حكاية الشاب التائب في الإسكندرية.. فاق من غفلته ويدعوا الناس إلى «الهداية»
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
افتعال المشكلات هوايته المفضلة، السعي في طريق الشر، كان مقصده لسنوات، وقبل أن يصل إلى محطته الأخيرة في الدنيا، يقرر العودة كي لا يضل طريق الجنة في الآخرة، ليصبح إبراهيم سعد البرعي، صاحب الـ30 عاما، الذي يعيش في منطقة سيدي بشر بمحافظة الإسكندرية، حديث وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن انتشرت صورة مجمعة له، تعكس مظهره قبل وبعد التوبة، وما بين الصورتين قصته مليئة بالأحداث والعظة، قرر أن يشاركها مع الجميع، لعل وعسى تكون سببا في هداية غيره.
«خناقة السبب في كل اللي وصلت له»، موقف بسيط تعرض له، أيقظ الشيطان الذي يسكن جسده، مشاجرة في الشارع أصيب فيها إصابة بالغة، لينزف دمًا بعدها، وكان قراره بعد هذا الموقف، السعي في طريق الشر، الممتلئ بالشهوات والذنوب التي لا نهاية لها، يتغذى على ارتكاب الذنوب والمعاصي، بدلاً من الأكل والشرب، لا يخشى نظرات الناس له التي تعبر عن غضبهم واستيائهم منه، «الناس في الشارع بقت مش بتحبني».
وبعد أن مضى في طريق الشر، كان لا يحمل هم أهله، وهم يتحسرون عليه، بسبب ما وصل إليه من ضلال، لم يترك بابا من أبواب الشر إلا ودقه، قاصداً الأموال الحرام التي سيجنيها من خلفه، ورغم ابتلائه من الله بعديد من المشكلات لعله يرتجع عن هذا الطريق، لكنه كان يغض بصره عن كل الإشارات التي تصل له، فبحسب حديثه لـ«الوطن»: «رجلي كانت هتتقطع، بسبب حادثة ومفكرتش إني أتوب برضوا».
وسط انغماسه في هذا الطريق تتحقق نبوءة والده حين أخبره «مش هتقدر تصرف حاجة من الفلوس الحرام»، ربما قلبه كان يشعر أن نجله ما يزال بداخله نقطة بيضاء، تساعده على تغيير مساره في الدنيا قبل فوات الآوان، وهذا بالفعل ما تحقق بعد أن تعرض لموقف جعله يبتعد عن هذا الطريق، ويقرر التوبة إلى الله، لكنه يخشى أن يحكيه خوفا من انتهاك ستر الله عليه، ليبدأ بعدها رحلة الندم، والتقرب إلى الله، «الحمد لله مش بسيب فرض دلوقتيۛ».
تجربة «إبراهيم» مليئة بالمواعظ، وهو تعلم الدرس في الدنيا لكي لا يندم على الآخرة، ليقرر بعدها نصح الشباب عن طريق تقديمه لفيديوهات، ينصحهم فيها بطرق للتقرب إلى الله، وسكنت الفرحة والطمأنينة قلبه، بعد أن كان مطاردا بأفكاره الشيطانية، «الحمد الله بقالي سنتين ملتزم، ووشي بقى منور، والناس بقت بتحب تشوفني».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجنة الإسكندرية سيدي بشر الذنوب بعد أن
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة من المسجد الحرام
ألقى الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله ومُراقبته والإيمان بلقائه.
وقال فضيلته: إن نزول البلايا وحُلول المصائِب في ساحة العبد، على تنوُّعها، وتعدُّد ضُرُوبها، وما تُعقِبُه من آثار، وما تُحدِثُه من آلامٍ، يتنغَّصُ بها العيشُ، ويتكدَّرُ صفو الحياة؛ حقيقة لا يُمكِنُ تغييبُها، ولا مناصَ من الإقرار بها، لأنها سُنَّة من سُنن الله في خلقه، لا يملِكُ أحد لها تبديلًا ولا تحويلًا.
وأوضح الدكتور أسامة خياط مواقف الناس أمامَها وقال: فأما أهل الجَزَع، ومن ضعُف إيمانُه واضطربَ يقينُه، فيحمِلُه كل أولئك على مُقابلة مُرِّ القضاء ومواجهة القدَر، بجزَعٍ وتبرُّمٍ وتسخُّطٍ، تعظُمُ به مُصيبتُه، ويشتدُّ عليه وقعُها، فيربُو ويتعاظَم، فينوءُ بثِقَلها، ويعجِزُ عن احتمالها، وقد يُسرِفُ على نفسه، فيأتي من الأقوال والأعمال ما يزدادُ به رصيدُه من الإثم عند ربِّه، ويُضاعِفُ نصيبَه من سخَطِه، دون أن يكون لهذه الأقوال والأعمال أدنى تأثيرٍ في تغيير المقدور، أو دفع المكروه.
وأبان فضيلته أن أولي الألباب يقِفُون أمامَها موقفَ الصبر على البلاء، والرضا ودمع العين، لا يأتون من الأقوال والأعمال إلا ما يُرضِي الربَّ سبحانه، ويُعظِمُ الأجرَ، ويُسكِّنُ النفسَ، ويطمئنُّ به القلبُ، يدعوهم إلى ذلك، ويحُثُّهم عليه، ما يجِدونه في كتاب الله من ذكر الصبر وبيان حُلو ثِماره، وعظيمِ آثاره، بإيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}.
وأكد فضيلته أن للمرء بالصبر خير عيشٍ في حياته، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “خير عيشٍ أدركناه في الصبر”.
وأشار فضيلته إلى أن أمر المؤمن كله خير له، لأنه دائرٌ بين مقامَي الصبر والشُّكر؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم-: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابَته سرَّاء شكَرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرَّاءُ صبَرَ فكان خيرًا له”.
* وفي المسجد النبوي الشريف ألقى الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير خطبة الجمعة اليوم، وتحدث عن أهمية انشغال العبد بما ينفعه من أمور دينه ودنياه، والبُعد عن الاشتغال بأخبار الناس، وتتبّع أخبارهم، وما لا يعنيه من أمورهم، مبينًا أن ذلك من المكروهات، ومدخل للخصومات والشرور الذي يورد للمرء الندامة والشقاء.
وأوضح الشيخ الدكتور صلاح البدير أن من صفات أهل العزائم والكمالات ترك ما لا يعني، ورفضُ الاشتغال بما لا يُجدي، وأن ينشغل المرء بما يتعلق بضرورة حياته في معاشه، وسلامته في معادِه، فإذا اقتصر الإنسان على ما يعنيه من أموره سلِم من شرٍ عظيم، وذلك من حُسن الإسلام، مضيفًا بأن ثمرة اشتغال المرء بما يعنيه، وتركُه ما لا يعنيه، الرفعة، والراحة، والسكينة، والطمأنينة، والبركة في العمر والقول والعمل، والأهل والمال والولد.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: إن أكثر الناس تعاسة وانتكاسة وشقاءً أكثرهم اشتغالًا بما لا يعنيه، مشيرًا إلى أن اشتغال المسلم بما لا منفعة له فيه هو الداءُ العُضال، الجالِبُ لكلّ شرّ، مبينًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه كثرة البحث عن أخبار الناس، والاشتغال باستقصاء أخبارهم، وتتبع أحوالهم، وكشف عوراتهم، والشغف بمعرفة تفاصيل أمورهم، وحكاية أقوالهم، ومعرفة أملاكهم، وضِياعهم، وزوجاتهم، وأولادهم، ومعرفة الداخل عليهم والخارج منهم حتى يُدخل عليهم الحرج والأذى في كشف ما ستروه من أمورهم، وهو فِعلٌ قبيح مكروهٌ، يُدخل في عموم حديث المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال” متفق عليه.
وتابع فضيلته قائلًا: كم سَلَب ذلك التهافت المشؤوم بكثرة سؤال الناس عن أحوالهم الخفية والدقيقة من خيراتٍ وبركات، وكم زرع من عداوات، وكم غرس من خصومات، وكم أوقع من حرج وحزازات، وقد جُبل الناس على بُغض الباحث عن مخبئات أمورهم، المستعلم عن أحوالهم، المتقصّي عن أهلهم وأولادهم وأموالهم، ومن تقصّى أخبار الناس مجّته قلوبهم، وعافته نفوسهم، وكرهته مجالسهم.
وبيّن الشيخ صلاح البدير أن مِن سَعَادَة الْمَرْءِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِعُيُوبِ نَفْسِه عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ، وأن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه خوضُه في لغو الكلام الذي لا منفعة فيه، فمن ترَكَ من الأقوال والأفعال ما لا ضرورة فيه، ولا منفعة له منه، صانَ نفسَه، ومن أراد خِفة الذُّنوب، وقِّلة الأوزار، وراحة القلب، وحُسن الذكر، وصلاح العمل، فليترك الاشتغال بما لا يعنيه، مضيفًا بأن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه سؤال العلماء عمّا لا يعنيه من القضايا والوقائع والحوادث، والإكثار من السؤال عمّا لم يقع، ولا تدعو إليه حاجة، تكلفًا وتنطعًا، داعيًا إلى مجاهدة النفس على التمسُّك بهذا الأصل العظيم من أصول الأدب والسلوك.
وأشار إلى أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه انتصابه للفتوى والأحكام، وتصدُّره للإفادة في العلوم الشرعية، وهو ليس بأهل لذلك، فيتَكَلَّم فِي الدّين بِلَا عِلم، ويُحدّث بِلَا عِلم، ويُفتي بِلَا عِلم، داعيًا العباد إلى تنزيه قلوبهم وجوارحهم عمّا لا ينفعهم، فإذا اشتغل العبد بما لا ينفعه، انصرف عما ينفعه، فتحقّقت خسارته، وعظُمت ندامته.
وختم فضيلته خطبة الجمعة مذكرًا العباد بملازمة الصلاة على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – في كل وقت وحين، داعيًا الله جلّ جلاله أن يُعزّ الإسلام والمسلمين، وينصُر عباده الموحّدين، وأن يحفظ بلادنا وبلدان المسلمين، وأن يغيث إخواننا المستضعفين المظلومين في فلسطين، ويكون لهم معينًا وظهيرًا، ووليًا ونصيرًا، وأن يجبر كسرهم، ويشفي مرضاهم، ويتقبّل موتاهم في الشهداء، ويفُكّ أسراهم، ويُعجّل نصرهم على المعتدين الظالمين.