احتجاجات الجامعات.. وصناعة السياسات الغربية
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
لا يمكن النظر إلى الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية والغربية باعتباره حراكا هامشيا يمكن قراءته في سياق فورة الشباب وحسب، إن الأمر يبدو أكبر من ذلك بكثير، وقد يشكل بداية حقيقية لتحولات عميقة في الرأي العام الغربي لدى فئة الشباب على الأقل من حيث تعامل دولهم مع القضية الفلسطينية وقضايا حقوق الإنسان والحريات وفهم حجم تورط الدول الغربية في دعم قضايا الإبادة الجماعية والعنصرية.
ويبدو أن موضوع الحرب على غزة صار أحد أكبر القضايا التي تشغل فئة الشباب في أمريكا جنبا إلى جنب مع قضايا البطالة والخدمات الصحية.
ويمكن النظر إلى هذه الاحتجاجات من ثلاث زوايا تتمثل في قدرتها على التأثير في صناعة القرار السياسي الغربي وقدرتها على إعادة توجيه رؤوس أموال الجامعات التي تستثمر في إسرائيل أو لصالح إسرائيل إضافة إلى تأثيرها على الحريات.
ورغم الاهتمام الغربي باحتجاجات الطلاب في الجامعات إلا أن التأثير الحقيقي يبقى غير مباشر حتى الآن، ولا يبدو أن الغرب بصدد تغيير رأيه في عموم القضية الفلسطينية، وسيبقى داعما أساسيا لإسرائيل وللكثير من سياساتها، لكن الاحتجاجات تسهم الآن بشكل كبير في بناء الخطاب العام، ومن المحتمل أن تؤثر على القادة السياسيين الذين يهتمون بالرأي العام ويضعونه في اعتبارهم، وعلى سبيل المثال، انتقدت شخصيات مثل عضوة مجلس النواب الأمريكي ألكساندريا أوكاسيو كورتيز علنًا ردود الفعل القاسية على الطلاب المحتجين، مما يشير إلى انتقال تأثير الاحتجاجات على الخطاب السياسي في أمريكا.
أما قدرة الاحتجاجات على التأثير القوي في استثمارات الجامعات الأمريكية والأوروبية في إسرائيل أو لصالح إسرائيل فإن الأمر يبدو معقدا جدا، ومع ذلك، نجحت هذه الاحتجاجات في إثارة نقاشات واسعة وجدية حول استثمارات الجامعات، حيث بدأت بعض الكليات تناقش آليات واستراتيجيات سحب تلك الاستثمارات، لكن هذا الأمر يسير ببطء كبير ولا يمكن تصور تحققه في فترة وجيزة إضافة إلى أن الأمر يواجه مقاومة مؤسسة.
أما المحور الثالث المتعلق بحرية الرأي والتعبير فإن مناقشة هذا الأمر تعدت الجامعات ليتحول الموضوع إلى قضية مجتمعية طرحت الكثير من الأسئلة التي ستبقى مثار نقاش في أمريكا وفي أوروبا وهي حدود حرية الرأي والتعبير وحول دور المؤسسات الجامعية في حماية الحرية وخنقها.
ورغم أن الاحتجاجات الطلابية قد لا تغير المشهد وفق ما يريده الطلاب ولكنها تقوم بدور مهم جدا في تشكيل الخطاب العام وربما التأثير على السياسة المستقبلية من خلال زيادة الوعي والضغط السياسي. علاوة على ذلك، فإن رد الفعل على هذه الاحتجاجات يسلط الضوء على المناقشات الجارية حول حرية التعبير في الأوساط الأكاديمية، مما يعكس صراعات مجتمعية أوسع حول هذه الحقوق الأساسية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تشدد إجراءاتها العسكرية في الضفة الغربية
شددت القوات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، من إجراءاتها العسكرية عند معظم مداخل المحافظات ومخارجها في الضفة الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية(وفا)عن مصادر محلية قولها إن "قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا العسكريين بالأغوار الشمالية".
وأضافت أن "الاحتلال شدد إجراءاته العسكرية بشكل ملحوظ على الحاجزين، وأعاق مرور المركبات عبرهما، ما خلق أزمة مركبات كبيرة على الحاجزين".
إجراءات إسرائيلية عسكرية مشددة في محافظات الضفة https://t.co/WCz69eIrZI
— Mustaqbal WEB (@Mustaqbalweblb) January 20, 2025وأوضحت المصادر أن "قوات الاحتلال أغلقت بوابة تل "المربعة"، ودوار دير شرف غرب نابلس ما تسبب بأزمة مرورية خانقة في المكان، واحتجاز آلاف المواطنين بالقرب من الحواجز".
وأشارت إلى أن "قوات الاحتلال أغلقت بوابة بورين جنوب نابلس، ومنعت الخروج من المدينة من خلال حاجز عورتا العسكري".
كما يشهد حاجز بيت فوريك تفتيشاً دقيقاً للمركبات وتدقيقا بهويات المواطنين ما أدى إلى أزمة خانقة للخارجين.
وانتشرت الشرطة الاسرائيلية على الطرقات جنوب نابلس، وقامت بإيقاف المركبات التي تحمل اللوحات الفلسطينية ، كما شددت القوات الإسرائيلية من قيودها العسكرية في محافظة بيت لحم.
وأفادت مصادر محلية، بأن "قوات الاحتلال أغلقت معظم مداخل مدينة بيت لحم حيث أغلقت المدخل الجنوبي النشاش، وهو منفذ لمدينة بيت لحم، ومدخل الإسكانات ومدخل السدر في بيت جالا غربا".
كما نصبت القوات الإسرائيلية حواجز عسكرية على المدخل الغربي لمدينة بيت جالا، والمدخل الشرقي لبلدة الخضر وفتشوا مركبات الفلسطينيين ودققوا في هوياتهم.