شبكة انباء العراق:
2025-01-24@01:38:18 GMT

ديمقراطية الاشقياء والبلطجية

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

 

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تخيل نفسك من المواطنين المستقلين الذين لا ينتمون إلى الاحزاب المتنفذة، ولا ينتمون إلى طائفة من الطوائف القوية، ولا إلى المافيات المسلحة. وتخيل نفسك من الأقليات الضعيفة المهمشة التي تعيش في اي زاوية من زوايا بلاد الرافدين. في الشمال في الجنوب في الشرق في الغرب أو في العاصمة بغداد لا فرق.

ثم تسمع طرقات قوية متواصلة على باب منزلك، فتخرج خائفا مذعورا. وما ان تفتح الباب حتى تجد كوكبة من السيارات الحديثة المظللة بلا ارقام وبلا ملامح، تترجل منها مجموعة من الشباب بملابس سوداء وعضلات مفتولة وعيون مبحلقة. لا يقل تعدادهم عن 100. فتقف مذهولاً لا تلوي على شيء امام هذا الجمع الغفير من اصحاب الوجوه العابسة. ثم يخاطبك كبيرهم بصوت عال وبلهجة متشددة. فيأمرك بالتحرك الفوري رغم أنفك إلى مقرهم المعروف موقعه وعنوانه لكي تقدم لهم الاعتذار عن تهمة لا تعرف عنها شيئا. ثم يوجّهون كلامهم إلى جيرانك يحذرونهم بوجوب الانصياع إلى أوامرهم التي لا علاقة لها بالسلطة القضائية ولا البوليسية ولا الأمنية ولا المخابراتية. فالمنظمة التي أرسلتهم لتهديدك في بيتك معروفة ببطشها وقوتها ونفوذها. وتتحدث معك ومع غيرك بتفويض شرعي صادر من جهات عليا لا تخشاك ولا تعبء بسلامتك ولا تهتم بسلامة أسرتك. .
فما الذي انت فاعله ؟. وكيف ستتصرف ؟. سيما انك تعلم ان لا فائدة من الاستنجاد بمراكز الشرطة ولا بعشيرتك ولا بالقوى السياسية المتفرجة. .
يقول العقلاء: الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وهذا الكلام بحد ذاته يعكس الصورة المشرقة لقمم النبل والأخلاق. لكننا في العراق لا تتوفر لدينا مقومات الصعود إلى تلك القمم، واصبحت تلك الحكمه تمثل الوهم. . فالاختلاف في الرأي يهدم أسرتك، ويهدد حياتك، ويلغي وجودك كإنسان، ويصادر حقوقك كلها. .
تتكرر هذه الصورة كل يوم تقريبا في اماكن متفرقة من البلد الذي سُنت فيه أولى الشرائع الانسانية، البلد الذي تشرفت تربته باحتضان رفاة عيسوب الدين وصوت العدالة الإنسانية. البلد الذي وصفوه بانه أول البلدان قبلة، وأعذبها دجلة، وأقدمها تفصيلا وجملة ؟. .
لا ملاذ لك تحت وطأة هذه الظروف. اما أن تعيش ذليلاً مهاناً مسلوب الكرامة، أو يقضي الله امراً كان مفعولا. عندئذٍ تشعر انه من المؤسف أن تعيش في وطن لا تحلم فيه بشيء سوى مغادرته. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

كمال ماضي متسائلا: هل يتمكن ترامب من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

قال الإعلامي كمال ماضي إن العدوى الوحيدة التي نأمل أن تنتقل من مكان إلى آخر هي عدوى الهدوء ووقف إطلاق النار، مشيرًا إلى ما حدث في غزة كنموذج يأمل أن يمتد إلى أماكن أخرى، لا لنشر الخوف أو القلق، بل لتحقيق الخير وإنقاذ الأرواح.

وأضاف ماضي، خلال تقديمه برنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن العالم يتطلع إلى إمكانية انتقال هذه العدوى إلى الأراضي الباردة في أوكرانيا، حيث تستمر الحرب المستعرة منذ ثلاث سنوات، مخلفة دمارًا واسعًا وتهجيرًا للآمنين، متسائلا: هل يمكن أن يكون لترامب دور في إنهاء هذه الحرب، بعد أن وعد بذلك خلال حملته الانتخابية؟.

ترامب: على روسيا وبوتين أن يوقفا الحرب السخيفة في أوكرانيابعد تهديده بفرض عقوبات على روسيا وأوكرانيا.. هل ينجح ترامب في إنهاء الحرب؟ترامب يهدّد بفرض رسوم جمركية على الصين والاتحاد الأوروبي.. ويحذر روسياحلمي النمنم: إيران مهمة لأمريكا منذ أيام الشاه لأنها في بطن روسياالدولة العميقة

وتابع ماضي بالقول إن هذا الوعد قد يواجه عقبات من أركان الدولة العميقة في واشنطن، والتي دعمت في الحقبة السابقة الحرب في أوكرانيا بمساعدات مالية وعسكرية ضخمة لاستنزاف روسيا، مضيفًا: "يبدو وكأن هناك من يسعى لإشعال شرارة حرب عالمية ثالثة بين الشرق والغرب."

واختتم حديثه قائلا: "هل ستتمكن الدولة العميقة الأمريكية من استكمال المسار؟ أم أن ذلك الرئيس الذي عاد بقوة إلى كرسيه سيُسكت هذه الأصوات؟ ثم نجد أنفسنا أمام نظم قديم يُجمل القضية: الحرب في بدايتها شابة، تتزين بأبهى حُللها لكل جاهل، حتى إذا اشتعلت نيرانها وغضبت، أصبحت عجوزًا غير ذات خليل".

مقالات مشابهة

  • المالية ليست حقاً للثنائي.. جعجع: أرسلنا الأسماء التي نريدها للتوزير إلى الرئيس المكلف
  • كأن زلزالا ضرب المنطقة دمار هائل في مستشفى كمال عدوان ومحيطه
  • الصحة الفلسطينية: مستشفى كمال عدوان تعرض لما يشبه القنبلة النووية
  • الصحة الفلسطينية: مستشفى كمال عدوان شمالي غزة تعرض لما يشبه القنبلة النووية
  • كمال ماضي متسائلا: هل يتمكن ترامب من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • عاد لـ إنبي.. حسام المندوه يوجه الشكر لـ زياد كمال
  • أول تعليق من حسام المندوه بعد رحيل زياد كمال عن الزمالك
  • الزمالك يفسخ عقد الإعارة مع زياد كمال
  • زياد كمال يوقع علي مخالصة مع نادي الزمالك
  • تعيش مدينة الجزيرة أبا كارثة إنسانية بكل ماتعني الكلمة من معني