حكم غريب: محكمة في تطوان تحكم بتطليق مواطن هولندي دون علمه
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
محاكمة غريبة جرت أطوارها في تطوان، قضت فيها المحكمة الابتدائية بتطليق شخص من زوجته دون علمه. فقد تم توكيل محام متمرن للدفاع عنه دون علمه، ولم يتم تبليغه باستدعاء الحضور، وصدر حكم بتطليقه وهو في هولندا قبل أن يكتشف الأمر بعد فوات الأوان. فما القصة؟
يتعلق الأمر بالمواطن الهولندي الجنسية شكير ميلان، مزداد ومقيم بأمستردام، والدته عراقية الأصل ولا يحمل الجنسية المغربية، متزوج من سيدة من أصول مغربية، ط.
بعد سنوات من الزواج، دون أن يرزقا بطفل، بدأت تظهر بعض المشاكل بينهما، حيث خشيت الزوجة أن يتخلى عنها زوجها، فطمأنها الزوج بكتابة عدد من أملاكه باسمها، حسب مصدر مقرب من الضحية، وتتضمن الأملاك عقارات وشركات. فقد اعتقد أن هذه ضمانة للحفاظ على العلاقة الأسرية، وحتى لو وقع طلاق فإن القانون الهولندي ينص على تقاسم الأملاك. لكن بدأت المشاكل تتفاقم، فلجأ الزوج إلى القضاء الهولندي لطلب الطلاق، وذلك في 3 فبراير 2023، ولكن قبل أن يبت القضاء الهولندي في الملف، حيث يعتبر اقتسام التركة من إجراءات الطلاق في هولندا، لجأت الزوجة أيضا إلى رفع دعوى الطلاق لكن في مدينة تطوان في 9 فبراير 2023، (لماذا رفعت الدعوى في تطوان وليس في مدينة أخرى؟ هذا السؤال يبقى بدون جواب)، أي رفعت الدعوى أسبوعا بعد تسجيل دعوى الزوج في أمستردام.
الدعوى في تطوان لم يعلم بها الزوج، فقد سجلت ضده دون الإدلاء بعنوانه الكامل في المغرب، ومع ذلك تم الاكتفاء بعنوان غير موجود: « حي أولاد وجيه، القنيطرة »، بدون اسم الشارع أو الزنقة أو الشقة أو البيت.
الحل الذي تم الاهتداء إليه هو فبركة تعيين محام ينوب عنه، دون علمه، واختيار عنوان مزور له في المغرب، من أجل تضليل المحكمة.
الزوجة صاحبة الدعوى قامت بتكليف شخص يسمى حسن القوبعي، يشتغل لدى والدها، والذي تفاهم مع محامي متمرن في تطوان يدعى « أنس الشرادي »، ليتولى النيابة عن المواطن الهولندي، دون علمه. قانون مهنة المحاماة لا يفرض وجود توكيل مكتوب من الزبون، وقد تم استغلال هذه الثغرة.
حضر المحامي المتمرن مستعملا اسم محامي آخر كان يتمرن لديه هو عمر بن تحايكت. وقد تبين أن هذا المحامي الأخير لا علم له باستغلال اسمه من طرف المحامي المتمرن، وقد أدلى بجواب مكتوب موجه إلى نقيب المحامين في تطوان يخبره بأنه لا علم له بما حدث.
وهكذا حضر المحامي المتمرن للدفاع عن المواطن الهولندي، بغرض تسريع مسطرة البت في الملف واستصدار حكم الطلاق.
والغريب هو الإشهاد زورا بأن المواطن الهولندي يتنازل عن حقوقه بعد الطلاق. وكان القصد هو استعمال الإشهاد للاستحواذ على ثروته في هولندا.
أمام محكمة هولندا عملت الزوجة على ربح الوقت من خلال تغيير محاميها، وطلب آجال جديدة، وفعلا تمكنت من تأخير الملف إلى حين الحصول على حكم بتطليق زوجها من محكمة تطوان، وعملت على التصديق عليه في هولندا وأدلت به أمام المحكمة في أمستردام للدفع بعدم الاختصاص للنظر في القضية، وبالتالي عدم الخضوع لاقتسام الممتلكات بعد الطلاق.
هنا اكتشف الزوج ما حيك ضده، فسافر إلى المغرب ليستطلع تفاصيل ما وقع من مؤامرة ضده، فتقدم بشكاية في 24 ماي 2023 إلى الوكيل العام للملك لدى استئنافية تطوان، بتهمة التزوير، فتم الأمر بإجراء بحث وأحيل الملف على قاضي التحقيق، الذي قرر متابعة كل من حسن القوبعي، الذي يشتغل لدى والد الزوجة، وأنس الشرادي محامي متمرن، بهيئة تطوان، بتهمة المشاركة في تزوير محرر رسمي والمشاركة في استعماله. طبق القانون الجنائي. وقد تبين من التحقيق أن الشخصين، لا يعرفان المواطن الهولندي، ولم يسبق أن كلفهما بشيء.
وقرر القاضي متابعة الشخص الأول رهن الاعتقال والشخص الثاني المحامي المتمرن، في حالة سراح مع إخضاعه للمراقبة القضائية.
أما زوجة المواطن الهولندي، فإن قاضي التحقيق استمع إليها في موضوع شكاية أخرى، ضدها من زوجها، وينتظر أن تقع مواجهة مع زوجها في 4 يونيو 2024.
الغريب أن غرفة الجنايات أصدرت في 8 ماي 2024 حكما ببراءة الشخصين من تهمة التزوير، رغم مرافعات الدفاع التي أظهرت أن هناك تزويرا ضد المواطن الهولندي أدى إلى صدور حكم بتطليقه من زوجته دون علمه.
القضية أثارت ضجة في الأوساط القضائية بعد وصول شكايات إلى المجلس الأعلى للسلطة القضائية بالرباط.
كلمات دلالية تطليق تطوان محكمة هولنديالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: تطليق تطوان محكمة هولندي فی هولندا فی مدینة دون علمه فی تطوان
إقرأ أيضاً:
العالم الهولندي يثير الجدل.. ماذا سيحدث بعد زلزال تركيا الأخير؟
في تطور مقلق، تعرضت تركيا لزلزال قوي يوم الأربعاء، حيث سجلت قوة الزلزال حوالي 6.2 درجات على مقياس ريختر، وسط تحذيرات عاجلة وتوقعات عن تفاقم الأمور خلال الساعات القليلة الماضية.. فماذا سيحدث؟
أعاد زلزال تركيا الأخير إلى الأذهان، الأحداث الكارثية التي شهدتها البلاد في فبراير 2023، عندما كانت البلاد نفسها قد اهتزت بزلزال آخر بلغت قوته 7.8 درجات، ما أدى إلى دمار واسع وأودى بحياة الآلاف.
تفاصيل زلزال تركياوفقا لمركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني، كان مركز الزلزال في منطقة سيلفري التي تقع بالقرب من إسطنبول، وعمق الزلزال بلغ حوالي 10 كيلومترات.
تأثرت المناطق المحيطة بشدة، حيث شعر السكان بالهزة وأكدت وزارة الداخلية أنه تم الإبلاغ عن تأثير الزلزال في جميع أنحاء المنطقة.
بعد الزلزال الأول، شهدت إسطنبول مجموعة من الهزات الارتدادية، حيث أعلنت وكالة إدارة الكوارث التركية عن تسجيل 185 هزة ارتدادية حتى الآن، من بينها واحدة بلغت قوتها 4.1 درجات. هذه الهزات الارتدادية تثير القلق بشأن احتمال حدوث زلازل أكبر في المستقبل.
زلازل تركيا مستمرةفي سياق متصل، قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، اليوم الجمعة، إن زلزالا بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر ضرب مدينة كوتاهية التركية الواقعة بالقرب من بحر إيجة، مشددة على الجميع بضرورة توخى الحذر.
وأكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية في بيان، أن الزلزال وقع على عمق 12.7 كم، وخط طول 28.98889 شرقًا والعرض: 39.21639 شمالًا.
كما أعلنت في بيان صدر عنها اليوم، عن وقوع زلزال في عمق البحر الأسود قوته بلغت 3.6 درجة على مقياس ريختر، وأيضا في بحر مرمرة بالقرب من أسطنبول بقوة 3.6 درجة وكذلك منطقة أماسيا.
تحذيرات عاجلة من الخبراءعلق الخبير الهولندي المعني بالزلازل، فرانك هوجربيتس، على الوضع الحالي مشيرا إلى إمكانية حدوث هزات ارتدادية أخرى قد تكون بمثابة تحذير لحدث أكبر.
وقد شدد الخبير الهولندي، على ضرورة أن يكون السكان في حالة تأهب واستعداد لمواجهة أي طارئ قد يحدث وأهمية الوعي والاستعداد، خاصة بعد التجارب السابقة المريرة التي عاشتها البلاد.
جدير بالذكر أن الزلزال الجديد أعاد إلى الأذهان ذكريات الكارثة السابقة التي أودت بحياة أكثر من 55 ألف شخص وأصابت أكثر من 107 آلاف آخرين.
الفاجعة التي شهدتها تركيا في فبراير كانت بمثابة جرس إنذار للجميع، حيث شددت على أهمية تعزيز الأمان والتقنيات المستخدمة في البناء، بالاضافة إلى أهمية جاهزية الإسعافات الأولية والبنية التحتية للتعامل مع الكوارث الطبيعية.