جدعون ليفي: ماذا عن الرهائن الفلسطينيين في إسرائيل؟
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
قالت صحيفة هآرتس إن مصلحة السجون الإسرائيلية لا تعتقد أن عليها الإبلاغ عن ظروف وفاة فلسطيني من غزة في السجن للجمهور لأنه لم يكن مواطنا في الدولة، مشيرة إلى أن الدكتور عدنان البرش رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، تبين مؤخرا أنه توفي في أحد السجون الإسرائيلية بسبب التعذيب والضرب أثناء استجوابه.
وأوضحت الصحيفة -في عمود الكاتب جدعون ليفي- أن آخر من رأى عدنان البرش كانوا أطباء ومعتقلين أطلق سراحهم، وأخبروا مراسلي "هآرتس" جاك خوري وبار بيليغ أنهم بالكاد تعرفوا عليه، "بدا واضحا أنه عاش جحيما وتعذيبا وإذلالا وحرمانا من النوم. ولم يكن الشخص الذي نعرفه، بل كان خيالا له".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: وضع مدنيي السودان لم يعد يتحمل إضاعة الوقتغارديان: وضع مدنيي السودان لم ...list 2 of 2وول ستريت جورنال: حماس بعيدة عن الهزيمة وتتحول لحرب العصابات ضد إسرائيلوول ستريت جورنال: حماس بعيدة ...end of listوتابعت الصحيفة أن الطبيب الذي عمل في بريطانيا وكانت له زوجة و6 أطفال، تعرض للضرب والتعذيب حتى الموت في أحد السجون الإسرائيلية، ولم يطلق ذلك الإنذارات في إسرائيل، فلا زملاؤه الأطباء ولا رؤساء المؤسسات الطبية ولا أولئك الذين شاركوا في عمليات التعذيب المروعة الجارية في قاعدة سدي تيمان وفي السجون الإسرائيلية، نبسوا ببنت شفة على تعرض مدير قسم للضرب حتى الموت.
وماذا في ذلك؟ -يتساءل الكاتب- ففي نهاية المطاف، قُتل ما يقرب من 500 طبيب وعامل طبي في الحرب ولم يلفت مصيرهم أي اهتمام، فلماذا يجذب موت البرش أي اهتمام؟ إذ لم تثر أي جريمة حرب ارتكبتها إسرائيل في غزة أي مشاعر هنا في إسرائيل، باستثناء الفرحة التي يشعر بها اليمين المتعطش للدماء.
عمل شنيع
وعلاوة على وفاة البرش جاء عمل شنيع آخر، ألا وهو رد السلطات. فالشاباك، جهاز الأمن العام الإسرائيلي، لا يتحدث أبدا عن أولئك الذين استجوبهم وعذبهم، وقد تهرب الجيش الإسرائيلي من المسؤولية، ولم "يعالج" الطبيب إلا في معتقل تابع للجيش، ونقل فورا إلى مركز استجواب الشاباك في كيشون، ومن هناك إلى سجن عوفر الخاضع لإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، فكان رد مصلحة السجون الإسرائيلية شديد الجرأة "المصلحة لا تنظر في ظروف وفاة معتقلين ليسوا مواطنين إسرائيليين".
يموت رجل في السجن، لكن مصلحة السجون الإسرائيلية لا تعتقد أنه ينبغي عليها الإبلاغ عن ظروف وفاته للجمهور لأنه لم يكن مواطنا في الدولة، بمعنى آخر -كما يقول جدعون ليفي- لا قيمة لحياة من ليس مواطنا في السجون الإسرائيلية، وبالتالي يجب أن نتذكر ذلك عندما يقبض على إسرائيلي في قبرص بتهمة الاغتصاب أو في البيرو بتهمة المخدرات، ونحن غاضبون من ظروف اعتقاله، وعلينا أن نتذكر ذلك بشكل أكثر إثارة للمشاعر عندما نشكو للعالم مصير محتجزينا الإسرائيليين.
وتساءل الكاتب مستنكرا كيف يمكن للناس أن يتعاطفوا مع الألم الذي يشعر به الإسرائيليون بشأن مصير محتجزيهم، عندما يتبين أن هؤلاء الإسرائيليين أنفسهم قساة القلوب وغير مبالين بمصير الأسرى لديهم من الجانب الآخر؟.
وختم بالسؤال القاسي لماذا لا توجد لافتة واحدة في ما سماها "ساحة الرهائن" في تل أبيب تدعو إلى التحقيق في مقتل طبيب غزة؟ وهل دمه أقل حمرة من دماء المحتجزين الإسرائيليين الذين ماتوا؟ لماذا يجب على العالم كله أن يهتم ويعمل فقط من أجل محتجزينا، وليس من أجل السجناء الفلسطينيين الذين يجب أن ترعب ظروف سجنهم وموتهم في السجون الإسرائيلية الجميع؟.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات ترجمات مصلحة السجون الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
بعد 100 لقاء.. مخرجة تروي أسرار القتلة في السجون
في حالة غير مألوفة كامرأة، كشفت مخرجة بريطانية عن كواليس رحلتها الاستثنائية في مجال الإخراج، من خلال مقابلة 100 سجين في جرائم متنوعة، من بينهم 13 مداناً في جرائم قتل.
زوي هاينز، التي تعمل في مجال الأعمال الوثائقية، وتعمل كمخرجة ومنتجة للمسلسل الوثائقي "I Am a Killer" الذي يُعرض عبر منصة نتفليكس، تحدثت عن كواليس لقائها مع القتلة في أعمالها الوثائقية، ومقابلاتها مع المدانين في مختلف السجون ذات الإجراءات الأمنية المشددة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وعن شعورها أثناء تواجدها في غرفة واحدة مع المجرمين والقتلة المدانين، قالت زوي لـ "بيزنس إنسايدر" إن الأمر "مربك" للغاية، لدرجة أنها بمجرد أن تكون في غرفة الزيارة مع السجين، تشعر وكأن الفجوة تتلاشى بينهما، وفقاً لتعبيرها.
وأوضحت زوي أنه في كل حلقة من حلقات مسلسلها الوثائقي "I Am a Killer" تحصل هي وفريقها على جلستين مدة كل منهما ساعة واحدة مع النزلاء، لافتةً إلى أن الجزء الأصعب بالنسبة لها هو التأكد من حصول فريق العمل على المعلومات التي يحتاجون إليها من السجين في الوقت المحدود المتاح لهم.
وأشارت أيضاً إلى أن المقابلات تكون "صعبة ومعقدة" في بعض الأحيان لأنها تحتاج إلى جعل السجناء يتحدثون عن "أسوأ شيء فعلوه على الإطلاق"، وأصعب حدث في حياتهم" في ساعة واحدة فقط.
وواصلت حديثها قائلة: "نحن نبحث عن نقطة مثيرة للاهتمام، سواء كانت تلك النقطة هم السجناء أنفسهم ورحلتهم، وما إذا كانوا قد ندموا على ما فعلوه، أو الإجراءات القانونية، التي يمكن أن تكون في كثير من الأحيان موضوعاً في حد ذاتها".
في السياق ذاته، لفتت المخرجة إلى أن اختيار الأشخاص المناسبين لعرضهم في المسلسل هو أمر يتطلب فريق عمل كبير جدا، لأنه بعد الاطلاع على قواعد البيانات والعثور على شخص قد يكون لديه قصة مثيرة للاهتمام لمشاركتها، يتعين عليهم بعد ذلك إجراء عملية طويلة للحصول على إذن من إدارة السجن.
بعد ذلك، يتواصلون مع النزيل عبر الرسائل "لعدة أشهر" قبل أن يقوموا في النهاية بإجراء زيارة شخصية، مع حرص فريق الإعداد على عدم إبراز "القتلة الجماعيين والمعتدين" لمنع التقليد ومنع انتشار هذا النوع من الجرائم في المجتمع.
واختتمت زوي حديثها معربةً عن أملها في عرض "قصص إنسانية" في أعمالها، مشيرةً إلى أن الهدف من عملها هو إبراز الجانب الإنساني الآخر من شخصية المجرم، وربما سرد الرواية من منظور مختلف.