أعادت الحكومة هيكلة المزارع النموذجية الموزعة عبر التراب الوطني، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية واستحدثت مجمعا عموميا لتسييرها مقسم إلى أربعة فروع ليكون إنتاجها مستقبلا موجها حسب الإستراتيجية المحددة للأمن الغذائي.

بعد مرور ثلاثة أشهر على عمر قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون المتخذ خلال مجلس الوزراء يوم الثامن عشر فيفري الماضي، والقاضي بإعادة هيكلة المزارع النموذجية، أفرجت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية عن الهيكل الجديد المنظم للمزارع النموذجية التي ستعتمد مستقبلا على مخطط زراعي موجه ومحدد من طرف الحكومة، يقضي على السياسة العشوائية في الإنتاج الفلاحي “بطيخ أحمر وأصفر” ويركز على المواد الإستراتيجية التي تعول عليها السلطات في توفير الأمن الغذائي للبلاد والعباد.

وتحصلت “النهار أنلاين” على كافة التفاصيل التي ستنظم هذا النوع من المزارع، التي ستكون تحت وصاية المجمع العمومي “GIVA PRO” شركة ذات أسهم ،ينقسم إلى أربعة فروع منتجة لمواد إستراتيجية وهي كالآتي: فرع البقوليات، فرع البذور الزيتية، فرع الأشجار المثمرة المقاومة من بينها شجرة الأرغان وكذا فرع تكثيف البذور.

وسيسير المجمع أو المؤسسة العمومية الاقتصادية ذات أسهم لتطوير الزراعات الفلاحية الإستراتيجية 147 وحدة انتاج فلاحي تتربع على مساحة تقدر بـ114 ألف هكتار، وأشارت مراجع “النهار أنلاين” هنا، إلى أنه اعتبارا من الموسم الفلاحي القادم، سيخضع هذا المجمع إلى رقابة مستمرة وإنتاجه سيكون موجها استجابة لاحتياجات السلطات، كما كشفت عن تعيين مسؤولين له ولفروعه.

وسبق لرئيس الجمهورية، وأن أمر بإدماج المزارع النموذجية ضمن عجلة الإنتاج الوطني خاصة ذات المساحات الكبرى لتغطية العجز بالأخص في شعبة البقوليات”، لتغطية العجز المسجل في الشعبة المذكورة، وهو قرار جاء بعد استماعه لعرض قدمه وزير الفلاحة والتنمية الريفية، كما شدد الرئيس على ضرورة تغيير ماهية المزارع النموذجية انطلاقا من تسميتها وصولا إلى وظيفتها الفلاحية والاقتصادية ككل.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

حزب الإصلاح: المتاجرة بالثوابت وزراعة العداوات داخل المجتمع اليمني

يمانيون../
لطالما سعى حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى الظهور بمظهر المدافع عن الإسلام وحامي قضايا الأمة، غير أن الواقع يكشف بوضوح عن استخدامه للدين كأداة سياسية بحتة، بعيدًا عن أي التزام حقيقي بالمبادئ الإسلامية. لقد استطاع الحزب على مدار العقود الماضية أن يستغل الشعارات الدينية لخدمة أجنداته الضيقة، جاعلًا من القيم الإسلامية وسيلةً للهيمنة بدلاً من أن تكون غاية سامية لتحقيق العدالة والوحدة بين أبناء اليمن.

التوظيف السياسي للدين.. أداة هيمنة أم وسيلة إصلاح؟

منذ تأسيسه، انتهج حزب الإصلاح استراتيجية واضحة تقوم على استغلال الخطاب الديني، محاولًا تسخير المنابر الدينية، سواء عبر المساجد أو وسائل الإعلام، لصياغة وعي سياسي موجه يخدم مصالحه فقط. يستخدم الحزب الشعارات الإسلامية في تلميع صورته والترويج لنفسه كحارسٍ للإسلام، لكنه في المقابل يمارس سياسات تتنافى مع أبسط القيم الدينية، حيث يتورط في نشر الفتن بين مكونات المجتمع، ويزرع العداوات بدلاً من أن يكون عامل وحدة وإصلاح.

لم يتوقف الحزب عند هذا الحد، بل لجأ إلى توظيف الفتاوى الدينية لخدمة مآربه السياسية، حيث يقوم بتحريف الأحكام الشرعية وتطويعها وفق ما يتناسب مع أهدافه، مما أفقد خطابه الديني المصداقية وجعله مجرد أداة للابتزاز السياسي وإقصاء الخصوم.

القضية الفلسطينية.. شعارات جوفاء واستغلال سياسي

يعدّ حزب الإصلاح من أكثر الأطراف التي دأبت على رفع شعارات الدفاع عن القضية الفلسطينية، غير أن الحقيقة تكشف عن تناقض واضح بين القول والفعل. فرغم تبني الحزب لشعارات مثل “تحرير القدس”، إلا أن الواقع يثبت أنه لم يقدم أي دعم فعلي للقضية الفلسطينية، بل جعل منها مجرد ورقة دعائية يستغلها لاستمالة العواطف وكسب التأييد السياسي، سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.

إن الحزب الذي يهاجم خصومه ويتهمهم بالعمالة والتآمر، هو ذاته الذي أقام تحالفات مشبوهة مع أطراف إقليمية ودولية تخدم مصالحه دون الاكتراث لمصلحة القضية الفلسطينية أو حتى المصلحة الوطنية. وما يفاقم هذا التناقض هو أن الحزب لا يتوانى عن شيطنة خصومه، متهمًا إياهم بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني، في حين أن ممارساته وتحالفاته تثبت أنه لا يقل انتهازية عمّن يتهمهم.

زرع الفتن والانقسامات.. استراتيجية بقاء أم مشروع وطني؟

إذا كان هناك أمر واحد يمكن تأكيده عن حزب الإصلاح، فهو أنه أجاد استخدام سياسة “فرّق تسد”. فمنذ وصوله إلى السلطة، اعتمد الحزب على تأجيج الصراعات الداخلية بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية في اليمن، ساعيًا إلى تحقيق مكاسب ضيقة دون النظر إلى مصلحة الوطن. بدلاً من أن يعمل الحزب على تعزيز الوحدة الوطنية، لجأ إلى استغلال الانقسامات الأيديولوجية والمناطقية، محاولًا الحفاظ على نفوذه بأي وسيلة ممكنة.

لقد أصبح الحزب أداة لتأجيج التوترات الطائفية والمناطقية، حيث يقوم بإثارة العداء بين مكونات المجتمع، ويعمل على خلق عداوات طويلة الأمد تضمن له البقاء في المشهد السياسي. من خلال خطابه التحريضي، يسعى الحزب إلى ترسيخ الكراهية، مما يؤدي إلى تعميق الفجوة بين أبناء الوطن الواحد.

الخطاب الديني.. انتقائية وتناقض صارخ

لا يتوانى حزب الإصلاح عن استخدام الدين لتحقيق مآربه السياسية، فبينما يرفع شعارات “الدفاع عن الإسلام”، نجده في المقابل يسخّر الفتاوى الدينية لتبرير قراراته السياسية والعسكرية، متجاهلاً تعاليم الإسلام التي تدعو إلى العدل والتسامح. يُظهر الحزب ازدواجية واضحة في تعاطيه مع القضايا الوطنية، حيث يستخدم خطابًا دينيًا متشددًا لتبرير ممارساته من جهة، لكنه لا يتردد في التحالف مع جهات مشبوهة تتناقض مصالحها تمامًا مع ما يدعيه من مبادئ.

لقد أظهر الحزب أنه قادر على التلاعب بالمفاهيم الدينية، وتحريفها بما يخدم أجندته، حيث يجعل من الدين سلاحًا لتصفية حساباته السياسية، متجاهلًا أي التزام حقيقي بقيم العدالة والمساواة.

حزب الإصلاح.. جزء من الأزمة وليس الحل

من خلال قراءة متأنية لسياسات وممارسات حزب الإصلاح، يتضح أنه لا يمثل جزءًا من الحل في اليمن، بل هو أحد أسباب تفاقم الأزمة. فقد أصبح الحزب نموذجًا صارخًا للاستغلال السياسي للدين، ووسيلة لزرع الفتن والانقسامات داخل المجتمع اليمني. في الوقت الذي يدّعي فيه الدفاع عن القضايا الوطنية والإسلامية، نجد أن سياساته وممارساته تعمل على تقويض الاستقرار وتعميق الأزمات.

إن التصدي لهذا الخطاب الانتهازي وكشف زيفه يعد مسؤولية جماعية، فمن دون مواجهة حقيقية لهذا الاستغلال السياسي للدين، ستظل اليمن تعاني من الانقسامات والتشرذم، وستبقى مصالح الشعب رهينة لمشاريع حزبية ضيقة لا تخدم إلا أصحابه.

السياسية || محمد الجوهري

مقالات مشابهة

  • حزب الإصلاح: المتاجرة بالثوابت وزراعة العداوات داخل المجتمع اليمني
  • في تركيا..سيلفي توثّق حادثاً بالصدفة
  • هولندا تلغي أولوية اللاجئين في السكن الاجتماعي ضمن إجراءات جديدة
  • يوم توعوي حول العناية بأشجار العنب في ينقل
  • المدير العام لمجمع جيتكس لـ النهار: 4 ماركات جديدة لتعويض العلامات التي غادرت الجزائر
  • اتحاد المصارف العربية يعتزم طرح مشروع لإعادة هيكلة القطاع المصرفي السوري بشراكة أوروبية
  • يتناولها مسلسل الكابتن لـ أكرم حسني.. أشياء ممنوع اصطحابها على الطائرة في حقيبتك
  • ألمانيا تنشئ مركزاً جديداً لإعادة اللاجئين
  • اليمن يبرم اتفاقية مع صندوق النقد العربي لإعادة هيكلة ديون بقيمة مليار دولار
  • بعد اصطدامها بمدخل قناة السويس.. صور جديدة تظهر الأضرار التي لحقت بحاملة الطائرات الأمريكية