لجريدة عمان:
2024-11-14@12:04:54 GMT

احتجاجات الجامعات.. وصناعة السياسات الغربية

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

احتجاجات الجامعات.. وصناعة السياسات الغربية

لا يمكن النظر إلى الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية والغربية باعتباره حراكا هامشيا يمكن قراءته في سياق فورة الشباب وحسب، إن الأمر يبدو أكبر من ذلك بكثير، وقد يشكل بداية حقيقية لتحولات عميقة في الرأي العام الغربي لدى فئة الشباب على الأقل من حيث تعامل دولهم مع القضية الفلسطينية وقضايا حقوق الإنسان والحريات وفهم حجم تورط الدول الغربية في دعم قضايا الإبادة الجماعية والعنصرية.

. إضافة إلى حقيقة تعامل الغرب نفسه مع قضايا الحريات بالنظر لما حدث من قمع لأصوات طلاب الجامعات ومصادرة حقهم في التظاهر والتعبير عن رأيهم.

ويبدو أن موضوع الحرب على غزة صار أحد أكبر القضايا التي تشغل فئة الشباب في أمريكا جنبا إلى جنب مع قضايا البطالة والخدمات الصحية.

ويمكن النظر إلى هذه الاحتجاجات من ثلاث زوايا تتمثل في قدرتها على التأثير في صناعة القرار السياسي الغربي وقدرتها على إعادة توجيه رؤوس أموال الجامعات التي تستثمر في إسرائيل أو لصالح إسرائيل إضافة إلى تأثيرها على الحريات.

ورغم الاهتمام الغربي باحتجاجات الطلاب في الجامعات إلا أن التأثير الحقيقي يبقى غير مباشر حتى الآن، ولا يبدو أن الغرب بصدد تغيير رأيه في عموم القضية الفلسطينية، وسيبقى داعما أساسيا لإسرائيل وللكثير من سياساتها، لكن الاحتجاجات تسهم الآن بشكل كبير في بناء الخطاب العام، ومن المحتمل أن تؤثر على القادة السياسيين الذين يهتمون بالرأي العام ويضعونه في اعتبارهم، وعلى سبيل المثال، انتقدت شخصيات مثل عضوة مجلس النواب الأمريكي ألكساندريا أوكاسيو كورتيز علنًا ردود الفعل القاسية على الطلاب المحتجين، مما يشير إلى انتقال تأثير الاحتجاجات على الخطاب السياسي في أمريكا.

أما قدرة الاحتجاجات على التأثير القوي في استثمارات الجامعات الأمريكية والأوروبية في إسرائيل أو لصالح إسرائيل فإن الأمر يبدو معقدا جدا، ومع ذلك، نجحت هذه الاحتجاجات في إثارة نقاشات واسعة وجدية حول استثمارات الجامعات، حيث بدأت بعض الكليات تناقش آليات واستراتيجيات سحب تلك الاستثمارات، لكن هذا الأمر يسير ببطء كبير ولا يمكن تصور تحققه في فترة وجيزة إضافة إلى أن الأمر يواجه مقاومة مؤسسة.

أما المحور الثالث المتعلق بحرية الرأي والتعبير فإن مناقشة هذا الأمر تعدت الجامعات ليتحول الموضوع إلى قضية مجتمعية طرحت الكثير من الأسئلة التي ستبقى مثار نقاش في أمريكا وفي أوروبا وهي حدود حرية الرأي والتعبير وحول دور المؤسسات الجامعية في حماية الحرية وخنقها.

ورغم أن الاحتجاجات الطلابية قد لا تغير المشهد وفق ما يريده الطلاب ولكنها تقوم بدور مهم جدا في تشكيل الخطاب العام وربما التأثير على السياسة المستقبلية من خلال زيادة الوعي والضغط السياسي. علاوة على ذلك، فإن رد الفعل على هذه الاحتجاجات يسلط الضوء على المناقشات الجارية حول حرية التعبير في الأوساط الأكاديمية، مما يعكس صراعات مجتمعية أوسع حول هذه الحقوق الأساسية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

كمال ماضي: أمريكا تمتلك 100% من كروت الضغط على إسرائيل

قال الإعلامي كمال ماضي، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد أوقاتا عصيبة، والساعات هذه ليست كأي وقت، سنترك معها حال منطقتنا البائسة، ونرتحل إلى من أمريكا التي تمتلك 99% من أوراق اللعبة بل 100% من كروت الضغط على الاحتلال الإسرائيلي.

هل تبر أمريكا بوعدها للإحلال السلام

وتساءل خلال مقدمة برنامج «ملف اليوم» الذي يذاع على شاشة قناة «القاهرة الإخبارية» هل يفي كل من الرئيس بادين وترامب بإحلال السلام في منطقتنا المُبتلاة خلال شهرين مُقبلين أم نعبرهما لتسير منطقتنا صوب صفقات يتقنها ويبرع في إبرامها رئيٌس منتخب عائد بنشوة النصر مستحوذًا على كل مفاصل الدولة الأمريكية؟

وتابع: «لديهما النية حقًا في إيقاف نزيف الدم في كبح جماح الإفساد في الأرض بيد حكومة  الكيان الأكثر تطرفًا في تاريخه أم نبقى في ذات التيه، نسير خلف سراب في صحراء مقفرة موحشة على الجميع يهتدي سواء السبيل؟»

وختم: «قد تراها تضيق وتضيق حتى تستحكم حلقاتها، لكن تيقن أن عند الله منها المخرج.. فصبرٌ جميل».

 

مقالات مشابهة

  • الانقسام يضرب الأعلى الليبي.. ما التأثير على المشهد العام والدولي؟
  • كمال ماضي: أمريكا تمتلك 100% من كروت الضغط على إسرائيل
  • سفير أمريكا المنتظر إلى إسرائيل يعلن دعمه ضم الضفة الغربية
  • تعزيز التعاون بين مصر والصين في الطاقة المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية
  • مرشح ترامب لسفير أمريكا في إسرائيل: ضم الضفة الغربية "احتمال وارد"
  • منظمات إغاثية: إسرائيل لم تنفذ مطالب أمريكا لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة
  • تصعيد الاحتجاجات داخل الصندوق المغربي للتقاعد بسبب عدم الوفاء بزيادة الأجور
  • أبوعايد: اتحاد الكرة الحالي كان يستحق الخروج بذكرى سيئة مثل خماسية المغرب
  • كيف تستخدم إسرائيل تهمة معاداة السامية لملاحقة أكاديميين يدافعون عن فلسطين؟
  • الجامعات البريطانية تواجه أزمة الطلاب الأجانب