أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “ أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ، أن دولة الإمارات كرست مواردها وجهودها لبناء منظومة تنموية أساسها العلم والمعرفة وغايتها الريادة في صنع مستقبل يليق بطموحاتها، واتخذت وسيلتها في ذلك الاستثمار في غايتها الأسمى ألا وهو بناء الإنسان، وإمداده بكل مقومات التميز والسعي لتعزيز قواعد تنمية شاملة تدعمها إنجازات نوعية في شتى المجالات.

جاء ذلك في كلمة سموها بمناسبة نيلها “ جائزة الشخصية التربوية الاعتبارية ” للدورة الـ”17″ من جائزة خليفة التربوية، تقديراً لدورها وإسهاماتها في النهوض بالعملية التعليمية ودعم التميز في الميدان التربوي محلياً وعربياً ودولياً.

وقالت سموها: “التعليم كان وسيظل في مقدمة القطاعات التي توليها الدولة كل الدعم والرعاية، إذ ينطلق الاهتمام بجودة التعليم ونوعية مخرجاته من إيمان قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، بأنه السبيل إلى المستقبل والرافد الأساسي للتنمية الذي يمدها بالموارد البشرية الوطنية المؤهلة لخدمة الوطن واستكمال المسيرة والحفاظ على الهوية، التي ينطلق بها إلى الريادة بكل ثقة”.

وأضافت سموها: “إذا أردنا أن نحافظ على مكانة دولتنا ضمن مصاف الدول الراقية التي تسعى إلى بناء حضارات تتمتع بالريادة والازدهار والاستدامة، فإنه يتوجب علينا أن نشدد على دور الأسرة في استكمال مساعي الدولة في إعداد أبناء الوطن.. فالأسرة هي الأساس والنواة للحفاظ على منجزات وطننا واستمراريتها، الأمر الذي يتحقق بتعزيز التلاحم والتماسك الأسري لبناء أجيال واعدة تتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع والوطن، معتزين بهويتهم الوطنية، متمسكين بالقيم والمبادئ والأخلاق النبيلة، ومن هذا المنطلق تولي دولة الإمارات العربية المتحدة كل الحرص والاهتمام بالأسرة، وتحرص بشكل دائم على توفير جميع المقومات التي تسهم في توفير الاستقرار والسعادة للأسر وبما يسهم في زيادة الترابط والمحبة بين أفراد العائلة”.

وقالت سموها إنه بعميق الفخر ننظر بكل امتنان إلى دور الأم الجليل في تربية وتعلم الأبناء، فالأم لها البصمة الكبرى في إعداد الطفل للاندماج في المجتمع، وهي حجر الزاوية الأساسي الذي ينهض بجميبع مقومات التربية والتنشئة التي تنمي شخصية الأبناء ، ولا شك أنه بقدر وعي الأم ونضجها وأمانتها في تعاملها مع أبنائها، بقدر ما يترعرع الأبناء بشخصية سوية ، فالرعاية الجيدة والتربية السليمة تخلق الابن الصالح المنسجم مع ذاته ومع محيطه، القادر على قيادة مسيرة تنمية الوطن والحفاظ على إرث الآباء والأجداد”.

وشددت سموها على أهمية وجود الأب في حياة الأبناء وقالت : “الأب في حياة الأطفال، يعني الحماية والرعاية، يعني القدوة والسلطة والتكامل الأسري، فهو أول من يزرع بذور الأخلاق الطيبة في نفوس أطفال، وهو تلك اليد التي تدفع للتقدم وتحمي من العثرات، لذلك يبقى الأب الراعي الأساسي للأسرة ويصعب أن تتوازن من دون تواجده المؤثر أسس التربية السليمة”.

وأضافت سموها: “عليكم أبنائي وبناتي الغالين .. الآباء والأمهات المخلصين أن تحتضنوا أطفالكم بود ومحبة، وأن تحترموا خصوصيتهم وتواكبوا احتياجاتهم حسب مراحل نمو أبنائكم ، لما لهذا الأمر من عامل بالغ الأهمية في تعميق إحساس الأطفال بالطمأنينة والرضا، ويترتب عليه تكوين علاقة قوية لمشاركة أحلام أبنائكم ومشاعرهم، خاصة في مرحلة سن المراهقة، بما يشكل وقاية ضد العديد من السلوكيات السلبية المكتسبة”.

وقالت سموها في ختام كلمتها : “إننا في هذه المناسبة، نؤكد أهمية تضافر جميع الجهود والعمل المشترك لحماية الأسر من المخاطر التي تواجهها، في ظل عالم يموج بالتقلبات الناجمة عن التحديات الهائلة التي يفرضها العصر الرقمي، ما يحتدم حماية الموروث الثقافي وهويتنا الأصيلة”.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أمين البحوث الإسلامية: العلم والدين في بناء الإنسان لا يتعارضان

انطلقت أولى فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامي، اليوم السبت، والذي يهدف إلى إعداد خريطة فكرية لبناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقائدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق في المجتمع، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

برنامج الأسبوع الدعوة الإسلامي

وقدم الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في افتتاح أسبوع الدعوة الإسلامية - الذي يقام في الجامع الأزهر - الشكر والتقدير إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على رعايته ودعمه لبرنامج الأسبوع الدعوة الإسلامي تحت عنوان "رؤية إسلامية في قضايا إنسانية" والذي تعقده الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية.

وأوضح أن طرح "بناء الإنسان في الإسلام" ينطلق من معنى البناء التأصيلي الذي رسخه الإسلام بثوابته، وهي تناغم الإنسان مع المستجدات وفق تجدد الدين مع كل زمان ومكان، ويقصد بتجدد الدين إسقاط قواعده وأصوله على واقع ومستجدات الحياة دون المساس بأصوله، لضمان السلامة في الدنيا والآخرة، لأنها من الذي خلق، والذي  خلق أعلم بمن خلق.

وأضاف أمين عام المجمع أنه قد تعددت طروحات العلماء عن التجديد في كتب الحديث وشروحها وكتب الطبقات والتراجم، لافتا إلى أن ابن حجر العسقلاني (773 هـ - 852 هـ) أراد أن يفرد الموضوع هذا بالتأليف إلا أن هذا الكتاب مفقود، ولجلال الدين السيوطي (849 هـ - 911 هـ كتاب بعنوان (التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة).

وبين أن العلم والدين في بناء الإنسان صنوان لا يتعارضان في الإسلام، فمجال العلم هو عالم المادة، وهدفه يتمحور حول تقديم تفسير مادي لمظاهر الكون، واكتشاف قوانينه وصوغها بمعادلات رياضية، وهو ما أنتج للبشرية اختراعات شتى وذلل لها طاقات الأرض، إلا أن العلم مع كل إنجازاته المادية لا يقدم لنا أجوبة لأسئلة تقع خارج مجال المادة، كتلك الأسئلة المتعلقة بمصير الإنسان والغاية من وجوده.

وقال الدكتور محمد الجندي، إن العلم لا يقدم وصفة لعلاقة الفرد بالمجتمع ولا تفسيرا مقنعا لمشاعر إنسانية كالحب والتضحية، وبكلمة أخرى لا يقدم لنا العلم فلسفة أخلاقية، ولن يخبرنا العلم عن الهدف من الحياة وعن الغاية من وجودنا، ولكن سيشرح لنا العلم ألية عمل الجسد وسيمكننا من علاج الكثير من آفاته، وسيقول لنا إن الجسد بعد الموت سيتحلل إلى عناصر أولية تسيح في أرجاء التربة، لكنه لن يخبرنا إن كان ذلك نهاية مطاف النفس.

بر الوالدين ومساعدة الفقير

وأوضح أن العلم لن يوصيني ببر الوالدين أو مساعدة الفقير أو رفع الظلم عن المستضعفين، فهذا لا يدخل في نطاق اهتماماته، بل سيقول لنا العلم أن انشطار ذرة من اليورانيوم ينتج طاقة هائلة يحسبها بمعادلة دقيقة، لكنه سيكون محايداً إذا استخدمنا هذه المعادلة في إنتاج طاقة نووية تعمر الأرض، أو في إنتاج قنبلة نووية تدمر الأرض، وظيفة العلم إذن تنتهي عند حدود النظريات والمعادلات وليس من شأنه أن يطلق حكما قيميا أو أخلاقيا، فهذا يدخل في مجال الدين والفلسفة اللذان يتناولان إرادة الإنسان الحرة. 

وأشار إلى أن هناك مجددين على رأس كل مائة، ما بين أعلام أزاهرة، أو ممن اعتمد منهاجهم في منهج أهل السنة والجماعة،  تمثلوا بالوسطية والاعتدال وفهم العقيدة وبناء الإنسان على نهج يناغم مستجدات الحياة ولا يعارض أصول الدين، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، سيدنا عمر بن عبدالعزيز في القرن الأول مرورا بالأعلام والأزاهرة وصولا إلى الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في القرن الحالي.

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء فلسطين: ممتنون لدور السعودية وجهودها المبذولة لاحتواء الأزمة في غزة
  • أمين البحوث الإسلامية: العلم والدين في بناء الإنسان لا يتعارضان
  • رئيس جامعة طنطا يشارك الطلاب من ذوي الهمم في تنفيذ فعاليات مبادرة «بداية»
  • رئيس جامعة طنطا يشارك الطلاب الألعاب الرياضية (صور)
  • دعماً لـمبادرة" بداية ".. تعليم قوص تنظم سلسلة فعاليات تنموية
  • اعتقال مراهق خلال نقله إلى المستشفى بعد العثور على ‘‘العلم اليمني’’ في السيارة التي كان عليها.. وتلفيق تهمة غير أخلاقية ضده
  • رئيس الدولة يبحث مع ترامب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. رئيس الوزراء: نبذل جهودا حثيثة لتهيئة مناخ جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية
  • لن أنسى قصة الطفلة فاطمة التي تفجّر وجهها في لبنان
  • "إمارات الإنسان والعلم والفضاء".. كتاب يوثق رحلة الإمارات نحو المستقبل والابتكار