بحثت الأستاذة الدكتورة، نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب بالأزهر، اليوم الأربعاء، سبل تعزيز التعاون العلمي والثقافي مع وفد هيئة بنجلاديش للخدمات الإنسانية برئاسة الدكتور، نور محمد البديع، رئيس الهيئة، ورئيس مؤسسة البيان لخدمة القرآن الكريم وعلومه.

نهلة الصعيدي: للطلاب الوافدين أهمية خاصة في قلب الإمام الأكبر نهلة الصعيدي: "وثيقة الأخوة الإنسانية" علامة فارقة في تاريخ الحوار بين الأديان

وأبدى وفد هيئة بنجلادش للخدمات الإنسانية سعادتهم بتواجدهم في رحاب الأزهر الشريف، معربين عن تقديرهم للأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجهوده في مجالات نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، ودعمه للتعليم في المجتمعات الفقيرة، ومساهماته في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، مؤكدين أن هذه الجهود تسهم بشكل كبير في بناء جسور التواصل والمحبة بين الشعوب، وتعزز من قيم الأخوة الإنسانية.

تعليم اللغة العربية والاهتمام بالطلاب البنجلاديشيين الدارسين بالأزهر

وأشاد أعضاء الوفد بالجهود التي يبذلها مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين في تعليم اللغة العربية والاهتمام بالطلاب البنجلاديشيين الدارسين بالأزهر، مشيرين إلى حرصهم على تعزيز التعاون مع مركز  تعليم الطلاب الوافدين والاستفادة من خبراته في تعليم اللغة العربية لأهل بنجلاديش من خلال إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية في بنجلاديش تحت إشراف الأزهر الشريف، فضلاً عن الاستفادة من خبرات المركز في مدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن وتجويده.

من جانبها أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي، حرص الأزهر الشريف على نشر اللغة العربية، باعتبارها لغة القرآن الكريم، والعمل على تعزيز دورها في العالم الإسلامي، مشيرةً إلى أن الأزهر يبذل جهوداً كبيرة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إيماناً بأهمية اللغة في فهم تعاليم الإسلام السمحة وتعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب مؤكدة أن الأزهر يسعى دائماً إلى تقديم الدعم والمساعدة لكل المبادرات التي تهدف إلى تعليم اللغة العربية ونشرها في مختلف أنحاء العالم.

مستشار شيخ الأزهر: التعليم المعاصر منارةً تُضيء طريقَ الأجيال 

وكانت قالت مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين الأستاذة الدكتورة، نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، إن «التعليم المعاصر» منارةً تُضيءُ طريقَ الأجيال نحو المستقبل، فهو ليس مجردَ مناهجَ دراسيةٍ واستذكارٍ للمعرفة، بل هو تجرِبةٌ شاملة تشمل تنميةَ الشخصية وصَقْلَ العقل وتحفيزَ الإبداع، مشيرة إلى أهمية ذاك النوعُ من التعليم الذي يعتمد على أساليبَ حديثة تتسم بالدينامية والتفاعُل، ويسعى إلى تخريج جيل من الشباب المتميز، المتسلح بالمهارات اللازمة لمواكبة تطلعات العصر ومواجهة التحديات بثقة وإيجابية، ويشجع على التفكير النقدي، والإبداع العقلي، ويحفز على بناء مجتمعات مزدهرة تعتمد على العلم والمعرفة.

بناء الذات وتحقيق الأحلام:

 أضافت مستشار شيخ الأزهر خلال كلمتها بالمؤتمر الدولي للتعليم المعاصر في العالم الإسلامي، بعنوان: « التعليم المعاصر أساس التنمية المستدامة في العالم الإسلامي» الذي تنظمه جامعة السلطان أحمد شاه الإسلامية ببهانج- ماليزيا، أن رحلة العلم والمعرفة رحلة ممتعة ومثيرة تتخللها تَجارِبُ تعليميةٌ مفيدة وتحدياتٌ تُشكِّل أساس بناء الذات وتحقيق الأحلام، تمتزج فيها متعة الاكتشاف بحلاوة الإنجاز، متسائلةً: كيف نستطيع توظيف التعليم المعاصر في إبراز التراث الإسلامي وتفعيله؟ ذلك التراث الذي يحمل الفكر المنهجي السليم القادر على إعادة صياغة «الخطاب الإسلامي» صياغة هادية هادفة راشدة قادرة على استيعاب التنوع والتعدد الإنساني، مشيرة أن «الخطاب الإسلامي» القادر على تجاوز ثنائيات الصراع التي أفرزتها الحضارة المعاصرة ومنطلقاتُها الفكريةُ القادر على الوصول إلى كل العقول وكل القلوب، لا يقف حاجزٌ دونَه لأنه قادرٌ على استيعاب كل الحضارات وكل الثقافات بل وكل طبائع البشر المتنوعة.


 وأكدت مستشار شيخ الأزهر أنه في ظل التحديات التي تواجه تراثَنا الإسلاميَّ يجب التنبيه على خطورة تناسي سُلَّمِ الأولويات في حياة الأمة، والابتعاد عن همومها، والانغماس في تجريدات فكرية ذهنية تأمُّلية تؤدي إلى الانصراف عن الواقع والانفصال عن الأمة روحًا وجسدًا؛ مؤكدةً أنه لا بُدَّ من العمل الجاد والدؤوب لاستثمار التعليم المعاصر بوصفه وسيلةً أساسيةً لإبراز التراث الإسلامي وتفعيله ونقله إلى الأجيال الجديدة بأسلوبٍ يتناغم مع روح العصر، لينعكس تفاعلُ الحاضر مع الماضي، وتتجسدَ رُوحُ التجديد والحركة التي تميز الحضارة الإسلامية عبر العصور.


 وأوضحت مستشار شيخ الأزهر أن «التراث الإسلامي» ليس مجرد موسوعة من المعرفة والحكمة، بل هو تراث مصدره الكتاب والسنة، وهما المصدران الأساسيان للفكر والثقافة والمعرفة والحضارة، كما أنه إرثٌ تركه السابقون لتستنير به الأجيال القادمة ويمدَّها بغنى الفكر والثقافة، مشيرةً أن التراث يحمل في طياته عمق فكر تمتد جذوره إلى أصول الإسلام النقية والقيم الإنسانية السامية؛ فهو يعكس تفرد الهوية الإسلامية ويُجسِّد تطلعات المسلمين نحو بناء مجتمعات مزدهرة مبنية على أسس العدل والمساواة والتعاون.

ولفتت الدكتورة نهلة الصعيدي، الى أن «التراث الإسلامي» تكمن أهميته في قدرته على توحيد الأمة الإسلامية وتعزيز الانتماء لهويتها الثقافية والدينية، كما أنه يُسهم في تعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب والثقافات المختلفة، ويعزز من التفاهم والتسامح بين المجتمعات المتعددة، كما أنه يجسد روح الإبداع والتميز، ويعكس تفوق العقل والروح في سبيل بناء عالمٍ أفضل يسوده السلام والتعايش السلمي بين البشر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر مستشارة شيخ الازهر نهلة الصعيدي مركز تطوير تعليم الوافدين تعزيز التعاون القران الكريم تعلیم اللغة العربیة مستشار شیخ الأزهر التعلیم المعاصر التراث الإسلامی نهلة الصعیدی

إقرأ أيضاً:

ندوة حول التعاون العلمي العربي والدولي في مجال البحث العلمي بسلطنة عمان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم اتحاد مجالس البحث العلمي العربية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار العمانية وجامعة صحار الندوة الدولية حول "التعاون العلمي العربي والدولي في مجال البحث العلمي والابتكار" بسلطنة عمان، وذلك تحت رعاية محمد بن ثويني آل سعيد وبحضور الدكتورة رحمة بنت ابراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار العمانية وعدد من السفراء وأصحاب السعادة. واستمرت فعالياتها على مدار يومين واستضافتها جامعة صحار بسلطنة عمان.
افتتحت الندوة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والدكتور عبد المجيد بن عمارة، الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، والدكتور حمدان بن سليمان الفزاري، رئيس جامعة صحار، والدكتور سليم خلبوص، المدير العام للوكالة الجامعية الفرنكوفونية‬، والدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المديرس مدير مركز اليونيسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، وذلك بحضور عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وأصحاب السعادة وسفراء عدد من الدول، وشارك في الندوة ممثلين من 16 دولة عربية (المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، الجمهورية التونسية ، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان ، الجمهورية العربية السورية، جمهورية العراق ، سلطنة عمان، دولة قطر ، دولة الكويت، دولة ليبيا، جمهورية مصر العربية ، المملكة المغربية والجمهورية اليمنية) وبتمثيل لأكثر من 20 مؤسسة أبرزها، مركز اليونيسكو الاقليمي للجودة والتميز في التعليم، الوكالة الجامعية للفرانكفونية، اتحاد الجامعات العربية، منظمة الألكسو، المكتب الإقليمي للإيسيسكو إلى جانب ممثلين عن كبرى دور النشر الأكاديمية العربية والدولية مثل Elsevier،  Clarivateوبنك المعرفة المصري وغيرها.
واشتملت الندوة التي استمرت لمدة يومين على أربع جلسات علمية رئيسة وجلستين حواريتين إلى جانب تقديم أكثر من 24 ورقة عمل تتناول مجالات متنوعة منها فرص وتحديات التعاون العلمي العربي، وجامعات الجيل الرابع والتقييم الأكاديمي، إلى جانب الإطار المرجعي لتطوير برامج التعليم الجامعي في الدول العربية وفق مهارات المهن، إضافة إلى مساهمات ومبادرات “رايكن” في العلوم والتقنية والابتكار، واستراتيجية سلطنة عُمان في البحث العلمي والابتكار 2040، وبرامج ومبادرات اتحاد مجالس البحث العلمي العربية في مجال البحث العلمي والابتكار. 

كما تناولت الندوة برنامج أفق أوروبا وفرص التعاون العلمي العربي الأوروبي، وبرامج الوكالة الجامعية للفرانكفونية وأفق التعاون مع المؤسسات العلمية العربية، والمنظومة العربية لتوثيق الشهادات الجامعية، وبرامج اتحاد الجامعات العربية لدعم المجلات العلمية والذكاء الاصطناعي في النشر العلمي، وأخلاقيات البحث العلمي، ودور بنك المعرفة المصري في توثيق ونشر المحتوى المعرفي العلمي والبحثي للجامعات والمراكز البحثية، فضلًا عن التصنيفات الدولية للجامعات والمراكز البحثية. واستعرضت الندوة كذلك آفاق التعاون العربي والدولي من خلال تطوير تصميم أشباه الموصلات والدوائر المتكاملة تحت كرسي السُّلطان قابوس لتكنولوجيا المعلومات في جامعة NED”، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون العربي والدولي في البحث العلمي.
وشهدت الجلسات تفاعلًا كبيرًا من الحضور، حيث أسهمت الأسئلة والمداخلات المتنوعة في إثراء النقاش وتبادل الخبرات بين الخبراء والمتخصصين. وعكست هذه التفاعلات اهتمام المشاركين العميق بالموضوعات المطروحة، مما ساهم في تعزيز تبادل وجهات النظر حول آفاق التعاون البحثي العربي والدولي.

وتلخص البيان الختامي للندوة الدولية حول التعاون العلمي العربي والدولي في البحث العلمي والابتكار بالعديد من التوصيات من أهمها تفعيل فرص التعاون بين مؤسسات البحث والتطوير العربية مع نظرائهم من المؤسسات الدولية وتعزيز الشراكات التعليمية والبحثية بين الجامعات العربية والفرانكفونية والتوصية بمشاركة المؤسسات البحثية والباحثين من الدول العريبة في برامج ومبادرات اتحاد مجالس البحث العلمي العربية مثل مبادرة التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار والبرنامج العربي للابتكار الأخضر.
وشهدت الندوة نجاحًا على مستوى الحضور الدولي والمناقشات العلمية الثرية، واختتمت الندوة بتكريم المشاركين والمتحدثين الدوليين تقديرًا لمساهماتهم القيمة في إنجاح هذا الحدث الاكاديمي والعلمي الهام.

مقالات مشابهة

  • التعاون الإسلامي تعقد اجتماعاً وزارياً استثنائياً لبحث التطورات في فلسطين
  • التعاون الإسلامي تعقد اجتماعًا وزاريًا طارئًا لبحث التطورات في فلسطين
  • منظمة التعاون الإسلامي تعقد غدًا اجتماعًا وزاريًا استثنائيًّا لبحث التطورات في فلسطين
  • السعودية وإيران يبحثان تطوير العمل المشترك في قضايا تتعلق بـ"التعاون الإسلامي"
  • محافظ الدقهلية: الأزهر الشريف دوره محوري في حماية الفكر الإسلامي المستنير
  • مجالس البحث العلمي العربية يستعرض حصاد ندوة الابتكار الدولية بسلطنة عمان
  • وكيل تعليم دمياط يتفقد المدرسة اليابانية بكفر البطيخ
  • ندوة حول التعاون العلمي العربي والدولي في مجال البحث العلمي بسلطنة عمان
  • مصر تطلب من منظمة التعاون الإسلامي اعتماد خطة غزة في قمة جدّة
  • وكيل الأزهر يشارك الطلاب الوافدين لحظات الإفطار الجماعي ويحثهم على اغتنام رمضان.. صور