اتفق محللون سياسيون وعسكريون على أن ارتفاع هجمات فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تدحض مزاعم تصريحات حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو وقادة جيشه، وأشاروا إلى أن أداء المقاومة بات الآن أكثر قوة وفعالية.

وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، ثبت أن تصريحات: نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي والناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري غير صادقة ولأغراض سياسية خاصة عندما زعموا تفكيك 19 كتيبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف الدويري أن المقاومة تقدم إثباتات مرئية بعدما تم تفعيل دور غرفة العمليات المشتركة للفصائل تنفيذيا وليس تنسيقيا فحسب، مبينا أنه تم تطوير القتال وفق نمط "سمكة الصحراء" بظهور المقاتلين ثم اختفائهم مستخدمين الترويع والصدمة.

وحول أسباب ارتفاع وتيرة هجمات المقاومة وزيادة قوتها وفعاليتها، أكد الخبير العسكري أن المقاومة لجأت إلى عملية استيعاب الصدمة في رفح جنوبا وجباليا شمالا بدخول جيش الاحتلال ثم الانقضاض على آلياته، في حين لم يفلح الأخير سوى بالتدمير وارتكاب المجازر.

ومن ضمن الأسباب أيضا -وفق اللواء الدويري- إعادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تأهيل كتائبها شمالي القطاع وتقليصها من 12 كتيبة إلى 8 بكفاءة قتالية قد تصل إلى 85% بهدف إعادة إدارة المعركة الدفاعية وتوسيع نطاق مسؤولياتها.

وأفرد الخبير العسكري مساحة للحديث حول تكتيكات المقاومة الجديدة بعدما كانت المواجهة في البداية من الخط الأول للخطوط الدفاعية، لتختلف حاليا من خلال السماح لقوات الاحتلال بالتقدم والاندفاع بأعداد كبيرة ومن ثم التعامل معها بعمليات نوعية، وتوظيف العبوات الناسفة، والخروج من فوهات الأنفاق الهجومية وغيرها.

"اهتمام بالمنتج الإعلامي"

بدوره، قال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد إن المقاومة تتقدم ولا تتراجع، وتغير حماس تكتيكاتها كالحرباء، في رسالة توجيه إستراتيجية للمجتمع الغزي والشعوب العربية والإسلامية.

وأكد زياد أن غرف عمليات المقاومة تعمل بكامل طاقتها، وأضحت مهتمة بالتفاصيل الإعلامية وإخراج منتج ذي جودة عالية يتضح من خلال سرعة تصوير الفيديوهات وتجميعها وإنتاجها.

ويعني هذا -وفق الباحث- أن السلاسل القيادية والتنظيمية تعمل حاليا بكامل طاقتها بل أفضل مما كانت تقاتل عليه سابقا، مستدلا بنتائج المعركة الثالثة لحي الزيتون شرقي غزة، وأيضا المعركة الثانية لمخيم جباليا.

وأوضح أن هناك عملية ترميم وتغيير في تكتيكات المقاومة ومنظومتها الإعلامية، وهو ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت ليخرج بمؤتمر صحفي مرعوبا مما أسماه "الحكم العسكري لغزة بسبب المعارك الضارية في رفح وجباليا والزيتون".

وبحسب الباحث، فإن إمكانية الحكم العسكري لغزة مستحيلة لأن جيش الاحتلال يرفض الفكرة بسبب خشيته واستنزافه في حرب المدن والعصابات، ومراوحة الأمور في مكانها.

واستدل بتصريحات غالانت عندما قال إن هناك 4 نهايات متخيلة للحرب وهي الفوضى، وبقاء حماس كسلطة، وقوة بديلة، والحكم العسكري الذي قال إنه أسوأها على الإطلاق.

"وهم الاحتلال"

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية الدكتور رائد نعيرات إن القيادة السياسية للاحتلال تعيش منذ اليوم الأول للمعركة وهما، وتحاول تحويله إلى حقيقة.

وبين نعيرات أنه جرى تصوير المقاومة في غزة -قبل معركة رفح- على أنها قد انتهت ولم يتبق سوى المحطة الأخيرة لاستعادة الأسرى، لافتا إلى وجود مفارقة بين الواقع وما تقوله قيادة الاحتلال، وهو نابع من تصورات أيديولوجية لنتنياهو ووزيريه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

وأشار الأكاديمي الفلسطيني إلى أن هناك إدراكا كاملا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لخطط اليمين الذي يسعى لاحتلال غزة وبقاء الجيش هناك، مما يعني استنزافه وتكبده أثمانا باهظة.

ويعد الاحتلال العسكري لغزة مصيدة للجيش الإسرائيلي -بحسب نعيرات- الذي جدد إشارته إلى الانقسام بالمؤسسة الرسمية الإسرائيلية بين نتنياهو وائتلافه اليميني، وغالانت الذي يدرك بأن الجيش يعيش تململا، ويشعر بأنه غرق في وحل غزة ويقاتل بلا هدف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

الحرس الثوري الإيراني: اتفاق غزة انتصار للفلسطينيين وهزيمة لـإسرائيل

رحب الحرس الثوري الإيراني، الخميس، باتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة حماس في غزة، واصفًا إياه بأنه "انتصار واضح للفلسطينيين"، وفقًا لبيان صادر عن الحرس الثوري

وقال الحرس الثوري في بيان له: "إن نهاية الحرب وفرض وقف إطلاق النار يمثل انتصارًا عظيمًا لفلسطين وهزيمة كبيرة للنظام الصهيوني الوحشي"، مشددًا أن هذا الإنجاز يعكس قوة المقاومة الفلسطينية وصمودها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وتأتي تصريحات الحرس الثوري في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث ترى طهران في نجاح حماس بفرض شروط وقف إطلاق النار دليلًا على تراجع قوة الردع الإسرائيلية أمام المقاومة الفلسطينية، التي اعتبرتها إيران جزءًا من "محور المقاومة" ضد الاحتلال.


 
وعمت الاحتفالات مدنا فلسطينية وعربية وتركية بعد التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، وخرج الآلاف في منتصف الليل في مدن فلسطينية وأردنية ويمنية وسورية وتركية رغم الأجواء الباردة إلى الشوارع، وهتفوا للمقاومة ولغزة.

وخرج الآلاف في رام الله ونابلس والخليل وطولكرم وبيت لحم بالضفة الغربية، وهتفوا للمقاومة ولكتائب القسام.

كما رحبت دول عربية، باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تم إعلانه، مساء الأربعاء.

جاء ذلك في مواقف رسمية صادرة عن السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن واليمن، فضلا عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

مقالات مشابهة

  • عدنان الروسان يكتب : لن يكون هناك حماس … ننتظر رد Hماس
  • لماذا يرى محللون أن وقف إطلاق النار بغزة انتصار سياسي للمقاومة وإخفاق للاحتلال؟
  • نشطاء يستذكرون تصريحات قادة المقاومة بعد اتفاق وقف إطلاق النار (شاهد)
  • درس غزة القاسي.. لماذا انهزمت إسرائيل إستراتيجيا رغم فداحة التدمير؟
  • مراسل عسكري للاحتلال يقر بالفشل في مواجهة المقاومة
  • الحرس الثوري الإيراني: اتفاق غزة انتصار للفلسطينيين وهزيمة لـإسرائيل
  • بعد 15 شهراً من القتال.. هكذا حافظت المقاومة على أدائها العسكري في غزة
  • ما السبب الحقيقي وراء ارتفاع قتلى جيش الاحتلال شمالي غزة؟ محللون يجيبون
  • وقف إطلاق النار في غزة هل تم بالفعل؟ .. و لماذا تأخر الإعلان الرسمي عنه؟
  • قوى المقاومة.. الاحتلال يعترف باستخدام حماس لوسائل غير معروفة من قبل