لن يكون للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها واشنطن على السيارات الكهربائية الصينية تأثير فوري كبير على المستهلكين الأميركيين أو سوق السيارات في الولايات المتحدة، لسبب بسيط واحد هو أن عددا قليلا جدًا من هذه السيارات يتم بيعه في البلاد.

ومع ذلك يسلط القرار الضوء على تزايد القلق داخل صناعة السيارات الأميركية، بشأن قدرة الصين على إنتاج سيارات كهربائية رخيصة الثمن.

 

رحبت شركات صناعة السيارات الأميركية بقرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة على السيارات الكهربائية القادمة من الصين بعد أن كانت في السابق لا تتجاوز 25 في المئة.

وتعتقد هذه الشركات أن تلك المركبات ستقوض استثمارات بمليارات الدولارات في مصانع السيارات الكهربائية والبطاريات في الولايات المتحدة.

غزو العالم 

يوجد في الوقت الحالي عدد قليل للغاية من السيارات الكهربائية الصينية في الولايات المتحدة، لكن المسؤولين يشعرون بالقلق من إغراق هذه النماذج منخفضة السعر، التي أصبحت ممكنة بفضل دعم الحكومة الصينية، السوق الأمريكية قريبا.

تبيع شركة "بي واي دي"، وهي شركة صينية سريعة النمو في مجال السيارات والبطاريات، سيارة كهربائية صغيرة الحجم، تسمى "Seagull"، بأقل من 15 ألف دولار في الصين، ويصل سعر النسخة الأصغر منها لـ10 آلاف دولار فقط. 

وتعمل شركات صناعة السيارات الصينية مثل "بي واي دي" و"جيلي" و"سايك" على زيادة صادرات السيارات إلى أوروبا وأميركا اللاتينية ودول آسيوية مختلفة. 

تحقق المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، في الدعم الحكومي الصيني لشركات صناعة السيارات الكهربائية.

ويؤكد بعض ممثلي صناعة السيارات الأميركية إن دعم الحكومة الصينية لشركات صناعة السيارات جعلها قادرة على إنتاج سيارات أكثر بكثير من حاجة السوق المحلية.

ويرى خبراء أن هذا الفائض المحلي يعني أن عددا كبيرا جدا من السيارات الكهربائية المدعومة من الحكومة الصينية سينتهي بها المطاف للبيع في الأسواق العالمية بأسعار رخيصة مما يضر بالقدرة التنافسية لصناعة السيارات حول العالم.

تتهم واشنطن بكين بدعم صناعاتها بقوة في هذه القطاعات التي تعتبر استراتيجية، مع إعانات كبيرة تؤدي إلى فائض في الإنتاج تبيعه الشركات الصينية في السوق العالمية عن طريق خفض الأسعار، وبالتالي تمنع تطوير صناعات منافسة في بلدان اخرى.

ويتشاطر الاتحاد الأوروبي ودول اخرى مثل تركيا والبرازيل والهند هذه المخاوف مع الولايات المتحدة.

دعم الحكومة

يقول تحالف التصنيع الأميركي في ورقة بحثية إن السيارات الكهربائية الصينية المدعومة من الحكومة قد ينتهي بها الأمر إلى أن تصبح حدثا على مستوى يؤدي لانقراض قطاع السيارات الأميركي.

وقال تقرير لوكالة أسوشيتد برس إن الظهور السريع للسيارات الكهربائية الصينية منخفضة السعر يمكن أن يهز صناعة السيارات العالمية بطرق لم نشهدها منذ ظهور الشركات اليابانية على الساحة خلال سبعينيات القرن الماضي. 

تبيع شركة "بي واي دي" سياراتها من طراز "Seagull"، التي أعيد تسميتها إلى "Dolphin Mini" في بعض الأسواق الخارجية، في أربع دول بأميركا اللاتينية مقابل حوالي 21 ألف دولار، أي ضعف تكلفتها في الداخل. 

ويشمل السعر المرتفع تكاليف النقل، ولكنه يعكس أيضا الأرباح الأعلى الممكنة في الأسواق الأقل شراسة من الصين.

في أوروبا، تقدم شركة "بي واي دي" نماذج أكبر مثل "Seal"، والتي يبدأ سعرها من 50 ألأف دولار في فرنسا، فيما تعد تايلاند والبرازيل أكبر سوقين خارجيين للشركة الصينية في الشهرين الأولين من هذا العام، وفقا لجمعية سيارات الركاب الصينية.

دعمت إدارة بايدن التشريعات والسياسات لبناء قاعدة لتصنيع السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، وتقوم الإدارة أيضا بالتحقيق في السيارات المصنوعة في الصين والتي يمكنها جمع معلومات حساسة.

ويحث بعض أعضاء الكونغرس، بايدن على حظر واردات السيارات الصينية، بينما اقترح آخرون تعريفات أكثر صرامة، ويشمل ذلك المركبات التي تصنعها الشركات الصينية في المكسيك.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة فی الولایات المتحدة الکهربائیة الصینیة صناعة السیارات الصینیة فی بی وای دی

إقرأ أيضاً:

الإمارات: لا بد أن تعمل الأطراف السودانية على إيجاد حل سلمي عبر الحوار

شارك الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، في الاجتماع الوزاري تحت شعار "متحدون من أجل السلام في السودان" الذي تستضيفه ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 79، حيث أكد المشاركون التزامهم بدعم مبادرات السلام، ودعوتهم إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

‎وألقى الشيخ شخبوط بن نهيان كلمة سلط خلالها الضوء على دعوة دولة الإمارات للأطراف المتحاربة إلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وبذل الجهود للعودة لمسار العملية السياسية للتوصل إلى تسوية دائمة، والسماح بوصول المساعدات دون عوائق وبشكل آمن، والامتثال بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأكد على أهمية إدراج احتياجات النساء والفتيات في جميع جوانب معالجة الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية لتحقيق السلام.
كما أكد أن دولة الإمارات كانت ومازالت من الدول الرائدة لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني الشقيق، حيث تبدي دولة الإمارات قلقاً بالغاً إزاء الوضع الإنساني الكارثي والمتدهور، وانعدام الأمن الغذائي الحاد الذي بات يهدد مناطق عدة من السودان بخطر المجاعة، وتعمل على حث الأطراف المتحاربة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر حاجة إليها.
وقال الشيخ شخبوط بن نهيان: "عملت دولة الإمارات مع شركائها خلال محادثات جنيف - وبموجب إعلان جدة - على الوصول إلى اتفاق لتسهيل عبور المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين المحتاجين لها بشكل فوري وآمن. كما شاركت دولة الإمارات في المحادثات بشأن السودان التي جرت في سويسرا ضمن منصة ALPS (منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان)، التي تم إنشاؤها حديثًا، وتضم: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وجمهورية مصر العربية والاتحاد السويسري والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. وركزت على توسيع نطاق الوصول الإنساني في حالات الطوارئ واحترام القانون الدولي الإنساني، وقد وصل ما يقدر بنحو 3114 طناً من الإمدادات إلى ما يقرب من 300 ألف شخص في دارفور.
وأضاف: "منذ بدء الأزمة قدمت دولة الإمارات أكثر من 230 مليون دولار أمريكي، وخصصت 70 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة ومنظماته الإنسانية والإغاثية، كما قدمت 30 مليون دولار دعما للدول المجاورة للسودان لتصل قيمة المساعدات المقدمة خلال العشر سنوات إلى أكثر من 3.5 مليار دولار. كما أرسلت الدولة 159 طائرة لتوصيل نحو 10 آلاف طن من المساعدات إلى السودان، إلى جانب زيارة وفد إماراتي للتشاد والإعلان عن 10.25 مليون دولار أمريكي لمساعدة النساء المتضررات من النزاع في السودان، إلى جانب تشييد مستشفييْن ميدانيّيْن في تشاد وفّرا الرعاية الصحية لما يزيد على 46 ألفاً من اللاجئين السودانيين".
‎وقال إنّ موقف دولة الإمارات ثابت ويتمثّل في ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، إذ أنه لا يوجد حل عسكري للصراع، وأنه لا بد أن تعمل الأطراف السودانية على إيجاد حل سلمي من خلال الحوار، بما يحقق للشعب السوداني الشقيق طموحاته التي يستحقها في التنمية والأمن والازدهار.

مقالات مشابهة

  • وزارة الاقتصاد تناقش الصعوبات التي تواجه عمل الشركات الصينية
  • «الخارجية الصينية»: بكين تعارض أي انتهاك للسيادة اللبنانية
  • «قادربوه» يبحث في بكين عودة الشركات الصينية للعمل في ليبيا
  • الاتحاد الأوروبي يحسم قرار رسوم السيارات الصينية بهذا الموعد
  • محطات شحن السيارات الكهربائية في أميركا تستغرق وقتًا أطول من “الإرشادات”
  • «قمة المليار متابع» تختار أنس بوخش سفيراً لدورتها الثالثة
  • فضيحة عسكرية صينية.. بكين تكتمت على غرق غواصة نووية الربيع الماضي
  • الإمارات: لا بد أن تعمل الأطراف السودانية على إيجاد حل سلمي عبر الحوار
  • صحيفة أميركية: انتكاسة كبرى لأحد برامج التسلح الصينية
  • صور| "اليوم" ترصد تاريخ صناعة أفضل أنواع اللبان في العالم