عقوبات واشنطن على القائدين بقوات الدعم السريع جاءت لدورهما في توسيع القتال إلى جبهات جديدة والسعي للسيطرة على المزيد من الأراضي.

واشنطن: التغيير

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأربعاء، فرض عقوبات على قائدين بقوات الدعم السريع السودانية لدورهما في قيادة العمليات بدارفور، وأكدت مواصلة استخدام العقوبات لدعم السلام ومعاقبة مطيلي أمد.

وتدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 ابريل 2023م، أدت لخسائر بشرية ومادية ضخمة، فيما تفاقم الوضع بإقليم دارفور، خاصة المعارك الأخيرة بشمال الإقليم.

وسبق أن فرضت واشنطن عقوبات على شركات وأفراد يدعمون طرفي الصراع في البلاد.

توسع القتال

وقالت الخزانة الأمريكية، في بيان، إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (أوفاك) فرض اليوم، عقوبات على علي يعقوب جبريل وعثمان محمد حامد محمد، بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، لقيادتهما الحملة الحربية لقوات الدعم السريع.

وأضافت أن هجمات الدعم السريع بشمال دارفور، والتي بدأت الشهر الماضي، تسببت في سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، بينهم أطفال.

وأشارت إلى أن تطويق الدعم السريع للفاشر، والقتال الأخير بينها والقوات المسلحة السودانية، أدى إلى تعريض ما يقرب من مليون مدني سوداني للخطر في آخر ملاذ آمن رئيسي في دارفور، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، وزيادة خطر وقوع فظائع جماعية، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع. وتقويض جهود السلام الحيوية.

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان إي. نيلسون: “بينما يواصل الشعب السوداني المطالبة بإنهاء هذا الصراع، ركز هؤلاء القادة على التوسع إلى جبهات جديدة والقتال من أجل السيطرة على المزيد من الأراضي”.

وأضاف: “ستواصل الولايات المتحدة استخدام العقوبات لدعم عملية السلام والعمل ضد أولئك الذين يزيدون من إدامة الصراع على الجانبين”.

مفسدو السلام

وذكر بيان الخزانة، أن علي يعقوب جبريل قائد الدعم السريع بوسط دارفور، كان له دور فعال في عمليات الدعم السريع بدارفور، بما في ذلك الهجمات الأخيرة التي شنتها بشمال دارفور. ويقود جبريل حالياً القوات حول الفاشر، آخر منطقة رئيسية تسيطر عليها القوات المسلحة بالإقليم.

وذكر أنه تم تصنيف جبريل، وفقًا للأمر التنفيذي 14098، لكونه شخصاً أجنبياً كان أو كان قائدًا أو مسؤولًا أو مسؤولًا تنفيذيًا كبيرًا أو عضوًا في مجلس إدارة الدعم السريع، وهو كيان لديه أو أعضاؤه، متورط في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان فيما يتعلق بفترة ولايته.

وأضاف البيان، أن عثمان محمد حامد، هو لواء في الدعم السريع ورئيس عمليات المجموعة، وأدلى بتصريحات نيابة عن القوات بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها، وهو جزء مهم من التخطيط العملياتي للدعم السريع.

وأوضح أنه تم تصنيف حامد، وفقًا للأمر التنفيذي 14098، لكونه متورط في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان.

تداعيات العقوبات

وقال بيان الخزانة، إنه نتيجة للإجراء المتخذ اليوم، سيتم حظر جميع الممتلكات والمصالح في ممتلكات الأشخاص المذكورين في الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أمريكيين، ويجب إبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عنها.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم أيضًا حظر أي كيانات مملوكة، بشكل مباشر أو غير مباشر، بشكل فردي أو إجمالي، بنسبة 50% أو أكثر من قبل شخص واحد أو أكثر من الأشخاص المحظورين.

الوسومأوفاك الجيش السودان الفاشر بريان إي. نيلسون حرب 15 ابريل شمال دارفور عثمان محمد حامد محمد علي يعقوب جبريل قوات الدعم السريع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية وزارة الخزانة الأمريكية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أوفاك الجيش السودان الفاشر حرب 15 ابريل شمال دارفور قوات الدعم السريع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية وزارة الخزانة الأمريكية الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

أين تقف .. مع مليشيات الجيش أم مليشيا الدعم السريع؟

طلعت محمد الطيب

رأينا ومنذ بدء هذه الحرب القذرة كيف ظل إعلام الفلول يثابر في إلصاق تهمة إنحياز تنسيقية تقدم إلي قوات الدعم السريع وإتهامها بأنها جناح سياسي له، ولكن دون تقديم حجج مقنعة.
الواقع ان تقدم وغيرها من قوي سياسية ومدنية وافراد ومنظمات تبذل ما تستطيع من جهد لوقف العدائيات وعودة الفريقين إلي طاولة المفاوضات. هذا المقال لا يهدف إلى مناقشة هذا الأمر، بل هو محاولة لتقديم رؤية أقرب لواقع الوجدان السوداني تجاه الفريقين المتحاربين وهي حرب نعلم جميعا إن الوطن والمواطن هو من يدفع تكلفتها الباهظة جدا ويسعى كل العقلاء إلى إيقافها، بل يتوق الناس إلى العودة لحياتهم الطبيعية قبل الحرب رغم ما كان بها من معاناة وشقاء.
حتي نفهم مشاعر الناس تجاه الفريقين المتقاتلين لا بد من الاستعانة بنظرية التطور والحداثة الثانية (استخدمها في مقابل الحداثة الاولي)، لأنها تبنت موقف يرتكز علي حقيقة أن المعرفة ثنائية وهي معرفة العقل مقابل الفطرة. والاستعانة بالتطور لا علاقة له بالقضايا الوجودية الكبري مثل الإيمان والإلحاد بل إنها استعانة ذات طابع معرفي أو ابستمولوجي ودليلي علي ذلك هو وقوف العديد من الدعاة الإسلاميين بحماس شديد مع نظرية التطور بحكم ان العلم الحديث والحفريات ظلت تؤكد صحتها في مجملها. هناك مثلا الشيخ عدنان ابراهيم في أوروبا وهناك عبد الصبور شاهين في مصر وهو للمفارقة كان ممن قدموا دعوة ضد الكاتب الراحل نصر حامد أبو زيد يكفره فيها ويؤيد ضرورة التفريق بينه وبين زوجته!.
بل حتي رموز الإسلام السياسى من أمثال القرضاوي كان قد صرح في لقاء تلفزيوني شهير فيما يتعلق بنظرية التطور، أنه علي إستعداد لإعادة تأويل النصوص الدينية لتستوعب نظرية التطور. وقبل ذلك كان الشهيد محمود محمد طه له موقف واضح مؤيد لنظرية تشارلز داروين بمعني أن أبو البشرية آدم كان له اب وام.
التطور يعني أن اسلاف الإنسان عاشوا ملايين السنين قبل ان يظهر الإنسان بشكله الحديث قبل عشرات الالاف إلي مائة الف سنة تقريبا. ومن المعروف أن غرائز الإنسان تطورت لتعزيز تناسله وتطوره وانطبعت تلك الغرائز في تلافيف الدماغ وهي قوية جدا لأنها ارتبطت ببقاء الإنسان. ومن المعروف ايضا أن الإنسان كان قد عاش آلاف السنين في مجموعات صغيرة ومن الغرائز القوية لديه هي غريزة الانتماء لمجموعته وحمايتها لأن في ذلك حماية لنفسه ولذلك أصبحت غريزة ( نحن) ضد ( الآخرين ) لحماية أنفسنا منهم ، قوية جدا ، بحيث لا يقل تاثيرها علي سلوك الإنسان عن غرائزه الجنسية والبيولوجية الأخري.
تطور العقل بمعني السببية والمنطق كان تطورا لاحقا وبطيئا في مقابل الفطرة intuition حتي ان أحدهم قال أن نمو ريش الطيور بعد أن تطورت من الزواحف كان بغرض التدفئة وليس الطيران وإن الطيران جاء عرضا. عقل الإنسان لانه مازال ضعيفا واسيرا لفطرته الحيوانيه يحتاج إلي روافع مثل المؤسسات والقيم وكل ما شانه تعزيز وترقية التفكير الجماعي. وقد شبه عالم النفس الامريكي الشهير جوناثان هيدت العقل براكب الفيل، والفيل في هذه الحالة هي الفطرة، وإنت لا تملك سوي توجيه ذلك الفيل الضخم إلي الوجهات الصحيحة ولا يمكنك تجاهله لانه سيكون من يقودك في هذه الحالة. مشكلة الحداثة الاولي إنها اعتقدت بقدرة العقل علي السيادة بل تحول دعاتها حتي إلي شئ شبيه ب " عبادة السبب" وهذا ما فعله الناس اثناء الثورة الفرنسية حينما دخلوا إحدى كاتدرائيات باريس وقاموا بتكسير تصاوير العذراء والسيد المسيح وكل الرموز الدينية واستبدلوها بشعارات تمجد السبب reason والعقل.
مع أن الواقع يقول أن القيم الدينية وكل القيم الإنسانية هي ضالة المجتمعات الإنسانية التي تسعى إلي الإستقرار والاحساس بالأمان والسعادة.
غريزة ( نحن) و( هم) هي المتحكمة بقوة الآن في الشهد السوداني، فهناك من يميل وجدانه إلى تأييد مليشيات الجيش لانه ينتمى إلي مجموعات وسط وشمال السودان المهدد ب ( الآخر) او حتي وهم إفتراض قومية الجيش رغم ان كل الدلائل تشير وبقوة الي غير ذلك. هناك من يقف مع قوات الدعم السريع ايضا بحكم الانتماء الجغرافي لغرب السودان وهناك من ينطلق من الانتماء إلي( قبيلته الايديولوجية ) في انحيازه إلي هذا الفريق أو ذاك .
ولذلك علينا أن نساعد عقلنا علي التحكم في ( فيل المعرفة الفطرية ) وتوجيهها إلي الطريق الصحيح ، طريق التفاوض من اجل السلام والامن والتفاهم والاستقرار.

talaat1706@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • قتلى وجرحى جراء قصف الدعم السريع لمخيم بشمال دارفور
  • إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
  • أين تقف .. مع مليشيات الجيش أم مليشيا الدعم السريع؟
  • خالد ثالث يعلن قرب اكتمال الترتيبات للدفع بقوات الحركة إلى الجبهات لقتال الدعم السريع
  • ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة الأمريكية
  • السودان.. (القوة المشتركة) تحبط عملية تهريب أسلحة وعتاد لـ(الدعم السريع) من تشاد
  • عقوبات أمريكية على جنرال كولومبي سابق بسبب انتهاكات حقوقية
  • القوة المشتركة: استولينا على إمدادات عسكرية كانت في طريقها إلى الدعم السريع
  • بينها «غازبروم».. 50 مؤسسة مصرفية روسية في مرمى عقوبات أمريكية جديدة
  • ترامب يدرس تكليف وارش بوزارة الخزانة الأمريكية في ولايته الثانية