«عشان خاطرنا».. مُعَلَّقَةُ الرّجاءات الحنونةِ بين مصطفى سند ومحمد ميرغني
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
«عشان خاطرنا».. مُعَلَّقَةُ الرّجاءات الحنونةِ بين مصطفى سند ومحمد ميرغني
عبد الله برير
عبد الله بريرفي قالب موسيقي ملؤه الرومانسية، مفعم بالشجن والتحدي والأمل الوارف، ينساب لحن الموسيقار حسن بابكر بسلاسة ليدخل حدائق القلب.
صوت محمد ميرغني الحنون ينسل بين أزاهير الميلودية مترفاً بالشجن مبتدراً بالاستجداء اللطيف للعينين (عشان خاطرنا خلي عيونك الحلوات تخاطرنا).
وها هنا تظهر عبقرية الشاعر المرهف مصطفى سند في الإتيان بجناس ولو كان غير تامّ في الدارجة (خاطرنا/ تخاطرنا). بعد الافتتاح بغزل العينين الحلوات، في خجل يسألها أن تتوقف قليلاً كأنها غيم راحل عندما تمر لتسأل عن مشاعرهم وتعرف ما يعتريهم من لواعج وصبابة.
يعود هذه المرة ولا ينفك متبتلاً في محراب عينيها مذكراً إياها بما غناه لهما من أغانٍ (زمان غنينا لعينيك أغاني تحنن القاسين)، في عتاب مغلف بعبارة ودودة (تحنن)، المفارقة في أن ما كتبه يجعل قلوب الجبال ترق وتحنّ غير أنه خجل من وصفها بالقسوة وجعل باب العتاب موارباً.
(بنينالك معزتنا ومشينا وراك سنين وسنين) هائماً لا زال في تعداد واستعراض لطقوس حبه في محرابها العنيد، شيّد لها المعزه وتاهَ في دربها بالسنين والسنين متماهياً في مفرداته اللطيفة.
(بنينالك) مجدداً قصوراً من الشوق فرشت دروبها بالياسمين في صورة بلاغيه زاهية ترسم صروح الشوق المرصوفة بالورود كقربان مقدم لجلالتها علّها تزورها (وقلنا عساك تزوريها) مستخدما لفظ “عساك” الموغل في الحنين والترقب والأمل، تَرُشِّي البهجة في ساحاتنا، وكغيث مؤثّث بالعطر يتمنى لو تضمخ هي بالبهجة سوحه القاحلة وتنيرها بعينيها البراقتين وتحيل ليلهما البهيم فجراً وارفاً باللقيا.
(حلاتك وانتي ماشة براك).. مثلما طفلة بريئة يناجيها الكبار، يستعير مصطفى سند اللفظ ليرسل إعجاباً مضمخاً بالغزل الطفولي (شايلة الدنيا بأسرارها وبالفيها) اختزل الدنيا كلها فيها في مشيتها وهي تحتوي الكون بأسره واسراره الجميلة حيث لا يرى في تلك اللحظة سواها إذ تمثل له العالم.
وكفراشةٍ يحوم حولها النسيم يطارد هو ضحكاتها (زمان بارينا ضحكاتك) ولم يجد سوى صداها قادماً معها إذ كل شيء فيه هي بكامل حضورها (لقينا صداها جايي معاك) ارتداد صوت ضحكاتها يتمثل حباً سوياً قادماً نحوه (وجايينا).
يواصل سند وميرغني استحلافها بلفظ مهذب غائر في الأدب (وحاتك) تاني لما تمري أبقى اقيفي، كل ما يريدانه هو توقف هذه السحابة الراحلة، تُحَييهم وتحْييهم، يكفيهم رؤية بسمتها تصابحهم وتلقي عليهم تحية المساء.
(عشان نتملى من عينيك) وفي تطريب عال يُهندس محمد ميرغني جملة (عشان نتملى) لتخرج مبعوثة بالأمل والحلم ليرتوي من عينيها.. (ونلقى الصباح مسحور يعاين في صباح خديك) أي لوحة تلك التي تجعل الصباح نفسه يُسحر ويعاين في صباح آخر.
(جهرتينا) انعكاسها شكلاً وروحاً جهر الدنيا نفسها فهي روعتهم ودنيتهم غير أنها غير مكترثة ساجية في دلالها (ما همّاك)، ويختتم لوحة الاستجداء بتكرار الأمنية والوصية اللحوحة (عشان خاطرنا خلي عيونك الحلوات تخاطرنا).
الوسومعبد الله برير عشان خاطرنا محمد ميرغني مصطفى سندالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: محمد ميرغني مصطفى سند مصطفى سند
إقرأ أيضاً:
الرجالة كانت بتغير منه.. طليقة مصطفى فهمي تكشف أسرارا عن حياتهما قبل الانفصال
تحدثت الإعلامية فاتن موسى، عن علاقتها بطليقها الفنان الراحل مصطفى فهمي، في أول ظهور إعلامي بعد وفاته، من خلال برنامج “قعدة ستات” الذي تقدمه الإعلامية مروة صبري، ويعرض عل قناة "ألفا اليوم".
وأشارت إلى أن الفارق العمري بينهما لم تشعر به، بينما كان الآخرون يلاحظون هذا الفارق، ولم يكن يروق لهم.
وأضافت موسى أن الرجال كانوا يغارون من مصطفى فهمي؛ لأنه كان محظوظًا، في حين كانت النساء يغارون منها؛ لأنها كانت متزوجة منه.
خلال مشاركتها في برنامج "قعدة ستات" مع الإعلامية مروة صبري، وجهت فاتن موسى رسالة مؤثرة إلى طليقها الراحل في ذكرى الأربعين من وفاته، حيث قالت: لم أنسه لحظة، كان دائمًا إلى جانبي، كل فترة فراق كانت معه، ولم أتمكن من تخطيه أو أن أرى أحدًا غيره أبدًا. وأضافت: الله يرحمه، إن شاء الله هو الآن في مكان أفضل، ويكون قد عرف كل شيء على حقيقته، دون تزييف.
في منشور عبر حسابها على الانستجرام، كتبت فاتن موسى رسالة مؤثرة،بمناسبة مرور أربعين يومًا على رحيل مصطفى فهمي، قالت فيه: في ذكرى أربعين رحيلك الموجع يا مصطفى، لا يسعني إلا أن أتذكر شريطًا من الذكريات السعيدة التي جمعتنا لسنوات طويلة. مرت هذه السنوات وكأنها لحظات، ولكن لم يكتب لها الاستمرار. لكل شيء نهاية، وبرحيلك كان أمر الله أن ينتهي مشوارك في هذه الدنيا. رغم أن الحياة كانت تليق بك، إلا أن مشيئة الله كانت هي الأسمى.
وأضافت: أربعون يومًا على فقدك مرت سريعًا، وكل شيء يمر بسرعة مهما عظم أو صغر. والله وحده يعلم ما تخفيه القلوب، وما تنطقه الألسن وتظهره الأعين. أدعو لك بالعفو والمغفرة في الآخرة، حيث الحق وميزان العدل. هناك عدل الله ورحمته وانتصار الحق على الباطل. فمن يعمل خيرًا ولو كان بمقدار ذرة، سيرى أثره، ومن يعمل شرًا سيراه أيضًا. عفا الله عنك، وأسكنك فسيح جناته. الفاتحة لروحك".