سجادة صلاة ومصحف بكل غرفة فندقية.. روسيا تطلق سياحة صديقة للمسلمين
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
أعلن رئيس هيئة الجودة الروسية مكسيم بروتاسوف إطلاق خدمات سياحية "تتوافق مع المعايير الصديقة للمسلمين"، مشيرا إلى أن الاختبار التجريبي للنظام سيستغرق 6 أشهر قبل استخلاص النتائج بشأن الطريقة الأكثر ملاءمة للسياح المسلمين.
وقال بروتاسوف أمس الأربعاء على هامش منتدى "روسيا والعالم الإسلامي" المنعقد حاليا في مدينة كازان "أطلقنا هذا الأسبوع نظام اعتماد فدرالي (صديق للمسلمين) يمكن إصداره للمطاعم والفنادق وأماكن المؤتمرات والمعارض ومحطات الوقود والمؤسسات الطبية"، حسبما أفادت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.
وأضاف "من المخطط هذا العام إصدار نحو 100 شهادة للمطاعم والفنادق والمؤتمرات والمعارض وغيرها من المرافق، استرشدنا بأفضل الممارسات العالمية عند تطوير المعيار".
وتابع "جوهر النظام هو أن أي محل بيع بالتجزئة -سواء كان مطعما أو فندقا- إذا جاء إليه ضيف وقال إنه مسلم ويحتاج إلى خدمة خاصة يجب أن تقدم له هذه الخدمة، على وجه التحديد يجب أن تكون هناك سجادة صلاة وجميع التفاصيل المصاحبة كالقرآن الكريم في الغرفة التي سيعيش فيها الضيف، ويجب إزالة الكحول من الميني بار، وألا تكون هناك أطباق محرمة في قائمة الطعام".
وأوضح بروتاسوف أن هناك بالفعل اتفاقا مع الأسواق وشركات السفر ومحركات البحث بأن المطاعم والمنافذ التي اجتازت الشهادة سيتم تمييزها بعلامة خاصة "صديقة للمسلمين".
وأشاد بروتاسوف بالدور الذي لعبته لجنة معايير الحلال التابعة للإدارة الروحية لمسلمي جمهورية تتارستان في إنشاء نظام إصدار الشهادات.
وقال "من الناحية المثالية يمكن أن تظهر بوابة سياحية منفصلة أو تطبيق جوال صديق للمسلمين، حيث يمكن لأي ضيف في البلاد أو مسلم أن يرسم طريقه الخاص ويسافر في جميع أنحاء روسيا بطريقة تمكنه من زيارة تلك المؤسسات والأماكن فقط".
منتدى روسيا والعالم الإسلامي 2024وانطلقت الاثنين الماضي الدورة الـ15 لمنتدى روسيا والعالم الإسلامي 2024 في كازان عاصمة تتارستان.
ويعد المنتدى أحد الأحداث الاقتصادية الدولية الرائدة في روسيا ويستمر 5 أيام بحضور أكثر من 80 دولة، مثل ماليزيا وتركيا وإيران وليبيا وقطر والبحرين والإمارات وغيرها من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ويستضيف 125 جلسة بمشاركة خبراء لمناقشة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية.
ويهدف المنتدى إلى توفير منصة لكبار المتخصصين الدوليين في المجال الاقتصادي والمالي من العالم الإسلامي، لتعزيز العلاقات بين دول منظمة التعاون الإسلامي ومناطق الاتحاد الروسي في المجالات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والثقافية.
كما يهدف إلى تعزيز تطوير المؤسسات المالية الإسلامية في روسيا والعالم، مع التركيز على المشاريع والبرامج الدولية المشتركة.
ويتخلل المنتدى معرض الحلال الروسي، حيث يعرض 4500 منتج حلال معتمد من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأغذية، والخدمات وفرص الاستثمار ومشاريع البنية التحتية.
وتقوم الشركات المصنعة الرائدة في العالم الإسلامي بتزويد سوق الحلال هذا بالملابس والإكسسوارات ومستحضرات التجميل والمواد الغذائية المعتمدة كحلال، كما يتضمن المنتدى فعاليات ثقافية، من بينها عروض أزياء ومسابقات للطهاة الشباب ورحلات، بالإضافة إلى برنامج أعمال شامل.
ويتضمن المنتدى فعالية "يوم الموضة المحتشمة" يتم خلالها التعرف على أحدث ابتكارات الموضة الإسلامية، مع تقديم فرص ترويجية.
ويشهد المنتدى أيضا افتتاح معرض دولي لسوق العقارات يشارك فيه المهندسون المعماريون والمستثمرون والمؤسسات المالية والشركات من أفريقيا ووسط وشرق آسيا ويقدمون خدمات العقارات والبناء والتصميم والتخطيط الحضري.
وتعد جمهورية تتارستان إحدى الكيانات الفدرالية في روسيا، وتقع على السفوح الغربية لجبال الأورال الفاصلة بين آسيا وأوروبا بمساحة تبلغ نحو 70 ألف كلم مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة.
مكتب تمثيلي "للحلال" في تتارستانوفي فبراير/شباط الماضي أعلن عن افتتاح مكتب تمثيلي إقليمي للمركز الفدرالي لكفاءات الحلال التابع لهيئة الجودة الروسية في تتارستان.
وتم التوقيع على اتفاقية التعاون مع الإدارة الروحية لمسلمي جمهورية تتارستان و"لجنة معايير الحلال" أمام المجلس النهائي لوزارة الصناعة والتجارة في الجمهورية.
وتتمثل أهداف الاتفاقية المبرمة في تطوير النظام البيئي الحلال وتحسين عمليات الإدارة والإنتاج وتنفيذ أنظمة إدارة الجودة للمنتجات والخدمات الحلال، بالإضافة إلى العمل المتبادل في مجال التقييس وإصدار الشهادات وإعداد وبيع المنتجات التعليمية مراقبة وترويج ونشر مجال الحلال في الاتحاد الروسي.
روسيا.. أكبر تجمّع للمسلمين في أوروبايقدّر مجموع المسلمين الذين يعيشون في روسيا بنحو 25 مليونا، ويتركزون في مناطق شمال القوقاز وتتارستان وباشكورتوستان.
ويشكل المسلمون قرابة ربع سكان العاصمة الروسية موسكو، أي 2.5 مليون نسمة من أصل نحو 10.5 ملايين.
كما يشكلون أغلبية السكان في 7 أقاليم روسية، هي إنغوشيا، والشيشان، وداغستان، وقبردينو- بلقاريا، وقره شاي -شركيسيا، وبشكيريا، وتتارستان.
ويعتبر أكبر تجمّع للمسلمين في أوروبا هو الذي تحتضنه روسيا، وعلى خلاف قسم كبير من الوجود الإسلامي في أوروبا الذي يتسم بكونه يعود إلى مهاجرين فإن الوجود الإسلامي في روسيا يتميز بكونه يهم ساكنة محلية أصلية تحافظ على إسلامها منذ أكثر من ألف عام.
ويعد المسلمون أول أقلية غير مسيحية داخل روسيا الاتحادية، ويشكلون الأغلبية داخل عدد من جمهوريات الاتحاد الروسي، وبفضل تعدادهم تتمتع روسيا بدور العضوة المراقبة في منظمة المؤتمر الإسلامي، وهم بذلك يشكلون ورقة أساسية في السياستين الداخلية والخارجية لروسيا الطامحة إلى استعادة موقع القطب الثاني في المنتظم الدولي بمواجهة الولايات المتحدة الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات روسیا والعالم فی روسیا
إقرأ أيضاً:
لأول مرة روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابرًا للقارات.. آخر تطورات الحرب الأوكرانية
شهدت الحرب تطورًا نوعيًا جديدًا مع إعلان كييف أن موسكو أطلقت صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات لأول مرة على الأراضي الأوكرانية. وأكد سلاح الجو الأوكراني أن هذا الصاروخ استُخدم في هجوم استهدف مدينة دنيبرو خلال الساعات الأولى من صباح الخميس.
إطلاق أول صاروخ عابر للقاراتيُعتبر هذا التصعيد الأول من نوعه منذ بداية الحرب في فبراير 2022، حيث تستخدم هذه الصواريخ عادة لضرب أهداف بعيدة المدى بدقة عالية، ما يفتح الباب لمزيد من التداعيات الدولية.
و تباينت ردود الفعل بين موسكو وكييف فيما أكدت أوكرانيا استخدام الصاروخ، رفض الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، التعليق بشكل مباشر على هذه الادعاءات، قائلًا: “ليس لدي ما أقوله حول ذلك”.
تأتي هذه الخطوة الروسية في أعقاب التصريحات الغربية الأخيرة التي تسمح لكييف باستخدام صواريخ طويلة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، مما يزيد من حدة التوترات بين الجانبين.
مشاركة أميركية وتصعيد جديدو جاء قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، من بينها صواريخ “أتاكمز” (ATACMS)، أحدث نقلة نوعية في طبيعة الصراع. هذه الصواريخ، التي دعت كييف إلى استخدامها منذ أشهر، مكّنت أوكرانيا من استهداف مواقع عسكرية روسية على مسافات طويلة، ما دفع موسكو إلى اعتبار هذا التحرك بمثابة تصعيد خطير.
و حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب من أن استخدام هذه الأسلحة سيؤدي إلى “مشاركة مباشرة” من حلف شمال الأطلسي في الحرب.
تداعيات التصعيد على الساحة الدوليةتتزامن هذه الخطوة مع أجواء دولية متوترة بعد منح الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية.
و من جهتها، وصفت موسكو هذا التطور بأنه إشارة واضحة على رغبة الغرب في تصعيد الصراع، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة تضع الأوضاع في المنطقة على حافة الهاوية.
محاولة لتغيير المعادلة العسكريةيرى محللون عسكريون أن استخدام موسكو لصواريخ باليستية عابرة للقارات قد يكون ردًا على الضربات الأخيرة التي استهدفتها باستخدام صواريخ غربية. تهدف هذه التحركات إلى إعادة فرض النفوذ العسكري الروسي، وإرسال رسالة واضحة لكييف وحلفائها بأن الكرملين على استعداد لاستخدام كل الأدوات الممكنة لتحقيق أهدافه.
تساؤلات المجتمع الدولي حول النزاعو مع استمرار التصعيد بين الطرفين، يتساءل المجتمع الدولي عن مستقبل هذا النزاع، وما إذا كانت هذه التحركات العسكرية الجديدة ستقود إلى مزيد من التوترات الإقليمية أو تؤدي إلى إشعال مواجهة مباشرة بين روسيا والغرب.