قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية، إنه يجوز للرجل في الشريعة الإسلامية الذي نَوى أداء العُمرة متمتِّعًا بها إلى الحج، ولَم يَتمكن مِن أدائها بسبب مرضه المفاجئ حتى دخل عليه يوم الترويه أن يحول نيته في الإحرام من التمتُع إلى القِرَان، بشرط أنْ يفعل ذلك قَبْل الطواف بالبيت الحرام.

حكم تغيير نية النسك بعد دخول مكة


وأضافت دار الإفتاء: تغيير النيَّة في الحجِّ مِن التمتُّع إلى القِرَان بعد دخول مكة وقبل الاشتغال بالطواف بالبيت الحرام -كما هي مسألتنا- مما أجمَعَ الفقهاءُ على مشروعيَّته، فإن كان قد أدَّى طوافًا بالبيت الحرام فليس له ذلك، ويبقى على إحرامه متمتِّعًا.

قال الإمام ابن المُنْذِر في "الإشراف": [أجمع كلُّ مَن نحفظ عنه مِن أهل العلم على أنَّ لِمن أهَلَّ بِعُمرةٍ في أشهر الحجِّ أن يُدخِلَ عليها الحَجَّ ما لم يَفتَتِح الطَّوافَ بالبيت].

وقال في "الإجماع": [وأجمَعوا على أنه مَن دَخَل مكةَ بعُمرةٍ في أشهُر الحجِّ أنه يُدخِلُ عليها الحجَّ ما لم يَفتَتِح الطوافَ بالبيت].

وقال الإمام ابن قُدَامة في "المغني": [إدخال الحجِّ على العُمرةِ جائزٌ بالإجماع مِن غير خَشية الفَوات، فَمَع خَشية الفَوَات أَوْلَى] .

وقال الإمام القُرْطُبِي في "الجامع لأحكام القرآن" : [أجمَعَ أهلُ العِلم على أنَّ لِمَن أهَلَّ بعُمرةٍ في أشهُر الحجِّ أن يُدخل عليها الحجَّ ما لم يفتتح الطوافَ بالبيت، ويكون قارنًا بذلك، يلزمه ما يلزم القارن الذي أنشأ الحج والعمرة معًا] .

والأصل في ذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها لَمَّا مَنَعَها الحيضُ مِن إتمام عُمرتها: «إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاغْتَسِلِي، ثُمَّ أَهِلِّي بِالْحَجِّ»، ففعَلَت ووقَفَت المواقف، حتى إذا طَهُرَت طافَت بالكعبة والصفا والمروة، ثم قال: «قَدْ حَلَلْتِ مِنْ حَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ جَمِيعًا» الحديث. أخرجه الشيخان.

بيان المراد بالنية في باب الحج والعمرة
وأوضحت دار الإفتاء بيان المراد بالنية في باب الحج والعمرة ، قائلة: الحج والعُمرة شَعِيرَتَان مِن شعائر الإسلام؛ قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة: 196]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ» متفق عليه.

والنية في اللغة: مُطلَق القَصْد؛ كما في "مقاييس اللغة" للعلامة ابن فارس، والمراد بها في باب الحج والعمرة شرعًا: الإحرام، وهو نية الدخول في النسك؛ كما في "رد المحتار" للعلامة ابن عابدين ، و"الشرح الكبير" للعلامة الدَّرْدِير المالكي ، و"حاشية العلامة الجَمَل الشافعي على شرح المنهج" ، و"الروض المربع" لأبي السعادات البُهُوتِي الحنبلي .
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الافتاء المصرية العمرة الحج أداء مناسك الحج الإفتاء المصرية الله ع

إقرأ أيضاً:

محمد مهنا: الصدق صفة الأنبياء والصالحين وطريق دخول الجنة

قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الصدق يعد من أهم الفضائل الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام، وهو الطريق الموصل إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة.


واستشهد ، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا".

وأوضح فى تصريح له، اليوم الأربعاء، أن الصدق ليس مجرد قول، بل هو منهج حياة يشمل الأقوال والأفعال والأحوال، مشيرًا إلى أن التصوف الحقيقي هو "صدق التوجه إلى الله"، كما قال الإمام زروق.

وبيّن أن الصدق صفة الأنبياء والصالحين، مستشهدًا بقول الله تعالى: "واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقًا نبيًا"، وكذلك قوله عن السيدة مريم: "وأمه صديقة"، مما يدل على أن الصدق هو السمة الأساسية لأولياء الله.

ليلة القدر.. الأزهر للفتوى يوضح كيفية اغتنام ليلة 27سبب غياب شيخ الأزهر عن احتفال ليلة القدر .. اعرف التفاصيلشيخ الأزهر: يجب أن نتأدب مع النبي فلا نناديه باسمه مجردا

وأضاف أن الصدق يجلب البركة في الأعمال والمعاملات، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتمَا محقت بركة بيعهما"ز

ودعا الدكتور محمد مهنا المسلمين إلى الالتزام بالصدق في جميع شؤون حياتهم، مؤكدًا أن الصدق هو مفتاح الأمانة، وأساس كل خلق نبيل، والطريق إلى معية الله سبحانه وتعالى.

مقالات مشابهة

  • هل زكاة الفطر لا تجب على الذي عليه دين؟.. دار الإفتاء تجيب
  • دعاء ختم القرآن الكريم وفضل التلاوة.. تعرف عليه
  • كيف نجَّى المكر الإلهي عيسى عليه السلام؟
  • في هذا التوقيت.. آخر موعد لـ إخراج زكاة عيد الفطر 2025
  • هل يضاعف ثواب الصائم في الحر الشديد؟ الإفتاء تجيب
  • كيفية صلاة عيد الفطر .. اعرف موعدها في كل محافظة
  • محمد مهنا: الصدق صفة الأنبياء والصالحين وطريق دخول الجنة
  • زكريا، شاب من آسفي فُقد في طريق الهجرة إلى سبتة وعائلته تطلب المساعدة في العثور عليه
  • ما هو فضل قيام ليالي رمضان؟.. مجلس الإفتاء يجيب
  • أمسية ثقافية في خولان بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام