تفاقم الخلافات الأميركية الإسرائيلية والسبب .. ما بعد الحرب
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
سرايا - تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في خلاف يتفاقم شيئا فشيئا بين الإدارة الأميركية وحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة في يتعلق بوضع ما بعد الحرب.
وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا كشفت فيه عن ضغوط من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على إسرائيل للتخطيط لغزة ما بعد الحرب مع بدء الهجوم على رفح.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض المطالب الأميركية وقال في فيديو نشره مكتبه: "لا يوجد بديل للنصر العسكري، أي حاولة لتجاوزه بهذا الادعاء أو ذاك منفصلة عن الواقع".
نتنياهو بحسب الصحيفة يرفض تأكيدات كبار المسؤولين الأميركيين ووزير دفاعه بأن إسرائيل لا تستطيع الفوز بالقوة وحدها.
كانت خطة غزة ما بعد الحرب واحدة من أشد نقاط الاحتكاك بين الولايات المتحدة وإسرائيل مع استمرار الحرب على غزة وتعكير صفو سياسة واشنطن قبل الانتخابات الأميركية.
وفي معرض عرض قضيتهم، أشار المسؤولون الأميركيون إلى استمرار مقاومة حماس في مناطق غزة، حيث قالت إسرائيل إنها قضت على وجود الجماعة تقريبًا.
وحتى عندما بدأت هجماتها في نهاية هذا الأسبوع على ما تسميه آخر كتائب حماس المنظمة في رفح وما حولها، أعادت إسرائيل قوات ودبابات إلى جباليا في شمال غزة، وهي المنطقة التي شهدت قتالاً عنيفاً في بداية الحرب ووُصفت بأنها تم القضاء على وجود حركة حماس فيها.
ومع تعثر المحادثات بشأن وقف إطلاق النار، كثفت إدارة بايدن الضغط على إسرائيل لقبول خطة سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر في غزة، خشية أن يفشل النهج الإسرائيلي الذي يركز على الجيش في تحقيق ضربة قاضية ضد إسرائيل. .
ويحذر المسؤولون الأميركيون من أنه بدون المضي قدما في خطة ما بعد الحرب، قد تجد إسرائيل نفسها غارقة في تمرد مفتوح، مما يؤدي إلى تعميق عزلتها الدولية وتفاقم الخسائر الكارثية بالفعل في صفوف المدنيين.
كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال الأحد في برنامج إن "إسرائيل تسير على مسار يحتمل أن ترث فيه تمردا مع بقاء العديد من مسلحي حماس، أو فراغا مليئا بالفوضى إذا غادرت وقد تعيد حماس ملئه".
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، الاثنين، إن الضغط العسكري الإسرائيلي على حماس يجب أن يقترن بخطة سياسية لاستبدال الجماعة.
وكان المسؤولون الإسرائيليون يطرحون سرا فكرة إدارة مدنية بقيادة عربية لعدة سنوات في غزة، مع الاحتفاظ بخيار القيام بعمليات عسكرية ضد الجيوب المتبقية لحماس، وفقا لمسؤولين عرب مطلعين على الأمر.
وقد رفضت الحكومات العربية هذه الأفكار، بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الكثيرون أن حماس يجب أن يكون لها دور مستمر بعد الحرب، كما قال المسؤولون.
بحسب التقرير فإن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، هي البديل المفضل لحماس في غزة بالنسبة لحلفاء إسرائيل الإقليميين والولايات المتحدة، لكن شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف يقولون إن جلبها من شأنه أن يطيح بالحكومة الإسرائيلية.
ويعارض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية وسيطرة السلطة الفلسطينية على غزة، بحجة أنها أضعف من أن تتمكن من البقاء وهي معادية للغاية لإسرائيل، وتظهر استطلاعات الرأي أن معظم الإسرائيليين يؤيدون مواقفه.
وانتقد وزير الدفاع يوآف غالانت، وهو عضو في حكومة الحرب المكونة من 3 أشخاص، نتنياهو لفشله في التخطيط لوضع ما بعد الحرب في غزة، والذي قال إنه ترك إسرائيل أمام خيار بين احتلال عسكري غير مرغوب فيه أو العودة إلى حكم حماس.
وقال غالانت في مؤتمر صحفي الأربعاء: "على نتنياهو أن يتخذ قرارا ويعلن أن إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة، وأنها لن تقيم حكما عسكريا في القطاع، وأنه سيتم طرح بديل حكم لحماس في قطاع غزة على الفور".
إقرأ أيضاً : كتائب شهداء الأقصى: خضنا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في مدينة طوباس بالضفة الغربية إقرأ أيضاً : في خبر صادم .. حرس حدود أوكرانيا يطلق الرصاص على الفارين من التعبئة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: ما بعد الحرب حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يبحث نتائج مفاوضات الدوحة وعائلات الأسرى تتهمه بإشعال الحرب
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد مساء اليوم السبت اجتماعا للمجلس الأمني والسياسي (الكابينت) لتلقي تقرير مفصل من فريق التفاوض العائد من الدوحة، في حين دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى التظاهر قبالة مقر الحكومة.
ومن المتوقع أن يبحث الكابينت الخطوات المقبلة المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة إثر المفاوضات التي جرت في الدوحة خلال الأيام الماضية على ضوء المقترح الأميركي الجديد، الذي قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تعاملت معه بإيجابية.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن المستوى السياسي برئاسة نتنياهو قد يقرر مساء اليوم شن عمليات عسكرية محدودة في قطاع غزة للضغط على حركة حماس.
وجاءت هذه الأنباء تزامنا مع غارة إسرائيلية على بيت لاهيا شمالي قطاع غزة بعد ظهر اليوم السبت، أدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين، بينهم صحفيون وعاملون في المجال الإغاثي.
"نريد دفعة واحدة"
من ناحية أخرى، دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة إلى المشاركة في مظاهرات مساء اليوم السبت تحت شعار "نريد الرهائن دفعة واحدة والآن"، وذلك تعبيرا عن مطالبها بإبرام اتفاق يعيد جميع الأسرى مرة واحدة وليس على مراحل مقابل إنهاء الحرب.
إعلانوقالت هيئة عائلات الأسرى إن مظاهرة القدس الأسبوعية ستنتقل مساء اليوم إلى قبالة مقر الحكومة تزامنا مع انعقاد اجتماع الكابينت.
وأكدت الهيئة في بيان أن "الوقت ينفد والفرصة مواتية الآن، وقد لا تكون هناك فرصة أخرى لإنقاذهم"، وأوضحت أنها سترسل رسالة إلى الحكومة بأنها لن تسمح لها "بتحويل أنفاق غزة إلى مكان لدفن أبنائنا".
وأضافت أن "الحكومة التزمت بإنهاء الحرب وتنفيذ الاتفاق، والآن تعمل على إشعال الحرب".
وكانت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين قد رحبت أمس الجمعة بإعلان حركة حماس عن موافقتها على الإفراج عن الأسير الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية، إضافة إلى جثامين 4 أسرى آخرين من مزدوجي الجنسية.
دفعة واحدةوفي نبأ عاجل ورد مساء اليوم السبت، قال والد جندي إسرائيلي أسير بغزة إن "إطلاق سراح كل الأميركيين بغزة سيولد شعورا بأن إسرائيل لا تريد مختطفيها".
وفي الأثناء، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة إنه "يجب إعادة كل المختطفين دفعة واحدة الآن".
واعتبر بيان صادر عن العائلات مساء اليوم أن "الحرب لن تعيد المختطفين بل ستقتلهم"، مشيرا إلى أنه "بعد 526 يوما لا يزال 59 مختطفا ومختطفة في جحيم غزة"، على حد تعبير البيان.
وطالبت عائلات الأسرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمواصلة الضغط على نتنياهو حتى إعادة كل المختطفين، مضيفين أن الحكومة تخاف من "نضالهم" ومؤكدين أنهم سينتصرون بإعادة "كل المختطفين".
حماس ترد "بإيجابية"وقد أعلنت حماس أمس الجمعة أنها سلمت ردها على مقترح الوسطاء، وأنها تعاملت معه بمسؤولية وإيجابية، حسب تعبيرها، كما قالت إن وفدها التفاوضي توجه إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين ومتابعة تطورات المفاوضات.
وأكدت الحركة جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات، والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، داعية إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة.
إعلانوكشفت مصادر للجزيرة أن مقترح الوسطاء سُلّم لحماس وإسرائيل يوم الخميس في الدوحة، وتضمن 4 بنود شكلت إطار عمل للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار.
المقترح الجديد
ويشمل مقترح الوسطاء إفراج حماس في اليوم الأول عن 5 أسرى إسرائيليين أحياء، بينهم عيدان ألكسندر، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. يتبع ذلك الشروع في مفاوضات غير مباشرة خلال 50 يوما للوصول لوقف دائم لإطلاق للنار وتبادل الأسرى.
وأكد المقترح على استمرار الإجراءات المتفق عليها في المرحلة الأولى بشأن دخول المساعدات الإنسانية ووقف العمليات العسكرية.
وأضافت المصادر أن حركة حماس طالبت بإجراء تعديلات على المقترح، أبرزها أن يكون جزءا لا يتجزأ من اتفاق 17 يناير/كانون الثاني وأن يُلزَم الاحتلال بتطبيق ما تبقى من المرحلة الأولى واستئناف فتح المعابر ودخول المساعدات، والإعمار والانسحاب من محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين).