«بشائر الخير».. المزارعون يحتفون بموسم الحصاد في غيطان وحقول مصر

إكتست الحقول فى مختلف المحافظات بألوان الخير، مع بدء موسم حصاد الخضراوات والفاكهة المختلفة فى مزارع البنجر والثوم والجزر والمشمش والبطاطس والفاصوليا، وسط فرحة المزارعين حيث تتحول مواسم الحصاد إلى أفراح واحتفالات بجنى الثمار وبيع المحصول لتتحول الحقول إلى خلايا نحل تعمل فى جمع المحاصيل وتسويقها، حيث تُعد الزراعة هى عماد حياة الفلاح ومصدر رزقه ومستقبل مصر فى توفير الأمن الغذائى.

فى محافظة القليوبية، وتحديداً بقرية العمار الكبرى، مركز طوخ، انطلق موسم حصاد مشمش العمار الشهير وسط فرحة المواطنين بالإنتاج الوفير هذا العام الذى يتوافر بكميات كبيرة وسعر مناسب للفلاحين بعد تجاوزه الأزمات التى تعرّض لها المحصول فى السنوات الماضية بسبب التقلبات الجوية، حيث كان الطقس مناسباً هذا العام وأسهم فى زيادة الإنتاجية.

وقال رجب الشحات، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إن حصاد المحصول يرتبط منذ زمن بعيد بالمناسبات السعيدة فى القرية وحفلات الزواج وبناء المنازل، ويُعد صك عملة فى القرية، حيث كان يتم تبادل المحصول بين أهل القرية لتلبية احتياجاتهم اليومية من السلع الغذائية والمنتجات، مشيراً إلى أن العمار تحتضن 500 فدان من أشجار المشمش الذى يُعد المحصول الرئيسى والاستراتيجى للقرية

موسم حصاد محصولى الجزر والثوم

وتشهد محافظة المنيا وبالتحديد قرية بنى أحمد الغربية، ذروة موسم حصاد محصولى الجزر والثوم، حيث تُعرف القرية بزراعة هائلة لهذين المحصولين، ويبدأ حصاد محصول الجزر فى شهر مايو من كل عام، ويتم طرحه فى الأسواق المحلية، بالإضافة إلى بيعه لمصانع المربى والمخللات، حيث تضم القرية مغسلة مخصّصة لغسيل الجزر وفرزه داخل القرية، مما يُسهم فى تحسين جودة المنتج وزيادة قيمته التسويقية

وقال مجدى ماهر، مزارع، فى تصريحات لـ«الوطن»: «يُعد الثوم من أهم المحاصيل التى يتم زراعتها فى قُرى غرب مركز المنيا، حيث تبدأ زراعته فى شهر سبتمبر من كل عام، ويستمر فى الأرض لمدة 7 أشهر تقريباً، قبل أن يتم حصاده فى شهر مايو».

وأوضح أن الثوم يُعد محصولاً مربحاً للمزارعين، حيث يُعرف بملك التوابل المصرية، الذى لا غنى عنه فى أى مطبخ مصرى.

وأكد مصطفى كمال، مزارع، أن قرية بنى أحمد الغربية تزرع مساحات كبيرة من الجزر كل عام، ولدينا خبرة كبيرة فى عملية الزراعة، ويتم الحصاد فى شهر مايو، ويُطرح بكميات كبيرة فى الأسواق، والمصانع التى تنتج المربى والمخللات، كما تلعب القرية دوراً مهماً فى الإنتاج الزراعى لمحافظة المنيا، خاصة فى ما يتعلق بمحصولى الجزر والثوم، وتُسهم زراعة هذين المحصولين فى توفير فرص عمل للسكان المحليين، وتعزيز الاقتصاد المحلى للقرية والمحافظة ككل.

وفى قرية «ديو الوسطى» بمركز السنبلاوين فى محافظة الدقهلية، بدأ المزارعون حصاد بنجر السكر الذى يُستخدم فى صناعة السكر، إحدى أهم السلع الأساسية فى حياة المواطن المصرى.

حصاد البنجر  يوم عيد للفلاح بالدقهلية

وأكد محمد عثمان، مزارع، لـ«الوطن»، أن حصاد البنجر يمثّل يوم عيد للفلاح أو المزارع. وأضاف حسان محمد، مهندس زراعى، أن المزارعين يبدأون الحصاد عقب أذان الفجر حتى الساعة 9 صباحاً، ثم يتم نقله إلى شركة السكر فى مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية من أجل استخراج السكر.

وأوضحت فتحية محمد أن الفرحة الكبيرة لديهم وقت الحصاد والنزول إلى الأرض من أجل استخراج المحصول: «أول ما نمسك البنجر فى أيدينا ويطلع زرعة كبيرة تحس إنك اتولدت من جديد، وأن الفرحة أصبحت فرحتين».

البصل التفاح الأحمر

«شارب من مياه النيل يا بصل، التفاح الأحمر، اللى بيروى الفلاح خير وسعادة وقت حصاده»، بتلك الكلمات عبّر محمود زكريا، مزارع بصل بالدقهلية، عن سعادته بوقت الحصاد. وأوضحت كوثر إبراهيم أنها تنتظر يوم الحصاد منذ أن بدأت زراعة البصل كأنه يوم عيد: «مين يبقى عارف إن فيه خير كبير جاى وماينتظروش، ده إحنا نقعد ننتظر كأنك بتجهز للفرح أو الليلة الكبيرة».

وفى المنوفية، أكد المهندس محمد التركاوى، وكيل وزارة الزراعة، أن المديرية تولى اهتماماً كبيراً لمحاصيل البطاطس والبصل والفاصوليا البيضاء، باعتبارها سلعاً أساسية للمواطن، موضحاً أن المؤشرات هذا العام تشير إلى إنتاجية عالية هذا الموسم بسبب المناخ المعتدل، فضلاً عن الأرض الخصبة فى مدن وقرى المحافظة، لافتاً إلى أن المديرية وفّرت جميع المستلزمات والمبيدات التى يحتاجها المزارع طوال موسم الزراعة.

قال أحمد كشك أحد المزارعين، إن الفرحة تعم أثناء حصاد العروة الصيفية من محصول البطاطس، وذلك بسبب الإنتاجية العالية هذا العام والمناخ المعتدل الذى ساعد فى زيادة الإنتاجية، إذ بلغ متوسط إنتاج الفدان ما بين 15 و17 طناً، وبلغ سعر كيلو البطاطس 9 جنيهات، وقالت زينب السيد، إحدى المزارعات، إنهم نجحوا فى حصاد محصول البصل من داخل الأراضى وسط فرحة وبهجة بين الأهل والأصدقاء بسبب الإنتاجية العالية هذا العام، وبلغ سعر كيلو البصل 8 جنيهات. وأكد مجدى ميخائيل، مزارع، أن الأهالى بدأوا حصاد الفاصوليا البيضاء، وبلغ إنتاج الفدان الواحد نحو طن تقريباً، بسعر يبدأ من 50 جنيهاً للكيلو، حيث يعتمد المزارعون على تصدير المحصول إلى الخارج.

المصدر: الوطن