قال الناطق الرسمي للوزارة إن سفارة السودان في واشنطن أو في أي عاصمة أخرى لم تتلق طلبا من السيد بيريلو لمنحه تأشيرة الدخول

التغيير: بورتسودان

نفت وزارة الخارجية السودانية صحة ما جاء في تصريحات منسوبة للمبعوث الأمريكي للسودان توم بيريلو بأن حكومة السودان رفضت منحه تأشيرة دخول للبلاد.

وقال الناطق الرسمي للوزارة إن سفارة السودان في واشنطن أو في أي عاصمة أخرى لم تتلق طلبا من السيد بيريلو لمنحه تأشيرة الدخول.

وأوضح أن سفارة السودان في واشنطن راجعت وزارة الخارجية الأميركية حول هذه التصريحات المفترضة وأكدت الأخيرة أن المبعوث الخاص لم يصرح بذلك.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان السفير توم بيريليو، قال إن دعوة استئناف محادثات منبر جدة التي كان مقرراً لها الأسبوع الأول من مايو الجاري، لم تحظَ بموافقة كاملة من الأطراف المتقاتلة _ دون أن يسمي الطرف الرافض_ وذلك في رده على سؤال «التغيير».

وأوضح في حديثه لـ«التغيير»، الثلاثاء، أن المملكة العربية السعودية، أرسلت دعوات المشاركة، للجيش والدعم السريع، إلا أنها لم تتلقى الموافقة الكاملة بعد.

وكشف بيريليو عن رفض حكومة الأمر الواقع، منحه تأشيرة دخول لبورتسودان بعد محاولات دامت شهرين.

وأعلن في لقاء مفتوح، مع ممثلي منظمات المجتمع المدني بفندق “Mestil” بالعاصمة الأوغندية بكمبالا، عن عدم تحمسه لمنبر جدة.

وأشار إلى أن الهدف الأساسي هو تحقيق اتفاق فعّال لوقف الحرب، لا مجرد عقد اجتماعات.

وأعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان السفير توم بيريليو، عن حاجته إلى موافقة الطرفين للعودة إلى التفاوض.

وشدد على ضرورة إعادة تصميم هذا المنبر بشكل مختلف، لافتاً إلى أنه يمثل حاليا الخيار المتاح والمنصة التي تجمع الفاعلين في الأزمة السودانية.

 

الوسومالمبعوث الأمريكي الخاص للسودان حرب السودان مفاوضات جدة وزارة الخارجية السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: المبعوث الأمريكي الخاص للسودان حرب السودان مفاوضات جدة وزارة الخارجية السودان

إقرأ أيضاً:

انقسام وشيك للسودان المنهك

زوايا
حمّور زيادة

مع بداية الشهر الثالث والعشرين للحرب في السودان، انقسمت القوى السياسية، وحلّت تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) نفسَها لتتحوّل الى جسميْن برؤيتين مختلفتين. الجانب الذي يضم أغلبية القوى المدنية، والتي كانت جزءاً من تحالف قوى الحرية والتغيير، أعلن برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك تكوين جسم جديد يسعى إلى محاولة وقف الحرب. بينما انحاز الجانب الذي يضم أغلبية الحركات المسلحة، ومعها بعض الذين هاجروا إليها بعد انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول (2021)، لتكوين حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع. وهكذا تمضي المجموعة الثانية بسرعة في طريق تقسيم السودان بشكل رسمي، بإحداث وضع حكومتين. ورغم الخسارة الوشيكة لهذه المجموعة العاصمة الخرطوم، التي يمكن أن يعلن الجيش استعادتها في أي لحظة في الأسابيع المقبلة، إلا أنها توجه أنظارها كما يبدو نحو مدينة الفاشر. المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام ونصف العام، وتواجه استنزافاً شبه يومي، يوشك أن يتحوّل إلى مذبحة تحت أنظار العالم أجمع.

المدينة التي تشهد وقفة القوات المشتركة لحركات دارفور المسلحة، الخصم القديم والرئيسي لقوات الدعم السريع، تضم مئات آلاف من النازحين، وتقف عقبة أمام إعلان الحكومة الموازية. ورغم المناشدات الدولية والعقوبات، تمضي قوات الدعم السريع في استهداف المدينة، منذرةً بإبادة تواجهها أعراق دارفورية، في استكمالٍ لحرب الإبادة التي دعمها نظام عمر البشير السابق وجنرالات الجيش الحاكمون.

يبدو العالم كما لو ترك الفاشر لمصيرها. تقرّر عن نفسها وعن آخر شكل لوحدة سياسية هشة خرّقتها ثقوب الرصاص. فامتناع المدينة عن قوات الدعم السريع ربما يعيق قليلاً إعلان الحكومة الموازية. وهو ما يبقي السودان، اسمياً فقط، تحت سلطة عسكرية واحدة تحكم من العاصمة البديلة. بينما تُظهر التقارير الإعلامية كيف تحوّلت العاصمة القديمة إلى ركام. استطاعت حربٌ لم تكمل العامين بعد تدمير المدينة التي عاشت حوالي 200 عام، وتوشك أن تدمّر وحدة البلد المنهك بالحروب الأهلية أكثر من نصف قرن.

انقسام القوى السياسية التي اتحدت تحت شعار محاولة وقف الحرب يبدو منطقياً، بعدما تجاوزت الحرب خانة المخاوف، فكل ما تحذّر منه القوى السياسية حدث. وعربة الحرب المندفعة داست على حلم التحوّل الديمقراطي، وأصبح البلد المناضل منذ العام 1958 للخروج من نار الحكم العسكري مندفعاً لمنح السلطة للجيش مقابل الأمان في جانبٍ منه، ومهرولاً لتقسيم البلاد بحكومة محمية ببندقية متهمة بارتكاب جرائم الحرب والتطهير العرقي في جانب آخر.

صادرت البندقية العملية السياسية. وحدثت جرائم الاستهداف العرقي. وزادت قوة المليشيات القديمة والجديدة التي حلّت مكان مليشيا "الدعم السريع" في التحالف مع الجيش. ونظّم قادة الجيش والحركة الإسلامية أكبر عملية غسيل سمعة ليتحول من اعتُبروا سنواتٍ "أعداء الشعب وطغاته" إلى منقذيه وأبطاله.

في الوقت نفسه، يمضي الجيش السوداني في تأكيد احتكاره السلطة المستقبلية، فقائده الذي أعلن، السبت، أن "القوى المساندة للجيش لن تختطف السلطة بعد الحرب"، عاد ليؤكّد، الخميس، أن "الجيش لن يتخلى عن الذين حملوا السلاح وقاتلوا بجانبه، وأنهم سيكونون جزءاً من الترتيبات السياسية المقبلة". تُخبر هذه التصريحات بأن السلطة للجيش، وهو من يحدّد من يشارك معه فيها، وهو من يطمئن القلقين على حصّتهم. يحدُث هذا مع تنامٍ غير مسبوق لتيار شمولي يؤيد بلا تحفظ استمرار الحكم العسكري ظنا أنه جالب الأمان والمظهر الأخير لوحدة السودان.

ما بدأ باشتباكات مسلحة في قلب الخرطوم قبل حوالي عامين تحوّل اليوم إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، وحرب تهدّد تماسك البلاد. ولم تنجح القوى السياسية في وقف الحرب، إنما كانت ضحيتها الأولى. تاركة البلاد تواجه مصيرها المحتوم بين بنادق المتقاتلين.

قسّمت الحرب الأهلية الأطول في تاريخ القارّة الأفريقية (1955 – 2005)، السودان إلى بلدين، شمال وجنوب. وتبدو الحرب الأهلية الحالية ماضية إلى تقسيم جديد، شرق وغرب. وهو تقسيم قد لا يصمد سياسياً وقتاً طويلاً، لكن أثره المباشر سيكون مدمّراً على البلاد التي لم يبق فيها ما يُدمّر.

نقلا عن العربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأمريكي الخاص بأوكرانيا لا يستبعد تشديد العقوبات ضد روسيا
  • لماذا فشلت كل المبادرات الإفريقية في تحقيق أي اختراق لحل الأزمة السودانية؟
  • وزير الخارجية بحث مع المبعوث الأميركي لليمن ونظرائه من السودان ولاتفيا وليختنشتاين القضايا الإقليمية والدولية والتطورات في المنطقة
  • الجيش السوداني ينفي مزاعم أمريكية بامتلاك «أسلحة كيميائية».. والأمم المتحدة تكشف «خطتها» للدعم
  • مزاعم مكتب نتنياهو بشأن صفقة التبادل السادسة.. ماذا قال عن حماس؟
  • انقسام وشيك للسودان المنهك
  • القوات المسلحة السودانية بالفاشر تخرج دفعة جديدة من قوات العمل الخاص
  • وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره السوداني دعم مصر الكامل للسودان ومؤسساته الوطنية
  • عاجل: حدث ليلا.. الحوثيون يهددون إسرائيل بالصواريخ وعطل مفاجئ في طائرة وزير الخارجية الأمريكي.. و«زيلينسكي» يروي قصة محاولة اغتياله
  • وزير الخارجية الأمريكي: سنمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بشأن غزة