من دون أدنى شك يعاني "التيار الوطني الحرّ" اليوم من أزمة بنيوية داخلية، إذ إنّ الانشقاقات وعمليات الفصل التي باتت تحصل لم تعُد تطال كوادر وعناصر حزبية بل تطال حتى رأس الهرم، أي النوّاب الحزبيين الأكثر نشاطاً وحضوراً سياسياً، والذين يملكون تاريخاً نضالياً طويلاً بالمفهوم العوني.

 أزمة "التيار" الفعلية تتركّز حول أن رئيسه جبران باسيل لم يعُد يريد أي تمايز داخل تكتّل "لبنان القوي"، بل بات مُصرّاً على أن تكون الكلمة النهائية له.

والنوّاب "المعارضين" أو الذين اصطلح على تسميتهم كذلك، يعتبرون أنفسهم نواباً "عونيين"، أي أن قائدهم هو رئيس الجمهورية السابق ميشال عون وليس النائب جبران باسيل وهذا الأمر جعلهم في العديد من المحطات يتمايزون عن باسيل ويؤيدون مواقف عون بالمطلق.

وتعتبر مصادر مطّلعة أن باسيل، ومن خلال فصله لهؤلاء النواب من "التيار"، الامر الذي يبدو أن لا مفرّ منه سواء حصل اليوم أو تأخّر قليلاً، يتسبب بأضرار جسيمة للجسم العوني الحزبي، خصوصاً أن لهؤلاء النوّاب شعبية لا بأس بها وإن بشكل متفاوت داخل "التيار"، وهذا الامر سيتظهّر حتماً خلال الانتخابات النيابية المُقبلة.

وترى المصادر أنه حتى وفي حال لم يتمكّن هؤلاء النوّاب من الفوز في الانتخابات، الا أنهم سيشكّلون ضرراً كبيراً للوّائح العونية التي ستخسر جزءاً كبيراً من الأصوات التي ستذهب لصالح هؤلاء الذين استثمروا طويلاً في الخدمات في مناطقهم، وعليه فإنّ الأزمة الحزبية لن تبقى داخل العلاقات العونية - العونية إنما ستطال أيضاً واقع "التيار" وحضوره في الحياة السياسية اللبنانية.

 وتقول المصادر أن فصل هؤلاء النوّاب سيُحدث حالة من اللا ثقة داخل "التيار"، وأنّ القاعدة الشعبية العونية ستجد أمامها مجموعة من النوّاب الذين لا يمتلكون خبرة طويلة وإن كان جزء كبير من الجمهور العوني لا يزال يقف في صفّ الرئيس، جبران باسيل، الا أنه تلقائياً سيشعر بترهّل الجسم الحزبي، الأمر الذي سيؤثّر بدوره على الواقع الشعبي بشكل عام.

تشير مصادر "مُنشقّة" عن "الوطني الحرّ"  بأن النائب جبران باسيل "عم يخبّص" وذلك نابع من رغبته باختزال مواقف "التيار" على المستويات كافة سواء الداخلية منها أو المتعلّقة بالواقع السياسي بشكل عام بشخصه فقط، وهذا الأمر بات يطرح علامات استفهام كبيرة حول مفهوم الديمقراطية التي يدّعيها باسيل. ولعلّ الاختلاف في خطاب "التياريين" منذ انطلاق معركة "طوفان الاقصى" وفتح الجبهة الجنوبية المساندة لغزّة، أظهر التباين الواضح في المواقف وفي وجهات النظر حول المعركة. وما بين الدكتور ناجي حايك، نائب الرئيس للشؤون الخارجية، والنائبين السابقين منصور فاضل ومي خريش هوّة كبيرة يصعب ردمها انطلاقاً من اختلاف واضح في الفكر والمبدأ. ويضيف المصدر أن هذا الاختلاف هو ليس الا اصطفافا مُعلنا خلف طرفين؛ النائب جبران باسيل ورئيس الجمهورية السابق ميشال عون، الامر الذي، بحسب المصدر، يشكّل انقلاباً بيّناً من باسيل على مبادىء "التيار" التي أرساها عون طوال حقبة طويلة من الزمن. لذلك ترى المصادر أنّ على باسيل إعادة حساباته من جديد قبل فوات الاوان خصوصاً في ما يتعلّق بثوابت "الوطني الحر" ليس على المستوى الوطني وحسب وإنما على مستوى الاداء السياسي أيضاً.

واعتبر المصدر ان استمرار باسيل في سياسته الاقصائية وفي منطق التفرّد سيحمّل "التيار" تبعات قاسية أقلّه على مستوى العمل السياسي وما يتضمنّ المرحلة المقبلة من استحقاقات في لبنان.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جبران باسیل

إقرأ أيضاً:

أزمة التذاكر.. ريال سوسييداد يعيد حساباته بعد تدخل "يويفا"

سيتعين على ريال سوسييداد الإسباني، الذي أعلن قبل أسابيع أنه لن يبيع تذاكر لمشجعي أياكس، الذي يواجهه في الدور المقبل من الدوري الأوروبي، توفير تذاكر (بحسب اللوائح) لجمهور النادي الهولندي.

وأوضح سوسييداد في بيان صدر اليوم الجمعة، أنه أجرى محادثات مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" وأياكس والسلطات المحلية خلال الأسابيع القليلة الماضية حول بيع التذاكر للجماهير الزائرة لحضور المباراة التي ستقام في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على ملعب (ريالي أرينا).
ويرجع السبب في اضطرار سوسييداد في النهاية إلى بيع التذاكر للجماهير الهولندية إلى أن "لوائح الاتحاد الأوروبي تجعل من المستحيل تنفيذ رغبات النادي".
وذكر سوسييداد أنه "نظراً للظروف المحيطة بإقامة العديد من المباريات الأوروبية الأخيرة والترتيبات الأمنية والتنظيمية المطلوبة"، طلب مجلس مدينة سان سباستيان من النادي عدم بيع التذاكر للفريق الهولندي.

???????????????????????????????????????? ???????????????????????????? | Entradas para la afición del Ajaxhttps://t.co/5fl7eOJn1N

— Real Sociedad Fútbol (@RealSociedad) November 15, 2024

وألمح مجلس المدينة بهذا إلى المشادات التي وقعت العام الأخير بسبب "الألتراس" الأوروبي الذي زار المدينة.
ومن أبرز الحوادث التي وقعت تلك التي تورط فيها مشجعو أندرلخت في (ريالي أرينا) في 3 أكتوبر (تشرين الأول).
خلال الشوط الأول من المباراة، تمكن "ألتراس" الفريق البلجيكي من اختراق السياج الأمني المثبت في المدرج المخصص للمشجعين في المدرج السفلي حيث كان مشجعو سوسييداد يشاهدون المباراة.
وألقي القبض على 5 أشخاص بتهمة ارتكاب جرائم مثل الاعتداء على السلطات والإخلال بالنظام العام ومقاومة رجال الشرطة، في حين عاقب الـ"يويفا" أندرلخت بحظر بيع التذاكر لمشجعيه لـ3 مباريات خارج أرضه.

مقالات مشابهة

  • تمسك إبراهيم محمود بالرئاسة .. انشقاق داخل الوطني المحلول
  • زهيو: توافق البرلمان مع المشري عرضة للطعن ومشهد الجمود السياسي مستمر
  • ضبط 18 طن لحوم مجهولة المصدر داخل مخزن بالشرقية
  • ضبط منتجات لحوم مصنعة مجهولة المصدر داخل مخزن بالعاشر من رمضان
  • ما أهم النقاط التي يجب مراعاتها خلال التغطية الإعلامية للانتخابات؟
  • أبو العينين يوجه رسائل لقادة العالم من داخل المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية
  • اليمنيون في غزة: نداء عاجل لإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان
  • أزمة التذاكر.. ريال سوسييداد يعيد حساباته بعد تدخل "يويفا"
  • «القاهرة الإخبارية»: الهجمات على وحدة إيجوز دفعت الجيش الإسرائيلي لإعادة حساباته
  • ضبط نصف طن منظف و550 عبوة مضاد حيوي مجهول المصدر بالأقصر