بـ«طوفان زارة».. تنظيم القاعدة يحاول فرض نفوذه على جنوب اليمن
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كثّف فرع تنظيم القاعدة في اليمن المعروف بـ«تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» خلال الأيام القليلة الماضية من تحركاته في جنوب اليمن، في محاولة للعودة مرة أخرى مستغلًا أحداث التوترات التي تشهدها المنطقة، ولذلك نجده تاره يوطد تعاونه مع ميليشيا الحوثي الانقلابية من أجل توجيه ضربات للقوات اليمنية الشرعية لثنيهم عن معركة تحرير الجنوب من الجماعات الإرهابية، وتارة بإطلاق عناصره في 12 مايو 2024، ما اسموه بـ «طوفان زارة» لمطالبتهم بالانتشار في مديريات جنوب اليمن تحت مزاعم تحريرها من القوات المسلحة الجنوبية التي نجحت خلال السنوات الماضية في تكبيد تنظيم القاعدة خسائر فادحة بالجنوب.
«طوفان زارة»
وتجدر الإشارة أن التنظيم استوحي كلمة "طوفان" من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، ويرجع الاسم أيضًا إلى منطقة زارة الواقعة غرب مدينة لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وهذه المنطقة كان لها أدوار سياسية وعسكرية في تحرير اليمن من الاحتلال البريطاني.
وبجانب ذلك فقد قام عناصر القاعدة خلال الأيام الماضية بنشر وتوزيع ملصقات على اليمنيين في مديرية لودر تحمل بجانب كلمة «طوفان زارة» عبارة تنادي بـ "تغيير المنكر ومحاربة الفساد"، للإشارة أن التنظيم قادم وسيقوم بمحاربة جميع الأفكار التي يعتبرها من وجهة نظره مخالفة لعقيدته الإرهابية المزعومة.
تنسيق الإرهابيين
ومن الجدير بالذكر، أن إعلان عناصر القاعدة عن «طوفان زارة» جاء بعد أيام قليلة من إعلان زعيم الميليشيا الحوثية «عبدالملك الحوثي» إطلاق المرحلة الرابعة من التصعيد العسكري ضد العدو الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط ردا على حرب الاحتلال في قطاع غزة، إضافة لإعلان الحوثي مؤخرًا عن استعداد الميليشيا لتدشين المرحلة الخامسة والسادسة إذ تطلب الأمر، وهو ما قد يشير إلى تعاون بين الحوثي والقاعدة، ينص على قيام الأخير بالتصعيد داخل اليمن وخاصة بمحافظات الجنوب لإشغال القوات الجنوبية والجيش اليمني وقوات التحالف العربي عن القتال مع الحوثيين، في الوقت ذاته تتفرغ الميليشيا الانقلابية لهجماتها البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن وصولًا إلى المحيط الهندي وأخيرًا البحر الأبيض المتوسط.
وما يدل على وجود تنسيق بين التنظيميين الإرهابيين، أمرين، أولهما، ان عناصر القاعدة منتشرين في مديرية لودر ويقومون بتدشين معسكرات بها، وهذه المديرية محاذية لمحافظة لبيضاء الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، وهو ما يعني توفير الأخيرة التأمين والتدريب وأيضا التسليح لعناصر القاعدة لانجاح أعمالهم الإرهابية، والأمر الثاني، أن إعلام الميليشيا الانقلابية، يروج لمزاعم مفاداها أن الإعلان عن «طوفان زارة» وانتشار عناصر القاعدة بجنوب اليمن، يكشف عن فشل وغياب للقوات التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي".
توجهات إيران
وحول ذلك، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريح خاص لـ «البوابة نيوز» أن هذا انعكاس للتحالف الذي يجمع بين القاعدة والحوثيين في اليمن، حيث يقوم التنظيم السني المتطرف بمهام موجهة تخدم مصالح الحوثيين وفقًا لتوجيهات من طهران التي يقيم بها قادة القاعدة المركزي ويتبعه فرع القاعدة باليمن الذي يعمل تحت ستار مزاعم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الفساد على إثارة الفتن والفوضى داخل المناطق الجنوبية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طوفان زارة الحوثي القاعدة اليمن إيران تنظیم القاعدة عناصر القاعدة جنوب الیمن
إقرأ أيضاً:
الميليشيا تتراجع في الصالحة وأم بدة وتستهدف محطة كهرباء مروي.. الجيش السوداني يضيق الخناق على «الدعم» بأم درمان
البلاد – الخرطوم
فيما يتقدّم الجيش السوداني نحو ضاحية الصالحة، ويدمّر قوةً لميليشيا الدعم السريع في أم بدة، في طريقه للسيطرة على مدينة أم درمان، تمخّض تهديد القائد الثاني لقوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، باجتياح الولاية الشمالية، عن استهداف الميليشيا، السبت، محطةَ كهرباء مروي بطائراتٍ مسيّرة، ما أدّى إلى انقطاع التيار عن مناطق عدّة في الولاية الشمالية.
وجاء هذا التقدم الميداني بالتزامن مع تكثيف الجيش السوداني ضرباته الجوية والمدفعية على مواقع الدعم السريع جنوب غربي أم درمان، بعد تصاعد هجمات الميليشيا على القرى المحيطة، في محاولة يائسة منها لعرقلة تقدم القوات الحكومية.
ويسعى الجيش إلى تطهير الريف الجنوبي للمدينة من فلول الميليشيا التي تراجعت من وسط الخرطوم خلال الأسبوع الماضي، متسببة في انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، شملت القتل والنهب والاعتقال.
ووفقًا لشهود عيان، فإن الجيش يتقدم بثبات باتجاه الصالحة، وسط انهيار معنوي داخل صفوف الدعم السريع، التي تكبّدت خسائر متتالية في محلية أم بدة، مما يجعل حسم معركة أم درمان مسألة وقت.
في المقابل، وفي تصعيد جديد، استهدفت ميليشيا الدعم السريع فجر السبت محطة كهرباء مروي شمال البلاد باستخدام طائرات مسيّرة، ما أدى إلى أضرار كبيرة في المحول الرئيسي المزوّد للولاية الشمالية بالكهرباء، وتسبب في انقطاع واسع للتيار عن عدد كبير من المناطق.
وأكد مجلس التنسيق الإعلامي لشركة كهرباء السودان في بيان، أن هذا الهجوم أسفر عن تضرر المحول المغذي للولاية الشمالية بالكامل، محذرًا من أن استمرار استهداف المنشآت الحيوية سينعكس سلبًا على المواطنين وخدماتهم الأساسية.
ويُتوقع أن تتسبب الأضرار التي لحقت بمحطة مروي في اضطرابات إضافية على الشبكة العامة، قد تطال ولايات أخرى.
ويعد سد مروي أكبر منشأة كهرومائية في السودان، وينتج حوالي 1250 ميجاوات، أي نحو 60 % من إجمالي الطاقة الكهربائية في البلاد.
وسبق أن استهدفت ميليشيا الدعم السريع سد مروي ومحطاته، إلى جانب منشآت كهرباء في ولايات القضارف وسنار ونهر النيل، فضلًا عن سدي أعالي عطبرة وستيت، ضمن سياسة ممنهجة لتقويض البنية التحتية.
وكان القائد الثاني لقوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، قد ظهر قبل أيام في تسجيل مصوّر، هدد فيه باجتياح الولاية الشمالية، قائلاً إن “ألفي سيارة خرجت من دارفور وهي في طريقها إلى الشمالية ونهر النيل”، زاعمًا أن “المعركة الحقيقية بدأت هناك”، إلا أن هذا التهديد تمخض عن استهداف محطة كهرباء مروي.
وميدانيًا أيضًا، أفادت مصادر محلية بأن الميليشيا منعت المدنيين في غربي أم درمان من مغادرة المنطقة، خشية فقدان السيطرة على ما تبقى من مواقعها، بعد الهزائم المتتالية التي دفعت العشرات من ضباطها وجنودها إلى الهروب من الخدمة وترك القتال.
وفي محاولة للسيطرة على التدهور الداخلي، كان عبد الرحيم دقلو قد دعا عناصره الفارين إلى العودة الفورية إلى جبهات القتال، مهددًا باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتخلفين عن الانخراط في المعارك.
يُشار إلى أن الجيش السوداني كان قد تمكن خلال الأسابيع الماضية من استعادة السيطرة على جميع محليات الخرطوم وجبل أولياء، إضافة إلى الجزء الأكبر من محلية أم بدة، ما دفع قوات الدعم السريع إلى الانسحاب نحو الأطراف الغربية والجنوبية لأم درمان.