الأمم المتحدة: الشعب السوداني محاصر بين جحيم العنف الوحشي ومجاعة وشيكة
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
اعتبرت الأمم المتحدة أن الشعب السوداني "محاصر في جحيم العنف الوحشي بينما لا تلوح نهاية في الأفق للمجاعة والمرض والقتال".
المبعوث الأمريكي إلى السودان: الجيش والدعم السريع لم يبديا استعدادا لاستئناف التفاوض في جدةوأشارت كليمنتين نكويتا سلامي، نائبة الممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، خلال مؤتمر صحفي للأمم المتحدة إلى "فظائع مروعة ترتكب بتهور، وهناك تقارير تتدفق عن اغتصاب وتعذيب وعنف قائم على العرق".
وأضافت "تمزقت مجتمعات وعائلات، وأجبر ما يقرب من 9 ملايين شخص على ذلك، فروا من منازلهم فيما يعرف الآن بأكبر أزمة نزوح في العالم".
وكان برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، حذر الشهر الحالي الأطراف المتحاربة في السودان من "خطر جدي قائم من انتشار المجاعة والموت على نطاق واسع في دارفور ومناطق أخرى من السودان إن لم يسمحوا بدخول المساعدات الإنسانية للإقليم الغربي الشاسع"، وهو ما رددت نكويتا سلامي صداه خلال المؤتمر.
وقالت نكويتا سلامي، خلال المؤتمر الصحفي إن "الأعمال العدائية في مدينة الفاشر تتصاعد، وتسببت الاشتباكات التي وقعت نهاية الأسبوع وأوائل هذا الأسبوع في سقوط عشرات الضحايا، ونزوح عدد أكبر بكثير من 800 ألف شخص ما زالوا في المدينة".
وأفادت بأنه "لم يتبق سوى ستة أسابيع قبل أن يبدأ "موسم العجاف" عندما يصبح الغذاء أقل توفرا وأكثر تكلفة".
وأضافت "هذا يتزامن أيضا مع موسم الأمطار عندما يصعب على السكان الوصول لوجهاتهم بسبب الطرق المغمورة بالمياه، التي تجعلها غير صالحة للعبور".
وطالبت نكويتا سلامي المجتمع الدولي بـ "المزيد من التمويل وبسرعة".
وحذرت قائلة "بدون المزيد من الموارد، لن نتمكن من توسيع نطاق العمل في الوقت المناسب لدرء المجاعة".
وتعهد المانحون بتقديم 2.1 مليار دولار كمساعدات إنسانية للسودان في 15 أبريل الماضي، لكن نكويتا سلامي قالت إن "هذا النداء الإنساني الذي وجهته الأمم المتحدة بقيمة 2.7 مليار دولار، لمساعدة ما يقرب من 15 مليونا من سكان البلاد البالغ عددهم 58 مليون نسمة لم يتم تمويله سوى بـ 12 بالمائة فقط".
وتتواصل منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وامتد القتال من الخرطوم إلى مناطق أخرى في البلاد، خاصة المناطق الحضرية ودارفور.
وقالت الأمم المتحدة إن "أكثر من 14 ألف شخص قتلوا وأصيب 33 ألفا منذ بدء الصراع".
وسيطرت قوات الدعم السريع على معظم أنحاء دارفور، وتحاصر مدينة الفاشر الرئيسية، عاصمة شمال دارفور.
المصدر: "أسوشيتد برس"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش السوداني الخرطوم المجاعة دارفور قوات الدعم السريع الأمم المتحدة نکویتا سلامی
إقرأ أيضاً:
مقال الرزيقي
كتب الصادق الرزيقي مقالا (طويل عريض) مؤخرا عن الحرب الحالية. طوفنا بنا في سفر التاريخ وخطوط الطول والعرض الجغرافية وتقاطعات علم الاجتماع. ولنا وقفة مع جزء من مقاله بخصوص المصالحة المجتمعية بين عرب دارفور وبقية قبائل السودان. هذا ما دعونا له مرارا وتكرارا. ولكن يا غالي لا أظن في القريب العاجل والمتوسط أن يتناسى الشعب تلك المآسي. قد يتجاوز الشعب عن جرائم القتل والنهب والسلب. أما الاغتصاب وبيع الحرائر في الضعين ودول الجوار. فتلك من الصعب تجاوزها. وفي تقديرنا أن جدار العزل المجتمعي الذي شيدته تداعيات الحرب بين عرب دارفور عامة والرزيقات والمسيرية خاصة مع بقية قبائل السودان لا يمكن بأي حال من الأحوال القفز من فوقه. أما هدمه نهائيا فذاك ضرب من المستحيل. ولست متشائما ولكن قراءة ما بين سطور الحقيقة أجزم بأن دفع فاتورة الحرب سوف تبدأ بعد رفع تمام إسكات البندقية. هنا المقاطعة المجتمعية تماما. عليه نطالب مثقفي عرب دارفور تهيئة مجتمعاتهم للتعايش مع الواقع المر الذي ينتطرهم. ومن ثم رويدا رويدا يمكنهم كسر حاجز العزل مع الشارع السوداني. خلاف ذلك مزيدا من العزل. وخلاصة الأمر نرى بأن عقلية عرب دارفور وبُعدها عن المدنية وقبول الآخر سوف يدفعها للتهور أيضا. وهي غير قابلة لدفع الفاتورة. عليه مستقبلهم سوف يكون خصما على جغرافيتهم (الحواكير). أي: الهروب خارج السودان لدول الحوار بفعل الضربات الموجعة من قبائل أم زرقة الدارفورية مباشرة وبقية قبائل السودان بطريقة غير مباشرة.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس ٢٠٢٥/١/٣٠