واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها، فرض عقوبات على قائدين من قوات الدعم السريع، لقيادتهما حملات حربية في دارفور وعدد من المناطق السودانية.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني، إن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية فرض عقوبات على، عثمان محمد حامد وعلي يعقوب جبريل محمد، بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، لقيادتهما الحملة الحربية لقوات الدعم السريع".
وأكد البيان، أنه سيتم حظر جميع الممتلكات والمصالح الخاصة بجبريل وحامد الموجودة في الولايات المتحدة، أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين، داعيا إلى إبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عنها.
وأشار البيان إلى أن عثمان محمد حامد، وهو رئيس دارة العمليات بقوات الدعم السريع، أدلى بتصريحات نيابة عن قوات الدعم السريع بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها، كما أنه جزء مهم من التخطيط العملياتي لقوات الدعم السريع.
ووفقا لموقع "الراكوبة" السوداني، برز اسم عثمان في احتفالات قوات الدعم السريع إبان حكم الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، بمناسبة عيد الاستقلال، في يناير 2015.
ووفقًا لمعلومات حصل عليها موقع "سودان تربيون"، فإن عثمان هو ضابط برتبة لواء، وتم انتدابه من القوات المسلحة إلى قوات الدعم السريع، ويُعرف باسم "عثمان عمليات"، وهو متواجد في شمال دارفور، منذ مارس الماضي.
وظهر اسم عثمان تحديدا في احتفالات الفرقة (15) مشاة من القوات المسلحة وقت "انتصاراتها" على ما سُميت لاحقًا باسم "قوى الكفاح المسلح" في معارك "فنقا" شرقي جبل مرة والتي تعتبر ممرًا إستراتيجيًا يربط شمال دارفور بجنوبها، بعدما كانت قد استولت عليها الحركات المسلحة لأكثر من 10 أعوام، وفقا لـ"الراكوبة".
وبعد ذلك، ظهر اللواء عثمان في أعقاب فض اعتصام القيادة العامة للجيش، في الثالث من يونيو 2019، متحدثًا عن الفارق الجوهري بين الدعم السريع ومجموعات (الجنجويد) "سيئة السمعة"، معتبرا أن "مجموعات (الجنجويد) مكونات شاذة لا تنتسب إلى إثنية بعينها ولا تأخذ هيكلًا أمنيًا مؤسسيا، وظهرت في إطار الصراع مع الحركات المسلحة، على خلاف قوات الدعم السريع المنشأة، حسب رأيه، بقانون"، قائلًا إنها "منظومة عسكرية احترافية تحكمها قيم وأهداف وضوابط" في إطار مساندة القوات المسلحة.
وأوضح عثمان وقتها أن مؤسسته "لم تشارك في عملية فض الاعتصام، لكنها شاركت ضمن المنظومة الأمنية في نظافة منطقة كولمبيا".
وأوضح الموقع أن المعلومات عن عثمان قليلة بسبب ما يفرضه على نفسه من سرية بسبب طبيعة العمليات المسؤول عنها.
ووفقا للموقع، تخرج عثمان في الكلية الحربية، في ديسمبر 1989، ضمن الدفعة (38)، محققا المركز الثان على مستوى الدفعة.
وبعدها التحق عثمان بسلاح المدفعية، في يناير 1990، وعمل في وحداتها المختلفة، ثم انتقل إلى العمل معلمًا في كلية القيادة والأركان المشتركة، قبل انتدابه إلى قوات الدعم السريع تحت مظلة جهاز الأمن والمخابرات الوطني برتبة العميد.
وتدرج عثمان في الدعم السريع بنحو متسارع حتى بلغ موقع رئيس هيئة العمليات بالدعم السريع وأحد أهم أركانها، إذ كان يحظى بتقدير كبير وثقة عالية من قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بحسب الموقع.
ووفقا للموقع، طوّر عثمان تكنيكات الحرب في دارفور وكردفان، واتعمد أسلوب "الكر والفر"، على خلاف الجيش المرتكز على أهمية التمركز والدفاع عن الأرض.
وذكر الموقع أنه بتكليف من حميدتي، تولى عثمان مسؤولية "ملف التجنيد وانتخاب العناصر القتالية وتصنيفها وتنسيبها والتدريب النوعي وابتعاث الضباط إلى الخارج، ضمن نطاق بالغ السرية ومرتبط بالتخطيط المستقبلي للمعارك المشتعلة في الخرطوم منذ الخامس عشر من أبريل".
وذكر الموقع أنه ضمن مسؤوليات عثمان "المهمة" كان التحكم بالأموال وبنود صرفها، فضلًا عن دوره المفصلي في قيادة العمليات العسكرية.
وبوصفه أهم "شخصية قيادية" في الدعم السريع بعد أن خرج قادة ميدانيون مهمون إلى دارفور، أوضح الموقع أن عثمان لم يزل فاعلًا في إدارة المعارك الحربية من الخرطوم.
واندلعت المعارك في الخرطوم، في 15 أبريل 2023، بسبب الخلاف بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، الحليفين السابقين، على خطة سياسية مدعومة دوليا للانتقال بالسودان إلى حكم مدني.
وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في دارفور، هي ولاية جنوب دارفور وولاية غرب دارفور وولاية وسط دارفور وولاية شرق دارفور، بينما تشهد ولاية شمال دارفور معارك بينها والجيش وعدد من الحركات المسلحة المساندة له.
ووفق بيان الخزانة الأميركية، قام علي يعقوب جبريل، وهو قائد قوات الدعم السريع بولاية وسط دارفور، بدور فعال في الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر منطقة رئيسية يسيطر عليها الجيش في دارفور.
وذكر موقع "السودان تربيون" أن جبريل هو زعيم لمليشيا قبلية سابق في ولاية وسط دارفور تلاحقه اتهامات بارتكاب "انتهاكات وجرائم إثنية"، قبل أن يلتحق بقوات الدعم السريع حيث يتولى قيادة قطاع وسط دارفور.
وذكر الموقع أن جبريل لعب دورًا حاسمًا في عمليات قوات الدعم السريع في دارفور، حيث تمكنت قواته من السيطرة على كامل ولاية وسط دارفور وإبعاد الجيش عن قيادة الفرقة 21 مشاة.
ومنذ مطلع أبريل الجاري، وصل جبريل إلى ولاية شمال دارفور ضمن تحركات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر، حيث بسطت القوات السيطرة على بلدة مليط 56 كلم شمال الفاشر ذات الموقع الاستراتيجي والمنفذ الوحيد الذي يغذي عاصمة شمال دارفور بالمواد الغذائية القادمة من ليبيا وشمال السودان.
ووفقا لموقع "المرصد السوداني"، انتقل جبريل من تشاد إلى دارفور في نهاية الثمانينات واستقر بمنطقة كونو، وعمل في بداية حياته راعياً لماشية الشرتاي "محمد سوار"، ثم تركها وانضم لإحدى المليشيات المسلحة في وسط دارفور، قبل أن ينضم إلى قوات الدعم السريع برتبة عميد، ثم ترقى لرتبة اللواء ومن ثم قائداً لقطاع وسط دارفور.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع ولایة وسط دارفور شمال دارفور فی دارفور الموقع أن عثمان فی
إقرأ أيضاً:
استعادة وسيطرة.. الجيش السودانى ينجح فى دخول «الخرطوم».. والدعم السريع ينسحب من العاصمة والجزيرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا تزال المعارك بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع تجرى وقائعها بين الجانبين لبسط السيطرة، إلا أن الجيش السودانى نجح فى السيطرة على عدة مناطق فى العاصمة السودانية الخرطوم، بجانب سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، ما دعا كثيرا من النازحين السودانيين فى عدة ولايات إلى العودة مرة أخرى إلى ولاية الجزيرة والخرطوم بعد تأمينها من قبل قوات الجيش السوداني.
ورصدت وسائل إعلام سودانية مغادرة حافلات تقل مدنيين سودانيين نازحين من مدينة بورتسودان على البحر الأحمر متوجهة إلى ولاية الجزيرة على بعد 700 كيلومتر جنوب غرب البلاد، حيث يعزز جيش البلاد مكاسبه الإقليمية الأخيرة فى المنطقة الغنية بالزراعة.
وكانت ولاية الجزيرة، جنوب الخرطوم، مسرحا لمعارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد أن سيطرت المجموعة شبه العسكرية على عاصمتها ود مدنى قبل أكثر من عام.
وفى الأسابيع الأخيرة، نجح الجيش والقبائل السودانية المتحالفة معه فى طرد قوات الدعم السريع من مدن مهمة فى الجزيرة، بما فى ذلك ود مدنى والحصاحيصا.
وقد هددت استعادة مناطق واسعة من الولاية خطوط إمداد قوات الدعم السريع الحيوية ووضعت الجيش والقبائل المتحالفة معه على الطريق المتجه شمالاً إلى الأطراف الجنوبية للعاصمة.
وأعلن وزير الدولة السودانى بولاية البحر الأحمر أن ٢٠ حافلة أسبوعيا ستنقل النازحين المدنيين إلى الجزيرة بعد استعادة الجيش السيطرة على مناطق واسعة، بإجمالى ١٠٠ حافلة ستستخدم فى العملية، وتضم الدفعة الأولى من النازحين المدنيين القادمين من مراكز الإيواء فى بورتسودان.
وأكدت المصادر أن الحافلات غادرت بورتسودان متوجهة إلى الجزيرة، ولم يعرف عدد النازحين من الولاية، لكن من المعتقد أنهم بمئات الآلاف، ويعتقد أن مئات الآلاف من السودانيين نزحوا من الجزيرة.
يأتى ذلك فيما كانت تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم، والتى استولت عليها فى الأيام الأولى من الصراع، بما فى ذلك المطار والقصر الرئاسي، وانسحبت الحكومة المدعومة من الجيش وكبار القادة العسكريين إلى بورتسودان، التى أصبحت القاعدة الرئيسية لعمليات الجيش حيث حشد القوات والإمدادات للهجمات المضادة.
ويبدو أن العملية فى العاصمة بدأت تتشكل، مع ظهور إشارات تفيد بأن الجيش يستعد لشن هجوم كبير لاستعادة السيطرة على العاصمة بالكامل. وبالإضافة إلى مكاسبه فى الجزيرة، كان الجيش يتقدم ببطء إلى الخرطوم من الشمال والشرق ويدفع قوات الدعم السريع خارج مواقع حيوية هناك.
ويقول متابعون ميدانيون إن السيطرة على الجزيرة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للجيش حتى يتمكن من الاستعداد لشن هجوم على الخرطوم. لكن معركة العاصمة من المرجح أن تكون دامية ومدمرة، حيث كان لدى قوات الدعم السريع أشهر لتحصين مواقعها.
وقد نجح الجيش والقبائل المتحالفة معه بالفعل فى طرد قوات الدعم السريع من معظم أنحاء بحري، التى تشكل مع الخرطوم وأم درمان المنطقة الكبرى للعاصمة، كما استعادت المجموعة بعض المناطق فى أم درمان، بما فى ذلك المنطقة التاريخية للمدينة، وأسست موطئ قدم مفيدا فى الخرطوم عندما استعادت مقر القوات المسلحة الشهر الماضي.
وأكدت وسائل إعلام سودانية مقتل قائد قوات الدعم السريع فى ولاية الجزيرة خلال معارك جرت شرق النيل بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني.
وإزاء ذلك واصل الجيش السودانى تقدمه باتجاه مدينة الكاملين التى تبعد مسافة كيلومترات قليلة عن العاصمة السودانية الخرطوم، بعدما نجحت قوات الجيش فى السيطرة على عدة قرى بمحليتى الحصاحيصا والكاملين.
جدير بالذكر أن الحرب الأهلية فى السودان، التى نشأت عن صراع على السلطة بين رئيس الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد دقلو، دمرت السودان، حيث قُتل عشرات الآلاف فى القتال. وقد أثبتت الجهود الرامية إلى تأمين وقف إطلاق نار دائم والتفاوض على إنهاء الصراع حتى الآن أنها غير مثمرة.
وكانت قوات الجيش السودانى قد نجحت فى وقت سابق فى استعادة سيطرتها على مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة فى العاصمة الخرطوم، كما نجحت قوات الجيش فى فك الحصار الذى فرضته قوات الدعم السريع على مصفاة الجيلى النفطية فى شمال الخرطوم.
وكانت الحرب السودانية بين قوات الجيش والدعم السريع قد تفجرت فى شهر أبريل من عام ٢٠٢٣، بعدما سيطرت قوات الدعم السريع على مناطق متعددة فى العاصمة الخرطوم، وكذا ولاية الجزيرة.
وتسببت الحرب السودانية فى أزمة إنسانية للشعب السوداني، حيث نزع أكثر من ١٢ مليون مواطن فى السودان إلى ولايات الجنوب، فيما لجأ ملايين السودانيين إلى الهروب خارج البلاد.