وسط الحرب المندلعة في جنوب لبنان بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي منذ 8 أشهر وحتى الآن، يبقى السؤال الأكثر إثارة للجدل: "من هو الأهم بالنسبة للإسرائيليين حالياً.. أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أم زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار؟".
المسألة هذه يروّجُ لها الإعلام الإسرائيلي باستمرار وتتقاطعُ مع ما تنادي به تل أبيب بشأن مصير السنوار، خصوصاً أن الأخير ما زال طليقاً وحُراً داخل غزة رغم الحرب العنيفة.


في الرتبة والتأثير، يُعتبر نصرالله أكثر تأثيراً وأهمية بالنسبة لتل أبيب مقارنة مع السنوار، لكن الأخير بيده "ورقة" مؤثرة جداً في الوقت الراهن، وهي الأسرى الإسرائيليين الموجودين في غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي.
تقولُ مصادر معنية بالشؤون العسكرية إنه لولا "ورقة الأسرى"، لما كان السنوار بذات الأهمية التي يحظى بها الآن، فمسألة الحرب حصرتها إسرائيل بتلك الورقة، وهذا ما صرّح به رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو الذي قال قبل يومين إن الحرب تنتهي في حال أعادت حركة "حماس" الأسرى الإسرائيليين.
الورقة التي يحملها السنوار تجعله يتفوق على نصرالله في الوضع الراهن من خلال التأثير على الإسرائيليين ميدانياً، فـ"الضربة الموجعة" التي تلقتها تل أبيب على صعيد الأسرى جعلتها تدخل في حربٍ قد لا تنتهي قريباً رغم كل المساعي القائمة لذلك. وإنطلاقاً من ذلك، يُضحي السنوار "نقطة الإنعطاف" بالنسبة للحرب في غزة، فالتفاوض الإسرائيلي مع "حماس" يجعله مؤثراً في حين أن نصرالله يلعب دور المساند لقرار الحركة، بحسب ما تقولُ المصادر.
مع ذلك، تكشف المعلومات أنّ الإجتماع الأخير الذي عُقد بين نصرالله والقياديّ في "حماس" خليل الحية كان مفصلياً وممهداً للمرحلة الجديدة على الصعيدين الميداني والعسكري داخل غزة، مشيرة إلى أنّ هذا الإجتماع اتخذ الطابع التنسيقيّ، وكان نصرالله "مُدوزناً" لرؤية "حماس" بشأن عملية التفاوض القائمة مع إسرائيل بالإضافة إلى واقعها الميداني.
إنطلاقاً من ذلك، يتضحُ أن نصرالله، وفق المصادر، يُعدُّ "مرجعية الإستشارة" بالنسبة لـ"حماس"، وتشير المصادر إلى أنّ إيران تعتبر نصرالله المساند الأبرز لـ"حماس" والجهة التي تنظمُ مسار التواصل والمساندة بينهما.
الأهم من هذا كله، بحسب المصادر المعنية بالشؤون العسكرية، هو أنّ "حزب الله" يؤدي الدور اللوجستي والعملياتيّ الداعم لـ"حماس"، في حين أنه بيد الحزب الخُطط الميدانية لنقل الأسلحة، كما أن لديه خارطة لأنشطة كافة فصائل "محور المقاومة" باعتبارها "الأبرز والأقوى بينها".
إزاء كل هذه المعطيات، ما يتبين هو أن نصرالله يلعب الدور الإستشاري والشارح لمجريات المعركة والذي يُقدّم القراءة التحليلية لها، فيما السنوار هو "التنفيذي الميداني" في غزة. وعليه، تقول المصادر المتقاطعة إن دور نصرالله محوري جداً على الصعيد المذكور، فهو يفتح الباب أمام "حماس" لعدم الإنغماس أكثر في أي قراراتٍ من دون التنسيق والتشاور مع الآخرين، وفي طليعتهم "حزب الله".
وفي الأساس، فإن "حماس" تحتاجُ إلى وجود "عقلٍ" تستشيره، فيما لبنان يعتبر "المقصد" الأقرب لها والأكثر تأثيراً عليها كون "حزب الله" يتمركز فيه. لهذا السبب، فإنّ القراءة الميدانية انطلاقاً من لبنان ستُعد أكثر أهمية بالنسبة لـ"حماس" كون ما يشهده الجنوب من معارك ومن قراءات ميدانية ومعطيات تكشف ما يدور في الجانب الإسرائيليّ، يساهم في تقديم صورة واضحة عن مُجريات المعركة بمختلف نقاطها وعناصرها.
في خلاصة القول، ما يظهر هو أن دور السنوار يُعدّ مكملاً لدور نصرالله على صعيد "التكامل" بين الجبهتين، لكنّ المسألة الأثر تأثيراً هناك تتحدد في قدرة كل طرف في الحفاظ على قوته العسكرية والميدانية في ظلّ الهجمة الإسرائيلية، وهنا يكمنُ "بيت القصيد".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل تستطيع المعارضة تطويق حزب الله في مجلس النواب؟

اجتمع يوم الإثنين الماضي نواب المعارضة، وطالبوا رئيس البرلمان نبيه برّي بالدعوة إلى جلسة نيابيّة لمناقشة ما يحصل في جنوب لبنان بين "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ، وضرورة تطبيق القرارين الدوليين 1701 و1559، بهدف تجنيب البلاد خطر توسّع الحرب.
 
لا يبدو أنّ انعقاد هكذا جلسة مُمكنا لانها وفق مراقبين قد تشهد إنقساماً كبيراً وتبادلاً للتهم وتراشقاً كلاميّاً حادّاً، وخصوصاً وأنّ "حزب الله" يعتبر نفسه أنّه الوحيد الذي يقوم بالدفاع عن فلسطين وعن لبنان، وهذا "واجب مُقدّس" بحسب حارة حريك، بينما يُطالب البعض في الداخل بتحييد البلاد عما يجري في غزة.
 
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ "حزب الله" والكثير من نوابه والمسؤولين فيه، عبّروا مراراً عن رفضهم لما يصدر من قبل البعض في لبنان، بضرورة عدم إدخال البلاد في نزاع غزة، وتحمّل حركة "حماس" لتبعات القرار الذي اتّخذته في 7 تشرين الأوّل الماضي. ويُشير المراقبون إلى أنّ "المقاومة الإسلاميّة" أعلنت بعد يوم من هجوم "طوفان الأقصى" وفور بدء العدوان الإسرائيليّ غير المسبوق على غزة، عن فتح جبهة الجنوب لإسناد الغزاويين والضغط على الحكومة الإسرائيليّة لوقف الحرب وعدم توسيعها إلى دولٍ أخرى.
 
ويقول المراقبون إنّ برّي لن يدعو إلى جلسة للضغط على "حزب الله"، بينما حركة "أمل" تُساند الأخير في مُقاومة العدوان الإسرائيليّ على لبنان، وسقط لها شهداء في هذه المُواجهة. ويوضح المراقبون أنّ رئيس المجلس لن يُعطي الفرصة للمعارضة لانتقاد ما يقوم به مقاتلو "الثنائيّ الشيعيّ" عند الحدود الجنوبيّة.
 
أمّا مصادر نيابيّة، فتلفت في هذا الإطار أيضاً، إلى أنّ هناك نواباً يُشكّلون ما يُسمّى ب"قوى الثامن من آذار" وهم يقفون بقوّة مع قرار "حزب الله" بإسناد "حماس" وغزة، وإذا عُقِدَت الجلسة، فإنّها ستشهد تبادلاً للإتّهامات بالعمالة لإسرائيل ولإيران، إضافة إلى التخوين ووصولاً ربماً إلى ما هو أكثر. وتُضيف المصادر أنّ هناك عقبات كثيرة تحول دون الدعوة لهكذا جلسة، لأنّ الفكرة المطروحة تُجسد الإنقسام بين اللبنانيين، بين داعم لسلاح "المُقاومة" وبين مُطالبٍ بنزعه فوراً وبتطبيق القرار 1559، وبتسلّم الجيش مسؤوليّة حماية ومُراقبة والسيطرة على كافة حدود الوطن، من الجنوب إلى الشمال كما في البقاع.
 
وتقول المصادر النيابيّة أيضاً، إنّ "حزب الله" مع تطبيق القرار 1701 ومع العودة إلى ما قبل 7 تشرين الأوّل في جنوب لبنان، وهو ضدّ توسّع الحرب لكنّه في الوقت عينه مستعدّ لها، غير أنّ شرطه الوحيد هو وقف العدوان على غزة وإدخال المُساعدات إلى القطاع الفلسطينيّ المُحاصر وبدء عمليّة الإعمار هناك. أمّا إذا استمرّت إسرائيل بعمليّتها العسكريّة وأكملت ما تقوم به في رفح، فإنّ "الحزب" لن يتوقّف عن ضرب المستوطنات والأهداف الإسرائيليّة.
 
وتُشدّد المصادر النيابيّة على أنّ إيران هي التي اتّخذت القرار بدخول "حزب الله" في حرب غزة، ودفعت بحلفائها في الشرق الأوسط إلى التدخّل، ما يعني أنّ وقف الفصائل المُقاومة قصفها لإسرائيل مُرتبط إمّا باتّفاق بين "حماس" وتل أبيب، وإمّا بإيعاز طهران لـ"الحزب" والحوثيين والمجموعات المسلّحة في سوريا والعراق للتهدئة، إذا حصلت على مكاسب من الدول الغربيّة.
 
وتُؤكّد المصادر النيابيّة أنّ الجهود الدبلوماسيّة هي أفضل حلّ لإنهاء النزاع في غزة ووقف المعارك في جنوب لبنان، وحتّى التوصّل لتسويّة في المنطقة، سيبقى الحال على ما هو عليه، وسيتسمرّ الغرب بممارسة الضغوط على بنيامين نتنياهو كيّ لا يُقدم على شنّ حربٍ على لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تفاصيل ما جرى بين نصرالله وقياديّ حماس.. الحزب سيتخذ هذا القرار!
  • ماذا تبلغ نصرالله مؤخراً؟ صحيفة إسرائيلية تكشف
  • الأمين العام لحزب الله يستقبل وفداً قيادياً من حركة حماس
  • نصرالله يبحث مع وفد من حماس "مستجدات المفاوضات" بشأن غزة  
  • تفاصيل لقاء "نصرالله" مع وفد قيادي من حماس برئاسة الحية
  • لبحث التنسيق الميداني والسياسي.. نصرالله يلتقي وفدا من حماس في لبنان
  • تفاصيل اجتماع حزب الله مع وفد حماس
  • هل تستطيع المعارضة تطويق حزب الله في مجلس النواب؟
  • لغزه حير ودمر قدرات إسرائيل.. و3 أشخاص يعرفون مكان السنوار فقط
  • تحت الأرض أو فوقها.. تفاصيل رحلة البحث عن يحيى السنوار