الاحتجاجات في الجامعات.. قوة مدنية تزلزل عرش أمريكا
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
المفروض أن تستثمر القوى الوطنية العربية والفلسطينية الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية لصالح القضية الفلسطينية ووقف عملية الإبادة الجماعية في غزة ودعم مطالب الشعب الفلسطيني التي تتركز حول محور رئيسي يتمثل في إنهاء الاحتلال.
الحركة الطلابية الأمريكية قوة كبيرة عندما تنتفض، فلا يجب الاستهانة بها.
المتظاهرون في الجامعات الأمريكية أسهموا إسهاماً فاعلاً في كشف زيف السياسة الأمريكية التي ظلت عقوداً من الزمن تدّعي تمجيدها لحقوق الإنسان واحترام الحريات ونبذ العنف ورفض أسلوب القوة في التعامل مع الاحتجاجات… سمعة أمريكا في هذه المجالات بلغت أدنى مستوى لها منذ عقود.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فصّلت أمريكا مجموعة من القوانين تمكنت من خلالها من السيطرة على العالم وأنشأت لذلك العديد من المنظمات الدولية، من تلك القوانين ما تسميه حقوق الإنسان وحرية الصحافة ونبذ العنف فيما يتعلق بالاختلاف على المستوى المدني، ومن تلك المنظمات الأمم المتحدة والعديد من الهيئات التابعة لها مثل محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، وفي المجمل فقد أثبتت أحداث غزة أن كل تلك الأمور عبارة عن شعارات ترفعها أمريكا في وجه من يقف معارضاً لسياستها الاستعمارية على مستوى العالم.
لقد صُدم العالم من الإفراط في العنف الذي تعاملت به الشرطة الأمريكية مع المحتجين في الجامعات وهو عمل ينافي ما تدعيه هذه الدولة الاستعمارية من تمجيدها للحقوق المدنية واحترامها للاحتجاجات السلمية الأمر الذي يمتد إلى محكمتي العدل والجنايات الدولية اللتين تم تهديدهما من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن ومجموعة واسعة من أعضاء مجلسي النواب والكونجرس الأمريكيين إن هما أصدرتا أي قرار يمس قادة الصهاينة.
إن العالم يقف في ذهول من تلك التصرفات الأمريكية الرعناء التي كشفت زيف هذا النظام واتخاذه من حقوق الإنسان والحقوق المدنية الأخرى ستارا يخفي خلفه نظاماً ديكتاتورياً قمعياً يتعامل بكل شراسة مع ما يهدد مصالحه.
والمطلوب عربيا موقف موحد يتسق مع الموقف اليمني المشرف الذي وقف بكل قوة أمام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والكيان الصهيوني ومجموعة دول الناتو وقارعهم بقوة واقتدار في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب حتى المحيط الهندي.
إن الموقف اليمني الشجاع هذا يعلن للعالم أن أمريكا ليست إلا نمراً من ورق ويجب على الدول العربية ودول العالم التحرر من رهبة الخوف من أمريكا والوقوف أمامها بقوة إرادة وطنية شجاعة.
سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی الجامعات
إقرأ أيضاً:
العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟
أصبحت التجارة الإلكترونية جزءا لا يتجزأ من عالم الإنترنت اليوم مع وجود العديد من الخدمات والمنصات التي تتمحور حولها وتحاول تسهيل هذه التجربة على سواء المتسوق أو مالك المتجر، ولكن كل ما نراه اليوم من تطور في قطاع التجارة الإلكترونية لم يكن ممكنا دون مساهمة طاهر الجمل العالم المصري الذي التحق بوادي السيليكون في مطالع ثورة الإنترنت.
ساهم طاهر الجمل في تسعينيات القرن الماضي في ابتكار معايير التشفير الآمن "إس إس إل" (SSL)، وهو المعيار المعتمد في يومنا هذا لتأمين المدفوعات عبر الإنترنت بشكل عام، وبفضل هذا الابتكار، ولدت التجارة الإلكترونية وخدمات البيع عبر الإنترنت بشكل عام، فمن طاهر الجمل؟ وكيف ساهم في هذا الابتكار الحيوي في عالم الإنترنت؟
ولد طاهر الجمل في القاهرة عام 1955، ودرس بجامعة القاهرة حتى حصل على شهادة البكالوريوس قبل أن يتوجه إلى جامعة ستانفورد ليكمل دراسته الأكاديمية ويحصل على الماجستير والدكتوراه في الهندسة الكهربائية.
يصف المقربون من طاهر حبه الواسع للرياضيات ودراسة الأرقام بشكل عام، ومن بين هذا العلم الواسع، انجذب بشكل غير مبرر إلى علوم التشفير، وقد وصف في إحدى مقابلاته حبه لهذا العلم قائلا إن التشفير هو أجمل استخدامات الرياضيات وأرقاها.
إعلانوفي قاعات جامعة ستانفورد، وجد طاهر من يشاركه شغفه، إذ درس علوم التشفير على يد مارتن هيلمان، وهو أحد مخترعي مفاتيح التشفير العامة التي عرفت لاحقا باسم مفاتيح تبادل ديفي-هيلمان وكونت الأساس الذي بنيت عليه تقنية التشفير ثنائية الأطراف.
ونشر طاهر الجمل بحث الدكتوراه الخاص به في عام 1985 تحت عنوان "نظام تشفير المفتاح العام ونظام التوقيع القائم على اللوغاريتمات المنفصلة"، وبفضله، ولد بروتوكول طبقة مآخذ التوصيل الآمنة الذي تطور لاحقا ليصبح مفاتيح "إس إس إل" (SSL) البارزة للتشفير، وفي عام 2019، تشارك جائزة "ماكروني" (Macroni) مع بول كوتشر لمساهمتهم في ابتكار مفاتيح التشفير الآمنة عبر الإنترنت.
مناصب قيادية عدةقدم طاهر الجمل مساهمته العظيمة في مجال التشفير عبر الإنترنت أثناء عمله في مؤسسة "نتسكيب للاتصالات" (Netscape Communications) في الفترة بين 1995 و1998، ثم انتقل ليصبح مديرا لقسم الهندسة في شركة "آر إس إيه للأمن السيبراني" (RSA Security)، ولاحقا أسس شركة "سيكوريفاي" (Securify).
ولاحقا استحوذت مجموعة "كرول-أوغارا" (Kroll-O’Gara) الاستثمارية على شركته الناشئة "سيكوريفاي" ليصبح طاهر الجمل مديرا لقسم أمن المعلومات بالمجموعة الاستثمارية، وفي عام 2000 تم تمويل "سيكوريفاي" بشكل خاص وعاد الجمل ليصبح رئيسًا تقنيا للشركة في الفترة بين عام 2001 و2004، وفي عام 2008، التحقت "سيكوريفاي" بمجموعة "ماكافي" (McAfee) الشهيرة.
وشغل طاهر الجمل بعد ذلك مجموعة من المناصب الإدارية البارزة، وفي عام 2008، شغل منصب المدير التقني للأمن في شركة "سيلزفورس" (SalesForce) وظل في منصبه حتى عام 2023 عندما انتقل للعمل في شركة "إيفولوشن إكويتي" (Evolution Equity) وهو اليوم يشغل منصب شريك إداري في المجموعة.
ما معيار تشفير "إس إس إل"؟تعد المساهمة في ابتكار بروتوكول "إس إس إل" إحدى أبرز النقاط المضيئة في رحلة طاهر الجمل، وهو المعيار الذي يوفر مصادقة وخصوصية لجميع أنواع الاتصالات عبر شبكة الإنترنت، وقد تطور البروتوكول مؤخرا ليصبح يعرف باسم "تي إل إس" (TLS) وهي اختصار طبقة النقل الآمنة.
إعلانوبشكل عام، يعمل معيار التشفير على تشفير البيانات التي يتم نقلها عبر الإنترنت لحمايتها من الاختراق والسرقة، ثم يقوم بالتحقق من هوية الأجهزة التي تحاول الوصول إلى هذه البيانات، وعندما يتم هذا التحقق، يقوم المعيار بإتاحة البيانات مباشرة للجهازين.
كما أن المعيار يقوم بترميز البيانات رقميا من أجل الحفاظ على دقة البيانات والتحقق منها، وهو ما يتيح تتبع البيانات والتأكد إن كانت هذه البيانات سليمة أو تم التلاعب بها، مما يجعل دور المعيار محوريا في عملية تأمين المدفوعات والبيانات عبر الإنترنت.
وتمتاز المواقع التي تستخدم معيار "إس إس إل" أو "تي إس إل" بوجود رمز "إتش تي تي بي إس" (HTTPS) في شريط العنوان الخاص بها.
رغم كون الدور البارز الذي لعبه طاهر الجمل في تأمين الإنترنت بعيدا عن نظرات العامة، فإنه ساهم بشكل كبير في تشكيل الإنترنت كما نعرفه اليوم، ومحاولة تخيل الإنترنت بدون هذه المساهمة تقودنا إلى نسخة مشوهة مما نعرفه اليوم.
في البداية، لن توجد أي مواقع آمنة بشكل كامل، وهو ما يجعل التعامل مع مواقع الإنترنت أمرا صعبا، إذ تجد نفسك قلقا من مشاركة بياناتك الخاصة مع أي موقع موجود على الإنترنت، لأن هذه المواقع ستكون عرضة للهجمات السيبرانية بشكل مستمر.
وحينها، يفقد الإنترنت العديد من الخدمات المهمة والبارزة الموجودة فيه اليوم، فستختفي جميع المتاجر الإلكترونية وخدمات الدفع عبر الإنترنت، لأنه لن يكون آمنا، كما تفقد خدمات الحكومة الإلكترونية وخدمات التوقيع الرقمي أهميتها بسبب خطورة استخدام الإنترنت.
لذلك، يمكن القول إن طاهر الجمل هو أحد الأسباب الرئيسية في تطور الإنترنت كما نعرفه اليوم، وبدونه، كان الإنترنت سيشبه الشبكات المظلمة التي تعرضك للاختراق في كل ثانية.
إعلان