روساتوم ترد على أمريكا بعد حظرها استيراد اليورانيوم المخصب الروسي وتحذر من خطورة القرار على السوق الدولية
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
أعربت شركة "روساتوم" الحكومية الروسية، اليوم الأربعاء، عن استيائها من قانون حظر استيراد اليورانيوم المخصب الروسي المُعتمد في الولايات المتحدة، حيث وصفت القرار بأنه تمييزي وغير تنافسي، مؤكدة أنه سيضر بالسوق العالمي المستدام للسلع والخدمات النووية.
جاء ذلك، في أعقاب قرار وقعه الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، أمس الثلاثاء، يقضي بحظر استيراد اليورانيوم المخصب الروسي، وهو القرار "العقابي" الذي تهدف واشنطن من خلاله إلى تجفيف أحد مصادر تمويل الكرملين.
في ذات السياق، أكدت "روساتوم" عبر بلاغ توصل موقع "أخبارنا" بنسخة منه، على قدراتها التكنولوجية في مجال الطاقة النووية وتوازن نشاطاتها في جميع جوانب الدورة الوقودية النووية، مشددة على أن "الشركات الروسية في مجال الطاقة النووية تتمتع اليوم بأحدث قواعد التصنيع والتكنولوجيا".
كما أشارت الشركة إلى أن استراتيجيتها للريادة التكنولوجية العالمية توفر نتائج ملموسة في تعزيز التعاون مع الدول المهتمة بتطوير توليد الطاقة النووية ضمن نهج علمي ومتوازن، مشيرة إلى أن تلبية الاحتياجات المتزايدة لإنتاج اليورانيوم في الطاقة النووية الروسية هو أيضًا من الاتجاهات الأساسية بالنسبة لـ"روساتوم".
ووفق ذات البلاغ، من المتوقع أن ترتفع حصة توليد الطاقة النووية في الرصيد الطاقي لجمهورية روسيا الاتحادية إلى 25% بحلول عام 2045، مقارنة بالنسبة الحالية التي تبلغ 20%، وهو ما يتيح لـ"روساتوم" الحفاظ على مكانتها الرائدة عالميًا في التكنولوجيا النووية اليوم، في أفق مواصلة تطوير العلاقات مع الشركاء الأجانب المهتمين بالتعاون على المدى الطويل.
في سياق متصل، أكد الخبير "سيرغي روزينكو" أن الاتحاد الأوروبي بات الخاسر الأكبر من حظر واشنطن على حلفائها استيراد اليورانيوم الروسي المخصب، مشيرا إلى أنه سيساهم في خنق الصناعة النووية في أوروبا ويدمر ما تبقى منها.
وشدد "روزينكو" في تصريح لوكالة "نوفوستي" على أن: "تقييد استيراد اليورانيوم فيه مخاطر كثيرة من شأنها أن تزعزع استقرار السوق العالمية لليورانيوم والوقود النووي سواء بشكل مباشر من خلال تأثير الحظر التجاري، أو عبر خلق حالة من عدم اليقين الاستراتيجي".
وأضاف: "الخاسر الرئيسي من العقوبات الأمريكية قد يكون الاتحاد الأوروبي، في حين أن الرابحين هم موردو الغاز الطبيعي المسال والصناعيون الأمريكيون"، مشيرا إلى أنه: "في حال فرض قيود على تشغيل محطات الطاقة النووية الأوروبية، يمكن من الناحية الفنية استبدال هذه المحطات بمحطات حرارية تعمل على الغاز المسال الأمريكي".
كما أكد الخبير أيضا أن: "هذا الحظر سيؤدي لتقويض سيادة الاتحاد الأوروبي في قطاعات الطاقة والصناعة وهذا ما يظهر بوضوح في سوق الغاز بعد عام 2022"، وتابع قائلا: "لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن التخلي عن إمدادات غاز السيل الشمالي الروسي، أدى لانخفاض استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي بنسبة 15-20٪ وتسبب بنقل الصناعة إلى بلدان أخرى. وفي الوقت نفسه، أصبحت الولايات المتحدة المورد الرئيسي للغاز المسال باهظ الثمن إلى أوروبا مما يعزز ركود اقتصاد الاتحاد الأوروبي".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: استیراد الیورانیوم الاتحاد الأوروبی الطاقة النوویة إلى أن
إقرأ أيضاً:
كوريا الشمالية تتحدى الضغوط الدولية وتتمسك بتطوير أسلحتها النووية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواصل كوريا الشمالية تحدي الضغوط الدولية، مؤكدة أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي، بل ستواصل تطوير وتعزيز قواتها المسلحة، رغم الانتقادات العالمية والمطالبات المتكررة بإنهاء تسلحها النووي. جاء ذلك في سياق تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، حيث تعتبر بيونغ يانغ التعاون العسكري بين الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، واليابان تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
اتهمت كوريا الشمالية وزراء خارجية مجموعة السبع بانتهاك سيادتها من خلال مطالبتهم بإنهاء برنامجها النووي. ورد زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، بالتأكيد على أن بلاده لن تتراجع عن تطوير قوتها النووية، معتبرًا أن هذا التطوير هو الضمان الوحيد لحماية البلاد من أي تهديدات خارجية.
كيم أكد خلال زيارة لوزارة الدفاع بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش، أن بلاده لا ترغب في تأجيج التوترات الإقليمية، لكنها ستتخذ "تدابير مضادة مستدامة" لضمان التوازن العسكري في المنطقة، مشددًا على أن العقيدة العسكرية لبيونغ يانغ تقوم على تعزيز القوة النووية بشكل مستمر.
يرى كيم أن التحالف العسكري المتزايد بين الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، واليابان، يشكل تحديًا خطيرًا للبيئة الأمنية الإقليمية، إذ اعتبر نشر الولايات المتحدة للأصول الاستراتيجية النووية وإجراء التدريبات العسكرية المشتركة مع طوكيو وسيول "انتهاكًا صارخًا" للتوازن العسكري، ما يستدعي ردًا حازمًا من كوريا الشمالية.
وقد سبق لبيونغ يانغ أن أوضحت في فبراير الماضي أن أسلحتها النووية "ليست ورقة تفاوض"، بل أداة ردع قتالي موجهة ضد ما تصفه بـ"الأعداء الذين يهددون شعبها والسلام العالمي". ووفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية، فإن القيادة الكورية الشمالية ترى أن المواجهة مع الدول "المعادية والشريرة" باتت أمرًا حتميًا، مما يتطلب تعزيز "الدرع النووي" للبلاد.
في خطوة أخرى تؤكد جدية موقفها، أشرف كيم جونغ أون مؤخرًا على تجارب إطلاق صواريخ كروز استراتيجية، مؤكدًا على ضرورة الاستعداد الكامل لأي مواجهة نووية محتملة.
وقد جاء هذا التحرك بعد أن أشارت تقارير إلى أن كوريا الجنوبية ترى في نزع سلاح بيونغ يانغ النووي شرطًا أساسيًا للاستقرار الإقليمي والعالمي، لا سيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي وصف فيها كوريا الشمالية بأنها "قوة نووية"، مما أثار قلقًا من احتمال تغير السياسة الأمريكية تجاه الاعتراف ببيونغ يانغ كدولة نووية.
في ظل البيئة الأمنية المضطربة في المنطقة، لا يبدو أن كوريا الشمالية مستعدة للتراجع عن برنامجها النووي، خاصة مع استمرار تعزيز الولايات المتحدة وحلفائها لتعاونهم العسكري. ومع عدم وجود مؤشرات على استئناف المفاوضات الدبلوماسية الفعالة.