شبكة انباء العراق:
2024-12-23@15:40:25 GMT

ديمقراطية الاشقياء والبلطجية

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

 

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تخيل نفسك من المواطنين المستقلين الذين لا ينتمون إلى الاحزاب المتنفذة، ولا ينتمون إلى طائفة من الطوائف القوية، ولا إلى المافيات المسلحة. وتخيل نفسك من الأقليات الضعيفة المهمشة التي تعيش في اي زاوية من زوايا بلاد الرافدين. في الشمال في الجنوب في الشرق في الغرب أو في العاصمة بغداد لا فرق.

ثم تسمع طرقات قوية متواصلة على باب منزلك، فتخرج خائفا مذعورا. وما ان تفتح الباب حتى تجد كوكبة من السيارات الحديثة المظللة بلا ارقام وبلا ملامح، تترجل منها مجموعة من الشباب بملابس سوداء وعضلات مفتولة وعيون مبحلقة. لا يقل تعدادهم عن 100. فتقف مذهولاً لا تلوي على شيء امام هذا الجمع الغفير من اصحاب الوجوه العابسة. ثم يخاطبك كبيرهم بصوت عال وبلهجة متشددة. فيأمرك بالتحرك الفوري رغم أنفك إلى مقرهم المعروف موقعه وعنوانه لكي تقدم لهم الاعتذار عن تهمة لا تعرف عنها شيئا. ثم يوجّهون كلامهم إلى جيرانك يحذرونهم بوجوب الانصياع إلى أوامرهم التي لا علاقة لها بالسلطة القضائية ولا البوليسية ولا الأمنية ولا المخابراتية. فالمنظمة التي أرسلتهم لتهديدك في بيتك معروفة ببطشها وقوتها ونفوذها. وتتحدث معك ومع غيرك بتفويض شرعي صادر من جهات عليا لا تخشاك ولا تعبء بسلامتك ولا تهتم بسلامة أسرتك. .
فما الذي انت فاعله ؟. وكيف ستتصرف ؟. سيما انك تعلم ان لا فائدة من الاستنجاد بمراكز الشرطة ولا بعشيرتك ولا بالقوى السياسية المتفرجة. .
يقول العقلاء: الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وهذا الكلام بحد ذاته يعكس الصورة المشرقة لقمم النبل والأخلاق. لكننا في العراق لا تتوفر لدينا مقومات الصعود إلى تلك القمم، واصبحت تلك الحكمه تمثل الوهم. . فالاختلاف في الرأي يهدم أسرتك، ويهدد حياتك، ويلغي وجودك كإنسان، ويصادر حقوقك كلها. .
تتكرر هذه الصورة كل يوم تقريبا في اماكن متفرقة من البلد الذي سُنت فيه أولى الشرائع الانسانية، البلد الذي تشرفت تربته باحتضان رفاة عيسوب الدين وصوت العدالة الإنسانية. البلد الذي وصفوه بانه أول البلدان قبلة، وأعذبها دجلة، وأقدمها تفصيلا وجملة ؟. .
لا ملاذ لك تحت وطأة هذه الظروف. اما أن تعيش ذليلاً مهاناً مسلوب الكرامة، أو يقضي الله امراً كان مفعولا. عندئذٍ تشعر انه من المؤسف أن تعيش في وطن لا تحلم فيه بشيء سوى مغادرته. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

درجات الحرارة المتوقعة اليوم الإثنين 23 ديسمبر 2024

استعرض برنامج "صباح البلد"، المذاع عبر قناة صدى البلد، حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الإثنين 23 ديسمبر 2024.
 

 درجات الحرارة اليوم الاثنين 

وفيما يلي بيان بدرجات الحرارة المتوقعة اليوم على محافظات ومدن مصر :
 

 العظمى و الصغرى

القاهرة 20  12

شلاتين 25 18

الإسكندرية 21 12

مطروح 20  10

بورسعيد 20 12

حلايب 23 19

أسوان 24 9

مقالات مشابهة

  • درجات الحرارة المتوقعة اليوم الإثنين 23 ديسمبر 2024
  • فيدان: تركيا تعيش فخر الوقوف بالجانب الصحيح من التاريخ في سوريا
  • ديمقراطية ضد الديمقراطية عند مارسيل غوشيه ماذا تعني عند الشيوعي السوداني
  • اكتشاف كائنات دقيقة تعيش في أفواه وأمعاء البشر.. هل تشكل خطرا على الحياة؟
  • جمال سليمان: الفن المصري أضاف لي الكثير ومرحلة جديدة في مشواري الفني.. ترشحي للرئاسة في سوريا رهن بتوافر بيئة ديمقراطية.. حياتي في مصر أكبر من مسلسل صنعته والمصريون أحاطوني بحبهم
  • في عكّار.. ما الذي ضبطه الجيش؟
  • أول صورة للمُجرم الذي دهس الدراج في بيروت.. شاهدوها
  • أمل الحناوي: إسرائيل تعيش وهم استدامة الاحتلال لفلسطين
  • تقرير أمريكي: الانتخابات المحلية تعكس قدرة ليبيا على تنظيم عمليات ديمقراطية رغم الانقسامات
  • أيمن بهجت قمر: السينما تعيش أكثر من التلفزيون.. ليالي الحلمية استثناء