الحرب بين إسرائيل وحماس: نوبة مفاجئة من التوتر بين القاهرة وتل أبيب
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن إعلان حكومة القاهرة تحت ضغط من الرأي العام، الذي صدمه هجوم رفح، عزمها الانضمام إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مصر صعّدت لهجتها ضد إسرائيل وأعلنت الأحد 12 أيار/ مايو الحالي٬ عزمها الانضمام إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بشأن الإبادة الجماعية في غزة.
وفي بيان لها، بررت وزارة الخارجية المصرية قرارها بخطورة وحجم الاعتداءات الإسرائيلية والاستهداف الممنهج "للمدنيين، وتدمير البنية التحتية" بهدف "تهجير الفلسطينيين من أرضهم".
وفي السابع من أيار/مايو الحالي، في الوقت الذي شنت فيه إسرائيل هجومها على رفح ونشرت الدبابات على طول ممر فيلادلفيا، في انتهاك للبروتوكول الموقع سنة 2005 مع مصر، اكتفت القاهرة بالإدانات البسيطة، محذّرة من خطر حدوث "كابوس إنساني".
وقد أثارت صور علم نجمة داود وهي ترفرف عند معبر رفح والخراب في المدينة التي تأوي أكثر من مليون مدني صدمة الرأي العام المصري. ورأى العديد من المصريين أن رد فعل السلطات لم يرق إلى المستوى المطلوب، خاصة في صفوف المعارضة.
خط أحمر
ذكرت الصحيفة أنه بعد مرور أسبوع على استمرار العملية التي وصفها الإسرائيليون بأنها "محدودة"، لم تتمكن أي شاحنة مساعدات إنسانية من دخول من المعبر.
وفي إشارة إلى تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، ألغى المسؤولون العسكريون المصريون فجأة اجتماعا كان من المقرر عقده الإثنين الماضي مع نظرائهم الإسرائيليين.
ونقلت الصحيفة عن المحامي الحقوقي المصري، خالد علي، الذي يعتقد أن التشدد الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني يمكن أن يهدد معاهدة السلام الموقعة سنة 1979 قائلا:" لقد تجاوزت إسرائيل الخط الأحمر. إن القرار بتأييد قضية جنوب أفريقيا يشكل انتقاماً دبلوماسياً منطقياً. كان ينبغي التدخل في وقت سابق، لكنها خطوة إيجابية ومهمة تتوافق مع تطلعات الشعب المصري".
وفي الأسابيع الأخيرة، بدت الوساطة التي تقودها القاهرة على وشك التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وفي السادس من أيار/مايو الحالي قبلت حماس مسودة الاتفاق لتُلغى في اليوم التالي بسبب الهجوم الإسرائيلي.
وحيال ذلك، قال خبير القانون الدولي أيمن سلامة: "فشلت مصر في ثني إسرائيل عن مهاجمة رفح. بهذا القرار تحاول القاهرة - المحاصرة والمستاءة - الدفاع عن مصداقيتها كقوة إقليمية".
تقديم الأدلة
في الوقت الحالي، تظل الدعوى القضائية التي رفعتها مصر رمزية. وأضاف أيمن سلامة: "الإجراء ليس بهذه البساطة وإمكانية نجاحه غير مؤكدة. يتعين على مصر تقديم ما يثبت أن لها صلة مباشرة وليست ثانوية بالقرار النهائي لمحكمة العدل".
يتعين على مصر تقديم طلب أمام قضاة محكمة العدل الدولية، يتم بعد ذلك إحالته إلى جنوب إفريقيا وإسرائيل، اللتين ستتاح لهما الفرصة للتعليق عليه، أو حتى الاعتراض عليه.
وأضاف سلامة بعد ذلك، يتعين على القضاة إعطاء الضوء الأخضر أم الامتناع. حتى اللحظة الراهنة، أعلنت ثلاث دول فقط دعمها الرسمي لشكوى بريتوريا وهما نيكاراغوا وكولومبيا وليبيا، التي قدمت طلبها إلى مقر المحكمة في لاهاي في العاشر من أيار/مايو الحالي.
وفي 29 كانون الأول/ديسمبر الماضي، لجأت بريتوريا إلى المحكمة العليا للأمم المتحدة، متهمة إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وقد أبدت عدة دول دعمها لنهج جنوب أفريقيا، دون الإعلان عن ذلك رسميا.
وفي ختام التقرير، نوهت الصحيفة بأن إعلان مصر جاء بعد ساعات قليلة من تقديم طلب جديد من جنوب أفريقيا يوم الجمعة الماضي، بحيث طلبت بريتوريا من القضاة إصدار أمر جديد ضد إسرائيل، لوقف العملية المستمرة في رفح، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والسماح للصحفيين الأجانب والمحققين الدوليين بالوصول إلى القطاع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية رفح مصر غزة المعبر مصر غزة الاحتلال رفح لوموند صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جنوب أفریقیا مایو الحالی ضد إسرائیل
إقرأ أيضاً:
مجموعة دول غرب أفريقيا "الإيكواس" تمنح مهلة أخيرة للدول الثلاث التي شب انقلابيوها عن الطوق
ستة أشهر، ثم يتبين مصير العلاقة بين مجموعة دول غرب أفريقيا وبين ثلاثة أعضاء قرروا الخروج وتشكيل إطار إقليمي جديد، ليست الجغرافيا وحدها هي الرابطُ الأهم بين دوله، بل الانقلابات العسكرية والتحول الاستراتيجي في العلاقة بفرنسا والدول الغربية، وبناء شراكة جديدة مع روسيا. فهل نحن بصدد تفكك منظمة الإيكواس؟
اعلانقال رئيس مفوضية الإيكواس عمر عليو توراي في الجلسة الختامية لقمة رؤساء الدول الإقليمية، يوم الأحد، في العاصمة النيجيرية أبوجا إنه "إن الهيئة قررت تحديد الفترة الممتدة ما بين 29 كانون الثاني/يناير 2025 و 29 تموز/ يوليو 2025 كفترة انتقالية، مع إبقاء أبواب الإيكواس مفتوحة أمام الدول الثلاث خلال هذه الفترة".
وأمهلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا كلا من: النيجرومالي وبوركينافاسو، ستة أشهر من أجل إعادة النظر في قرارها بالانسحاب من المنظمة.
جاء ذلك بعد حوالي عام، من خطوة هي الأولى من نوعها منذ ما يقارب الـ 50 عامًا من وجود المجموعة التي تضم 15 دولة، حين أعلنت المجالس العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، في كانون الثاني/ يناير الماضي، أنها قررت مغادرة مجموعة إيكواس، متهمة إياها بفرض عقوبات "غير إنسانية وغير مسؤولة" تتعلق بالانقلاب، والفشل في مساعدتهم على حل أزماتهم الأمنية الداخلية.
وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار و الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي وعمر توراي رئيس مفوضية الإيكواس قبل بدء اجتماع الإيكواس 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/APوكان رئيس مفوضية المجموعة غرب الإفريقية عمر توراي قد قال إنه "على الرغم من أن المغادرة الوشيكة لبوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة أمر محبط"، فإن الإيكواس ترحب بـ"جهود الوساطة الجارية".
وأشاد توراي بالجهود التي يبذلها مبعوثو الكتلة لحل الأزمة. وقال "تؤكد هذه الجهود على التزامكم الجماعي بالحفاظ على السلام والوحدة في منطقتنا".
الدول الثلاث التي يحكمها انقلابيون، ترفض جهود الإيكواس، وبدأ المسؤولون الجدد فيها يفكرون في كيفية إصدار وثائق السفر بشكل منفصل عن الإيكواس وتشكيل تحالف خاص بهذه الدول المرتبطة بحدود جغرافية بينية، وبعلاقات متوترة مع فرنسا، وبتفاهمات جديدة مع روسيا. ومن المتوقع إنهاء علاقتها بمنظمة الإيكواس، في كانون الثاني/ يناير المقبل.
رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو يقف لالتقاط صورة قبل بدء اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا نيجيريا 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/APقال بولا تينوبو رئيس نيجيريا ورئيس الإيكواس، إن التحديات التي يواجهها العالم وفي المنطقة تختبر قدرتها على العمل معًا. وقال "لا ينبغي لنا أن نغفل عن مسؤوليتنا الأساسية، وهي حماية مواطنينا وخلق بيئة مواتية حيث يمكن تطبيق الازدهار".
الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فايي يلتقط صورة قبل بدء اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا نيجيريا 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/APما لك وما عليك.. ماذا عن الامتيازات؟إن التنقل بدون تأشيرة إلى الدول الأعضاء يعتبر من الفوائد الرئيسية لكون الدولة عضوًا في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وليس من الواضح كيف يمكن أن يتغير ذلك بعد مغادرة الدول الثلاث للكتلة.
وسئل رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عن مثل هذا الموضوع في تموز/ يوليو، فقال: "عندما تخرج من اتفاقية ... إذا كانت تتعلق بالتجارة الحرة وحرية تنقل الأشخاص، فإن خطر فقدان هذه التنازلات يظل قائمًا".
الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي يلتقط صورة قبل بدء اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في أبوجا بنيجيريا 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/APقالت الدول الثلاث "المارقة"، في بيان مشترك يوم السبت إنه في حين سيظل الوصول إلى أراضيها بدون تأشيرة لمواطني غرب إفريقيا الآخرين، فإنها "تحتفظ بالحق ... في رفض دخول أي مواطن من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا يقع ضمن فئة المهاجرين غير المقبولين".
ويقول باباكار ندياي، من معهد تمبكتو لدراسات السلام ومقره السنغال: إن هذا التقسيم يمثل التحدي الأكبر الذي تواجهه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا منذ إنشائها، باعتبارها أعلى سلطة سياسية في المنطقة، منذ تأسيسها عام 1975.
Relatedارتفاع قياسي في أعداد الأطفال المصابين بالصدمة النفسية في بوركينا فاسومع زيادة حدة التوتر.. مالي والنيجر وبوركينا فاسو تنسحب من "إيكواس"مهرجان مسرحي.. بسمة في بحر من دموع النازحين في بوركينا فاسو.. البلد الذي مزقته الصراعات والانقلاباتلمحة أقرب إلى الموضوعيةويقول مجاهد دورماز، المحلل البارز في شركة الاستشارات العالمية للمخاطر فيريسك مابلكروفت (Verisk Maplecroft)، إن فرص عودة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى سابق عهدها ستكون ضئيلة غالبا، لأن الكتلة تريد العودة السريعة إلى الديمقراطية، وهو أمر لم تلتزم به المجالس العسكرية في الدول الثلاث المتمردة.
وأضاف دورماز أن السماح للمجالس العسكرية بالبقاء في السلطة "قد يعرض المزيد من التفتت الإقليمي للخطر"، في حين أن الاعتراف بها كسلطات شرعية من شأنه أن يمثل "انحرافًا خطيرًا عن المبادئ التأسيسية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا".
وقال إن الكتلة الإقليمية فشلت كذلك في إدارة الموقف بأفضل طريقة ممكنة، مضيفا: "أن ردود الفعل غير المتسقة أعطت للكتلة تجاه الانقلابات في المنطقة انطباعًا يوحي بأن موقفها متأثر أكثر بالطموحات السياسية للدول الأعضاء، أكثر من مبادئها التأسيسية لتعزيز الحكم الديمقراطي".
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا تسمم غامض يصيب الأطفال في جنوب أفريقيا ويؤجج مشاعر الكراهية ضد الأجانب هل تستفيد أفريقيا من رئاسة ترامب؟ توقعات حذرة.. وأمل ضئيل غينيا بيساوبوركينافاسو -انقلابالمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس)الاتحاد الأفريقيانقلابنيجيريااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next بعد أيام من رحيل الأسد.. الاتحاد الأوروبي يبحث تطبيع العلاقات مع هيئة تحرير الشام وإسقاط العقوبات يعرض الآن Next أوكرانيا: مقتل وإصابة 30 جنديًا من قوات كوريا الشمالية الداعمة لروسيا في معارك كورسك يعرض الآن Next مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح" يعرض الآن Next لليوم الثالث: نتنياهو يمثل أمام المحكمة في قضية الفساد يعرض الآن Next هجرة الأطباء السوريين وعودتهم إلى وطنهم بعد انهيار الأسد: أزمة تهدد المستشفيات الألمانية اعلانالاكثر قراءة بشار الأسد: لم أغادر الوطن وبقيت في دمشق حتى 8 ديسمبر الكرملين: لا قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد الروسية في سوريا حتى الآن زلزال بقوة 4.9 درجة يهز الجزائر لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدهيئة تحرير الشام إسرائيلروسياإيراندمشقسرقةداعشقطاع غزةعيد الميلادضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024