إذا كنت تتصفح محرك البحث الشهير «جوجل» ولاحظت يوماً أنه يقدم لك حلولاً وإجابات فعالة دون الحاجة إلى زيارة مواقع مختلفة، فاعلم أن ذلك بسبب التحديث الجديد الذي يعتمد فيه على الذكاء الاصطناعي بدلاً من إجابات الويب المتعارف عليها، ومن المتوقع أن تطرح الشركة ذلك التحديث خلال الأسبوع الجاري، لذلك من الجدير بالاهتمام أن نذكر مزيداً من التفاصيل عنه في السطور التالية.

تحديث جديد لمحرك البحث جوجل

في واحدة من أهم الخطوات التي اتخذتها شركة التكنولوجيا العملاقة جوجل منذ تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي، أعلنت أنها ستعمل على تسريع عملية العثور على المعلومات عبر الإنترنت من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وفقاً لما نشرته مجلة «Popular Science» الأمريكية، مضيفةً أن الميزة الجديدة تتضمن عرض الإجابات المختصرة في الجزء العلوي من صفحة نتائج البحث وهي إجابات أعدها الذكاء الاصطناعي لتوفير وقت المستخدمين بمنحهم نُبذة بسيطة عن المواضيع التي يبحثون عنها بدلاً من توجيههم أولاً إلى الروابط التقليدية لمواقع الويب.

الاتجاه نحو الذكاء الاصطناعي في تحديث جوجل

خلال الإعلان عن التحديث الجديد في مؤتمر جوجل السنوي في «كاليفورنيا»، قال الرئيس التنفيذي «ساندر بيتشاي» إن هذا التطور الكبير لا بد منه لتحقيق مهمة الشركة في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر فائدة للجميع، موضحاً أن استجاباته لن تظهر إلا عندما يتم البحث عن المواضيع الطويلة والمعقدة لتقدم بذلك الحل الأسرع والأكثر فعالية عند طلب المزيد من المعلومات عنها.

وسيتم طرح الميزة الجديدة بشكل تجريبي على مستخدمي محرك البحث جوجل في الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع قبل طرحها فيما بعد بأجزاء أخرى من العالم، وتامل الشركة أن يستفيد أكثر من مليار مستخدم من هذه التكنولوجيا بحلول نهاية العام الجاري، وسط مخاوف عالمية من أضرار محتملة لهذا التحديث.

خسائر بالمليارات لصانعي المحتوى

وسائل الإعلام الحديثة هي أكبر المتضررين المحتملين، فعندما يبحث المستخدم عن معلومةٍ ما ويجدها أمامه بشكل مباشر لن يكون في حاجة إلى زيارة المواقع المتخصصة ولا مشاهدة فيديوهات صانعي المحتوى، وبالتالي سيحرمهم ذلك من عائدات الإعلانات الممولة على منصاتهم الشخصية، يمكن أن تقدر الخسائر بالمليارات سنوياً حسب المهندسة منى نصر خبيرة تكنولوجيا المعلومات التي أوضحت في حديثها لـ«الوطن» أن ذلك التحديث يعتبر مُكملاً لما سبق تقديمه مطلع العام الجاري عندما أطلقت جوجل ميزة التعريف بالشخصيات العامة في مربع صغير بجانب شاشة البحث، بمجرد البحث عنهم.

ومن ناحيةٍ أخرى تتصاعد المخاوف العالمية من فكرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الخصوصية وحقوق النشر والوظائف.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صانعي المحتوى جوجل تحديث جوجل الجديد تحديث جوجل محرك البحث الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

محمد مغربي يكتب: ثورة اصطناعية لذوي الهمم (2)

في الجزء الأول من هذا المقال، استعرضنا كيف مرّ ذوي الهمم بمراحل مختلفة عبر التاريخ، بداية من اعتبارهم عبء على أي دولة ويجب التخلّص منهم، ووصولًا إلى تحديد أيام عالمية للاحتفاء بهم، وتخصيص خطط بعينها من أجل دمجهم في المجتمع وتيسير حياتهم اليومية، ولم يكن هناك أكبر من الذكاء الاصطناعي الذي أحدث ثورة حقيقية باختراعات ونماذج سهّلت الكثير على هؤلاء في مهامهم اليومية، بل وساعدتهم أن يحلموا أكثر دون التفكير في أي عائق قد يعيقهم.

وفي الجزء الثاني، نستكمل تلك الثورة، لنعرف كيف أثر الـ AI في حياة أصحاب الاحتياجات الخاصة، وكما وفّر لأصحاب الإعاقات البصرية والسمعية الكثير من الأدوات التي تسّهل عليهم حياتهم، فاليوم نوضح كيف ساعد أصحاب ذوي الإعاقة الحركية، وذلك من خلال الروبوتات التي باتت بإمكانها فعل الكثير من الروتين اليومي لأي إنسان مثل الطهي والتنظيف وما إلى ذلك، ما يعني أن ذوي الهمم لم يعدوا في حاجة أن يعانوا كثيرًا لإنجاز تلك الأمور الصغيرة.

الروبوتات لم تتوقف عند هذا الحد فقط، بل بات هناك أنواع قادرة على إرشاد أصحاب الإعاقة البصرية على التنقل في البيئات المختلفة دون الاصطدام بأي شيء أو الحاجة إلى شخص يتحمل عناء اصطحابهم إلى أي مكان.

ومن الروبوتات إلى الأطراف الصناعية، يستكمل الذكاء الاصطناعي ثورته، إذ تمكّن الـ AI من تطوير الأطراف الصناعية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد ما وفّر تحكم أفضل وحركة أكثر طبيعية بجانب تجارب تدريبية أكثر فعالية للمستخدمين من خلال الواقع الافتراضي والمعزز "VR" و"AR".

ولأننا في عالم الهاتف المحمول والتكنولوجيا الرقمية، ولا يمكن الاستغناء عنهما، دخل الذكاء الاصطناعي هذا القطاع أيضًا من أجل دمج أفضل لذوي الهمم، فباتت هناك تطبيقات المساعدة مثل ترجمة لغة الإشارة وتطبيقات التنقل للمكفوفين، بجانب تطبيقات التعلّم الإلكتروني المخصصة لهم، وتطبيقات التواصل بالفيديو، وهي تطبيقات شهدت مبادرات كثيرة مثل مبادرة "التكنولوجيا للجميع" التي اطلقتها الأمم المتحدة لضمان حصول جميع الأشخاص على إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والاستفادة منها، بل وبات هناك جوائز مثل جائزة "التكنولوجيا من أجل الخير" من قِبل مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" لتكريم المشروعات التي تساهم في تحسين حياة ذوي الهمم من خلال استخدام التكنولوجيا.

نتيجة هذا الدعم والمبادرات، ظهرت الابتكارات الواحد تلو الآخر، لوحة مفاتيح وشاشة بطريقة برايل لخدمة نحو 40 مليون شخص مصاب بالعمي وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، ناهيك عن 217 مليون مصابون بضعف شديد في البصر، مساعد صوت مثل "SIRI" و "ALEXA " و"Amazon ECHO لإنجاز ما يريده صاحب الهمّة دون أن يتحمّل حركات بدنية مُرهقة، بل وظهرت انظمة مثل HOME KIT من Apple وgoogle home للتحكّم في التدفئة والتبريد والإضاءة والموسيقى من خلال ضغطة زر.

القائمة تشمل ايضا سماعات طبية حديثة إذ من المتوقع وفقا لمنظمة الصحة العالمية أن يصل عدد من يعانون من ضعف السمع بحلول عام 2050 إلى ما يقارب من مليار شخص حول العالم، بجانب تطبيقات للاتصال المرئي وتحسينها وهذا يساعد أيضًا ضعاف السمع أو فاقديه من التحدث فيديو عبر SKYP أو Apple"s facetime بلغة الإشارة او قراءة الشفاه.

أما آخر صيحات ثورة الذكاء الاصطناعي، هو تحقيق حلم غالِ لذوي الإعاقة الذين يشاهدون مباريات كرة القدم ويتمنّون مثل الجميع أن يمارسوها بل ويحترفون في الأندية، ومن يعلم ألا يحق لهم أن يحلم أن يكون واحد منهم "محمد صلاح جديد"، حلم كان لا يتخطى الأحلام لكن الذكاء الاصطناعي دخل هذا المضمار بل وعمل على دمجهم من خلال تطبيقات مبتكره تساهم في خلق فرص متساوية للجميع بغض النظر عن قدراتهم.

هذا ليس مجرد حديث، بل إن أندية مثل توتنهام هوتسيبر، بدأت بالفعل من خلال تقديم برامج تساعد الأطفال المكفوفين على تعلّم ممارسة كرة القدم باستخدام التقنيات الاصطناعية، ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نفسه أن يشجع على ذلك ويقدم الدعم المالي والتقني للأندية التي تُبادر بتطبيق هذه التقنيات.

أما من الناحية الفنية، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي متعددة، فمثلا تساعد الكفيف على سماع تحركات الكرة كما تساعد الصٌم على فهم تعليمات المدرب، كذلك تساهم في تقديم خطط تدريبية مخصصة تساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحسين ادائهم، كما يُمكن أن تدمجهم أكثر من خلال تقديم وظائف لهم في مجال التحليل أو التدريب أو الإدارة.

وأخيرًا، هذا فقط ما تحقق في أولى مراحل ثورة الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم، وفي ظل عالم لا يتوقف عن التغيير فإن القادم يؤكد أنه أفضل لتلك الفئة بالتحديد.

مقالات مشابهة

  • محمد مغربي يكتب: ثورة اصطناعية لذوي الهمم (2)
  • الهاتف الجديد ريلمي GT6 بتقنية الذكاء الاصطناعي متوفر الآن في السعودية بسعر 1999 ريال فقط!
  • ميتا تخطط لإطلاق روبوتات المحادثة الآلية على إنستغرام
  • محركات البحث البشرية: كيف كنا نحصل على الإجابات قبل عصر الذكاء الاصطناعي؟
  • «جوجل» تلغي التمرير المستمر لنتائج البحث
  • اتحاد إذاعات الدول العربية ينظم ندوات حول صناعة المحتوى والميديا عن طريق الذكاء الاصطناعي
  • رئيس الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت يعتقد أنه من المقبول سرقة المحتوى إذا كان موجودا على الإنترنت
  • ميتا تختبر روبوتات الذكاء الاصطناعي على إنستجرام
  • ميتا تبدأ في عرض شخصيات الذكاء الاصطناعي عبر إنستجرام
  • جوجل تعلن عن مزايا جديدة لمستخدمي يوتيوب بريميوم