برنامج الأغذية العالمي يحذر: فرصة تجنب المجاعة في السودان تضيق بسرعة
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
فيما يُشارف نحو 5 ملايين شخص في السودان على حافة المجاعة، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن فرصة تجنب حدوث المجاعة في مناطق الصراع تضيق بسرعة مع قدوم موسم العجاف وبدء موسم الأمطار الشهر المقبل، مما سيجعل الوصول إلى طرق النقل الحيوية غير ممكن.
في ختام زيارته للبلاد، قال كارل سكاو نائب المديرة التنفيذية للبرنامج إن الوضع في السودان "يائس ويتدهور بسرعة".
وفي مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة خلال زيارته إلى ولاية البحر الأحمر في السودان، قال السيد سكاو: "من بين 18 مليون شخص، نُقدر أنهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، لا يمكننا الوصول سوى إلى ما بين 25 و30 بالمائة منهم فقط، ومن بين أشد حالات انعدام الأمن الغذائي، لا نصل حتى إلى هذا العدد. ولذا، نحن بحاجة إلى نقلة نوعية، وتغيير حقيقي، على مستوى الوصول [الإنساني]، وإلا سنشهد كارثة هنا في السودان".
وقال السيد سكاو إنه لم يتبق سوى بضعة أسابيع لتخزين الإمدادات الغذائية في أجزاء من دارفور وكردفان قبل أن يبدأ موسم الأمطار وتصبح العديد من الطرق غير صالحة للاستخدام. وأشار إلى أن المزارعين بحاجة أيضا إلى الوصول بأمان إلى أراضيهم الزراعية للزراعة قبل هطول الأمطار.
الضغط على كافة الأطراف
وقال نائب المدير التنفيذي سكاو إن الوضع في السودان لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه، وأضاف: "يجب أن يتغير ذلك الآن. هناك حاجة ماسة إلى بذل جهود دبلوماسية متضافرة والمزيد من الموارد لحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الإنسانية. إن برنامج الأغذية العالمي ملتزم ومستعد للقيام بدوره".
وأكد لأخبار الأمم المتحدة ضرورة ممارسة "الضغط على جميع الأطراف" لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل أفضل. وقال إنه التقى خلال زيارته، بالسلطات في بورتسودان، والتي ذكر أنها التزمت بتحسين الوصول عبر خطوط التماس، وكذلك بحث الفرص المتاحة للقيام بالمزيد للعمليات الإنسانية عبر الحدود. وفيما رحب بالإشارات التي تدل على أن الأطراف تدرك خطورة الوضع والالتزامات التي تم التعهد بها لتسهيل الجهود الإنسانية، شدد على أن هذه الالتزامات "يجب ترجمتها بشكل عاجل إلى حقائق على الأرض".
وفيما يتعلق بالعنف المتصاعد في الفاشر عاصمة شمال دارفور - والذي أدى إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين وإلحاق أضرار بالمستشفى الوحيد العامل في الولاية وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة وخارجها - حث السيد سكاو الأطراف المتحاربة على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بحماية المدنيين ووقف القتال.
الهدف من الزيارة
نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، يزور فريق البرنامج في السودان لإيجاد سبل لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية.WFP/ Abubakar Garelnabei نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، يزور فريق البرنامج في السودان لإيجاد سبل لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية.
قال نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إنه زار السودان للقاء فريقه في البلاد الذين "مروا بأوقات عصيبة حقا" وللنظر فيما يمكن القيام به لدعمهم، وللتواصل مع السلطات هناك. كما أراد لفت الانتباه إلى الوضع الإنساني الصعب وحشد مزيد من الموارد لاستجابة البرنامج للاحتياجات الهائلة للشعب السوداني.
وأخبرنا السيد سكاو بأن النازحين حملوا إليه رسالة ثابتة خلال لقاءاته. وأوضح قائلا: "ما يريده الناس أولا وقبل كل شيء هو العودة إلى ديارهم. إنهم يريدون أن ينتهي هذا الصراع".
ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، فإن ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص في السودان على حافة المجاعة، معظمهم في مناطق النزاع بما في ذلك دارفور ومنطقة كردفان وكذلك الخرطوم. وحذر من أن العدد ربما يكون قد زاد بشكل كبير منذ آخر تقييم لتصنيف مراحل الأمن الغذائي في ديسمبر 2023.
وحذر برنامج الأغذية العالمي مرارا وتكرارا من أن السودان قد يصبح "أسوأ أزمة جوع في العالم" مع دخول الصراع عامه الثاني. وشدد على أن نافذة منع حدوث المجاعة تغلق بسرعة دون اتخاذ إجراءات فورية.
الأمم المتحدة:
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: وصول المساعدات الإنسانیة لبرنامج الأغذیة العالمی برنامج الأغذیة العالمی فی السودان
إقرأ أيضاً:
الاحتلال منع ثلثي المساعدات من الوصول إلى غزة الأسبوع الماضي.. والمجاعة تنتشر
قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن قوات الاحتلال منعت ثلثي عمليات المساعدات الإنسانية المختلفة، البالغ عددها 129، من الوصول إلى قطاع غزة، الأسبوع الماضي، وسط تفش كبير للمجاعة في مختلف مناطق القطاع.
وأشار دوجاريك في مؤتمر صحفي يومي عقده، الجمعة، إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يحتاج إلى ظروف إيواء مناسبة، لحمايته من المطر والبرد مع اقتراب فصل الشتاء.
وأوضح أن الأمم المتحدة وشركاؤها يحاولون إيصال الخيام بسرعة إلى القطاع.
ولفت دوجاريك، إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، وسرعة تزايد احتياجاتهم، مع العجز عن تلبيتها بسهولة، لا سيما بسبب الحصار الإسرائيلي في شمال غزة.
تفاقم المجاعة
في ظل الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ أكثر من عام، تتفاقم أزمة المجاعة خصوصا جنوب القطاع، بفعل نقص حاد في المواد الغذائية، والدقيق بشكل خاص، الذي بدأ ينفد من الأسواق في ظل الحصار والهجمات والعراقيل التي تفرضها قوات الاحتلال.
ومع اقتراب نفاد هذه المواد الحيوية، يعبر السكان عن مخاوفهم المتزايدة من الوصول إلى مرحلة انقطاع تام للدقيق، ما يهدد بحدوث أزمة غذائية حادة تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية، وتدفعهم إلى المجاعة.
#شاهد | تفشي المجاعة جنوب قطاع غزة بسبب منع ادخال الطحين، أعداد كبيرة من الأهالي ينتظرون على أمل الحصول على الخبز وسط استمرار حرب الإبادة. pic.twitter.com/lq8i0epZ4n — شبكة فلسطين للحوار (@paldf) November 23, 2024
وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الأربعاء، أن 7 مخابز فقط من أصل 19 مدعومة من الشركاء الإنسانيين في غزة لا تزال تعمل، بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، أن السبب وراء توقف معظم المخابز عن العمل هو منع "إسرائيل" من وصول المواد الضرورية إليها.
وشدد على أن التأخير في توصيل الوقود يشكل مشكلة في إنتاج الخبز، كما هو الحال في العديد من القضايا الأخرى.
وقال دوجاريك: "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يحذر من أن المخابز، التي تشكل شريان حياة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الجياع أو الذين يعانون من الجوع في قطاع غزة، أصبحت على وشك الإغلاق بسبب نقص الوقود".
ويعاني الفلسطينيون في غزة من سياسة تجويع ممنهجة جراء شح في المواد الغذائية بسبب عرقلة الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.
ويطالب المجتمع الدولي دولة الاحتلال بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لمنع حدوث مجاعة، لكن دون جدوى.