أثار إطلاق مشروع "مستقبل مصر" الزراعي، بمساحة 4 محافظات أو نحو مليون ونصف المليون فدان، موجة من التساؤلات والنقاش في ظل تحديات مائية متزايدة. خاصةً مع ربط البعض للمشروع بمشروع سابق، تم الإعلان عنه عام 2014، لاستصلاح 4 ملايين فدان، وكان قد واجه تحدّيات كبيرة أدت إلى استصلاح مساحة أقل بكثير.

‌وكان رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، قد افتتح المرحلة الأولى من موسم الحصاد بمشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة، الأحد، وسوف يدخل الخدمة بالكامل في 2025، بتكلفة بلغت 190 مليار جنيه أو ما يعادل أكثر 6 مليارات دولار قبل تعويم آذار/ مارس الماضي.



وتصف الحكومة المصرية المشروع بأنه أحد أكبر الكيانات في العالم في مجالات وأنشطة التنمية على صعيد مشروعات الزراعة والتصنيع الزراعي والاقتصاد البيئي والمشروعات التكاملية، بهدف زيادة الرقعة الزراعية إلى 12.5 مليون فدان.

أعاد المشروع الجديد، تساؤلات إلى الواجهة، بخصوص مشروع استصلاح 4 ملايين فدان، كان قد أعلن عنه السيسي فور توليه السلطة عام 2014، وفي وقت لاحق قلص المشروع إلى مليون ونصف المليون فدان في 8 محافظات بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل ورغم ذلك لم تزد المساحة سوى نصف المخطط لها.

كان حجم المساحة المنزرعة عام 2012-2013 حوالي 9 ملايين فدان، وذلك وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وتبلغ الآن نحو 9.6 مليون فدان، أي أن مصر أضافت إلى الرقعة الزراعية 600 ألف فدان فقط في 10 سنوات.
التصحيح: ⬇️⬇️

◾ كلام مستشار وزير الزراعة غير دقيق. ✅

◾ زادت الرقعة الزراعية في مصر خلال الـ 10 سنوات الماضية بنحو 900 ألف فدان فقط، وليس 2 مليون فدان كما ادعى "فهيم"، كما أن المساحة المنزرعة في عام 2012/ 2013 كانت 9 مليون فدان، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة… pic.twitter.com/PZ4wRsB43b — متصدقش (@matsda2sh) May 15, 2024
أوجه التشابه بين المشروعين
‌مشروع 2014 كان يستهدف استصلاح 4 ملايين فدان، بينما مشروع "مستقبل مصر" يستهدف مليونين ونصف المليون فدان. إذ واجه مشروع 2014 تحديات كبيرة أدّت إلى استصلاح مساحة أقل بكثير، ويتشابه كلا المشروعين في الأهداف العامة، وأزمة ندرة المياه وتركيز النظام على قطاع التشييد والبناء.

وبحسب خبراء ومتخصصين تحدثوا لـ"عربي21"، فإنها لا تزال أزمة المياه بدون حلول حتى الآن، وتعتبر المياه هي المورد الرئيسي وأهم القضايا اللازمة لتحقيق التنمية الاقتصادية بصفة عامة والتنمية الزراعية بصفة خاصة، وبالتالي تبرز العديد من التحديات أمام المشروع، أهمها:


تُعد أزمة سد النهضة وشح المياه من أكبر التحديات التي تواجه المشروع، خاصةً مع تزايد احتياجات مصر من المياه.

يتطلب المشروع تمويلا ضخما قد يواجه صعوبات في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.

تتطلب إقامة المشروع بنية تحتية قوية، مثل الطرق والكهرباء، وتوفير الدعم اللازم للمزارعين من أسمدة وتقاوي ومبيدات واستقرار أسعار مدخلات الإنتاج.



إعلانات وليس مشروعات
ربط الأكاديمي المتخصص ببحوث التنمية الزراعية، عبد التواب بركات، بين مشروع عامي 2014 و2024، قائلا: "قبل عشر سنوات تم تدشين مشروع استصلاح 4 ملايين فدان واستصلاح مليون ونصف فدان كل سنة تقريبا، وهو ما لم يتحقق، في عام 2021 تم الإعلان عن مشروع الدلتا الجديدة على مساحة 2.8 مليون فدان بتكلفة مئات المليارات وحتى الآن، لا أرقام رسمية حول المشروع".

وأعرب عن اعتقاده في حديثه لـ"عربي21" أن "هدف الإعلانات عن هذه المشروعات (القومية) هي التغطية على فشل السيسي في كل المجالات، وإلهاء الشعب بمشروعات فنكوشية لا غير، والدليل على أنها مشاريع فنكوش أن استيراد القمح والذرة والأرز والزيت والسكر يزيد سنة بعد أخرى، وقد أعلن السيسي أن الدولة تستورد 70 في المئة من الغذاء".


وكشف بركات أن "المشروع القديم للنظام عام 2014 الذي لم ينفذ قام على أفكار الرئيس الراحل محمد مرسي عندما أعلن أمام مجلس الشورى في 2012، عن طرح 360 ألف فدان للاستصلاح والاستزراع بوادي النطرون ووادي الريان وتوشكى وشرق العوينات وسيناء كمرحلة أولى للمشروع، وهي نفس المناطق التي أعلن السيسي لحقا تنفيذ مشروعه فيها للتغطية على مشروع مرسي ورغم ذلك لم يلتزم بوعوده".



تصدير الوهم.. فنكوش جديد
يرى مستشار وزير التموين الأسبق، إسماعيل تركي، أن "مصر تفتقد مقومات زيادة الرقعة الزراعية حيث تعتمد الزراعة على أربعة عوامل وهي وفرة المياه، ورخص الوقود والأسمدة والأيدي العاملة، ولكنها الآن أصبحت مهددة بسبب العجز المائي وتضاعف أسعار العوامل الباقية بشكل كبير نتيجة ارتفاع معدلات التضخم بشكل متزايد، وحتى الآن لم يطرأ تغيير كبير على مساحة الأراضي الزراعية التي زادت بأقل كثير من أي جهد حقيقي".

وأضاف لـ"عربي21": "السيسي يعطى الناس آمالا كاذبة حتى إذا ظهرت حقيقتها يكون قد اخترع لهم وهما جديدا وهكذا يخدع الناس بأوهام وآمال كاذبة، وينتقل من وهم إلى وهم حتى إذا نفذ ما فى جعبته من أوهام وأكاذيب أعاد اجترارها، أنظر إلى محطة محمد نجيب الذي أنفق عليها مليارات الجنيهات ماهي النتائج التي حصدها الشعب من وراء تلك الصوب ومنتجاتها".


وتساءل تركي: "ما هي مصادر المياه التي تروى بها هذه الأراضى الجديدة التي تعادل حجم 4 محافظات فى ظل الفقر المائي التي تعيشه مصر بسبب تفريطه فى مياه النيل، ولمن تعود ملكية هذه الملايين الأربع من الأفدنة للدولة أم للجيش، ومن سيقوم باستصلاحها فى ظل الازمة المالية الخانقة في مصر، ما يقال هو عبث وإهدار للوقت ومقدرات الأمة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر عبد الفتاح السيسي مستقبل مصر مصر عبد الفتاح السيسي مستقبل مصر الاقتصاد البيئي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استصلاح 4 ملایین فدان الرقعة الزراعیة ملیون فدان

إقرأ أيضاً:

توزيع 15.8 مليون م³ من المياه للحرمين بالعشر الأوائل

البلاد ــ مكة المكرمة
تواصل شركة المياه الوطنية تنفيذ خططها التشغيلية المعدة لموسم شهر رمضان لعام 1446هـ؛ حيث وزّعت أكثر من (15.8) مليون متر مكعب من المياه في العشر الأوائل من الشهر الفضيل في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبضخ مستمر على مدار 24 ساعة للحرمين الشريفين والمناطق المركزية.
وأوضحت الشركة أنها استعدت منذ وقت مبكر بخطة تشغيلية لإدارة المياه وتوزيعها بخزن مائي” إستراتيجي وتشغيلي” يصل إلى قرابة (10) ملايين متر مكعب في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك لضمان استمرار ضخ المياه، وتقديم الخدمة بالشكل المطلوب للسكان، وضيوف الرحمن من المعتمرين والمصلين.
وبينت الشركة:” أن الخطة التشغيلية في مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ اتسمت بالانسيابية والاستعداد التام للقوى البشرية العاملة في جميع النقاط الخدمية، ومراكز التشغيل والصيانة المنتشرة في مناطق واسعة؛ حيث تعمل على مدار الساعة لتقديم الخدمات خلال الشهر الفضيل”، كما جهزت الشركة فرقها الميدانية بمعدات وآليات حديثة لمباشرة حالات الطوارئ والأعطال الفنية، علاوة على تجهيز محطات التعبئة” الأشياب” ومحتوياتها في مكة المكرمة والمدينة المنورة لاستقبال طلبات العملاء وتلبية احتياجاتهم.ولضمان جودة المياه المقدمة، تقوم الشركة بإجراء الفحوصات المخبرية طوال موسم شهر رمضان، مبينةً أنها أجرت أكثر من (23) ألف فحص مخبري في العشر الأوائل من شهر رمضان المبارك في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك للتأكد من جودة المياه، ومطابقتها للمواصفات والمعايير العالمية.
ونوّهت الشركة، أنها تستقبل استفسارات العملاء وطلباتهم من خلال فرعها الإلكتروني، ورقم الاتصال الموحد (8004411110) لخدمات المياه في جميع مناطق المملكة على مدار الـ 24 ساعة لاستقبال البلاغات، وتمريرها إلى فرق الصيانة، التي تعمل على مدار الساعة؛ لضمان معالجتها وتقديم الخدمات المطلوبة.

مقالات مشابهة

  • بمنحة 600 مليون جنيه.. وزير الاستثمار يستعرض تنفيذ مشروع الرقابة على السلع الصناعية
  • بـ440 مليون درهم.. "أبوظبي للتنمية" يطلق مشروع فندق "سوفيتيل" في مصر
  • مياه حماة تنفذ مشروعاً داعماً لشبكة المياه في بلدة عقارب
  • جامعة أسيوط تمد فترة التقديم لمسابقة تمويل مشروعات التخرج المبتكرة حتى نهاية مارس
  • جامعة أسيوط تمد فترة التقديم لمسابقة تمويل مشروعات التخرج المبتكرة
  • “الزراعة” تدعم مزارعي النوبارية بالإرشادات الفنية و60 حقلًا إرشاديًا لمحصول القمح
  • توزيع 15.8 مليون م³ من المياه للحرمين بالعشر الأوائل
  • مقترح برلماني لإتاحة الرخصة الذهبية لجميع المشروعات جذبًا للاستثمارات
  • تأهيل وإحلال المنشآت المائية في مصر.. سويلم: أعمال التطوير تضمن وصول المياه للمناطق الريفية والأراضي الزراعية بشكل منتظم
  • المياه الوطنية تُنهي مشروع الصرف الصحي بنرجس الرياض لخدمة أكثر من 198 ألف مستفيد بنحو 460 مليون ريال