الخجل من المشكلات التي تواجه كثير من الأطفال في السنوات الأولى من عمرهم، لا سيما في وجود بعض المسببات المُغذية لهذا الشعور مثل اضطرابات اللغة أو اختلافات المظهر الخارجي مثل لون البشرة وشكل الوجه؛ ولأن ملازمة هذه المشكلة للطفل في سنوات كِبره من عَدمه تعتمد على طريقة معاملة الوالدين له في سنواته الأولى، ونستعرض في السطور التالية بعض الطرق التي يجب اتباعها مع الطفل الخجول لمساعدته على تخطي هذه المشكلة.

الخجل والانطواء لدى الأطفال

أوضحت نهلة سرحان أخصائية اللغة والتواصل، خلال حديثها لـ«الوطن»، أن علاج الخجل والانطواء لدى الأطفال يعتمد في الأساس على معرفة السبب المُغذي لهذا الشعور الداخلي للطفل، لافتة إلى وجود أسباب عدة قد تزيد من خجل الطفل وانطوائه، بينها:

أسباب شعور الطفل بالخجل

1- الشعور بالنقص:

ويتكون الشعور بالنقص لدى الطفل نتيجة لعدة أسباب، أبرزها معاناته من اضطرابات اللغة وصعوبة التكلم، أو اضطرابات النمو، أو بعض الإعاقات الجسدية واختلافات المظهر الخارجي عن باقي أقرانه مثل سمار البشرة أو وجود بثور في الوجه، وأيضًا السمنة أو النحافة الشديدة.

2- الشعور بالعجز:

ويزداد هذا الشعور لدى الطفل عند محاولة استقلاله واتخاذه قرارات شخصية تتعلق بنوع ملابسه أو طعامه، فيُصدم برقابة شديدة وصارمة من والديه تعيق حريته.

3- افتقاد الشعور بالأمان:

ويتكون هذا الشعور المخيف لدى الطفل نتيجة لتسلُّط والديه في تعاملهما معه؛ فيفقد الطفل ثقته في نفسه والمحيطين به، ويحاول الابتعاد عنهم قدر الأماكن؛ تجنبًا لانتقاداتهم المُتوَقعة بالنسبة له.

4- التأخر الدراسي:

وينتج هذا الشعور نتيجة ضعف المستوى الدراسي للطفل مقارنة بأقرانه.

5- تكرار كلمة «خجول» أمام الطفل:

ويؤدي تكرار كلمة «خجول» أمام الطفل عند وصفه إلى ملازمة هذه الصفة له، وتعزيز صورته الذاتيه بأنه خجول وانطوائي، ويزداد تأثير تكرار هذه الكلمة في حال كان أحد الوالدين يرى «الخجل» حياءً.

 

علاج الخجل والانطواء لدى الأطفال 

وبعد توضيح أهم مسببات ومغذيات الشعور بالخجل والرغبة في الانطواء، يمكن الإشارة إلى أن علاج الخجل ومساعدة الطفل على تخطي هذه المشكلات يعتمد على اتباع النصائح والإرشادات التالية، حسب «نهلة»:

علاج المسببات؛ فمثلًا إذا كانت اضطرابات اللغة أو ضعف المستوى الدراسي هي السبب، فيمكن مساعدة الطفل على التخلص من الخجل من خلال تلافي هذه المشكلات والعمل على حلها. تحديد لغة الحب الخاصة للطفل، وذلك لتوفير القدر الكافي من الحب والدعم للطفل؛ إذ يزيد ذلك من ثقته الذاتيه ويشجعه على التعامل مع الآخرين. تشجيع الطفل على القيام ببعض المهام البسيطة التي تناسب قدراته ومهاراته، مع الثناء على إنجازاته مهما كانت بسيطة أو قليلة. الابتعاد عن توجيه النقد أو اللوم للطفل، لا سيما أمام الآخرين، وعدم مقارنته بأقرانه، والحرص على التعبير عن الاحترام والتقدير الكاملين له. تشجيع الطفل على الحوار وإبداء رأيه فيما يتعلق بأمور الأسرة أو الأمور الشخصية؛ لكون ذلك يشجعه على خَلق لغة تواصل مع الآخرين خارج المنزل. تكليفه ببعض المهام المنزلية البسيطة، مثل دفع الفواتير أو دفع الأجرة في المواصلات العامة أو إلقاء القمامة؛ ما يصب في النهاية لتعزيز ثقته في نفسه. تدريبه ومساعدته في تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية؛ لتعزيز مهاراته في التواصل. مساعدته في التعرُّف على ذاته من خلال اكتشاف مواهبه وهواياته، وتشجيعه على الاشتراك في الأنشطة المدرسية مثل الإذاعة والتربية الفنية، وأيضًا المشاركة في الأنشطة الصيفية، مثل السباحة والكرة ومراكز الشباب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 7 حيل الطفل على

إقرأ أيضاً:

بين الانقسام والانتقام.. سوريا تدخل مرحلة اضطرابات جديدة

تحدث الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع مراراً عن ضرورة دمج الجماعات المسلحة العديدة التي حاربت للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في جيش وطني موحد.

لم تظهر أي أدلة مباشرة تربط هذه الفظائع بكبار المسؤولين في الحكومة الجديدة

إلا أن صحيفة "نيويورك تايمز" لفتت إلى أن موجة العنف التي اندلعت هذا الشهر في شمال غرب سوريا، والتي أودت بحياة مئات المدنيين، أوضحت مدى بُعد هذا الهدف، بل أظهرت افتقار الحكومة إلى السيطرة على القوات الخاضعة لقيادتها، وعجزها عن مراقبة الجماعات المسلحة الأخرى، وفقاً لخبراء.

وبدأت موجة العنف عندما هاجم متمردون من فلول الأسد القوات الحكومية في 6 مارس (آذار) في مواقع مختلفة عبر محافظتين ساحليتين تُعتبران معقل الأقلية العلوية في سوريا. وردّت الحكومة بتعبئة واسعة النطاق لقواتها الأمنية، انضمت إليها جماعات مسلحة أخرى ومدنيون مسلحون، وفقاً لشهود عيان ومنظمات حقوق إنسان ومحللين تابعوا أحداث العنف.

صورة الأحداث

وانتشر هؤلاء المقاتلين، في محافظتي طرطوس واللاذقية، حيث قاتلوا المتمردين المعارضين للسلطات الجديدة، وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان. لكنهم قصفوا أيضاً أحياءً سكنية، وأحرقوا ونهبوا منازل، ونفذوا عمليات قتل طائفية، وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان.  

Syria's new leadership faces Kurdish protests and growing unrest, UN demands accountability as sectarian violence kills hundreds@ShivanChanana brings you this report pic.twitter.com/mjcdWBLPab

— WION (@WIONews) March 16, 2025

وتقول الصحيفة إن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتوضيح صورة الأحداث، نظراً لانتشارها الجغرافي، وعدد المقاتلين والضحايا المتورطين، وصعوبة تحديد هويتهم وانتماءاتهم، لكن العنف على الساحل مثّل الأيام الأكثر دموية في سوريا منذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر (كانون الأول)، مما يُظهر الفوضى السائدة بين الجماعات المسلحة في البلاد.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة ترصد الصراعات، في تقرير لها الأسبوع الماضي إن الميليشيات والمقاتلين الأجانب التابعين للحكومة الجديدة، ولكن غير المندمجين فيها، هم المسؤولون الرئيسيون عن عمليات القتل الجماعي ذات الدوافع الطائفية والانتقامية هذا الشهر.
وذكر التقرير أن ضعف سيطرة الحكومة على قواتها والمقاتلين التابعين لها، وعدم التزام تلك القوات باللوائح القانونية، كانا "عاملين رئيسيين في تزايد نطاق الانتهاكات ضد المدنيين".

وأضاف أنه مع تصاعد العنف "سرعان ما تحولت بعض هذه العمليات إلى أعمال انتقام واسعة النطاق، مصحوبة بعمليات قتل جماعي ونهب نفذتها جماعات مسلحة غير منضبطة".

لجنة تقصي حقائق

ويوم السبت، رفعت الشبكة عدد عمليات القتل التي وثقتها منذ 6 مارس (آذار)  إلى أكثر من 1000 شخص، كثير منهم مدنيون.

وقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، إجمالي عدد القتلى بـ 1500، معظمهم من المدنيين العلويين. 

Syria’s Struggle to Unify Military Was Evident in Outburst of Violence https://t.co/0TSZNIb76A

— Caleb McMurtrey (@CalebBMcMurtrey) March 17, 2025

ولم تظهر أي أدلة مباشرة تربط هذه الفظائع بكبار المسؤولين في الحكومة الجديدة، بقيادة الرئيس المؤقت أحمد الشرع.

وأعلنت الحكومة أنها شكلت لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في أعمال العنف، وتعهدت بمحاسبة كل من ارتكب انتهاكات ضد المدنيين.

وقال الشرع في مقابلة مع "رويترز" نُشرت الأسبوع الماضي: "سوريا دولة قانون. سيأخذ القانون مجراه على الجميع".

واتهم الشرع المتمردين المرتبطين بعائلة الأسد والمدعومين من قوة أجنبية لم يُسمَها، بإثارة العنف، لكنه أقرّ بأن "أطرافاً عديدة دخلت الساحل السوري، ووقعت انتهاكات عديدة". وقال إن القتال أصبح "فرصة للانتقام" بعد الحرب الأهلية الطويلة والمريرة.

مقالات مشابهة

  • يسبب مضاعفات خطيرة.. اكتشف أعراض مرض الهربس عند الأطفال
  • بعد تسليط الضوء على قضية التحرش في لام شمسية.. استشاري نفسي يقدم نصائح لحماية الأطفال
  • طفل سوري يتغلب على مرض نادر بفضل علاج متقدم في مدينة خليفة الطبية
  • افتتاح عيادة شاملة لعلاج اضطرابات الذاكرة في أبوظبي
  • الذكاء الاصطناعي يقيم بدقة النمو الحركي للطفل في أول عامين
  • جمال شعبان يقدم نصائح مهمة عند شرب المياه في رمضان
  • استشاري يقدم نصائح مهمة للوقاية من الجلطات والأورام السرطانية .. فيديو
  • نصائح لصيام صحي وآمن للأطفال
  • كيف يؤثر الإفطار الخاطئ على صحتك؟.. نصائح الدكتور محمد المهدي للصائمين
  • بين الانقسام والانتقام.. سوريا تدخل مرحلة اضطرابات جديدة