جدة – ياسر خليل

حذّر مختصون الشباب والأطفال اليافعين بتجنّب مقارنة حياتهم بمشاهير السوشيال ميديا، إذ يترتب على ذلك انعكاسات سلبية تؤثر على الفرد وجودة حياته، مؤكدين أنه للأسف زادت في الفترة الأخيرة تعرض بعض الشباب واليافعين إلى التوتر الزائد والشعور بالنقص وتبلد المشاعر الاجتماعية وذلك لأسباب متابعتهم لحياة الآخرين وعدم قناعتهم بما لديهم.


بداية يقول أستاذ الصحة العامة استشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق احمد خوجة: للأسف الشديد بعض الشباب واليافعين لا يهتمون ببناء شخصيتهم ولا بجودة حياتهم بل يتابعون ما لدى الآخرين وخصوصًا مشاهير التواصل الاجتماعي، وهذا ما أوجد في حياتهم الكثير من المتاعب الفكرية والجسدية والنفسية ، إذ أصبحوا يراقبون الآخرين ولا يهتمون بكيفية بناء شخصيتهم المستقلة والتمتع بجودة الحياة.

وتابع: الواقع أن جودة الحياة مرتبطة بالفرد نفسه لأنها تشير إلى مستوى الراحة والرضا العام الذي يشعر به في حياته، كما تعبّر عن شعور السعادة والرفاهية الشخصية والاجتماعية، وترتبط بعدة جوانب من الحياة بما في ذلك الصحة العامة، الحالة المادية والاقتصادية، العلاقات الاجتماعية، الرضا النفسي والعاطفي، والبيئة والحياة البيئية ، وتترتب على جودة الحياة العديد من الفوائد والأثر الإيجابي على الأفراد والمجتمع بشكل عام ، فعندما يكون لدى الفرد جودة حياة مرتفعة فأنه بالتأكيد سيشعر بالسعادة والرضا الذي ينعكس على صحته العامة وحيويته.


ودعا البروفيسور خوجة جميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بتجنّب حصر ما لدى الآخرين، والاهتمام والسعي نحو بناء شخصيتهم والاستمتاع بجودة الحياة ، فالرضا النفسي والعاطفي أحد المقاييس الهامة لجودة الحياة، فإذا كان الشخص يشعر بالسعادة الداخلية والرضا مع نفسه ويستطيع التعبير عن مشاعره بشكل صحيح، فبالتأكيد سيكون لديه جودة حياة عالية ، كما يمكن تحقيق الرضا النفسي والعاطفي من خلال التفكير الإيجابي والتعامل مع التحدّيات بطريقة صحية وبعيدًا عن المقارنة مع الآخرين.


وفي السياق يؤكد استشاري الطب النفسي الدكتور محمد اعجاز براشا، أن مقارنة النفس بالآخرين تمهد للشعور بالغيرة واليأس والإحباط وقلة الثقة في النفس، وعدم الوصول إلى مرحلة الرضا عن الذات وافتقاد التمتع بجودة الحياة.
وأضاف: بناء الشخصية المستقلة يكون من خلال وضع الأهداف الشخصية من دون أي مقارنة بالآخرين ، لا بالأشخاص الأكثر حظاً ولا بالأقل حظاً ، إذ يجب على الشخص أن يبحث عن إنجازاته وطموحاته وأهدافه ويسعى إلى العمل الجاد الحقيقي والطبيعي الذي يوصله إلى أهدافه لا إلى ما حققه الآخرين ، فمن خلال التمتع بجودة الحياة يتحقق الرضا وتحقيق الأهداف.
وأختتم د.براشا حديثه بقوله: إن مقارنة الشخص بإنجازات الآخرين تعتبر معركة خاسرة، فالأفضل والأجدر والأولى أن يسخِّر الفرد كل جهوده في تنمية قدراته وبناء شخصيته بعيدًا عن ما يفعله الآخرون.


ومن جانبه يقول المستشار الاجتماعي طلال محمد الناشري: للأسف كثيرون يقارنون حياتهم بحياة الآخرين وخصوصًا من خلال متابعتهم ومراقبتهم لحياة الآخرين في منصات التواصل الاجتماعي ، وهذا ما يجعلهم بعيدين عن النجاحات والتمتع بجودة الحياة التي تعتبر مقياسًا مهما للسعادة والرضا والحياة الأسرية والاجتماعية والصحة والسلامة.
وأردف: جودة الحياة ببساطة هي كيف يحسّن الفرد حياته ويعيش سعيدًا وبرفاهية وصولًا إلى مستوى كبير من الشعور بالراحة والرضا في الحياة الاجتماعية اليومية مع التمتع بصحة جيّدة وحالة اقتصادية مطمئنة وملبية لكافة المتطلبات اليومية، وكذلك تكوين علاقات اجتماعية متينة بين العائلة والأسرة والأصدقاء.
ويؤكد الناشري أن المقارنة مع الآخرين تجعل الشخص يحمل عبئا نفسيًا، ويمكن أن تجعله يشعر بأنه محاصر بالتوقعات غير الواقعية التى يمكن أن تثقل كاهله، فالأولى أن يسخر الفرد كل جهوده في بناء شخصيته بعيدًا عن المقارنة بالآخرين، حتى يحقق النجاح لنفسه ويتمتع بكل متطلبات جودة الحياة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بجودة الحیاة جودة الحیاة من خلال

إقرأ أيضاً:

محافظ أسوان: التنسيق للحد من مشكلة نقص بعض الأدوية بصيدليات التأمين الصحى

عقد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان، لقاء مع الدكتور أيمن عبد الله مدير فرع التأمين الصحى بأسوان، والدكتور محمد سعيد مدير مديرية الصحة لوضع الحلول العاجلة والفورية بأفكار مبتكرة وغير تقليدية التى تساهم فى الحد من مشكلة نقص بعض الأدوية والعلاج بصيدليات التأمين الصحى.

جاء ذلك عقب قيام اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان بجولة مفاجئة بمقر عيادات وصيدلية التأمين الصحى بشارع أبطال التحرير .

عيادات التأمين الصحى

وفور استماعه للمقترحات المتعددة، أكد الدكتور إسماعيل كمال أنه سيتم التنسيق مع الجهات المختصة بوزارة الصحة والسكان وهيئة التأمين الصحى ، والهيئة العامة للرعاية الصحية لتوفير النواقص من الأدوية والعقاقير المختلفة بما يساهم فى تلبية مطالب المرضى منها على الوجه الأكمل.

اليوم الـ 15 من رمضان.. موعد أذان المغرب فى أسوانفى رمضان.. أنشطة دعوية بمختلف المساجد بمراكز ومدن أسوانجولة مفاجئة من محافظ أسوان لمقر عيادات وصيدلية التأمين الصحي

ووجه المحافظ إلى التعاقد مع بعض الصيدليات على مستوى مدن ومراكز المحافظة لتوفير الأدوية الخاصة بحالات التأمين الصحى بها، على أن يتوازى مع ذلك سرعة إستراداد المبالغ المالية الخاصة بسعر العلاج للمواطنين ، وهو ما يتكامل مع الإسراع بمعدلات تجهيز الصروح الطبية المدرجة ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل ، والتى تضم 11 مستشفى و 112 مركز طبى ووحدة صحية لمساهمة ذلك بشكل مباشر فى القضاء على مشاكل نقص الأدوية وتقديم الخدمة والرعاية المتكاملة لكل مواطن بالجودة العالية.

فيما قام اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان بزيارة مفاجئة لمقر عيادات وصيدلية التأمين الصحى بشارع أبطال التحرير للوقوف على أسباب مشكلة نقص قوائم الأدوية المنصرفة للحالات المزمنة مما يتسبب فى معاناة المرضى ، وخاصة من كبار السن وأرباب المعاشات .

وتستدعى المحافظ الدكتور أيمن عبد الله مدير فرع التأمين الصحى بأسوان ، الذى أوضح أنه يتم صرف الدواء للمترددين على عيادات التأمين الصحى سواء بفرع أبطال التحرير أو بفرع طريق السادات طبقاً للوارد للصيدليات من قوائم الأدوية ، وفى حالة عدم ورود بعض الأدوية يتم تحويل المريض إلى الصيدليات الخارجية لصرف العلاج أو يتم حصوله على مقابل سعر العلاج.

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات يناقش مع العاملين في هيئة الاستشعار عن بُعد دورها في دعم القرارات الاستراتيجية
  • مختصون لـ "اليوم": العمارة السعودية فرصة تحول مدن المملكة لمحركات اقتصادية
  • "فاهمني".. مشروع تخرج طالبات كلية الإعلام عن مهارات الذكاء العاطفي
  • خبير: القلق سبب أساسي لعدم فتح المجال الاجتماعي للشخص
  • مستشارة تربوية: خصم درجات المواظبة للحد من الغياب في رمضان.. فيديو
  • "بلدية مسقط" تحتفي بـ"يوم المدينة العربية" باستعراض جهود تعزيز جودة الحياة
  • مختصون لـ"الرؤية": تحسين مستوى التحصيل الدراسي للطلبة يتطلب تطبيق استراتيجيات تعليمية تفاعلية تجعل التعلّم أكثر متعة
  • محافظ أسوان: التنسيق للحد من مشكلة نقص بعض الأدوية بصيدليات التأمين الصحى
  • محمد الشرقي يلتقي الباحث هادي اللواتي ويؤكد أهمية التراث الإسلامي في بناء الفرد والمجتمع
  • محمد الشرقي يؤكد أهمية التراث الإسلامي في بناء الفرد والمجتمع