سودانايل:
2025-03-16@15:25:51 GMT

اليوم (٤١) عاماً على تأسيس الحركة الشعبية

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

*نحو نظرة نقدية لتجربتها*
*لماذا لم تنجح في الوصول للسودان الجديد؟*

ياسر عرمان

*١٦ مايو ١٩٨٣- ١٦ مايو ٢٠٢٤*:

تمر اليوم الذكرى (٤١) لتأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وانطلاقهم من مدينة بور في حدث تاريخي هز ساكن الحياة السياسية في السودان، واليوم تعاني جميع تيارات الحركة الشعبية مصاعب جمة تطرح كثير من الأسئلة التي تحتاج إلى اجابات وإلى تقييم نقدي لتجربة الحركة الشعبية بغرض تجاوز السلبيات ومكامن الفشل، وفي وقت تحتاج فيه كامل تجربة ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ السياسية لاعادة النظر بمبضع النقد ومهارة الجراح كما يشهد العالم طرح أسئلة جدية في محاكمات الفكر والأيدولوجيا والتطور الانساني وانخرطت التيارات الفكرية العالمية الكبرى في مناقشات واسعة لماضيها وحاضرها ومستقبلها.


تمر حركات التحرر الوطني بمحاكمات وامتحانات قاسية، والانتخابات العامة القادمة في جنوب أفريقيا خير مثال وهي تضع كامل تجربة المؤتمر الوطني الأفريقي على المحك بعد (١١٢) عام على تأسيسه، كما تشهد الديمقراطيات الراسخة تحديات ماثلة للعيان، كما ان (الدولة الوطنية) في البلدان النامية تمر بتحديات عصيبة (السودان، ليبيا ، العراق، الصومال، اليمن، وغيرها من بلدان). هنالك أسئلة جديدة ومتغيرات في النظام العالمي، كما تمر حركة الطلاب والشباب العالمية بمقاربات جديدة، والفكر الإنساني كله مطروح لنقاش جدي كما ان قضايا السياسة والثقافة والتنمية وأنظمة الحكم ودور الاحزاب والحركات الجماهيرية والنضال السلمي والكفاح المسلح وقضايا الموارد والعلاقات الاقليمية والدولية والنظام العالمي تشهد متغيرات بالغة الأهمية.

من مدينة بور في هامش السودان انطلقت الحركة الشعبية في ١٦ مايو ١٩٨٣ كتمرد عسكري لم يحدد اتجاهاته الفكرية والسياسية إلا في يوليو ١٩٨٣ حينما تم الإعلان عن مانفستو الحركة الشعبية الشهير والذي حوى رؤية (السودان الجديد) ودعا لإقامة سودان جديد موحد علماني واشتراكي ولاحقاً ديمقراطي، والآن لم يعد السودان موحداً أو جديداً أو اشتراكياً أو علمانياً بل انفصل جنوب السودان وشكل دولته في ٢٠١١، لماذا حصدنا كل ما هو مناقض لاحلامنا؟ بل ان مركز السلطة نفسه في الخرطوم قد انفجر في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ لماذا جرى ذلك؟ ولماذا سار السودان في درب التمزق بدلاً عن الوحدة؟
ثورة ديسمبر وحرب ١٥ أبريل طرحت قضية السودان الجديد مرة أخرى وبرهنت على ان رؤية السودان الجديد لا تزال حية وملهمة.

في سبتمبر ٢٠١٧ كتبت وثيقة بعنوان *(نحو ميلاد ثان لرؤية السودان الجديد- قضايا التحرر الوطني في عالم اليوم)* طرحت فيها أسئلة حول اسباب فشل تجربة الحركة الشعبية وأهمية رؤية السودان الجديد وإشكاليات الكفاح المسلح وحركات التحرر الوطني، والآن تطرح قضايا تجديد الحركة الشعبية لتحرير السودان وضرورة ميلاد ثان لرؤية السودان الجديد في اطار مهام وطنية أوسع مطروحة على القوى المدنية والعسكرية السودانية بان يشمل الميلاد الثاني السودان نفسه وإمكانية الوصول (لاتحاد سوداني) بين دولتي السودان. ووقف وانهاء الحرب في السودان باعتماد اجندة جديدة تقود إلى سلام مستدام وتبتعد عن الحلول الهشة التي تؤسّس لحروب جديدة، وترتكز تجربة التيار الثوري الديمقراطي للحركة الشعبية على المسيرة التاريخية لرؤية السودان الجديد والانحياز لمشروع ثورة ديسمبر لاعادة بناء الدولة واكمال مهام الثورة.

طوبى لدكتور جون قرنق ولشهداء الثورة السودانية جميعاً ولشعبي السودان في دولتي السودان ونحو اتحاد سوداني بين بلدين ذوي سيادة.

الصورة المرفقة أخذت قبل أكثر من عشرين عاماً في مدينة رومبيك تضمني مع القادة جون قرنق وسلفاكير وواني ايقا وجون كونغ، ولو قدر لي أن أولد من جديد لما ترددت في رفقة جون قرنق مرة أخرى.

١٦ مايو ٢٠٢٤  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الشعبیة السودان الجدید ١٦ مایو

إقرأ أيضاً:

???? درع السودان اربك الجميع وخلط الاوراق واختصر علي الدولة السودانية ثلاثين عاما قادمة من الابتزاز بالسلاح

النقاش حول درع السودان هو نقاش جيد ومفيد من عدة نواحي
????- اولا: اصبح في الاقليم الاوسط جماعة وشباب قادر علي حمل السلاح وخبر الحرب ودروبها

????ثانيا: النقاش حول مسئولية كيكل القانونية حول الجرائم التي وقعت في الجزيرة فتح النقاش حول مسئولية الحركات المسلحة عن الجرائم التي ارتكبتها ايام التمرد من خليل وجبريل ابراهيم ومناوي وعقار وبحر ابو قردة

– وايضا عن مسئولية الجبهة الثورية بما فيها الحركة الشعبية شمال الحلو – عقار – عرمان ومبارك اردول في تدمير حقول ومنشآت هجليج والحاق خسائر جاوزت الاربعة مليار دولار وايضا جرائمهم في النيل الازرق وكردفان في كادقلي واب كرشولا

????ثالثا: لن يجدي نفعا بعد الان الاحتجاج بالتهميش فمواطني الاقليم الاوسط بسبب هذه الحرب اصبحوا علي الحديدة وعلي كل المجتمعات البداية من الصفر مع ان هناك مجتمعات نهبت الدولة والمواطنين والان تراكمت عندها ثروات المواطنين التي جمعوها في خمسين سنة من الذهب والعربات الفاخرة حتي دراجات الاطفال ومراتب الاسرة

????رابعا – درع السودان سيتوسع في الشرق وسنار والنيل الابيض وعلي الدولة اذا ارادت ان تحل درع السودان او تسرحه فعليها ان تحل كل المليشيات والحركات المسلحة بما فيها درع السودان او الخيار الآخر هو ان يحتفظ كل اقليم بسلاحه وينام كل مواطن محتضنا كلاشه حتي لا تدهمه جحافل تاتشرات الطرف الذي يحمل السلاح.

ووفقا للمعطيات الراهنة لا نسبتعد ان تتحرك مجتمعات الشمالية ونهر النيل في تنظيم مجموعات مسلحة مساندة للجيش ولن تتخلف عن الموجة.

????خامسا: تفكيك الابتزاز بالسلاح فالمنطق يقول انه اذا اصبح السلاح في يد الجميع فقد بطل الابتزاز بالسلاح ولن يصبح اداة ضغط ضد الدولة او بقية المجتمعات والمكونات

????سادسا: الخيارات ضيقة جدا اما ان يذهب الجميع في مسار المليشيات والتمليش حتي النهاية او ان يتواضعوا علي حل المليشيات جميعا ويتوافقوا علي احتكار السلاح للدولة وللجيش الوطني الذي يجب ان يدعم ويوسع ويصلح ويزاد عدده الي مليون جندي غير الاحتياط

♦️اخيرا
– درع السودان كفكرة وحراك اربك الجميع وخلط الاوراق واختصر علي الدولة السودانية عشرين او ثلاثين عاما قادمة من الابتزاز بالسلاح ودعاوي المظلومية وموضة حركات التمرد وهوس الافتخار بحمل السلاح وهذه بالضبط هي الخطوة التي وضعها القدر امام الجميع للعودة للتفكير في الدولة والحفاظ عليها والتواضع علي القاء السلاح والبحث عن حلول سلمية والتفكير في التنمية واستغلال الموارد

– ومن فوائدة بعد يتم ان تفكيك الابتزاز بالسلاح وتبيين عدم جدواه ( فالجميع مسلح وقادر علي القتال) وبعد انتهاء التكسب بالتمرد وتلاشي هوس واحلام جنرالات الحرب والرتب الخلا سيتجه للجميع للسباق نحو التعلم والتنمية وتطوير الطرق ووسائل الانتاج.

????- هذا المبحث لايعني باي حال تأييد اي جريمة ارتكبت بحق مواطن او مدني لكنه محاولة لقراءة الوضع ومآلاته وتحليل ما ستصير اليه الاوضاع.

النور صباح
12/3/2025-

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • القيادي بـ «تأسيس» الهادي إدريس يكشف ملامح الحكومة الموازية وموقفهم من إيقاف الحرب في السودان
  • الزينة التراثية الشعبية في رمضان بين الأمس وتقنيات اليوم
  • السودان الجديد وصورة دوران قري (1-2)
  • جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية
  • المنتخب الوطني للناشئين تحت 17 عامًا يفوز على ليبيريا بسداسية وديا
  • المنتخب الوطني للناشئين تحت 17 عاما يفوز على ليبيريا بسداسية وديا
  • مراجعات (مناوي)، هل السودان الجديد مكتوب؟
  • منتخبنا الوطني الأول يكتفي بالتعادل وديا أمام السودان
  • المؤلفة قلوبهم من أبناء الحركة الإسلامية
  • ???? درع السودان اربك الجميع وخلط الاوراق واختصر علي الدولة السودانية ثلاثين عاما قادمة من الابتزاز بالسلاح