هنية: الجيل الرابع في دول العالم توشح بالكوفيه الفلسطينية ولاعودة عن حق العودة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، في الذكرى السادسة والسبعون لنكبة فلسطين، إن الجيل الرابع المنتشر في معظم دول العالم توشح بالكوفيه الفلسطينية والثوب الفلسطيني، وأعلن في كل المحافل والمؤتمرات أن لا عودة عن حق العودة.
وأضاف في تصريحات نشرتها حركة حماس، أن تلك النكبة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا عندما هاجمتهم العصابات الصهيونية في قراهم ومدنهم الآمنة وأجبرتهم بقوة السلاح ورعب المذابح والمجازر على الهجرة إلى شتى أصقاع الأرض.
وفي السطور أبرز ما جاء في كلمة إسماعيل هنية في ذكرى النكبة:
تمر بنا هذه الذكرى بينما شعبنا يخوض معركة طوفان الأقصى مقدمة التحرير والاستقلال بإذن الله، ويمرّغ أبطالنا أنف المحتل في التراب، ويؤكدون بأن زواله عن أرضنا حتمية قرآنية وحقيقة تاريخية، وأن أكذوبة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض أو مقولة الكبار يموتون والصغار ينسون قد انتهت وإلى الأبد.
هم أرادوها نكبة تقضي على الشعب الفلسطيني وتنهي قضيته المقدسة، فإذا قضية فلسطين حاضرة قوية في وعي شعبنا وأمتنا وأحرار العالم ولم تطوها سنوات النكبة واللجوء، وإذا بشعبنا تحمل أجياله المتعاقبة الراية في كل زمان ومكان.
بعد ٧٦ عاما من نكبة شعبنا ما زال هذا المحتل يعيش الرعب وخطر الوجود ويصارع بكل وحشية من أجل البقاء بينما ينادي أحرار العالم بالنداء العظيم "الحرية لفلسطين FREE FREE PALESTINE"
لقد أسقط شعبنا كل المؤامرات وأجهض كل المخططات الماكرة الخبيثة، وثبت وصمد في كل مكان، صمد أهل القدس في أكناف بيت المقدس ورابطوا في المسجد الأقصى ووقفوا في وجه كل محاولات التهويد على مدى ٧٦ عاما، وصمد أهلنا في ال ٤٨ في مدنهم وقراهم وتمسكوا بهويتهم وعَلَمهم رغم محاولات التذويب والاحتواء، وثبت الفلسطيني في الضفة الشماء يقاوم.
محاولات المستوطنين البائسة لاقتلاع شعبنا من أرضه وإقامة مستعمرات زائلة وإذا بجيش المحتلين ومستوطنيه يعيشون في رعب دائم أمام العمليات البطولية لشباب الضفة الأبطال.
تمسك شعبنا في مخيمات اللجوء وفي المهاجر والشتات بحقه في العودة إلى أرضه ووطنه، وتوارثت الأجيال مفتاح العودة وكوشان الدار وتوشح الجيل الرابع المنتشر في معظم دول العالم بالكوفيه الفلسطينية والثوب الفلسطيني، وأعلن في كل المحافل والمؤتمرات أن لا عودة عن حق العودة.
في غزة العزة فقد انفجر الطوفان العظيم، طوفان الأقصى المبارك واجتاح قلاعهم الحصينة، وأذل وما زال الجيش الذي قيل إنه لا يقهر، ولقد رأينا كيف يتصرفون محاولين التغطية على فشلهم وعارهم بالمجازر والقتل والتنكيل، وانهارت صورتهم التي حاولوا رسمها، فإذا العالم كله يراهم على حقيقتهم التي بدؤوا بها نكبتنا عام ٤٨.
هذه هي الصورة المشرقة لشعبنا وطوفانه المبارك صورة البطولة والصمود والثبات، الذي ما زال يردد إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون.
فصائل المقاومة التي نراها في كل خطوط المواجهة وخاصة الآن في رفح وجباليا والزيتون التي انكفأ عنها اليوم مجدداً يُسطّرون أمجاد شعب وأمة، ولم تتوقف ضربات المجاهدين من كتائبنا المظفرة في كتائب القسام وسرايا القدس وكل فصائل المقاومة وتوقع بهم الخسائر للشهر الثامن على التوالي رغم الفارق الكبير في ميزان القوة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هنية الجيل الرابع دول العالم العودة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لنكبة فلسطين
إقرأ أيضاً:
من النكبة إلى الإبادة .. لماذا تتعلم “إسرائيل” العربية؟
يمانيون../
لم يكن حديث أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم “جيش” الاحتلال “الإسرائيلي”، باللغة العربية، قبل حرب معركة “طوفان الأقصى”وبعدها مصادفة أو مجرد استعراض لغوي، بل خطة “إسرائيلية” مدروسة هدفها التأثير في الرأي العام العربي والفلسطيني، وأيضاً تسهيل عملية التخابر والتجسس الإلكتروني وإعداد كوادر مخابراتية وقيادة الحرب الرقمية ضد العرب.
ذلك أن استخدام اللغة العربية كأداة لمحاربة الفلسطينيين وقتلهم ليست وليدة أفكار أدرعي، إذ سبقه إلى ذلك الضابط السابق في الاستخبارات “الإسرائيلية”، موردخاي كيدار، والضابط السابق والدبلوماسي الحالي، أرييل أوستريتشر، ومؤخراً شباتاي كوشيليفسكي، أحد مؤسسي ميليشيات “هاشومير يوش” التي تسعى لتقوية المهارات اللغوية لأعضائها، بغية استخدامها في استيطان الأراضي وطرد المزارعين الفلسطينيين. علماً أن “دولة” الاحتلال جعلت اللغة العربية شرطاً أساسياً للالتحاق بأجهزتها الأمنية مثل “الموساد” و”آمان” و”الشاباك”.
تعلم العربية للاستيطان وطرد الفلسطينيين
يستخدم كيان الاحتلال اللغة العربية منذ نكبة عام 1948 “لدس السم في العسل” سعياً لاختراق عقول الشعوب العربية، وبث رسائل وتحذيرات للفلسطينيين للتأثير في معنوياتهم. وخلال حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، استخدم “جيش” الاحتلال لغتنا العربية لنشر الشائعات والمعلومات المضللة التي تثير الفتنة وتؤلب الغزيين ضد المقاومة.
هذا الدور اطلع به أدرعي بشكل كبير، هو الذي يدير مجموعة من الحسابات النشطة بالعربية على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، مثّل حملة “لتوليد خطاب بين جماهير مستهدفة محددة للتأثير عليها لا مجرد حملة علاقات عامة”، كما يعترف هو نفسه.
في هذا السياق، تقول صحيفة “هآرتس”، إن المدارس اليهودية تُدرّس اللغة العربية في سياق عسكري، مشيرة إلى أنه ضمن النماذج التي يتعلمها الطلاب عبارة مثل “نحتاج لمساعدتكم في إفشال هجوم إرهابي”، ما جعل تدريس العربية جزءاً من برنامج مشترك بين وزارتي الدفاع والتعليم وأجهزة الاستخبارات.
ولتكريس مفاهيم أن العربي والفلسطيني عدو يجب محاربته وطرده، اهتم كيان الاحتلال منذ خمسينيات القرن الماضي، بتدريس العربية، حين بدأ “جيش” الاحتلال في تبني تعليمها بين اليهود عبر تأسيس مبادرة مشتركة لقسم التدريب في سلاح الاستخبارات العسكرية بالتعاون مع مكتب مستشار الشؤون العربية بوزارة الخارجية “الإسرائيلية”.
تقول ليلى أبو المجد، أستاذة الأدب العبري في جامعة عين شمس المصرية، إن “إسرائيل” تصرّ على اعتبار العربيّة لغة العدو وتدريسها يأتي في السياق العسكري والأمني لخدمة أهداف المؤسسة “الإسرائيلية”، مشيرة إلى أن ذلك “ليس من منطلق التعرّف إلى العرب والحضارة العربية للاعتراف بها والرغبة في العيش المشترك بسلام حقيقي مع الفلسطينيين”.
وتضيف أبو المجد في حديثها مع “الميادين الثقافية”، إلى أن “تدريس اللغة العربية داخل كيان الاحتلال ينبع من أنه لا يريد سلاماً حقيقياً مع العرب. لذا، سعى منذ البداية إلى سلخ اليهود الشرقيين عن العربيّة، لغتهم الأمّ، ووسمها بلغة أعدائهم واخترق عقولهم بفكر صهيوني استعلائي على الحضارة العربيّة إلى أن باتوا يدعمون الأحزاب والحركات السياسيّة اليمينيّة المتطرفة”.
“إسرائيل” تكرسّ العربية كلغة للحرب والقتل
في 19 تموز/يوليو 2018، زاد العداء للغة العربية. إذ أقرّ الكنيست ما يُعرف بـ”قانون الدولة القومية” ليُضعف بشكل قانوني ورسمي مكانة اللغة العربية، ومنح العبرية مكانة عُليا. هكذا أصبحت العربية التي يتحدث بها نحو 22 % من سكان الأراضي المحتلة في مكانة أدنى، وبالتتابع منُع الموظفون من تحدث العربية داخل أماكن العمل، وباتت جملة باللغة العربية على لسان عضو عربي داخل الكنيست تسبب أزمة كبيرة وردود فعل غاضبة من قِبَل قادة الاحتلال.
في كتابه المعنون “لغة خارج مكانها: الاستشراق، المخابرات واللغة العربيّة في إسرائيل”؛ الصادر عام 2020؛ كشف الكاتب الإسرائيلي يونتان ماندل؛ عن تعاون وثيق بين مركزي “جفعات حبيبه” و” أولبان عكيفا” المعنيين بتدريس العربية في “إسرائيل” من جهة، وبين جهاز الاستخبارات و”جيش” الاحتلال اللذين يقدمان الدعم المالي من جهة أخرى؛ لتدريس العربيّة لأهداف أمنيّة واستخبارية، كما يشير إلى أن تدريس العربية يتم في سياق أمني وعسكري، منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ويعود تاريخ تدريس اللغة العربية في الأراضي المحتلة ووسط اليهود إلى أواخر القرن الــ 19 في القدس وحيفا، وفق حديث نرمين القماح، مدرسة الأدب العبري الحديث بجامعة عين شمس.
وتشير في حديثها مع “الميادين الثقافية” إلى أنه “بعد قيام كيان الاحتلال عام 1948 بسنوات عدة ركزت “إسرائيل” على تعليم العربية على الجوانب العسكرية والاستخبارية، في سياق برنامج “إعرف عدوك” وليس “إعرف جارك الفلسطيني” لإيجاد أرضية للتعايش السلمي معه أو احترامه”.
اللغة العربية للانضمام إلى وحدات التجسس
تخصص “إسرائيل” برنامجاً يدعى “المستقبل”، بهدف تعليم طلاب المدارس الثانوية، اللغة العربية، ومنحهم فرصة للتعرّف على مساراتها في جهاز الاستخبارات، حتى يتم قبول بعضهم في وحدة “8200” الاستخبارية المتخصصة بالتجسس الإلكتروني.
وبعد حرب عام 1973 بين مصر و”إسرائيل” تم تأسيس وحدة “TELEM” وهي وحدة “تعزيز الدراسات العربية والشرق أوسطية” وجزء من وحدة استخبارات النخبة 8200 التابعة لـ”جيش” الاحتلال، وهي وحدة الحرب الإلكترونية السرية في كيان الاحتلال، كما تعرف باسمها بالأرقام العبرية “شموني ماتايم”، وتشبه وكالة الأمن القومي الأميركية أو مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وهي أكبر وحدة عسكرية مستقلة في “جيش” الاحتلال، وغالباً ما تكون أنشطتها شديدة السرية وتستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي في الاغتيالات التي تنفذها “إسرائيل”.
أستاذ الأدب العبري بجامعة الإسكندرية، أحمد فؤاد أنور، يقول إن هناك اعتقاداً سائداً داخل كيان الاحتلال بأن من يتعلم اللغة العربية يريد الانضمام إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية أو أي وحدة أمنية تتعامل مع العرب، لافتاً في تصريحات خاصة بــ “الميادين الثقافية”، إلى أن “إسرائيل” ركزت على المؤسسات التعليمية الثانوية لتخريج طلبة يُعَدّون مترشحين للعمل داخل الاستخبارات ووحدات “جيش” الاحتلال.
العدوان على غزة واللغة العربية
منذ بدء حرب الإبادة “الإسرائيلية” ضد غزة، لعبت اللغة العربية دوراً مهماً في إيصال صوت أهالي غزة للحقيقة بعد موجة التضليل التي ساقتها وسائل الإعلام الغربية و”الإسرائيلية”، كما تعزز حضور اللغة العربية حيث كانت وسيلة للتواصل ونقل المعلومات وصوت المؤثرين من داخل الحرب والأحداث الحية إلى بقية العالم.
وكذلك فإن استخدام المقاومة الفلسطينية محتوى عربياً احترافياً لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي والمحلي حول الدمار والقتل الذي تمارسه “إسرائيل” بحق المدنيين، وبث الغزاويين مقاطع فيديو من داخل القطاع تم فضح أكاذيب الإعلام الغربي على مواقع التواصل الاجتماعي.
واستخدم أهالي غزة أيضاً، مفردات عربية عدة مثل “الحمد لله”، “معلش”، “كلنا فداء لفلسطين”، مع دعاء الله، كان له تأثير كبير على شعوب العالم، كما زلزل مشهد الطفل الذي استعان بآيات من القرآن الكريم للتغلب على آلام بتر قدمه من دون مخدر قلوب الملايين، ما جعل الملايين يسمعون العربية وبعضهم لأول مرة في حياته ودفعهم إلى البحث عنها.
* المادة نقلت حرفيا من موقع الميادين نت ـ يحيى خلف