عقوبات أميركية على قائدين بالدعم السريع ومعارك بالنيل الأبيض والفاشر
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان -اليوم الأربعاء- إنها فرضت عقوبات على قائدين كبيرين في قوات الدعم السريع بالسودان عقب هجمات في الفاشر شمال دارفور ، فيما صد الجيش السوداني هجومًا على “الأعوج” بالنيل الأبيض.
وأضاف البيان أن القائدين الخاضعين للعقوبات هما اللواء عثمان محمد حامد محمد رئيس عمليات قوات الدعم السريع، وعلي يعقوب جبريل قائد القوات في وسط دارفور.
ومن جانب آخر، قالت وزارة الخارجية السودانية في بيان -اليوم- إن وزير الخارجية السوداني المكلف السفير حسين عوض علي، تناول لدى لقائه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، على هامش اجتماعات القمة العربية المنعقدة بالعاصمة البحرينية بالمنامة، الترتيبات الخاصة بمنبر جدة التفاوضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ووفقا للبيان فإن وزير الخارجية السعودي جدد موقف بلاده الداعم للسودان وأوضح أن استراتيجية بلاده تقوم على استقرار السودان والحفاظ على مؤسساته الوطنية.
التطورات الميدانيةميدانيا صد الجيش السوداني، هجوما نفذته قوات الدعم السريع، على منطقة الأعوج بولاية النيل الأبيض اليوم.
وبحسب مصادر مصادر عسكرية أن القوة المرتكزة في الأعوج تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين حيث تم تدمير 2 عربة عسكرية ومدرعة صرصر مع جغم عدد كبير من العناصر المهاجمة.
من جهته أعلن حاكم إقليم دارفور رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي الاستنفار للدفاع عن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد اخبارا مؤكدة قال إنها وصلته تفيد بأن قيادة الدعم السريع أطلقت استنفار جديد لاجتياح المدينة ونهبها من كل جهات بما في ذلك من غرب أفريقيا.
وأكد مناوي على حسابه في منصة اكس أن قوات الدعم السريع في دعوتها للاستنفار أغرت المستنفرين بنهب واستباحة مدينة الفاشر، وأضاف أنهم من طرفهم يعلنون استنفاراً عاماً للدفاع عن الأنفس الأبرياء وممتلكات المواطنين في الفاشر، وأشار إلى أن التحرك من أجل الدفاع عن النفس والمال والعِرض أمر تكفله كل القوانين السماوية والأرضية، حسب تعبيره -.
وأفاد مناوي أن ما تقوم به قوات الدعم السريع بقصف المواقع المدنية بالفاشر مع سبق الإصرار وقفل الطرق الرئيسية اليها ومنع دخول الإغاثة والمواد الضرورية بما في ذلك الدواء، يكفي أن تكون مجرمة ومعزولة دوليا بما في ذلك من يدعمونها، حسب تعبيره.
لقد وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها من كل جهات بما في ذلك من غرب أفريقيا ، في دعوتها للاستنفار لقد أغرت المستنفرين بنهب واستباحة مدينة الفاشر . من طرفنا نعلن استنفاراً عاماً لدفاع عن الأنفس الأبرياء وممتلكات…
— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) May 15, 2024
من جهته أعرب السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، الدكتور ورقني جبيهيو، عن قلقه العميق إزاء الصراع المتصاعد في الفاشر.
وأدان الدكتور ورقني الاعتداءات على البنية التحتية الحيوية للرعاية الصحية، مثل الهجوم الأخير على مستشفى بابكر نهار للأطفال، ويشير إلى أن مثل هذه الإجراءات لا تعطل سلسلة التوريد الحيوية للإمدادات الطبية فحسب، بل تعيق أيضا علاج الجرحى والضعفاء، بما في ذلك النساء والأطفال والنازحين.
ودعا الدكتور ورقني بشكل عاجل إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وحث جميع الأطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس وفقا للمعايير الدولية المعمول بها، مشددا على الحاجة الملحة لوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق للتخفيف من معاناة السكان المتضررين.
كما دعا ورقني رؤساء دول وحكومات "إيغاد" والشركاء الدوليين إلى مواصلة الاستفادة من نفوذهم لإجبار الأطراف على إلقاء أسلحتهم، والعودة إلى طاولة المفاوضات، والسعي نحو تحقيق السلام المستدام في جمهورية السودان، تلبية لتطلعات الشعب السوداني.
ومنذ أوائل أبريل/نيسان الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع، التي شنت هجمات واسعة على قرى غرب المدينة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا خلفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
اتهم السودان الإمارات بـ"التواطؤ في الإبادة الجماعية" في شكوى تقدّم بها الخميس أمام محكمة العدل الدولية، في خطوة تسلّط الضوء على دور مفترض للدولة الخليجية في الحرب المدمّرة التي يشهدها منذ نحو عامين. ولطالما اتهمت الخرطوم وأطراف أخرى أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ العام 2023، وهو ادعاء لطالما نفته الإمارات. فأي دور للإمارات في السودان، وما هي علاقتها بقوات الدعم السريع؟
ما أهمية السودان للإمارات؟
يُعد السودان، إحدى أكبر دول أفريقيا، غنياً بالموارد الطبيعية بما في ذلك الأراضي الزراعية الشاسعة والغاز. كما أنه ثالث أكبر منتج للذهب في القارة. ويتشارك السودان حدوداً غربية طويلة مع ليبيا حيث تدعم الإمارات موالين لها في بنغازي، ويطل شرقاً على البحر الأحمر، الممر المائي الحيوي للنفط.
وفي العام 2021، استولى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على السلطة في السودان، بعد تنفيذ انقلاب مع نائبه حينها محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع. وبعد عامين، اندلعت الحرب بين البرهان وحميدتي، وسط اتهامات لقوى عدة، بما في ذلك الإمارات ومصر وتركيا وإيران وروسيا، بدعم أحدهما أو الآخر.
ويقول الباحث المتخصص في القضايا الأمنية في الشرق الأوسط أندرياس كريغ إنّ الهدف الأساسي للإمارات في السودان "يتعلق بالتأثير السياسي في بلد استراتيجي يكتسي أهمية كبيرة للغاية". وتنظر شركات مرتبطة بالإمارات إلى السودان باعتباره مركزاً للاستثمار في الموارد والمعادن والتجارة، بحسب كريغ.
من جهته، يقول الباحث السوداني حميد خلف الله إنّ "دولة الإمارات الصحراوية مهتمة بالموارد الطبيعية التي تفتقر إليها بما فيها المعادن والأراضي الصالحة للزراعة". ويضيف أنه من ليبيا إلى الصومال، "تتّبع الإمارات نمطاً للعمل مع القوات شبه العسكرية" لاستغلال موارد القارة.
وقدّرت منظمة "سويس إيد" في تقرير العام الماضي أنّ 66,5% من صادرات الذهب الأفريقية إلى الإمارات في العام 2022 تمّت عن طريق التهريب. وتُعد الإمارات، وهي مركز رئيسي لتجارة الذهب، المشتري الأكبر عالمياً لهذا المعدن الثمين من السودان، وهو قطاع يسيطر عليه دقلو إلى حد كبير.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ترييستي الإيطالية فيديريكو دونيلي أنّ حصر اهتمامات الدولة الخليجية بالذهب هو أمر "تبسيطي للغاية". وأضاف أنّ الإمارات تسعى أيضاً إلى "مواجهة النفوذ السعودي" في السودان و"منع انتشار الإسلام السياسي" الذي ترى فيه تهديداً لأمنها.
ما علاقة الإمارات بـ"الدعم السريع"؟
ترتبط دول خليجية بعلاقات مع الجيش السوداني منذ انضمام الخرطوم إلى التحالف الذي تقوده السعودية منذ العام 2015 لدعم الحكومة اليمنية في مواجهة جماعة الحوثيين. وقاد البرهان السودانيين الذين قاتلوا تحت مظلة السعودية، بينما قاتلت قوات الدعم السريع إلى جانب جنود من الإمارات، بحسب دونيلي.
منذ ذلك الحين، نشبت خلافات بين الحليفين الخليجيين التقليديين. ويشرح دونيلي أن دعم الإمارات دقلو، رغم نفيها ذلك، يهدف إلى "تحدي أهداف السعودية". من جهته، يرى كريغ بعداً أيديولوجياً للعلاقة، موضحاً أن الإمارات "اعتمدت على قوات الدعم السريع لاحتواء الشبكات المرتبطة بالإخوان المسلمين"، في حين يُربط بين الجيش وقيادات إسلامية من عهد النظام المخلوع للرئيس عمر البشير.
وواجه الجانبان مزاعم بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب التي أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليوناً. وفي يناير/ كانون الثاني 2025، اتهمت واشنطن قوات الدعم السريع بـ"الإبادة الجماعية" لارتكابها القتل والاغتصاب الجماعيين بحق جماعات عرقية.
وخلال الشهر نفسه، قال المشرعون الأميركيون إنّ الإمارات "خرقت" وعودها بوقف الدعم العسكري لقوات الدعم السريع. وتُدار الشؤون المالية الخاصة بدقلو من الإمارات، وفق كريغ، مضيفاً أنه بات رهن علاقة "اعتماد متبادل" مع أبوظبي. كما حصلت قوات الدعم السريع على دعم حيوي من الإمارات، بما في ذلك شحنات أسلحة عبر تشاد المجاورة، بحسب دبلوماسيين ومحللين ومنظمات حقوقية. وتنفي الإمارات تلك الاتهامات.
أي تأثير لشكوى السودان على الإمارات؟
رفع السودان، أول من أمس الخميس، شكوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، على خلفية "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها المفترض للدعم السريع. وندّدت الإمارات بالشكوى التي وصفتها "حيلة دعائية خبيثة" مؤكدة أنها ستعمل على ردّها.
وتُعد قرارات محكمة العدل، التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقراً، ملزمة قانوناً، لكنها لا تملك وسائل لفرض تنفيذها. لكن من شأن الخطوة أن تضرّ بسمعة الإمارات بحسب دونيلي الذي قال لوكالة فرانس برس إنه بات يُنظر لأبوظبي بشكل متزايد على الصعيد الدولي، وفي أفريقيا، على أنها "جهة مزعزعة للاستقرار". لكنه يضيف أن "الأهمية المالية والسياسية" التي اكتسبتها الدولة الخليجية خلال العقد الماضي "ستحميها على الأرجح من أي عواقب خطرة".
(فرانس برس)