كاتب إسرائيلي: لماذا غضب المصريون وهل السلام في خطر؟
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية مقالا للكاتب والباحث في قسم الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في جامعة حيفا٬ يارون فريدمان٬ قال فيه: "يبدو أن سبب الغضب في الجانب المصري غير مفهوم٬ فقد وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة عبر انقلاب عسكري على الجماعة الأم لحركة حماس".
عندما كانت مصر تحارب الإرهاب
وقال إن الوضع الأمني الذي أصبحت فيه سيناء بعد الانقلاب كان صعبا٬ فقد أصبحت منطقة محظورة يغزو الإرهابيون، مما تطلب تدخلاً عسكرياً عاجلاً٬ ولهذا الغرض، سمحت إسرائيل لمصر بانتهاك اتفاق السلام، الذي ينص على أن شبه جزيرة سيناء يجب أن تكون منزوعة السلاح، وخاصة المنطقة ج المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة، حيث يُحظر تماما الوجود العسكري٬ والاقتصار على الشرطة فقط.
ويضيف الكاتب وباسم "الحرب على الإرهاب"، جلب الجيش المصري آلاف الجنود ومئات المركبات المدرعة والدبابات إلى شبه الجزيرة٬ وكشفت صور الأقمار الصناعية أن مصر قامت أيضًا بنشر قوات جوية وأقامت قواعد جوية، وهي خطوة تتعارض تمامًا مع اتفاقيات السلام.
ويذكر أنه بين عامي 2013 و2018، شن الجيش المصري هجمات متواصلة ضد أهداف إرهابية في سيناء.
وخلال تلك الهجمات، لم يُقتل العديد من المدنيين فحسب، بل دمرت مصر مدينة رفح المصرية بأكملها وأجلت الآلاف من سكانها٬ ولم تبدأ عملية إعادة بناء رفح المصرية إلا في السنوات الأخيرة٬ في هذه الحرب قُتل عدد لا يحصى من الأشخاص "غير المتورطين" دون أي احتجاج في العالم. والآن جاء دور إسرائيل لمحاربة الإرهاب على الجانب الفلسطيني من رفح. فلماذا تثير مصر هذه الضجة؟
الإرهاب والتهريب
ويتعجب الكاتب قائلا "كان موقف السيسي تجاه حماس عند وصوله إلى السلطة عدائيًا للغاية، لأنه اعتبرهم، بحق، جزءًا من جماعة الإخوان المسلمين، منافسيه اللدودين. لكن مع مرور الوقت، خفف موقفه تجاه حماس، وشددت مصر علاقاتها مع قيادة حماس وأصبحت وسيطا في جميع جولات القتال مع إسرائيل".
وكان السبب الرئيسي للتغير في العلاقات بين مصر وحماس هو مشكلة البدو في سيناء. ويبدو أن النظام في القاهرة وجد أنه غض الطرف عن التهريب إن نقلهم إلى غزة سيحسن الوضع الاقتصادي للبدو ويبعدهم عن الانضمام إلى المنظمات الإرهابية.
ويختلف مصدر رزق البدو في جنوب وشمال سيناء اختلافًا كبيرًا. وفي حين أن معظم البدو في الجنوب يكسبون عيشهم من السياحة خاصة في طابا وشرم الشيخ، فإن القبائل في الشمال تعاني من الفقر والبطالة٬ لذلك يلجأون إلى التجارة غير المشروعة والتهريب. ولسوء الحظ، تركز جزء كبير من معيشتهم في السنوات الأخيرة على التهريب إلى غزة، والذي شمل عددًا لا بأس به من الأسلحة من مناطق الحرب المختلفة مثل ليبيا والسودان وكذلك الأسلحة من إيران.
وفي مصر أدركوا أن طريقة التغلب على مشكلة الإرهاب في سيناء والسيطرة على التهريب جزئياً على الأقل هي التعاون مع القبائل والحفاظ على علاقات طبيعية مع حماس. تم تجنيد أكبر قبيلة، قبيلة الترابين، لمساعدة الجيش المصري، وليس بالمجان بالطبع.
اتحاد القبائل
وأسس إبراهيم العرجاني، أحد زعماء قبيلة الترابين، اتحاد قبائل سيناء في نوفمبر 2017 ٬ وساعد هذا التحالف من قبائل شمال سيناء الجيش والشرطة المصرية في الحرب ضد تنظيم الدولة في شمال شبه الجزيرة.
ويؤكد الكاتب "أتاحت الرعاية التي قدمها الجيش المصري لهذا التحالف تجنيد القبائل التي كانت موالية لتنظيم الدولة٬ وذلك من أجل التنافس مع الإرهابيين، فقد كان على الجيش المصري أن يمنح البدو أسلحة وأموالا أكثر مما عرضه تنظيم الدولة".
وفي الأيام الأخيرة، وفي أعقاب العملية الإسرائيلية في رفح، أُعلن عن تجديد اتحاد القبائل، وهذه المرة تحت عنوان "اتحاد القبائل العربية" واختير العرجاني لرئاسته٬ وسارع الاتحاد إلى نشر بيان جاء فيه أن البدو لن يسمحوا للفلسطينيين بالفرار إلى سيناء٬ وعذرهم الرسمي هو معارضة تحولهم إلى "توطين"، أي أن يصبحوا مواطنين مصريين على حساب هويتهم الفلسطينية.
وأعرب معلقون في وسائل الإعلام المصرية عن خشيتهم من تحول اتحاد القبائل إلى ميليشيا لا تطيع أوامر الجيش المصري٬ وسيصبح هيئة مستقلة خطيرة ستعمل وفقا للمصالح المحلية لشمال سيناء، على عكس مصالح مواطني مصر٬ والمثال على هذه الظاهرة الخطيرة هو ما حدث في السودان، حيث أنشئت ميليشيا "الرد السريع" لغرض الحرب في دارفور.
وقبل نحو عام، تمردت هذه الميليشيا ضد الجيش السوداني، وهو الوضع الذي أدى إلى حرب أهلية٬ إلا أن المتحدث باسم اتحاد القبائل أكد ولاء الاتحاد للحكومة في القاهرة٬ والعرجاني نفسه، بحسب منشورات في وسائل الإعلام العربية، هو رجل أعمال فاسد وله علاقات شخصية في حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المصري السيسي غزة رفح مصر السيسي غزة الاحتلال رفح صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتحاد القبائل الجیش المصری
إقرأ أيضاً:
اتهامات لنتنياهو بتخريب المفاوضات وحديث إسرائيلي عن صفقة جزئية
اتهم زعيم حزب معسكر الدولة الإسرائيلي بيني غانتس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتخريب المفاوضات بشأن إبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط جدل متزايد في الأوساط الإسرائيلية واتهامات متبادلة بشأنها.
وانتقد غانتس في كلمة متلفزة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، حديث نتنياهو مع وسائل إعلام أجنبية بشأن الصفقة الجاري بلورتها مع حماس، وقال "نحن في أيام حساسة-الحياة والموت حقا يتحكم فيهما اللسان".
وجاءت تصريحات غانتس على خلفية مقابلة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قبل يومين مع نتنياهو قال فيها إنه لن يوافق على إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس، وأنه لن يترك الحركة في السلطة في غزة على بعد 50 كيلومترا من تل أبيب، وفق يديعوت أحرونوت.
وقال غانتس "كما قال نتنياهو نفسه قبل أسبوع واحد فقط كلما تحدثنا أقل، كلما كان ذلك أفضل، بينما المفاوضون يعملون، نتنياهو يخرب المفاوضات من جديد". وأضاف مخاطبا نتنياهو "ليس لديك تفويض لتخريب عودة المحتجزين مرة أخرى لأسباب سياسية، عودتهم هو الشيء الصحيح الإنساني والأمني والوطني".
ورد ديوان رئيس الوزراء على غانتش في بيان ووصفه بالخانع، وقال إنه لن يعظ نتنياهو بضرورة القضاء على حماس وإعادة المحتجزين وهو الذي طلب وقف الحرب حتى قبل دخول رفح.
إعلانوأضاف البيان أن "من لا يساهم بالجهد الوطني فمن الأفضل له على الأقل ألا يضر به".
صفقة جزئية وأيام حاسمةبدورها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول إسرائيلي أنه أخبر عائلات الأسرى بأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بشأن مصير أبنائها، مشيرا إلى أن إسرائيل قد تذهب الآن نحو صفقة واحدة جزئية فقط، وأن تقديراته تشير إلى احتمالات كبيرة ألا تبرم صفقة التبادل قبل نهاية عهد الرئيس الأميركي جو بايدن.
ووفقا للصحيفة فإن المسؤول الإسرائيلي أخبر عائلات الأسرى أنه على يقين بأن الصفقة الشاملة هي الحل لكل القضايا.
وفي هذا الإطار دعا وزير التعاون الإسرائيلي دافيد أمسالم، الأحد، للتوصل إلى "صفقة شاملة" لتبادل الأسرى، وقال "نحن في موقف كان ينبغي علينا أن نتوصل فيه إلى صفقة شاملة واحدة منذ البداية".
وأضاف الوزير المنتمي لحزب الليكود برئاسة نتنياهو، لهيئة البث الرسمية أنه "إذا حدث ذلك فمن الممكن أن تنهي إسرائيل أيضا الحرب الواسعة النطاق كما هي اليوم، ومواصلة التعامل مع غزة كما نتعامل مع يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)".
من ناحيته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن نتنياهو يخشى سقوط حكومته في حال انتهاء حرب غزة. وأضاف أنه لا يوجد في غزة ما تفعله إسرائيل أكثر مما فعلت مشددا على ضرورة إنهاء الحرب وإعادة الأسرى.
كما هاجم لبيد نتنياهو على خلفية إجرائه لقاءات مع وسائل الإعلام الأجنبية اعتبر أن من شأنها تخريبَ إمكانية التوصل إلى صفقة.
من جانبه قال زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، إن سياسات نتنياهو تتشكل وفق اعتبار واحد فقط وهو الحفاظ على الائتلاف الحاكم، "وليس الاعتبارات الأمنية أو قضية المحتجزين".
وأشار ليبرمان إلى إمكانية إبرام صفقة شاملة يتم بموجبها إطلاق سراح جميع الأسرى.
صفقة من قسمينووفق تصريحات مصادر مطلعة لوسائل إعلام إسرائيلية، تسعى تل أبيب إلى صفقة من قسمين؛ صفقة "إنسانية" (تشمل النساء والجرحى وكبار السن)، يعقبها صفقة أخرى تؤدي إلى إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
إعلانوتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأميركية أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة المقاومة الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.