قصة فلسطينية وإسرائيلية تعملان في غزة لتوفير مأوى نظيف للأسر النازحة
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
يترقب العالم منذ أسابيع الهجوم الإسرائيلي على رفح، جنوبي غزة، نظرا للأزمة الإنسانية التي قد تترتب عنه، حيث يتكدس أكثر من مليون فلسطيني إثر نزوحهم من الشمال هربا من القصف.
في غمرة ذلك، عملت شابة إسرائيلية وأخرى فلسطينية تقيمان في ألمانيا على إيجاد حلول أكثر إنسانية لإيواء العائلات النازحة.
توم كيلنر، وصبا أبو دقة اشتهرا منذ نحو ثلاثة أشهر لعملهما في إدارة مركز زومي للإيواء، وهو مخيم للنازحين داخليا يأوي نحو مئة عائلة، مكونة في الغالب من النساء والأطفال وكبار السن والمعاقين جنوبي قطاع غزة، وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
تعيش كيلنر (42 عاما) في برلين منذ ثماني سنوات. هي حاصلة على دكتوراه في الأدب، وتعمل مترجمة وباحثة في الأدب الإسرائيلي المعاصر في إحدى جامعات ألمانيا.
صبا أبو دقة تبلغ هي الأخرى 42 عاما، تعمل مستشارة لمنظمة دولية غير حكومية معنية بحقوق المرأة.
نشأت صبا في بلدة عبسان جنوبي قطاع غزة، وانتقلت إلى ميونيخ عام 2023 بسبب عمل زوجها.
كيف بدأ المشروع؟بدأت القصة خلال برنامج حوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يعيشون في أوروبا في الثامن من أكتوبر، بعد يوم واحد فقط من هجوم حماس على إسرائيل، وقبل يوم واحد من الحملة العسكرية الإسرائيلية التي خلفت دمارا شاملا في غزة.
وخلال جلسات الحوار تلك، وفي ظل الكارثة التي تكشفت بعد بضعة أسابيع فقط، شعرت صبا بالحاجة إلى القيام بشيء لمساعدة أهلها في غزة.
Eine weitere beachtliche Privatinitiative für humanitäre Hilfe im Gazastreifen:
Israelin Tom Kellner (Berlin) & Palästinenserin Seba Abudaqa (München) gründeten https://t.co/HFGToOKfDc & versorgen mittlerweile zahlreiche Flüchtlinge in der Al-Mawasi-Zone.#Palästina #Israel #Gaza pic.twitter.com/7x0hoSmhZG
يقول موقع مدرسة "واحة السلام" في إسرائيل، نقلا عن كيلنر أن صبا كانت لديها العديد من الأفكار ، وأنها أرادت فقط أن تساعد أقرانها.
تقول صبا من جانبها إنها شعرت بالإرهاق من الاحتياجات الكثيرة التي نشأت في غزة في مواجهة هذه الأزمة، وأن كيلنر ساعدتها في التركيز على فكرة واحدة وتحقيقها.
يقولان أنه في اللحظة التي اجتمعا فيها حدث كل شيء بسرعة وسهولة وبشكل طبيعي.
تقول كيلنر "في يناير 2024، بدأنا في جمع التبرعات، وفي غضون شهر ونصف، تلقينا أموالاً من أشخاص من ألمانيا والولايات المتحدة، ومواطنين من دول عربية، وعدد من الإسرائيليين".
وتابعت "لقد قمت بتجنيد الأشخاص الذين أعرفهم بشكل رئيسي، معظمهم من إسرائيل. وفي فبراير بدأنا عملية التسجيل كمنظمة مناسبة، تسمى "المأوى النظيف".
مركز زوميتم تسمية المخيم بمركز زومي للمأوى تكريماً لالزاومي فرانكوم "زومي"، وهو عامل إغاثة في المطبخ المركزي العالمي قُتل في ضربات جوية إسرائيلية في غزة في الأول من أبريل، مع ستة من زملائه الآخرين.
يتكون المخيم من 100 خيمة للعائلات، وفق موقع "المأوى النظيف" الخاص بالجمعية أسستها صبا وكيلنر.
يقول تقرير للجمعية حول المركز "في الوقت الحالي، قمنا ببناء 16 مرحاضًا و8 حمامات، وهناك مزيد في المستقبل".
يذكر أن المركز يحتوي أيضا على مرفق للمساعدة الطبية، ومطبخ جماعي، ومبنى مخصص سيكون بمثابة "مدرسة" لأطفال المخيم.
"نحن نعمل بالتوازي مع المنظمات الإنسانية الأخرى التي تقدم الغذاء والمساعدات الطبية والتعليم ضمن الهياكل التي قدمناها"، يقول القائمون على المشروع.
المأوى النظيفتم جمع مبالغ معتبرة من جهات مانحة صغيرة، بالإضافة إلى تبرعات بالخيام وغيرها من المعدات.
ومنذ يناير، ركزت المنظمة مواردها على إنشاء المراحيض وأماكن الاستحمام والخيام في مخيمات النازحين في قطاع غزة وهو سر تسمية البرنامج بـ"المأوى النظيف".
تقول صبا "في البداية، عملنا مع مخيم كبير يسمى مسك وليان، حيث كان هناك آلاف من النازحين وكانت الظروف صعبة للغاية. بدأنا بالمراحيض والخيام، وبعد جمع مزيد من التبرعات، بادرنا بإنشاء مخيم جديد يتسع لـ 100 عائلة".
وتبلغ تكلفة المرحاض الواحد بين 250 إلى 500 دولار.
ومع وصول موجات جديدة من اللاجئين إلى جنوب غزة كل يوم، فإن الحاجة إلى مزيد من الموارد تتزايد بشكل مطرد.
وبدأت الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، بعد شن مقاتلي الحركة الفلسطينية، هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1170 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.
وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وينفذ الجيش الإسرائيلي منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسبّبت بسقوط أكثر من 35 ألف قتيل غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
لبنانيون يبحثون عن مأوى بعد فرارهم من غارات الاحتلال الإسرائيلي على البقاع
عرضت قناة القاهرة الإخبارية، تقريرا تلفزيونيا بعنوان «لبنانيون يبحثون عن مأوى بعد فرارهم من غارات الاحتلال على البقاع»، الذي يرصد معاناة الشعب اللبناني ونزوحهم من مكان لآخر بحثا عن الاستقرار والأمان بعيدا عن آليات الاحتلال الإسرائيلي.
نزوح اللبنانيين من مكان لآخروجاء في التقرير: «لم يجد بعض اللبنانيين النازحين إلا مظلة في ساحة بدير الأحمر شرقي لبنان ليفترش بها وينصب خيمته بعد أن أجبره العدوان الإسرائيلي في منطقة البقاع على النزوح والبحث عن ملاذ آمن».
وأضاف: «بقعة شمس ربما لا تتسع للجميع، وإنما تكفي لتجفيف ملابس أصحابها الذين أنهكهم الفرار إلى مصير لايزال مجهولا مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في قصف أنحاء مختلفة من لبنان».
النزوح لدير الأحمروتابع: «جدران مكان النازحين ربما تشكل ملاذ مؤقت لضحايا العدوان الإسرائيلي من النازحين واللاجئين لكن الآف لا يزالون يبحثون عن أماكن للإيواء». وفي نفس الصدد، قال ربيع سعادة، رئيس لجنة الأزمات في دير الأحمر، إنه جرى استقبال بدير الأحمر حوالي 12 ألف نازح.