موقف اليمن تجاه غزة وسيناريوهات الرد الأمريكي
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
لطالما عبر الشعب اليمني عن تضامنه مع قضايا الأمة المصيرية، وخاصة قضية فلسطين، ولكنها كانت مجرد مواقف شعبية، لا ترتقي إلى مستوى الفعل، بسبب تقاعس وتخاذل الأنظمة الحاكمة، على مدى عقود من الزمن، إلى أن أشرق فجر المسيرة القرآنية، في صعدة، عام 2002م، بقيادة الشهيد القائد (حسين بن بدرالدين الحوثي) رضوان الله عليه، حينها انطلقت صرخة الحق التي أقلقت النظام الحاكم آنذاك، وكذلك أقلقت أنظمة دول الجوار وبعض الدول العربية، التي كانت تشكل خط دفاع أول عن دولة الكيان.
ولطالما عبر السيد القائد (عبدالملك بن بدرالدين الحوثي) عن أمنيته وأماني الشعب اليمني الحر في الدفاع عن فلسطين، وتحريرها من أيدي الاحتلال الإسرائيلي، في معظم المناسبات والخطابات، معبراً عن أصالة معدن الإنسان اليمني، وشهامته، وتجذر هويته.
ولأن قضية فلسطين هي القضية الأولى للمسيرة القرآنية، فقد كانت أولى مبادئها وخطوطها العريضة، التي يعبر عنها شعار العزة والكرامة والحرية، شعار:
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
ولذلك كان تحريض رئيس الوزراء الإسرائيلي (النتن ياهو) عقب انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م مباشرة، للعدوان على اليمن، وكان ما كان من عدوان بدأ عام 2015م، ومازال حتى الآن.
وعقب ثورة السابع من أكتوبر عام 2023م، أعلن اليمن موقفه بوضوح، على لسان السيد القائد، في خطابه المشتهر، معبراً عن موقف الشعب اليمني نفسه الذي خرج للتظاهر عقب سويعات من انتصار ذلك الفعل الثوري العملاق في غزة غلاف غزة، تلاه الفعل الحقيقي والعملي، الذي تمثل في جبهتين أساسيتين، ضرب مواقع العدو في (أم الرشراش)، وفرض الحصار البحري على العدو الصهيوني.
وقد تم حتى الآن ضرب أكثر من 112 سفينة تجارية وحربية للعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني.
وحين أعلن السيد القائد المرحلة الرابعة من المواجهة، بدأنا نشهد بداية نزول أولئك الأوغاد من على الشجرة، كبداية للقبول بالمفاوضات والاتفاقيات لعمل هدنة أو أكثر، في طريق إنهاء العدوان، ولكن الصهاينة لا يريدون أن يبدوَ ذلك استسلاماً، فعادوا إلى المراوغة، عبر رفض ما قبلت به (حركة حماس) مما تقدمت به كل من (مصر، وقطر) من مبادرة.
وسيظل الموقف اليمني ثابتاً صلباً وصلداً، لا يتراجع أو يتهاون تجاه نصرته لأبناء (غزة) وفلسطين بشكل عام، وسنشهد في القادم القريب تطورات في الرد والردع اليمني، بإذن الله تعالى، تجبر كل دول وأنظمة الاستكبار على الاعتراف بالحق الفلسطيني..
إننا كيمنيين، نعلن من كل منبر، قيادة وحكومة وشعباً وجيشاً، أننا مع فلسطين ومع الشعب الفلسطيني، إلى أن يتحرر كل شبر من أرضه المقدسة، وإلى أن ينعم أبناؤها بالعيش في سلام كمعظم شعوب الأرض.
بالنسبة للسيناريوهات المتوقعة للرد الأمريكي، فهو منذ البداية يعيش في تخبط وعمى استخباراتي، بسبب قوة أجهزة الأمن والمخابرات اليمنية، التي تتمتع بمنتسبين ينتمون إلى الدين والوطن والهوية الإيمانية، بعد أن تم غربلتها من كل الشوائب التي سمحت بتغلغلها أنظمة الماضي، وبسبب ذلك العمى والتخبط، لم يستطع العدو الأمريكي عمل شيء مؤثر على جيشنا وقواتنا، وقبل أيام شهدنا نصراً عملاقاً لأجهزة الأمن والمخابرات اليمنية، على جهازي (السي آي إيه) الأمريكي، وجهاز (الموساد) الإسرائيلي، عبر كشف شبكة تجسس، كانت تعمل على رصد مواقع الجيش والأماكن التي تنطلق منها الصواريخ والطيران المسير، التي تضرب العدو في مواقعه، وتضرب سفنه وبارجاته في البحر..
وذلك نصر كبير وعظيم، يعيد حسابات العدو لمعادلات القوى في المنطقة والعالم.
النظام الأمريكي لن يستطيع عمل شيء تجاه اليمن مادام اليمن كله يداً واحدة، ولو فرضنا احتمالية حدوث كافة السيناريوهات، فلن يكون له أفضل من خيار المرتزقة والعملاء، الذين يمرغ الشرفاء من أبناء اليمن أنوفهم في التراب، في كل مواجهة، ويكشف مساعيهم وخططهم قبل حتى أن يتمكنوا من تنفيذها، وهم منهزمون، ويعلمون ذلك جيداً، وفي المقابل فنحن نتحرك بالله ولله تعالى، نصرة للمستضعفين، نصرة للحق الفلسطيني وللحق اليمني، في العيش في حرية وسلام، ونبذ كافة أشكال الهيمنة والاستعمار، وسنبذل في سبيل ذلك أرواحنا وأموالنا في سبيل الله والمستضعفين، ولن نتراجع، حتى يحكم الله بيننا وبين القوم المعتدين.
لقد أشرق عهدٌ جديدٌ على الأمة العربية والإسلامية، بظهور اليمن بهذه القوة والبسالة والمواقف الشجاعة، ولن يعود السيف إلى غمده إلا بعد أن يشبع من دماء المعتدين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تباث الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية
كان الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية واضحاً منذ عقود، ولكنه أثبت وصدق ثباته منذ بداية معركة طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر 2023م، عندما أعلن السيد القائد عبدالملك الحوثي- يحفظه الله- أن أبناء غزة وفلسطين عامة ليسوا وحدهم، وأننا معهم وسنقف إلى جانبهم، وسندافع عن قضيتهم، والتي هي في الأساس قضية الشعب اليمني.
هذا الموقف العروبي، جاء من دافع الإخوة الإيمانية، ومن باب الواجب علينا أن ندافع عن المقدسات الإسلامية، وندافع عن إخواننا في فلسطين، الذين يتعرضون لأبشع المجازر، ويرتكب بحقهم شتى أنواع القتل والدمار، والإرهاب الوحشي، وتحتل أرضهم وتصادر ممتلكاتهم، وتستباح دماؤهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
القضية الفلسطينية والدفاع عنها هي المحك وهي المعيار لإثبات مدى الإيمان ومدى الالتزام بالتعاليم الدينية، وهي الغربال الذي من خلالها يتضح من هو المؤمن الحق، ومن هو المنافق والعميل والخائن، من خلالها كذلك نعرف من هو العدو الحقيقي لنا كأمة مسلمة، وكذلك طبيعة الصراع مع العدو الذي حدده الله لنا في القرآن الكريم.
ما يجري اليوم في المنطقة بعد السابع من أكتوبر 2023م، والذي أفرز لنا قيادات وأنظمة عربية وإسلامية عميلة للصهيونية، وتنفذ مخططاتها وفقاً لاستراتيجيات مدروسة منذ عقود، حتى وصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه اليوم من ذل وهوان وخضوع واستسلام.
كانت سوريا خلال العقود الماضية تعد إحدى الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، والرافضة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وكان لها ثقل في المنطقة، رغم السلبيات التي حدثت أو كانت تحدث من قبل النظام السوري طيلة فترات الصراع العربي الإسرائيلي، لكن اليوم بعد سقوط دمشق في الحضن الإسرائيلي وهذه هي الحقيقة التي علينا أن نسلّم بها، أصبحت إسرائيل في مواقف اقوى من قبل، وضمنت عدم تلقي المقاومة الفلسطينية واللبنانية أي دعم يأتي عن طريق سوريا، وقطعت أحد شريانات دخول السلاح، لكن هذا لن يثني المجاهدين ولن ينال من عزيمتهم وثبات موقفهم تجاه العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضهم ويرتكب بحقهم أبشع المجازر اليومية.
رغم تأثير سقوط سوريا بيد الصهيونية، لكن ذلك لن يغير في ثبات الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية، ولن يغير في سير معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود، بل سيزيد من ثبات الموقف اليمني، ويؤكد أننا في معركة مقدسة، ولا تراجع عن الموقف، وأن إخواننا في فلسطين وسوريا كذلك ليسوا وحدهم، بل إننا معهم وسنقف إلى جانبهم، وسندافع عنهم، وإن العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وفي الأراضي العربية المحتلة مستمرة، وستزداد وتيرتها، وفق مرحلة التصعيد، وبخصوص ما يروج له العملاء والخونة منتشين بسقوط سوريا، وأن معركة تحرير صنعاء قادمة كما يسمونها، ويسعون لحشد الجيوش بقيادة أمريكا وإسرائيل وبقية الدول الصهيونية ومعهم صهاينة العرب، نقول لهم: إن موقفنا ثابت تجاه القضية الفلسطينية، ولن يتغير، وسنقاتل حتى النصر أو الشهادة، وصنعاء ليست دمشق…