باسيل مستمرّ في سياسة الاقصاء.. فهل يُعيد حساباته قبل فوات الأوان؟!
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
من دون أدنى شك يعاني "التيار الوطني الحرّ" اليوم من أزمة بنيوية داخلية، إذ إنّ الانشقاقات وعمليات الفصل التي باتت تحصل لم تعُد تطال كوادر وعناصر حزبية بل تطال حتى رأس الهرم، أي النوّاب الحزبيين الأكثر نشاطاً وحضوراً سياسياً، والذين يملكون تاريخاً نضالياً طويلاً بالمفهوم العوني.
أزمة "التيار" الفعلية تتركّز حول أن رئيسه جبران باسيل لم يعُد يريد أي تمايز داخل تكتّل "لبنان القوي"، بل بات مُصرّاً على أن تكون الكلمة النهائية له.
وتعتبر مصادر مطّلعة أن باسيل، ومن خلال فصله لهؤلاء النواب من "التيار"، الامر الذي يبدو أن لا مفرّ منه سواء حصل اليوم أو تأخّر قليلاً، يتسبب بأضرار جسيمة للجسم العوني الحزبي، خصوصاً أن لهؤلاء النوّاب شعبية لا بأس بها وإن بشكل متفاوت داخل "التيار"، وهذا الامر سيتظهّر حتماً خلال الانتخابات النيابية المُقبلة.
وترى المصادر أنه حتى وفي حال لم يتمكّن هؤلاء النوّاب من الفوز في الانتخابات، الا أنهم سيشكّلون ضرراً كبيراً للوّائح العونية التي ستخسر جزءاً كبيراً من الأصوات التي ستذهب لصالح هؤلاء الذين استثمروا طويلاً في الخدمات في مناطقهم، وعليه فإنّ الأزمة الحزبية لن تبقى داخل العلاقات العونية - العونية إنما ستطال أيضاً واقع "التيار" وحضوره في الحياة السياسية اللبنانية.
وتقول المصادر أن فصل هؤلاء النوّاب سيُحدث حالة من اللا ثقة داخل "التيار"، وأنّ القاعدة الشعبية العونية ستجد أمامها مجموعة من النوّاب الذين لا يمتلكون خبرة طويلة وإن كان جزء كبير من الجمهور العوني لا يزال يقف في صفّ الرئيس، جبران باسيل، الا أنه تلقائياً سيشعر بترهّل الجسم الحزبي، الأمر الذي سيؤثّر بدوره على الواقع الشعبي بشكل عام.
تشير مصادر "مُنشقّة" عن "الوطني الحرّ" بأن النائب جبران باسيل "عم يخبّص" وذلك نابع من رغبته باختزال مواقف "التيار" على المستويات كافة سواء الداخلية منها أو المتعلّقة بالواقع السياسي بشكل عام بشخصه فقط، وهذا الأمر بات يطرح علامات استفهام كبيرة حول مفهوم الديمقراطية التي يدّعيها باسيل. ولعلّ الاختلاف في خطاب "التياريين" منذ انطلاق معركة "طوفان الاقصى" وفتح الجبهة الجنوبية المساندة لغزّة، أظهر التباين الواضح في المواقف وفي وجهات النظر حول المعركة. وما بين الدكتور ناجي حايك، نائب الرئيس للشؤون الخارجية، والنائبين السابقين منصور فاضل ومي خريش هوّة كبيرة يصعب ردمها انطلاقاً من اختلاف واضح في الفكر والمبدأ. ويضيف المصدر أن هذا الاختلاف هو ليس الا اصطفافا مُعلنا خلف طرفين؛ النائب جبران باسيل ورئيس الجمهورية السابق ميشال عون، الامر الذي، بحسب المصدر، يشكّل انقلاباً بيّناً من باسيل على مبادىء "التيار" التي أرساها عون طوال حقبة طويلة من الزمن. لذلك ترى المصادر أنّ على باسيل إعادة حساباته من جديد قبل فوات الاوان خصوصاً في ما يتعلّق بثوابت "الوطني الحر" ليس على المستوى الوطني وحسب وإنما على مستوى الاداء السياسي أيضاً.
واعتبر المصدر ان استمرار باسيل في سياسته الاقصائية وفي منطق التفرّد سيحمّل "التيار" تبعات قاسية أقلّه على مستوى العمل السياسي وما يتضمنّ المرحلة المقبلة من استحقاقات في لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جبران باسیل
إقرأ أيضاً:
لبنان الفرصة... الى متى؟
كتب محمد عبلدالله في" النهار"؛ سابقاً ظن اللبنانيون أن الانسحاب السوري من لبنان سيشكل مرحلة وفرصة جدية لبناء الدولة والمؤسسات في بلد نخره الفساد حتى النخاع مدى عقود.
لكن الترسبات السورية استمرت عبر أشخاص وتنظيمات اتبعوا أساليب المنظومة الأمنية السورية نفسها التي كانت تدير لبنان.
واستمر هذا الأمر حتى بزوغ فجر الحرية في لبنان في مراحل ثلاث:
- عام 2005 في 14 آذار المشهد اللبناني الجامع.
- عام 2015 حين انتفض الشعب إثر أزمة النفايات .
- وعام 2019 حين تفجر الشارع في ما عرفت بثورة 17 تشرين.
إذا، الفرص الضائعة التي مرت على لبنان مع ما رافقها من أعاصير دموية، يفترض ألا نستتبعها بالأسلوب نفسه في عام 2520 الذي لاحت في أفقه فرصة مهمة للبنان عبر انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية ويحظى برعاية الشرعية الدولية .
هذه الفرصة قد تكون الأخيرة إذا لم يتلقفها اللبنانيون ويبنون عليها لاعادة بناء دولتهم، وفقاً لما يتوافق مع المعايير المؤسساتية الدولية بعيداً من المغامرات الهمايونية.
فالزلزال الذي دمر لبنان في أعقاب ما سميت "جبهة الإسناد" التي كانت الشعرة الأخيرة التي قصمت ظهر التنظيمات والانظمة التوتاليتارية في المنطقة، والتي أدت في ما بعد الى سقوط سريع لنظام البعث الأسدي وهروب رئيسه الى موسكو.
غبر أن المصادفة القدرية في شهر شباط هذا العام الذي ينقسم بين الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وبين موعد دفن السيد حسن نصرالله، فلتكن فرصة توازي ما قاله يوماً الراحل الكبير غسان تويني لحظة استشهاد ابنه جبران: "فلندفن الأحقاد مع جبران ولنبني بلدنا". وهكذا اليوم الفرصة متاحة لدفن الأحقاد لا لنستثمر فيها!
وهنا تبرز مسؤولية جميع المكونات اللبنانية وعلى الأخص الطائفة الشيعية التي دفعت ثمناً غالياً، أن تكون في مقدم الدعاة الى بناء الدولة القوية العادلة التي تستطيع أن تؤمن التمويل لاعادة الأعمار والبناء على أسس متينة وقوية غير مرتهنة لأي محور أو سلاح خارج عن الدولة .