شبكة انباء العراق:
2025-04-23@07:09:03 GMT

ديمقراطية الاشقياء والبلطجية

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

 

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تخيل نفسك من المواطنين المستقلين الذين لا ينتمون إلى الاحزاب المتنفذة، ولا ينتمون إلى طائفة من الطوائف القوية، ولا إلى المافيات المسلحة. وتخيل نفسك من الأقليات الضعيفة المهمشة التي تعيش في اي زاوية من زوايا بلاد الرافدين. في الشمال في الجنوب في الشرق في الغرب أو في العاصمة بغداد لا فرق.

ثم تسمع طرقات قوية متواصلة على باب منزلك، فتخرج خائفا مذعورا. وما ان تفتح الباب حتى تجد كوكبة من السيارات الحديثة المظللة بلا ارقام وبلا ملامح، تترجل منها مجموعة من الشباب بملابس سوداء وعضلات مفتولة وعيون مبحلقة. لا يقل تعدادهم عن 100. فتقف مذهولاً لا تلوي على شيء امام هذا الجمع الغفير من اصحاب الوجوه العابسة. ثم يخاطبك كبيرهم بصوت عال وبلهجة متشددة. فيأمرك بالتحرك الفوري رغم أنفك إلى مقرهم المعروف موقعه وعنوانه لكي تقدم لهم الاعتذار عن تهمة لا تعرف عنها شيئا. ثم يوجّهون كلامهم إلى جيرانك يحذرونهم بوجوب الانصياع إلى أوامرهم التي لا علاقة لها بالسلطة القضائية ولا البوليسية ولا الأمنية ولا المخابراتية. فالمنظمة التي أرسلتهم لتهديدك في بيتك معروفة ببطشها وقوتها ونفوذها. وتتحدث معك ومع غيرك بتفويض شرعي صادر من جهات عليا لا تخشاك ولا تعبء بسلامتك ولا تهتم بسلامة أسرتك. .
فما الذي انت فاعله ؟. وكيف ستتصرف ؟. سيما انك تعلم ان لا فائدة من الاستنجاد بمراكز الشرطة ولا بعشيرتك ولا بالقوى السياسية المتفرجة. .
يقول العقلاء: الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وهذا الكلام بحد ذاته يعكس الصورة المشرقة لقمم النبل والأخلاق. لكننا في العراق لا تتوفر لدينا مقومات الصعود إلى تلك القمم، واصبحت تلك الحكمه تمثل الوهم. . فالاختلاف في الرأي يهدم أسرتك، ويهدد حياتك، ويلغي وجودك كإنسان، ويصادر حقوقك كلها. .
تتكرر هذه الصورة كل يوم تقريبا في اماكن متفرقة من البلد الذي سُنت فيه أولى الشرائع الانسانية، البلد الذي تشرفت تربته باحتضان رفاة عيسوب الدين وصوت العدالة الإنسانية. البلد الذي وصفوه بانه أول البلدان قبلة، وأعذبها دجلة، وأقدمها تفصيلا وجملة ؟. .
لا ملاذ لك تحت وطأة هذه الظروف. اما أن تعيش ذليلاً مهاناً مسلوب الكرامة، أو يقضي الله امراً كان مفعولا. عندئذٍ تشعر انه من المؤسف أن تعيش في وطن لا تحلم فيه بشيء سوى مغادرته. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

القاهرة الإخبارية: إسرائيل تعيش حالة توتر داخلي.. وتحذيرات من اقتتال يهودي يهودي

قالت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية"، إنّ المشهد السياسي في إسرائيل يزداد تعقيدًا؛ في ظل تصاعد التوتر بين حكومة بنيامين نتنياهو والمعارضة، وسط اتهامات متبادلة قد تنذر بتحول المشهد إلى صراع داخلي خطير.

وأضافت أبو شمسية، في تصريحات مع الإعلامية أمل مضهج عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ تصريحات زعيم المعارضة يائير لابيد الأخيرة أثارت جدلاً واسعًا، بعد أن حذر من احتمال وقوع عمليات اغتيال داخلية و"اقتتال يهودي-يهودي"، مشيرًا إلى أنه يستند إلى معلومات استخباراتية تؤكد وجود نوايا لاستهداف شخصيات بارزة.

الشخصيات المهددةتقارير: إسرائيل تلوح باستئناف الحرب على غزة خلال 10 أيامجمود في مفاوضات إسرائيل وحماس بسبب عدم الاتفاق على شروط إنهاء الحربالجيش اللبناني يحبط إطلاق صواريخ اتجاه إسرائيل.. ومسيرة تسقط قتيلًا بالجنوب

وتابعت، أنّ “يائير لابيد” ذكر بشكل مباشر، رئيس جهاز الشاباك “رونين بار”، كأحد الشخصيات المهددة؛ في ظل ما وصفه بـ"تحريض منهجي" من قبل حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.

واشارت إلى أنّ هذه التصريحات قوبلت بهجوم عنيف من الليكود، الذي اتهم لابيد بالتلاعب بالمخاوف الأمنية لتحقيق مكاسب سياسية، فيما عاد الأخير ليؤكد أن المساحة الممنوحة للمتطرفين في الحكومة الحالية هي التي تفتح الباب أمام خطر الاغتيالات.

وأردفت، أن نتنياهو يشن حملة تحريض كبيرة وواسعة على رئيس الشاباك، وحاول إقالته، ولكن، كان هناك امتعاض من المحكمة العليا الإسرائيلية، وسط تخوفات من استمرار التحريض من الجهات السياسية، خشية أن ينفذ أحد المتطرفين هذه الاغتيالات.
 

مقالات مشابهة

  • كمال مولى يشارك في فعاليات أشغال منتدى الأعمال الجزائري الروسي
  • أحمد موسي: إسرائيل تعيش حالة من الارتباك والقلق
  • عمر كمال يحيى حفلا غنائيا في الأهلي بمناسبة شم النسيم اليوم
  • فصول من العذاب.. هكذا تعيش الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون
  • البصرة تعيش فتنة المال والسياسة
  • القاهرة الإخبارية: إسرائيل تعيش حالة توتر داخلي.. وتحذيرات من اقتتال يهودي يهودي
  • مجهول يدخل حمّام مدرسة في مصر.. وطفلة تعيش الكابوس
  • سفير الصين: العلاقات الاقتصادية بين بكين والقاهرة تعيش عصرها الذهبي
  • السفير الصيني: العلاقات الاقتصادية بين بكين والقاهرة تعيش العصر الذهبي
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما