تحرش ومحاولات اغتصاب.. هل انتشرت فوبيا سيارات الأجرة في مصر؟
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
حالة من "الخوف" ضربت قطاع واسع من المواطنين المصريين بعد تكرار وقائع التعدي والتحرش ومحاولات الاغتصاب على فتيات وسيدات مصريات، من قبل بعض سائقي التطبيقات الذكية الخاصة بالتوصيل بالسيارات، فهل انتشرت "فوبيا سيارات الأجرة" في مصر؟
وقائع متكررةالأربعاء، تمكنت الأجهزة الأمنية بالعاصمة المصرية القاهرة، من القبض على سائق تابع لشركة توصيل الركاب "كريم" لتورطه في ارتكاب فعل مخل أثناء ركوب فتاة معه بالسيارة بمنطقة التجمع.
وتباشر النيابة العامة في واقعة اتهام موظفة للسائق بالتحرش بها عن طريق إظهار منطقة حساسة من جسده لها "عضوه الذكري"، حسبما ذكرت "وسائل إعلام مصرية".
وقبل ذلك بأيام، كشف وزارة الداخلية المصرية ملابسات تعدى سائق "بإحدى شركات النقل الخاصة" على سيدة بالقاهرة.
#وزارة_الداخلية كشف ملابسات ما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعى بشأن تعدى سائق "بإحدى شركات النقل الخاصة" على سيدة بالقاهرة.
بالفحص تبين أنه بتاريخ 12 مايو الجارى تبلغ للأجهزة الأمنية بمديرية أمن #القاهرة من إحدى الفتيات بأنها حال إستقلالها سيارة "تابعة لإحدى تطبيقات النقل… pic.twitter.com/DCgXQbQgJG
وحال استقلال السيدة سيارة "تابعة لإحدى تطبيقات النقل الذكي" (أوبر) قام قائدها باصطحابها لإحدى المناطق بدائرة قسم شرطة مدينة نصر ثان، وحاول التعدي عليها وبحوزته سلاح أبيض "كتر" مما أسفر عن حدوث إصابتها، وتمكنت من الفرار.
ولم تكن هذه الواقعة الأولى التي تشهد اتهامات لسائقين من شركات "النقل الخاصة"، حيث أعلنت النيابة العامة المصرية في مارس، إحالة سائق إلى محكمة الجنايات بعد أيام قليلة من وفاة فتاة متأثرة من إصاباتها بعد قفزها من سيارة كان يقودها خلال تحركها على طريق سريع.
قضيتها وصلت إلى السيسي.. وفاة "فتاة الشروق" في مصر بعد 21 يوما داخل غرفة العناية الفائقة في أحد مستشفيات القاهرة، فارقت حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميا بـ فتاة الشروق الحياة، نتيجة تدهور حالتها الصحية على إثر قفزها من سيارة خوفا من التحرش والخطف وفقا لمحامي الدفاع عن الضحية محمد أمين.ووجهت النيابة العامة للسائق تهم الشروع في خطف، حبيبة الشماع البالغة 24 عاما، المعروفة إعلاميا بـ"فتاة الشروق" عن طريق "الإكراه، وحيازته الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونا، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعا تحت تأثير ذلك المخدر".
في المقابل، وبحسب الأنظمة الداخلية لشركتي كريم وأوبر، فإنهما تؤكدان على أنه يُحظر على سائقيها استخدام منصة حجز خدمة التوصيل لارتكاب أي جريمة مثل نقل المخدرات، أو غسيل الأموال، أو ارتكاب الاتجار بالمخدرات أو البشر، أو استغلال الأطفال جنسيا، أو انتهاك أي قانون آخر.
وتقوم كل من الشركتين بمراجعة التقارير المقدمة إلى فريق دعم العملاء والتي قد تنتهك القوانين الداخلية، وقد يتم اللجوء إلى تحقيق داخلي خاص لإنهاء حساب السائق واتخاذ الإجراء القانوني المناسب.
"فوبيا" تضرب المجتمع؟في حديثه لموقع "الحرة"، يرصد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة مصر اليابان، سعيد صادق، تكرار حوادث التحرش ومحاولات الاغتصاب والتعدي على سيدات بسيارات النقل الخاص، ما تسبب في ظهور "فوبيا" بالمجتمع من استقلال تلك السيارات.
وما وقع بتلك السيارات هو "انعكاس لما يحدث بالشارع المصري من تحرش وتعدي ومحاولات اغتصاب لفتيات وسيدات"، في ظل "عدم وجود رادع" لسلوكيات بعض الأشخاص الذين يقومون بتلك الحوادث، وفق صادق.
وقبل ظروف تلك التطبيقات وهناك حالات تحرش بالشارع المصري، وفي الثقافة المجتمعية "يتم لوم الضحية والدفاع عن المتهم"، وبالتالي هناك "قبول للعنف ضد المرأة"، حسبما يوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي.
ومن جانبها، تشير أستاذ علم الاجتماع، هالة منصور، إلى ظهور نوع من "الفوبيا" بسبب تكرار تلك الحوادث وكثرتها.
وتكرار تلك الحوادث بسبب "عدم وجود رقابة أو عقاب رادع"، ويجب أن يتم محاسبة المتهمين بشكل "مشدد ومغلظ"، وفق حديثها لموقع "الحرة".
وتشدد منصور على أن السائقين الذين يقومون بالتحرش والتعدي على السيدات "شخصيات فاسدة سلوكيا ومنحرفين"، وغالبيتهم من "متعاطي المخدرات".
انتشار "مشاعر الخوف بالمجتمع"يشدد استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، على أن تكرار حوادث التعدي والتحرش ومحاولات الاغتصاب والسرقة، تسبب في "انتشار الخوف بالمجتمع".
والأمر لا يتوقف عند محاولات التعدي والتحرش لكن في بعض الأحيان توفيت الضحية مثلما حدث مع "فتاة الشروق"، مثلما يوضح فرويز لموقع "الحرة".
وحالة "الخوف" رد فعل طبيعي لتكرار تلك الحوادث و"عدم الخوف" هو الوضع "غير الطبيعي" في ظل الوضع القائم، وفق استشاري الطب النفسي.
ويوضح فرويز أن هؤلاء المتهمين "شخصيات منحرفة ومضطربة نفسيا"، ومنهم من يعاني من "اضطراب الاستعراء" مثل من قام بإظهار عضوه الذكري للفتاة في الواقعة الأخيرة.
ويشدد على أن السيدات والفتيات اللتي يتعرضن لتلك الحوادث يصابن بـ"صدمة نفسية"، ومنهن من "يتجاوز الأزمة"، لكن البعض الآخر "لا يستطيع التجاوز".
وتتفق معه استشاري الصحة النفسية، الدكتورة منى حمدي، التي تؤكد أن حالة من "الخوف والقلق" تصيب السيدات والفتيات بسبب "تكرار الحوادث".
والكثير من هؤلاء السائقين "شخصيات فاسدة أو تعاني من اضطرابات نفسية"، والشركات لا تقوم بـ"اخضاعهم لفحوصات لتبيان تعاطيهم المخدرات من عدمه أو التأكد من صحتهم النفسية"، حسبما توضح لموقع "الحرة".
والكثير من السيدات يشعرن بـ"عدم الأمان" عند استخدام تلك التطبيقات، وللقضاء على "حالة الخوف" يجب أن يكون هناك "تدقيق" من قبل شركات النقل الخاصة على سائقيها، وفق استشاري الصحة النفسية.
ومنها جانبه، يوضح استشاري التحليل والعلاج النفسي السلوكي، الدكتور علاء الغندور، أن "الاعتداءات الجنسية والتحرش والاغتصاب" التي تعرضت إليها بعض السيدات قد تسبب في ظهور "فوبيا من وسائل المواصلات الخاصة".
وأصبح الأمر "ظاهرة جديدة" في المجتمع المصري لكنها انتشرت وذاع صيتها بسبب تكرارها في وقت قصير، وفق حديث الغندور لموقع "الحرة".
والانحرافات السلوكية وتعاطي المخدرات والأمراض النفسية والاضطرابات العقلية والحرمان الجنسي والفشل العاطفي ومشاهدة الأفلام الإباحية، هي الأسباب الرئيسية لوقوع تلك الحوادث بشكل متكرر، وفق الدكتور الغندور.
تداعيات "مجتمعية ونفسية"يشير صادق إلى تداعيات وانعكاسات مجتمعية لتكرار الحوادث، وعلى رأسها "امتناع الكثير من الأسر عن استخدام تلك التطبيقات".
وانتشار تلك الحوادث يعكس "عدم وجود أمان" ما قد يؤثر على "سمعة مصر بالخارج" وبالتالي "امتناع السياح عن القدوم للبلاد"، حسبما يحذر أستاذ علم الاجتماع السياسي.
ومن جانبها توضح منصور أن تكرار الحوادث سوف يتسبب بـ"ظهور انفعالات مجتمعية" في ظل عدم وجود "قوانين رادعة وأدوات تنظيمية" تحمى السيدات والفتيات من التحرش.
ومن جانبها، تشدد الدكتورة حلمي على أن تلك الحوادث "سوف تظل عالقة في ذاكرة الضحية التي تعرضت لصدمة نفسية، حتى يتم انتفاء أسباب الخوف".
والخوف مرتبط بشكل كبير بـ"تكرار وقوع تلك الحوادث على فترات قصيرة"، لكن مع مرور الوقت "وعدم التكرار"، فقد يعود الشعور بالأمان للضحية مرة أخرى، وفق استشارية الصحة النفسية.
أما الدكتور فرويز فيحذر من "انتشار شعور الخوف بين الناس" بسبب الحوادث التي يقود بعضها لـ"وفاة الضحية".
ولذلك يجب أن يكون هناك "ضوابط" للسيطرة على تلك التطبيقات حتى تعود الشعور بـ"الأمان" بين السيدات والفتيات، وفق استشاري الطب النفسي.
استعادة "عوامل الأمان"؟يطالب الدكتور فرويز الجهات المختصة بالتدخل لـ"وضع كاميرات رقابية داخل السيارات، على أن تكون متصلة بأجهزة الشرطة والشركة".
يجب كذلك تأسيس شركات أو تطبيقات لسيارات الأجرة (التاكسي)، وفرض رقابة عليها، لتقليل "الاعتماد على شركات مثل كريم وأوبر"، وفق استشاري الطب النفسي.
بدورها تقدم كل من شركتي أوبر وكريم خدمة الطوارىء أثناء الرحلة، لكي يتمكن الشخص من إبلاغ الفريق المختص للتصرف واتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى ميزة التتبع وحفظ الوجهة على الخريطة.
ومن جانبه، يشدد الدكتور الغندور على ضرورة وجود "عقوبات رادعة"، وزيادة الوعي لدى النساء باستخدام "الرادع الكهربائي"، وفرض الرقابة على تلك الشركات، ووضع "أجهزة إنذار" تكون متصلة بالجهات الشرطية، وتأهيل السائقين "نفسيا وسلوكيا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: استشاری الطب النفسی أستاذ علم الاجتماع السیدات والفتیات تلک التطبیقات النقل الخاصة فتاة الشروق تلک الحوادث عدم وجود على أن
إقرأ أيضاً:
سوريا | بين تصاعد العدوان ومحاولات التحييد.. هل دخلت دمشق الحرب رسميا؟
لا يكاد يمر يوم إلا والاحتلال يشن غارات عنيفة على سوريا، حتى شملت مجمل المناطق التي يسيطر عليها النظام من دمشق حتى حماة وحلب وصولا إلى القصير والمعابر الحدودية مع لبنان.
وبينما يكتفي النظام السوري بإدانة الهجمات والاحتفاظ بحق الرد، تضاعف "إسرائيل" عدوانها على البلاد وتهدد بشكل صريح بتوسيعه هذا فضلا عن تحركات برية يقوم بها جيش الاحتلال في الجولان المحتل.
في هذا التقرير نحاول الإجابة على السؤال الأهم:
هل دخلت سوريا رسميا دائرة الحرب؟
محاولات التحييد
منذ الأيام الأولى للعدوان ذكرت تقارير إسرائيلية، أن الإمارات أرسلت رسائل إلى بشار الأسد تحذر فيها من أي تدخل لسوريا في الحرب الدائرة في غزة أو هجمات ضد دولة الاحتلال من الأراضي السورية.
وذكرت المصادر للقناة 12 العبرية، أن الإماراتيين نقلوا الرسائل إلى سوريا على أعلى مستوى، وأبلغوا الإدارة الأمريكية بعد ذلك بمحادثاتهم مع سوريا بشأن قضية غزة.
مطلع الشهر الجاري، تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، عن ما وصفتها بـ"إغراءات" الإمارات لإقناع رئيس النظام السوري بشار الأسد، بالتخلي عن تحالفه مع إيران وحزب الله.
وقالت الصحيفة إن "نتنياهو يراهن على تحقيق تغيير ليس في لبنان فقط، بل في سوريا أيضا"، مشيرة إلى أن تقارير دبلوماسية تتحدث عن أن "إسرائيل" تتابع باهتمام ما يجري في دمشق، وما الذي يمكن أن تحققه جهود تقودها الإمارات بالتعاون مع الأردن، لإقناع الأسد بالتخلي عن إيران وحزب الله.
وتابعت: "تل أبيب لا تراهن على تغيير كبير في الموقف السوري، لكن حلفاءها في أبو ظبي وعمّان يطلبون مهلة لمحاولة إقناع الأسد بالطلب من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله بمغادرة الأراضي السورية، وإقفال المقرات الخاصة بكل من له صلة بمحور المقاومة، والتعهد بعدم إفساح المجال أمام عبور أي نوع من الدعم المادي والعسكري إلى لبنان عبر الأراضي السورية".
وذكرت أن "الإمارات تحاول تقديم إغراءات مالية كبيرة للأسد، مع إبداء الاستعداد لإطلاق ورشة إعادة إعمار في كل سوريا إذا ابتعدت عن محور إيران. كما يتعهد الأردن بالقضاء على كل المجموعات المعارضة للحكومة السورية في جنوب وشرق سوريا".
هل نجحت خطة التحييد؟
يقول الكاتب والباحث السياسي محمد الخفاجي، إن "سردية الوساطة الإماراتية ليست وليدة اللحظة كما أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية كانت قبل طوفان الأقصى، لذا فإن محاولة التركيز عليها لتفسير صمت الأسد تبدو مخطئة، خصوصا أن علاقة سوريا بالمحور علاقة عضوية استراتيجية عميقة وليست مصلحية بسيطة".
وأضاف في حديث لـ "عربي21"، أن "تكثيف الكيان للضربات على سوريا، يأتي لزيادة الضغط على حزب الله للقبول بوقف إطلاق النار وفق شروط نتنياهو وبنفس الوقت رسالة لإيران بأن الحرب تتسع وقد لا يسعفها الوقت للنأي بنفسها عنها، فعليها الضغط باتجاه قبول الحزب بشروطها لوقف الحرب في لبنان".
هل وصلت الحرب دمشق؟
يشير الخفاجي، إلى أن "سوريا منذ سنوات كانت ساحة صراع إسرائيلي إيراني مستتر فالغارات التي تتصاعد الآن هي حلقة أخرى من صراع قديم اشتعل بشكل أكبر بعد طوفان الأقصى، لكن فعليا الاحتلال غير قادر على فتح جبهة سوريا لأسباب سياسية أولا وعسكرية لوجستية ثانية".
وعن الأسباب يقول الخفاجي، إن "إسرائيل في اجتياح لبنان بثمانينات القرن الماضي وصلت بيروت بوقت قياسي بينما إلى الآن لم تستطع الوصول إلى الليطاني وما زالت تقاتل في البلدات الحدودية رغم تقدمها في عدة محاور، لذا فإن فتح جبهة سوريا مكلف للغاية وقد شاهدنا خلال عام من العدوان أن نتنياهو لم يفتح جبهة لبنان إلا بعد انتهاء الجزء الأكبر من العملية البرية في غزة ووصولها لطريق مسدود".
وتابع، "يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار أن الخشية الإسرائيلية ليست من النظام فحسب بل من الفصائل الموجودة في سوريا خصوصا حركة النجباء العراقية، التي روجت قبل أيام بشكل ضمني لاحتمالية فتح جبهة الجولان".
أما سياسيا فيقول الخفاجي، إن "جميع حلفاء إسرائيل بمن فيهم العرب يحاولون التهدئة وإبعاد شبح الحرب الشاملة التي لا يطمح لها أحد سوى نتنياهو، والأخير لم يعد بإمكانه فرض الأمر الواقع على حلفائه خصوصا الأوروبيين الذين باتوا يرونه عبئا عليهم بسبب المجازر المستمرة في غزة والمكررة في لبنان".
الحليف الإيراني
وبين محاولات التحييد والقصف الإسرائيلي المتواصل، برز الموقف الإيراني أخيرا بزيارة مكوكية شملت دمشق وبيروت لعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي حط في العاصمة السورية وهناك التقى الأسد.
لاريجاني قال لوسائل إعلام لبنانية، إنه حمل رسالة لرئيس النظام السوري "وسيترك له الإجابة على مضمونها".
بعد لاريجاني، وصل وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، إلى العاصمة السورية دمشق، السبت، على رأس وفد أمني رفيع؛ لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الوفد الإيراني بحث "آخر المستجدات في المنطقة بشكل عام، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجيشين الصديقين".
بدورها، نقلت وكالة مهر الإيرانية عن وزير الدفاع الإيراني قوله لدى وصوله إلى دمشق، إنه "بناء على توصيات قائد الثورة الإسلامية، مستعدون لتقديم كل وسائل الدعم لسوريا الصديقة".
وأضاف أن سوريا لديها مكانة إستراتيجية في السياسية الخارجية لإيران، مبينا أن الزيارة إلى دمشق جاءت بناء على دعوة من نظيره السوري.
وأوضح نصير زاده أنه والوفد المرافق له سيبحثون مع المسؤولين السياسيين والعسكريين في دمشق عدة مسائل مشتركة في مجال الدفاع والأمن، لتوسيع وتطوير العلاقات في هذا المجال بين البلدين.
بدورها ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكي في تقرير لها الأسبوع الماضي، إن "غياب سوريا عن الصراع الحالي هو دليل واضح على فشل استراتيجية إيران الرامية إلى -وحدة الساحات-، والتي تفترض استجابة منسقة من جانب جميع شركائها في محور المقاومة. ويكشف هذا عن أن البقاء السياسي للأسد يتقدّم على الموقف الإيديولوجي، وأن سوريا في وضعها الحالي لن تشكّل مشكلة بالنسبة لإسرائيل".
ما سر الصمت؟
يقول الكاتب والباحث السياسي رائد الحامد، إن "النظام السوري لا يبدو منسجما مع خيارات محور المقاومة بما يعرف بتعدد الجبهات أو وحدة الساحات".
وأضاف في حديث لـ "عربي21" أن "النظام الذي تلقى مئات الضربات خلال هذا العام اكتفى أحيانا بإصدار بيانات الإدانة فيما لم يرد على أي من الضربات كما أنه لم يسمح لأي من الفصائل المنخرطة في محور المقاومة باستخدام الأراضي السورية منطلقا للرد على إسرائيل أو شن هجمات انطلاقا منها".
وأضاف، أن "ذلك يعزز فرضية عدم رغبة قيادة المحور ممثلة بإيران بانخراط سوريا في طوفان الأقصى تجنبا لمصير متوقع لدمشق على الأقل شبيه بمصير غزة، ومن جانب آخر بقاء الاراضي السورية مستودعا لأسلحة وذخائر المحور وممرا لها من طهران عبر العراق إلى لبنان".
وذكرت "فورين بوليسي" في تقريرها، أنه "على الرغم من القصف الإسرائيلي المنتظم على سوريا، ووعد الحكومة السورية بالوقوف إلى جنب الشعب الفلسطيني، إلا أن النظام السوري وقف متفرّجا على الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عام على غزة".
ويقول الخبراء والمراقبون الذين نقلت عنهم المجلة، إن أهم أولوية للأسد هي نجاة نظامه والبقاء متحكما في الجماهير السورية. ورغم سحقه للمقاومة، إلا أن نسبة 40 في المئة من الأراضي السورية خارجة عن سيطرة الحكومة، وفقا لذات التقرير،
وقال النائب السابق لمدير مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، عيران ليرمان: "لو ارتكب خطأ وانضم لمحور المقاومة بنشاط فستكون العواقب سريعة"، مضيفا: "في الوقت الحالي، أعتقد أن الأسد متردد للانخراط، ورغم أن الحكومة السورية هي قومية عربية، إلا أن فلسطين تقع في أسفل قائمة الأولويات. فعلى رأسها النجاة".
وتقول معدة التقرير المتخصصة في السياسة الخارجية، أنشال فوهرا، إن "هناك عوامل أخرى وراء ابتعاد الأسد عن النزاع، فهو يأمل بأن يكافئه الغرب على ضبط نفسه وتخفيف العقوبات المفروضة على نظامه". مضيفة: "قد وضع نفسه إلى جانب الإمارات العربية التي تعدّ لاعبا رئيسيا في إعادة تأهيل الحكومة السورية".
مصير نصر الله
هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمهاجمة أي محاولة لنقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني عبر الأراضي السورية، إلى جانب استهداف مستودعات الأسلحة والمقرات العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري في تصريحات لوسائل الإعلام؛ إن "الجيش استهدف مستودعات الأسلحة والمقرات العسكرية ومنصات الصواريخ، ودمر معظم مستودعات حزب الله في بيروت"، مدعيا أنه "تم التعرف على صواريخ منتجة في سوريا، ويتم نقلها إلى الحزب".
وتابع قائلا: "من ثم فإن الجيش الإسرائيلي سيهاجم أي بنية تحتية في سوريا توفر أسلحة لحزب الله".
الأسبوع الماضي تحدثت تقارير صحفية، عن رسالة تهديد إسرائيلية لرئيس النظام السوري بشار، بأنه سيلقى مصير الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الذي اغتيل أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، في حال واصل التحالف مع حزب الله وإيران.
تلك التقرير ترجمها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مطلع الشهر الجاري، عندما أكد أن "على إسرائيل أن توضح للرئيس السوري بشار الأسد أنه إذا استمرّت سوريا في كونها طريقاً لتوريد الأسلحة من إيران إلى حزب الله، وسمحت بالعدوان من أراضيها على إسرائيل، فإنه يعرّض نظامه للخطر".
وأضاف ساعر، أن "تل أبيب لن توافق على تجديد بناء قوة حزب الله عبر سوريا، ولن توافق على فتح جبهة ضدها من الأراضي السورية والآن يجب أن يواجه الأسد خياراً حاسما".
وعن ذلك يقول الحامد، "ليس ثمة أي شك في أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت لثلاث مرات منفذ المصنع على الحدود مع لبنان وتدمير عدة جسور في بلدة القصير على الحدود مع لبنان كانت رسائل واضحة، كما نجح الاحتلال بشكل واضح في إلحاق أضرار كبيرة بخطوط الإمداد عبر الاراضي السورية".