صحيفة التغيير السودانية:
2024-07-08@01:52:11 GMT

ملتزمون بالتفاوض!!

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

ملتزمون بالتفاوض!!

أطياف

صباح محمد الحسن

ملتزمون بالتفاوض!!

طيف أول:

في حالة الإتيان المتأخر

يقتلنا الصمت بالعتاب

ولكن ما يقتل العتاب

هو أن المتأخر جاء ليمنحك بطاقة الخلاص!!

والخارجية منذ بداية الحرب لم تخرج بتصريح واضح ومباشر مثلما خرجت بالأمس لتعلن عن موقفها الداعم للتفاوض، وكتبنا وقتها عندما أعفى البرهان علي الصادق (إن النظر من زاوية منفرجة فإن إزاحة الصادق تصب في تحرير القرار العسكري من قبضة الفلول)

ومنذ تعيينه وحتى اليوم خرج الوزير حسين عوض علي بموقفين كليهما يصب في مصلحة السلام

الأول أنه أصدر بيانا أعلن فيه أن حكومته تتبرأ من الإعلام الكيزاني معتذرا للملكة السعودية لما طالها من إتهامات

والثاني موقفه بالأمس الذي قال فيه لقناة العربية إن ليس لدى بلاده مانع من عودة مباحثات جدة، مؤكدا الالتزام بذلك

وامتناع الخارجية- حتى هذه اللحظة- والتوقيت عن أي حديث سلبي عن التفاوض وخروجها أمس بهذا التصريح يكشف عن نية القيادة العسكرية الذهاب إلى الطاولة وهي رسالة مباشرة للداخل المتربص بعرقلة التفاوض أن كفوا عن محاولاتكم الفاشلة لهزيمته

أما الرسالة الثانية فهي للخارج للدول التي حاولت أو تحاول تغيير صورة المشهد السياسي بفعاليات مصنوعة لخلق منابر جديدة أو المحاولة لصناعة مسرح وجمهور مواز بعث الوزير في بريدها رسالة أخرى لخصها في عبارته القاطعة (لن نسمح بمنبر آخر للحوار يهدم منبر جدة)!!

وحمل الوزير في رسالة ثالثة قوات الدعم السريع مسؤولية انهيار التفاوض إن لم تلتزم قواتها

ولم يحدد ما يطلبه من التزام هل التزامها بالعودة للتفاوض أو غيره من الالتزامات الأخرى المتعلقة بالأرض ولكن المطالبة لها بالالتزام المطلق تعني أن الشروط من جانبهم للتفاوض وأنهم ملتزمون به فالواثق من وعده معك دائما يقول (إلا تجي منك أنت) أي اطمئن من جانبي، وهذا تأكيد على على أن الجيش حسم قراره فيما يتعلق بالحل السلمي

ويذهب الوزير في جانب التأكيد لأبعد من ذلك في رسالة أخيرة للمجتمع الدولي

حتى يطمئن قلبه أن حكومة بلاده فتحت كل المعابر للمساعدات الإنسانية ولم تعرقلها أو تغلقها

وهنا لم يكتف الوزير بزف خبر موافقتهم الكاملة لفتح المعابر الطلب الذي قدمته الوساطة في آخر جولة للتفاوض واكدت ان لاعودة إلا بتنفيذه فدفع الوزير الاتهام الذي تُحاصر به الحكومة دوليا وهو عرقلة الجيش وامتناعه عن فتح المعابر لذلك قالها مؤكدا (لم تعرقلها او تغلقها)

ويسبق تصريحات وزير الخارجية اتفاق من الغرف الكيزانية على الهجوم على القيادة العسكرية في أجواء أشبه بتلك التي سبقت التوقيع على الإطاري أنباء عن قرب انقلاب ومطالبة بإزاحة البرهان من منصبه وجميعها تكشف عن حالة الغليان التي تحدث الآن من خطر المواجهة العسكرية الكيزانية سياسيا فالفلول تتوعد وتجتمع وتنفض وربما تتهور بقرار انقلاب وربما تبثها شائعة للإحباط، ولكن هذا كله لن يمنع العودة للتفاوض فالوساطة التي قالت إنها الفرصة الأخيرة مستعدة لدعم قرار دولي يسمح بالتدخل أو تصنيفهم جماعة إرهابية المهم أن التفاوض آت لا مفر منه

وماذا يعني إن قام كرتي بانقلاب على البرهان فهذا في رأيي لا يعني إلا سابقة جديدة في التاريخ لحكومة تنفذ انقلاباً ضد نفسها!!

طيف أخير:

#لا_للحرب

كل اللقاءات والاجتماعات بالبحرين السابقة والقادمة إضافة لمنبر جدة وليست خصماً عليه

الجريدة

الوسومأطياف البحرين البرهان الجيش الدعم السريع السعودية السودان الكيزان المجتمع الدولي حسين عوض علي علي كرتي منبر جدة وزير الخارجية.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أطياف البحرين البرهان الجيش الدعم السريع السعودية السودان الكيزان المجتمع الدولي حسين عوض علي علي كرتي منبر جدة وزير الخارجية

إقرأ أيضاً:

في رحيْـلِ نُـور العَـيــْن :رسـالة عَـزاءٍ لأحلام إسـماعيل حسن

السفير جمال محمد ابراهيم

أعزّيك أيّـتـهـا الإبنـة المكلومة في رحيلِ أمِّـكِ فـتحـيــة . . .
ولكن يكون عزائي لك منقوصاً إنْ لم يكتمل بعزاءٍ أرفعـه لأجيــالٍ عــرفـتْ الراحــلة فـتحـيـة ابراهيم، رمـزاً لامرأة نـبيـلة جليـلة وجميـلة، إسمها "نـور العيــن"، ولكن لـم يُتـح لأكثرهم معــرفة إسمها كاملاً كما أكتبه الآن وَعيني تدمع على "نور العيـن". عرفها الناس أغـنية تركـتْ أثراً طاغياً، وبصمة راسـخة في وجدانهم، إذ لم تكن محضَ إســمٍ لأغـنيةٍ طـروبة شـــغف بها السودانيون، بل كانت الوسام الذي حمله صوت فـنان أفريقــيا الأوّل، وشفرة فتحتْ صفحـات لتغييرٍ كاسحٍ في الذائقـة الاجتماعية والجمالية لفن الغـناء. إنداحتْ تلكم الصفحات من شِـعـرٍ غنائي، صـدر مِـن قلــبِ شــاعرٍ إســمه اسماعيل حسن "ود حد الزين"، مـوسَــقـهُ عبقــريُّ الأغنية السّــودانية الرَّاحل محمّـد عـثمان وردي، بإيقـاعـات تشـرَّبتها روحـه من نهـرٍ خالـدٍ هو نهـر النيل.
نظمَ الشاعر إسماعيل حسن "ود حد الزين"، رحمه الـلهُ ، قصائده الأولى مصنوعة لتوافق بحور الشعر العربي الفصيح وقواعــده، غير أن العاطفة الجيّاشة الصادقة، لا ولن تحكـمـها الضوابط والقواعد والقيود الخليلية . جاء نظم شـعره بعد ذلك بعامـيـة دارجــة حُـراً سـلساً من عاطفةٍ طلـيـقة لعاشــقٍ رقَّ قـلـبه انقطاعاً ومَحـبـّةً لمـن جمعـته الحياة بها، رفـيقـة وزوجــة وصــديقة وأمّـاً لأولاده وبنـاته. لم تكن الراحلة فتحيـة مُلهِـمة يُنظـم فيها الشِّــعـر وكـفى. لم تكن معشوقة التقاها عاشق مُدنف وكفى. انفتح قلـب "نور العيـن" على قلبِ شـاعرٍ صـادق المشاعر، كصـدق النيل المُتحـدّر عبر سـهولِ ووديان بلاده مـِن جنــوب المنابع إلـى شــمال المصبّــات، فكان ســلـسـاً في مســيره، صخَّاباً في انحداره، قوياً في مجـراه. لقد شـهد جيلُ الخمسينات وما بعدها من سنوات أواسـط القرن العشــرين، غِـناءاً من الفنان محمد وردي وشعراً من إسماعيل، أحــدث ما قـد يُعـدَّ – بلا أدنى مبالغــة- ثورة في وجــدان تلكم الأجـيـال . انفـتحت أبوابٌ على مصاريعها لتغييرٍ طالَ مشـاعر شــباب تلكم الأجيال، فشكّل فـتحـاً مُباغـتاً لمجتمع تلك السّـنوات في السّودان، فوقف أكثر عــرّابو فـنــون الشعر والغناء في ذلك الزّمان، مواقف حَـذرة مُسـتريبة. لكن لســطوة قـدرات الفنان المُغـنّي وردي وموهبته الأصيلة، ما هدم جـدران ذلك الحذر وتلك الإســـترابة.
لم يكن في حُسبان تلـك الفتاة الجميلة ، ولا في حُسبان شـــاعرها المُحــبّ إســماعيل ود حدّ الزين، ولا في حساب فـنان عـذب الصـوتِ ، جاء من شمال مصبّات النيل باتجـاهٍ مُعاكـسٍ لمسـار منابعه، أن ثلاثتهم سـيجترأون على الذائقة الجمالية لمجتمعٍ ألِـفَ الانغلاقَ لا الانفــتاح، والاســتغفار قبلَ الضحـك، فـيتهـيّأ على تردُدٍ لفـتـوحــاتٍ كاســحةٍ قـادمـةٍ إلى ســاحات الغــناء واللحـــن والموسيقى. وإنّ الإستجابة لذلـك الإجتـراء الجميل لم تكن بعيدة الوقوع، إذ السّـاحات الإقليمية والعالمية، وبعد طيّ سنوات الحرب العالمية الثانية، شهدت ثوراتٍ فـنـيـة في الغناء والموسيقى والإطراب. عرفنا في تلكم السنوات بيئة تسـيَّدها الفيس بريسلي وفـرانك سيناترا والخنافس وأضرابهم .
نعرف للنيل الخالد مساراته السلسة ، كما نعرف عنه مساراته الصّـاخبة التي تصارع أمواجها الحاينة صخـور شلالاتها المرّقمة، فيتجاوزاها الواحد تلو الآخر. ترى هَـل كان النيل الخالد مرآة لذلك الإبداع الثلاثي الذي جمع فتحية بإسماعيل ووردي. .؟
كانت للرّاحل إسماعيل وللرّاحلة فتحية، مسيرة حيـاتيـة حفـلـتْ بسلاسـةٍ حانية في آن، وبصـخـبٍ حـميـمٍ في آن . لكأنّهـما اســـتلهما في مسيرتهما تلـك- وهُـمـا في خضــم قصّـــة رباطهما العاطفي في دنيـا الناس، ســلاسـة ذلـك الـنّـهـر الخـالد في حميميـتـه وفـي عنفوان تصخـــابه. ولأنَّ الإبداع أجمـله ما يخرج من رحِـم المعاناة ، وأنبـله ما تفصّـدت من عثراته ومكابداته، أكباد العشاق، فـإنَّ الأقدار أتاحـتْ للعاشقين شــاهداً مُبـدعـاً رافـقـهـما وارتبطتْ مشاعره بمـا عاشـاه في مسيرتهما تلك ، فكانت فتحيـة هيَ "نور العين"، والشاعر هو "ود حدّ الزين" والمفنان المطرب هـو محمد عثمان وردي، فاكتمل مثلث الجمال والشعر والغناء لثورة المشاعر تلـك، وفتحتْ صفحات للغنـاء في السودان جـــذّابة زاهــية . أوحـَـتْ ثورة المشاعر تلك لكلِّ مُحـبِّ بعدها، أن يقف أمام حبيبته ليقول لها بعبارات إعتذارية حميمة : "أوعك يا حبيبي أوعك تاني تزعل". ذلك فـتحٌ ليس في لغة الغناء فحَسب ، بل في الشعر الذي كانت تتخفّى حميميـته خجــلاً وراء توريات تقـول للعصـافير في غصــونها أنّـها تذكّـر العاشق بالـدُّرِّ المصوْن. .
صرنا ننادي محـبـوباتنا : "يا حبـيـبــة" ولا من أحد يرى في العبارة انكساراً أو ميـوعــة . ثُمّ جـاء محجـوب شريف ينادي محبوبته ، شريكة رحلة حياته : " أحِبّـك أحبِّـك أنا مجــنونك". رحم الـله مبدعين فتحوا أبواب الإبداع على مصــاريعها ، بلغــةٍ صـــرنا نتنـفســـها برئـاتنـا، وبموسيقى تلامس وجداننا، وبغـناءٍ مثل ذلك الغناء الذي جاء من حنجرة عـبــقـــري الغـــناء السوداني، فارتقى بإبداعـه ليـتـبـوأ الموقع الأول للإطراب في أفريقــيــا.
لا أعزّيك يا أحـلام وَحـدك، أو أعـزّي إخـوتك وأخـوانك، وأنتِ التي وَثَّقـتِ وَرَســمْتِ وَأنجَـزتِ لوحاتٍ، بقلمٍ باذخِ الرّويّ لتضـيفـيـنَ كلّ ألـوان قُـزحٍ إلى تجـــربةٍ إبداعــيـةٍ وفـنـيـةٍ وجمالـيةٍ، أحـدثتْ نقـلة بل حــراكاً وثورة رسَــخت في قـبـول مشــاعـر الناس لــها . لم تكن الرَّاحلة فتحـيـة مُلهمة فحسب، إذ ملهمات الشعراء يبقـيـن مُلهمات في قلبِ كلِّ شاعرٍ عاشـق، لكنَّ الرّاحـلة فـتحــيــة ألهـمَـتْ انـبـثاقِ تجــربـةٍ كاملة غـيـر مســبوقة ، بل ألهـبـتـهـا عاطفةً وشعراً وإطرابا ، فصــارت بذلك ومع شـاعرٍ عاشـقٍ ومطربٍ صدّاح ، رمزاً زاهـياً لتلك التجربة الفـريدة. .
عزيزتي أحلام. . عَـزائي لأجيــالٍ رافـقـت تلك التجـربة وعاشـتْ لهيـبها وحميميــتـها ، اعتذاراتها ومسامحاتها ، هدوء عواصفها وصخب توادُدِها . ما كتبتُ هُنا إلا بقلمٍ باكٍ لأمسح دمعات تحدّرت من عينيَّ، ودمعات أكاد أراها تتحـدّر من عينيك على راحــلةٍ عــزيزة. .
ألا رحم الله الثلاثي الذي أثرى حياتنا ومشاعرنا ونظرتنا للحياة من حولنا، وتبقى ذكرَى "نور العيـن" وإسماعيل ووردي، حيّـة دائـمـة في وجــــداننا. . .

القاهــرة 6 يوليو 2024

jamalim@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • ترقية الصادق إسماعيل إلى رتبة الفريق وتعيينه مبعوثاً رئاسياً للبرهان.. وسبدرات مديراً لمكتب رئيس مجلس السيادة
  • سمير فرج: نتنياهو الشخص الوحيد في العالم الذي لا يريد وقف إطلاق النار بغزة
  • في رحيْـلِ نُـور العَـيــْن :رسـالة عَـزاءٍ لأحلام إسـماعيل حسن
  • هل فات علي البرهان أن يضع محتوى هذا البيت موضع التنفيذ : جزي الله الشدائد كل خير .. عرفت بها عدوي من صديقي !!..
  • حالة إنسداد!!
  • بالصور.. البرهان يعزي في الشهيد الرائد حقوقي هاني عبدالغفار سليمان حمد
  • الخارجية اللبنانية تنفي توجيه بوحبيب رسالة خاصة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي
  • البرهان يتلقى رسالة شكر وتقدير من المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسف
  • بعد حصولها على جائزة مرموقة.. رسالة من «قومي المرأة» للباحثة سناء السيد
  • مهام عاجلة على مكتب وزير الزراعة الجديد