بالفيديو.. لماذا ترتفع حالات الإصابة بالسرطان في بيروت؟
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
بيروت- كشفت دراسة جديدة أعدها باحثون من الجامعة الأميركية في بيروت عن ارتفاع ملحوظ في نسبة التلوث الهوائي في العاصمة اللبنانية. وأرجعوا ذلك إلى الاعتماد المتزايد على مولدات الكهرباء "الديزل" خلال السنوات الخمس الماضية، مما أدى مباشرة إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان لدى السكان.
وأظهرت نتائج الدراسة تضاعف هذه المخاطر بشكل كبير، حيث ارتفعت الإصابات بالسرطان بنسبة تصل إلى 30% في منطقة بيروت وحدها، مما يستدعي اتخاذ إجراءات جادة لمواجهة هذا التحدي الصحي الخطير.
وأشارت نجاة صليبا عالمة كيمياء الغلاف الجوي في الجامعة الأميركية والنائب في البرلمان اللبناني -التي أشرفت على الدراسة- إلى أن تلوث الهواء الناتج عن انتشار المولدات الكهربائية الخاصة تضاعف في بيروت من 23% إلى ما بين 46% و50% بين عامي 2017 و2023.
وفي حديثها للجزيرة نت، أوضحت صليبا أنهم بدؤوا هذه الدراسة في عام 2010، حيث كانت فترات تشغيل المولدات الكهربائية في بيروت مقتصرة على 3 ساعات في النهار. وعملوا على إعادة الدراسة في الفترة الممتدة من 2016 إلى 2017، ومن ثم في الفترة الممتدة من 2022 إلى 2023.
وتركزت الدراسة على جانبين رئيسيين، بحسب صليبا:
الأول، هو الجزيئيات التي تترسب في الرئة، وتسبب أمراض التنفس. والثاني، هو المواد المسرطنة الموجودة في هذه الجزيئات. وقد اتضح وجود مواد مسرطنة بشكل خاص من مولدات الكهرباء، بالإضافة إلى مصادر أخرى مثل المركبات والمحارق.وأضافت العالمة أن ساعات تشغيل المولدات زادت، حيث باتت تعمل لأكثر من 20 ساعة يوميا، مما دفعهم إلى إعادة الدراسة لتقييم تأثير هذا التغيير.
ولاحظ الباحثون في عام 2010 زيادة في نسبة التلوث في الهواء مقارنة بالأعوام السابقة، حيث كانت تعادل تأثير شخص يدخن سيجارتين اثنتين. وعندما أعادوا دراسة المواد المسرطنة في الهواء، وجدوا زيادة أكبر في تركيز هذه المواد.
زيادة نسبة ملوثات المولدات في التلوث العام ببيروت إلى نحو 50% (الجزيرة) إجراءات فوريةووفق العالمة نجاة صليبا، فإن نسبة مساهمة المولدات في التلوث العام في بيروت ازدادت بشكل ملحوظ منذ عام 2010، إذ كانت تشكل حوالي 28% وارتفعت إلى نحو 50%، مما يشير إلى خطورة تلوث الهواء بالمواد المسرطنة.
وشددت على أن هذا التحول يعكس خطورة تلوث الهواء بالمواد المسرطنة، ويشير إلى أهمية اتخاذ إجراءات فورية للحد من هذا التلوث وحماية صحة المواطنين.
ولفتت إلى أنهم تواصلوا مع وزارة البيئة خلال إعداد الدراسة، وطلبوا تعميما يفرض على أصحاب المولدات ذات السعة الكبيرة تركيب فلاتر لتصفية الجزيئات الصغيرة التي يتنفسها السكان، وهو ما وافقت الوزارة عليه وأصدرت التعميم.
من جهته، أكد اختصاصي أمراض الدم والأورام الدكتور هامبيك كورية للجزيرة نت أن دخان المولدات يعتبر من الغازات السامة التي تؤثر بشكل عام بنسبة حالات السرطان، وخاصة سرطان الرئة.
وفيما يتعلق بالارتباط بين التلوث والسرطانات، أشار كورية إلى أن بيروت تعاني من مستويات تلوث مرتفعة، إذ تُعد المولدات المسؤولة الرئيسية عن إنتاج هذا التلوث، ويأتي ثاني أكسيد الكربون على رأس الغازات الملوثة التي تطلقها.
وعلى الرغم من أن سرطان الرئة يحتل المرتبة الأولى في القائمة، فإنه من الضروري الإشارة إلى أن هناك سرطانات أخرى مثل الأنف والأذن والحنجرة والمثانة، التي يمكن أن تكون مرتبطة أيضا بالتلوث.
وبرأي كورية، يجب على الحكومة اللبنانية أن تتخذ إجراءات فعالة لحل هذه المشكلة، حيث يمكن أن تكون الطاقة الشمسية جزءا من الحل، ولكنها ليست كافية بمفردها. ويعتقد أن الحل هو تأمين الطاقة الكافية من مصادر نظيفة، بدلا من الاعتماد المستمر على المحركات والمولدات، وذلك لتجنب وقوع كوارث صحية وبيئية كبيرة.
مخاطربدوره، اعتبر اختصاصي أمراض الدم والأورام الخبيثة الدكتور أحمد خليل أن المخاطر الناجمة عن دخان المولدات والمصانع تؤثر مباشرة على صحة الإنسان، خاصة على الجهاز التنفسي.
وقال للجزيرة نت إن هذا الدخان يحتوي على مواد مسرطنة قد يتعرض لها الإنسان مباشرة وترتبط بعدة أنواع من السرطانات، وعلى وجه الخصوص سرطان الرئة. موضحا أن الدخان يتفاعل مع الهواء والمياه، مما يؤثر على البيئة بشكل عام، حيث يمكن أن يسبب التلوث زيادة حالات الإصابة بالسرطان.
وهنا، يؤكد الطبيب "تكمن العلاقة الوثيقة بين سرطان الرئة ودخان المولدات في زيادة ملحوظة بحالات الإصابة في المدن الكبيرة، مثل بيروت وطرابلس، حيث يرتفع عدد الحالات بشكل ملحوظ، وكما يظهر لنا من خلال عملنا"، وفق تصريحه.
يُذكر أنه يمكن وصف التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في لبنان بأنها مجموعة متشابكة من الصعوبات. فهي ليست مجرد مشكلة فنية، بل تشمل أيضا جوانب سياسية ومالية معقدة، حيث تحولت تلك التعقيدات إلى تحدٍ يصعب حله، وبات يؤثر أيضا على صحة المواطنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات سرطان الرئة فی بیروت إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحوّل إلى وباء في المغرب.. ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة يثير القلق
نحو 25 ألف إصابة و120 وفاة منذ 2023 بـ مرض الحصبة في دولة المغرب، كانت سببًا في إعلان مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بأنّ المرض قد تحول إلى وباء، ووصف الوضع الذي يعيشه المغاربة في الوقت الحالي بأنّه غير عادي، وما زاد الأمر سوءًا؛ هو الارتفاع المثير للقلق في حالات الحصبة القاتلة في جنوب إنجلترا، وهو ما جعل المسؤولون الصحيون يطلقون ناقوس الخطر بشأن ارتفاع الإصابات.
ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة في إنجلتراوشهد جنوب غرب بلاد إنجلترا نحو 26 حالة جديدة بالحصبة في الشهر الماضي، والآن تشهد المنطقة أعلى نسبة إصابة بالحصبة في المملكة المتحدة وفقًا لتنبيه أصدرته وكالة أمن الصحة في المملكة المتحدة «UKHSA»، وأضافت الوكالة أنّ 21 من هذه الحالات تم رصدها في مدينة بريستول، التي سجلت 57 حالة إجمالاً خلال العام الماضي، في حين وثقت مقاطعة جلوسترشير 23 حالة جديدة منذ يناير 2024، وسومرست 11 حالة.
الدكتور ألاسدير وود، مستشار هيئة الخدمات الصحية بالمملكة المتحدة، قال في التنبيه إنّ هذا الارتفاع السريع في الحالات داخل المنطقة أمرًا مثيرًا للقلق، خاصة وأنّ الحصبة مرض شديد العدوى، ويمكن أن تسبب مرضًا خطيرًا أو حتى الموت في بعض الحالات النادرة، إذ يأتي الارتفاع السريع في عدد الحالات في وقت انخفض فيه معدل تلقي التطعيم الذي يحمي من الفيروس - والذي يسمى MMR - إلى أقل من 90% وهو أقل من المعدل المطلوب لمنع تفشي المرض داخل المجتمع، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وتشير أحدث الأرقام إلى أنه كان هناك ما يقرب من 100 حالة مؤكدة في الشهر الماضي وحده، مما يرفع العدد الإجمالي منذ يناير 2024 إلى ما يقرب من 3000 حالة، وقد وقع ما يقرب من نصف هذه الحالات في لندن، في حين تم تسجيل 19% منها في منطقة وست ميدلاندز، و9% في شرق إنجلترا، وتظهر الأرقام أيضًا أنه كان هناك 115 حالة مؤكدة من المرض في الجنوب الغربي خلال العام الماضي.
وبحسب الصحيفة البريطانية، يمكن أن يسبب مرض الحصبة، الذي يسبب أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا بالإضافة إلى الطفح الجلدي، مضاعفات صحية خطيرة للغاية تكون مميتة إذا انتشر إلى الرئتين أو الدماغ، إذ تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل خمسة أطفال مصابين بالعدوى سيحتاج إلى دخول المستشفى، مع إصابة واحد من كل 15 طفلًا بمضاعفات تهدد حياته مثل التهاب السحايا أو تعفن الدم.
هيئة الخدمات الصحية تطالب المواطنين بتلقي اللقاحويقول مستشار هيئة الخدمات الصحية بالمملكة المتحدة، أنّ مريض الحصبة يصبح مُعدٍ لمدة أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي وأربعة أيام بعد ظهوره، مُضيفًا: «إذا كنت تشك في إصابتك أو إصابة أحد أفراد أسرتك بالحصبة، فمن المهم أن تطلب المشورة الطبية وتبتعد عن المدارس والتجمعات الكبيرة وأماكن العمل أثناء العدوى».
وتكون الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة الشديدة بالحصبة هي النساء الحوامل والأطفال دون سن عام واحد والأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة، وحث مستشار هيئة الخدمات الصحية الآباء على المساعدة في حماية هذه الفئات من خلال تطعيم أطفالهم والحد من انتشار مرض الحصبة قائلًا: «لا يفوت الأوان أبدًا لتلقي اللقاح، لذا إذا لم تتلق جرعتين من اللقاح في الماضي - أو كنت غير متأكد - فتحدث إلى طبيبك العام، ولا يوجد ضرر في تلقي جرعة إضافية في حالة وجود أي شك، إذ يعتبر لقاح MMR آمنًا وهو الطريقة الأكثر فعالية لحماية نفسك ومن حولك».
وطالب مستشار هيئة الخدمات الصحية من الجميع أنّ يظلوا منتبهين لأعراض الحصبة، والتي يمكن أن تشمل أعراض تشبه أعراض البرد، وعيون حمراء ملتهبة، وارتفاع درجة الحرارة أو طفح جلدي أحمر-بني، إذ توفر جرعتان من لقاح MMR حماية تصل إلى 99% ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، إذ يجب تطعيم ما لا يقل عن 95% من السكان لمنع تفشي المرض، وفقًا لإرشادات الصحة العامة.