“بيت الفلسفة” يشارك في الحوار الفكري في مؤتمر الفلسفة بجامعة السوربون أبوظبي
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
شارك “بيت الفلسفة”، المؤسسة الرائدة في مجال الخطاب الفلسفي والتعليم، في مؤتمر الفلسفة الذي اختتم أعماله مؤخراً في جامعة السوربون أبوظبي، وتناول المؤتمر مفهوم الأحكام الجمالية في الفن الحديث تحت عنوان “الجمال كمعيار للفن الحديث”، وجمع مفكرين وخبراء وعلماء من مختلف أنحاء العالم بغية الانخراط في حوار بناء وهادف وتبادل الأفكار حول القضايا المعاصرة في مجال الفلسفة.
واستضاف المؤتمر، الذي نظمه نادي الفلسفة الطلابي “نو ليبر” بالتعاون مع قسم الفلسفة وعلم الاجتماع بجامعة السوربون أبوظبي، نخبة من المتحدثين الرئيسيين من بينهم الدكتور أحمد البرقاوي، عميد “بيت الفلسفة”؛ والدكتور كورت ميرتل، الأستاذ المشارك في الجامعة الأمريكية في الشارقة؛ والدكتور غابرييل رابين، أستاذ مشارك في جامعة نيويورك أبوظبي؛ والدكتور كلود فيشنو سباك، رئيس قسم الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة جامعة السوربون أبوظبي؛ والدكتورة كارول تالون هوغون، أستاذ في جامعة السوربون.
ويشكل المؤتمر علامة فارقة في المشهد الأكاديمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تزامن انعقاده مع ذكرى الاحتفال بمرور 300 عام على ميلاد الفيلسوف إيمانويل كانط، إلى جانب توفيره منصة للتأمل والتفكير في دور الجمال في الفن الحديث، ومعرفة أهميته لكونه معياراً هاماً للحكم على القيمة الفنية في التاريخ المعاصر وما بعد الحداثة.
ومنحت مشاركة “بيت الفلسفة” البارزة في هذا الحدث المرموق، عمقاً إضافياً للمناقشات من خلال إبراز التزامه بتعزيز البحث الفلسفي والتفكير النقدي والاستكشاف الفكري. ومن خلال طيف واسع ومتنوع من العروض التقديمية وورش العمل وحلقات النقاش، يهدف “بيت الفلسفة” إلى إلهام الحضور للانخراط في نقاشات التفكير وتحفيز الفضول الفكري والمعرفي لديهم.
وأعرب الدكتور أحمد البرقاوي عن فخر “بيت الفلسفة” واعتزازه بالمشاركة في رعاية مثل هذا الحدث الذي يحمل بُعداً عميقاً ومحفزاً للأفكار، قائلاً: “أتاح المؤتمر فرصة فريدة للغوص والتعمق أكثر في المحادثات حول العلاقة المعقدة بين الجمال والقيمة الفنية في المجتمع الحالي”.
وانطلاقاً من حرص بيت الفلسفة على إلقاء الضوء على إبراز أهمية الدراسات الفلسفية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عمل على تسهيل مشاركة الطلبة الجامعيين من ثلاث جامعات بارزة في الدولة: الجامعة الأمريكية في الشارقة، وجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة السوربون أبوظبي.
وتطرق الدكتور البرقاوي إلى الموضوع الرئيسي للمؤتمر قائلاً: “إن موضوع “الجمال كمعيار للفن الحديث” يدفعنا إلى التساؤل ليس فقط عن أهمية الجمال في الفن، ولكن أيضاً عن كيفية تشكيل سياقنا الحديث إدراكنا للقيمة الفنية، فهو يدفعنا إلى النظر في معايير مختلفة تتجاوز الجمال، بما في ذلك المتعة الجمالية، والأهمية الأخلاقية، والآثار الاجتماعية والسياسية”.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: جامعة السوربون أبوظبی بیت الفلسفة فی جامعة
إقرأ أيضاً:
تبون وماكرون يتفقان على استئناف الحوار بين الجزائر وفرنسا
الجزائر – جدد الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون، والفرنسي ايمانويل ماكرون، امس الاثنين، رغبتهما في استئناف الحوار المثمر بين بلديهما استنادا على “إعلان الجزائر” الصادر في أغسطس/ آب 2022.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان إن “رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تلقى مساء الاثنين اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعرب من خلاله عن تمنياته للرئيس تبون والشعب الجزائري بالتوفيق والازدهار بمناسبة عيد الفطر المبارك”.
وأشارت إلى أن الرئيسين تحادثا “بشكل مطول وصريح وودّي حول وضع العلاقات الثنائية والتوترات التي تراكمت في الأشهر الأخيرة”، في أول اتصال بين الزعيمين منذ يوليو/ تموز الماضي في ظل أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين.
واتفقا خلال المكالمة الهاتفية على عقد لقاء قريب بينهما، دون تحديد موعد معين.
وجدد رئيسا البلدين رغبتهما في “استئناف الحوار المثمر الذي أرسياه من خلال إعلان الجزائر الصادر في أغسطس 2022، والذي أفضى إلى تسجيل بوادر هامة تشمل إنشاء اللجنة المشتركة للمؤرخين الفرنسيين والجزائريين، وإعادة رفات شهداء المقاومة والاعتراف بالمسؤولية عن مقتل الشهيدين علي بومنجل والعربي بن مهيدي”، وفق البيان.
وفي 3 مارس/ آذار 2021، اعترف ماكرون بمسؤولية بلاده عن تعذيب وقتل المحامي والمناضل الجزائري علي بومنجل سنة 1957، في وقت كانت الرواية السائدة لفرنسا تفيد بأن بومنجل انتحر قفزا من طابق مرتفع أثناء استجوابه؛ ما أدى لمصرعه.
كما أقر في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بقتل فرنسا الثائر الجزائري محمد العربي بن مهيدي، أحد كبار قادة ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية السبعين لاندلاعها.
وقبل ذلك، ظلت الرواية الفرنسية الرسمية تزعم أن بن مهيدي “انتحر” في زنزانته، رغم أن الجنرال أوساريس، الذي يُلقب في الجزائر بـ”السفاح”، اعترف بقتله في مذكرات نشرها عام 2000.
وانتهج ماكرون سياسة تقوم على الاعتراف التدريجي بجرائم الاستعمار الفرنسي للجزائري، حيث أدان في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 القمع الدموي لمظاهرات 17 أكتوبر 1961، في العاصمة باريس من قبل الشرطة الفرنسية بقيادة موريس بابون؛ ما خلف آنذاك أكثر من 12 ألف قتيل، منهم من أُلقوا أحياءً داخل نهر السين.
ووفق البيان الجزائري، اتفق الرئيسان على “متانة الروابط – ولاسيما الروابط الإنسانية – التي تجمع الجزائر وفرنسا، والمصالح الاستراتيجية والأمنية للبلدين، وكذا التحديات والأزمات التي تواجه كل من أوروبا والحوض المتوسطي والإفريقي”.
وتحدث البيان عن أهمية “العودة إلى حوار متكافئ بين البلدين باعتبارهما شريكين وفاعلين رئيسيين في أوروبا وإفريقيا، مُلتزمين تمام الالتزام بالشرعية الدولية وبالمقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة”.
واتفق تبون وماكرون بحسب الرئاسة الجزائرية، على “العمل سويا بشكل وثيق وبروح الصداقة هذه بُغية إضفاء طموح جديد على هذه العلاقة الثنائية بما يكفل التعامل مع مختلف جوانبها ويسمح لها بتحقيق النجاعة والنتائج المنتظرة منها”.
واتفق الرئيسان على “استئناف التعاون الأمني بين البلدين بشكل فوري”.
وأكدا على “ضرورة الاستئناف الفوري للتعاون في مجال الهجرة بشكل موثوق وسلس وفعّال، بما يُتيح مُعالجة جميع جوانب حركة الأشخاص بين البلدين وفقا لنهج قائم على تحقيق نتائج تستجيب لانشغالات كلا البلدين”.
كما أشاد الرئيسان بما أنجزته اللجنة المشتركة للمؤرخين التي أنشئت بمبادرة منهما (عقب زيارة ماكرون في أغسطس 2022)، وأعربا عن عزمهما الراسخ على مواصلة العمل المتعلق بالذاكرة وإتمامه بروح التهدئة والمصالحة وإعادة بناء العلاقة التي التزم بها رئيسا الدولتين، وفق البيان.
وأوضح البيان أن اللجنة المشتركة للمؤرخين “ستستأنف عملها بشكل فوري وستجتمع قريباً في فرنسا، على أن ترفع مخرجات أشغالها ومقترحاتها الملموسة إلى رئيسي الدولتين قبل صيف 2025”.
وفي يوليو/ تموز 2024، سحبت الجزائر سفيرها من باريس على خلفية تبني الأخيرة مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع في إقليم الصحراء.
ومنذ عقود يتنازع المغرب وجبهة البوليساريو بشأن السيادة على الإقليم، وبينما تقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا في الإقليم تحت سيادتها، تدعو الجبهة إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.
الأناضول