقعت بكين وموسكو شراكة ثنائية وصفت بأنها "بلا حدود".

وقال المحلل الروسي المستقل كونستانتين كالاشيف لوكالة فرانس برس "هذه هي الزيارة الأولى لبوتين بعد تنصيبه، وهو مصمّم على أن يظهر أن العلاقات الروسية الصينية ارتقت بشكل إضافي"، لافتا الى "الصداقة الشخصية الصادقة بوضوح بين الزعيمين".

ورأى الرئيس الروسي أنّ أيّ تحالف سياسي وعسكري "مغلق" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ "مضر"، في وقت تتعاون الولايات المتحدة مع أستراليا والمملكة المتحدة لمواجهة النفوذ الصيني في تلك المنطقة.

وأعرب بوتين عن "امتنانه" للصين على "مبادراتها" للسلام في أوكرانيا.

وقال للصحافيين إلى جانب نظيره الصيني "نحن ممتنون لأصدقائنا ونظرائنا الصينيين للمبادرات التي يعرضونها لحل هذه المشكلة".

ومنذ بدء الحرب الروسية، أكدت الصين رسميا وقوفها على الحياد، لكنها لم تدن هجوم موسكو، وهو ما جعلها عرضة لانتقادات من الغرب الحليف لأوكرانيا.

وتدعو بكين إلى احترام سلامة أراضي كل الدول بما يشمل أوكرانيا ضمنا، مع تأكيدها في الوقت عينه ضرورة أخذ مخاوف روسيا بالحسبان.

وقال شي جينبينغ إنّ الصين وروسيا تتفقان على ضرورة التوصّل إلى "حل سياسي" للنزاع في أوكرانيا.

وقال الى جانب بوتين "يتفق الجانبان على أنّ الحل السياسي للأزمة في أوكرانيا هو السبيل للمضي قدماً".

وفي حين شدد على أن "موقف الصين من هذه المسألة كان واضحاً على الدوام"، مضيفا "تأمل الصين في أن يتم إحلال السلام والاستقرار سريعاً في القارة الأوروبية، وستواصل أداء دور بنّاء لهذه الغاية".

ويثير التقارب بين الصين وروسيا منذ بدء حرب أوكرانيا، خشية كبيرة في دول الغرب. وحذّرت واشنطن بكين من مغبة توفير دعم عسكري لموسكو، لكنها تؤكد في الوقت عينه أنها لم ترَ بعد دليلا على حصول ذلك. الا أن الولايات المتحدة تعتبر أن الدعم الاقتصادي الصيني يتيح لروسيا تعزيز انتاجها العسكري خصوصا الصواريخ والمسيّرات والدبابات.

عين واشنطن على التجارة 

وزادت المبادلات التجارية بين الصين وروسيا بشكل ملحوظ منذ بدء حرب أوكرانيا، وتخطت 220 مليار يورو في العام 2023، وفق الجمارك الصينية.

الا أن الصادرات الصينية الى روسيا تراجعت في مارس وأبريل، بعد تهديد واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية. ويتيح أمر تنفيذي أصدره الرئيس جو بايدن في ديسمبر فرض عقوبات ثانوية على المصارف الأجنبية المرتبطة بالمجهود الحربي الروسي، ما يسمح لوزارة الخزانة الأميركية باستبعادها من النظام المالي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار.

ومذاك، أوقف الكثير من البنوك الصينية التعاملات مع عملاء روس أو أبطأتها، وفق ما أفاد ثمانية أشخاص من البلدين.

وأقر الكرملين بهذه المشكلة في فبراير الماضي، وانتقد الناطق باسمه دميتري بيسكوف لاحقا الضغوط الأميركية "غير المسبوقة" على الصين.

من جهتها، لم تعترف بكين بوجودها، لكنّ وزارة خارجيتها صرّحت لفرانس برس أنها تعارض "العقوبات الأميركية الأحادية الجانب وغير القانونية".

ويرى محللون أن الصين الباحثة كذلك عن تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، قد تكون متردّدة في زيادة تعاونها مع روسيا في الوقت الراهن.

ووقّعت موسكو وبكين سلسلة اتفاقات تجارية خلال زيارة بوتين الذي من المقرر أن يلتقي كذلك رئيس الوزراء لي تشيان، قبل أن ينتقل الى هاربين بشمال شرق البلاد الجمعة لزيارة معرض مخصص للتجارة والاستثمارات.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الرئيس الصيني الصين روسيا بوتين الصين المبادلات التجارية الصين وروسيا حرب أوكرانيا البنوك الصينية روسيا والصين الرئيس الصيني الصين روسيا بوتين الصين المبادلات التجارية الصين وروسيا حرب أوكرانيا البنوك الصينية أخبار روسيا الصین وروسیا فی أوکرانیا على أن

إقرأ أيضاً:

ترامب: أعتقد أن بوتين سيستمع إلي بشأن وقف الضربات في أوكرانيا

عرضت قناة إكسترا نيوز خبرا عاجلا عن الرئيس الأمريكي ترامب، يقول أعتقد أن الرئيس الروسي بوتين سيستمع إلي بشأن وقف الضربات في أوكرانيا.

أوكرانيا ترفض مقترحات ترامب بشأن معادنها مقابل وقف إطلاق النارلافروف: روسيا مستعدة لعقد اتفاق بشأن أوكرانيالافروف : موسكو مستعدة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانياقلق دولي من مبادرة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا

أكد الدكتور سعيد سلام مدير مركز فيجن للدراسات، أن الرؤية الأمريكية في البيت الأبيض تسعى إلى الضغط على أوكرانيا للتنازل عن أراضٍ استراتيجية لصالح روسيا، بالإضافة إلى فرض ضغوط على أوروبا لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا عبر شركات أمريكية.

وقال في مداخلة هاتفية على قناة “ القاهرة الإخبارية”: "أوكرانيا ترفض مقترحات ترامب بشأن معادنها مقابل وقف إطلاق النار، موضحًا، أنّ سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الحرب في أوكرانيا ما تزال غامضة ومتخبطة.


وأضاف "سلام"، في تصريحات مع الإعلامية نهى درويش، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الانتقادات المتواصلة لدونالد ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومحاولاته إلقاء اللوم عليه في عرقلة السلام، تشير إلى تراجع في التزام ترامب بمهمته الأصلية في إنهاء الحرب.

وواصل: "هناك طموح روسي-أمريكي مشترك في هذا الملف، بما في ذلك السيطرة على محطة زابوريجيا النووية والموارد الطبيعية الأوكرانية"، مشيرًا إلى أن هذا الطرح الأمريكي يلقى رفضًا كبيرًا من قبل الجانب الأوكراني، الذي لا يستطيع قبول هذا الضغط والتنازل عن موارده الطبيعية.


كما تناول مهن التصريحات الأخيرة لترامب التي نفى فيها نيته الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأراضٍ روسية، محملًا الرئيس الأوكراني المسؤولية عن تعطيل عملية السلام، إذ اعتبر مهن أن هذه التصريحات جزء من محاولات الضغط المستمر على أوكرانيا، مشيرًا إلى أن أوكرانيا لن تخضع لهذه الضغوطات.


 

طباعة شارك أوكرانيا الرئيس الروسي بوتين الرئيس الأمريكي ترامب

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا مستعدة للتفاوض مع أوكرانيا دون شروط مسبقة
  • بوتين: مستعدون للتفاوض مع أوكرانيا دون شروط مسبقة
  • أخبار العالم | أوكرانيا تطرح عرضا بشأن إنهاء الحرب مع روسيا .. زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية مشابهة لـ إسرائيل.. ترامب يشترط تنازلات من الصين حتى يلغى الرسوم الجمركية
  • ترامب: أعتقد أن بوتين سيستمع إلي بشأن وقف الضربات في أوكرانيا
  • ترامب: أعتقد أن بوتين سيستمع لي لوقف الضربات على أوكرانيا
  • ترامب يرجح التوصل لاتفاق مع بوتين وزيلينسكي.. ماذا عن شبه جزيرة القرم؟
  • الرئيس الصيني يلتقي رئيس كينيا في بكين
  • بكين: الصين وإيران تبحثان تعميق التعاون الثنائي خلال لقاء رفيع المستوى
  • بيسكوف: بوتين وترامب يتفقان على أن رفض الحوار "أمر غير منطقي"
  • الرئيس الصيني: بكين شيدت نظاما للطاقة المتجددة الأكبر والأسرع نموا بالعالم