المملكة من أوائل المؤسسين.. تفاصيل أول قمة عربية في "أنشاص"
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العربية السبع التي أسست جامعة الدول العربية عام 1945، انطلاقًا من إيمان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - بأهمية دعم وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات والمتغيرات التي مرت بها المنطقة العربية آنذاك، وما شهدته من منعطفات سياسية كبيرة أثرت على معظم الدول.
وعند الحديث عن تاريخ الجامعة العربية، يجب أن نتذكر اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بالملك فاروق ملك مصر - رحمهما الله - عام 1945م في جبل رضوى شمال غرب المملكة، إذ جرى خلاله دعم بنود إنشاء الجامعة.
أخبار متعلقة "الداخلية" تطلق ختمًا خاصًا للمستفيدين من "طريق مكة""الداخلية" تطلق خدمة الهوية الرقمية للقادمين بتأشيرة الحجوشهد اللقاء توافق الرؤى بين الملك عبد العزيز والملك فاروق تجاه إنشاء الجامعة العربية، وبدأت منه الخطوات الجدية نحو دخول المملكة لمنظومة الجامعة ودعمها بعد أن وافق الملك عبدالعزيز على بروتوكول الإسكندرية، ليتم الإعلان عن انضمام المملكة رسميًا للجامعة عام 1945م، وفقًا لما قاله أستاذ التاريخ السياسي في جامعة القصيم الدكتور خليفة بن عبد الرحمن المسعود لـ"واس".الوثائق التاريخيةالوثائق التاريخية في "دارة الملك عبدالعزيز" تشير إلى موقف الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - من إنشاء الجامعة العربية، فأكد بإحدى رسائله الخاصة بموضوع الجامعة أن المملكة العربية السعودية تود أن ترى كلمة الدول العربية مجتمعة ومتفقة على مبادئ وأسس متينة من شأنها أن تهدي إلى ماتصبو إليه الأمة العربية جمعاء دون النظر لجر مغنم لبعضها دون البعض، وأن يتم اتقاء المخاطر والحبائل التي تضر المصلحة العربية، وأن تكون الخطى معقولة ومضبوطة حتى لا تتعرض لما يعوق سيرها ويسد طريقها.
ووفقًا لهذه الوثائق، قدمت المملكة رسالة للجان العربية التحضيرية التي اجتمعت في الإسكندرية عام 1944م لبحث تأسيس الجامعة العربية تضمنت عددًا من المبادئ رأت فيها أهمية مراعاتها في مشروع الجامعة وهي: السعي لعقد حلف عربي يرمي إلى تضامن الدول العربية وتعاونها وسلامة كل منها، ويضمن حسن الجوار بينهم، وأن تحالف العرب وتكافلهم ليس موجها لأي غاية عدائية نحو أي أمة أو دولة أو جماعة من الدول، إنما هو أداة للدفاع عن النفس وإقرار السلم، وتأييد مبادئ العدل والحرية للجميع، فضلا عن تسهيل المعاملات التي تعزز العلاقات بين الدول الأعضاء.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } قمة القاهرة يناير 1964ميثاق الجامعة العربيةوبالفعل وقعت المملكة في 16 يناير عام 1945م على ميثاق جامعة الدول العربية الذي عُرف باسم "بروتوكول الإسكندرية" ليتم في 22 مارس من العام نفسه إقرار ميثاق الجامعة في صورته النهائية، وأدخلت عليه التعديلات القانونية التي روعي في غالبيتها المبادئ التي قدمتها المملكة في رسالتها لاجتماعات اللجان التحضيرية عام 1944م.
وشمل ميثاق جامعة الدول العربية بيان الأهداف من وراء إنشائها والمتمثلة في تثبيت العلاقات الوثيقة والروابط العديدة التي تعزز تلاحم الدول العربية، والحرص على دعمها وتوطيدها على أساس احترام استقلال تلك الدول وسيادتها، وتوجيها لجهودها إلى مافيه خير البلاد العربية.قمة أنشاص 1946كانت مشاركة المملكة الأولى في قمم العربية في قمة أنشاص بالإسكندرية التي عقدت في عام 1946 بعد عام من تأسيس جامعة الدول العربية، بمشاركة سبع دول فقط هي الدول المؤسسة للجامعة العربية: المملكة ومصر، واليمن وسوريا والأردن والعراق ولبنان، وكان موضوعها الأساسي وقف العدوان على فلسطين والدعوة لتحرير الدول العربية من الاستعمار.
وحضر القمة من المملكة الأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود، ولي عهد المملكة آنذاك، وكل من الأمير عبد الله الأول ممثلا عن إمارة شرق الأردن التي تأسست بعد الانتداب البريطاني على فلسطين، وسيف الإسلام إبراهيم بن يحيى حميد الدين نجل إمام اليمن يحيى حميد الدين، وعبد الإله بن علي الهاشمي الوصي على عرش العراق، وبشارة الخوري أول رئيس للجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال، وشكري القوتلي رئيس سوريا.
ولم يصدر بيان ختامي عن القمة، واكتفت بمجموعة من القرارات أهمها الدعوة لمساعد الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، إذ أن كثيراً من الدول العربية لم تكن قد تحررت من المستعمرين بعد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } قمة أنشاصالقضية الفلسطينيةوتضمن البيان الدعوة إلى جعل قضية فلسطين في قلب القضايا القومية، باعتبارها قطرا لا ينفصل عن باقي الأقطار العربية، كما أكدت على ضرورة الوقوف أمام الصهيونية، باعتبارها خطرا لا يداهم فلسطين وحسب وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية.
ودعت القمة إلى وقف الهجرة اليهودية وقفا تاما، ومنع تسرب الأراضي العربية إلى أيدي الصهاينة، والعمل على تحقيق استقلال فلسطين.
وتبنت جامعة الدول العربية عقد مؤتمرات القمة العربية، لتحقيق الآمال العربية والدفاع عن قضايا العرب.
وعندما حاولت إسرائيل تحويل مجرى مياه نهر الأردن عام 1963م، دعت الجامعة العربية لعقد مؤتمر القمة العربية الأولى بعد استقلال معظم الدول العربية، وزيادة أعداد هذه الدول، فكانت قمة القاهرة في يناير عام 1964م والتي شاركت فيها المملكة بوفد برئاسة الملك سعود، واتخذت عدة قرارات، من أبرزها: الوقوف أمام المشروعات الإسرائيلية ودعم الوجود الفلسطيني.تأسيس الجامعة العربيةتأسست جامعة الدول العربية في 22 مارس عام 1945م في العاصمة المصرية القاهرة؛ لتكون منظمة إقليمية للدول العربية في الشرق الأوسط، وتضم في عضويتها الدول الناطقة باللغة العربية التي تستخدمها كلغة رسمية.
ويوجد في الجامعة العربية العديد من المجالس الوزارية المتخصصة أبرزها المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي تنضوي تحت مظلته المنظمات المتخصصة.
كما تضم عديد المجالس الوزارية التى تهتم بقضايا العمل العربي المشترك منها مجلس وزراء الإعلام العرب، ومجلس وزراء الصحة العرب؛ ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب؛ ومجلس وزراء البيئة والشباب والرياضة؛ والكهرباء والطاقة؛ والأرصاد الجوية والشؤون المناخية؛ والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتعاقب على منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية ثمانية مسؤولين وهم: عبدالرحمن عزام 1945- 1952م، ومحمد عبدالخالق حسونة 1952-1972م، ومحمود رياض 1972- 1979م، والشاذلي القليبي 1979- 1990م، والدكتور أحمد عصمت عبدالمجيد 1991- 2001م، وعمرو موسى 2001- 2011م، والدكتور نبيل العربي 2011- 2016م، وأحمد أبو الغيط من 2016م حتى الآن.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: الأمير بدر بن عبدالمحسن الأمير بدر بن عبدالمحسن الأمير بدر بن عبدالمحسن اليوم الدمام أول قمة عربية القمة العربية 33 القمة العربية السعودية جامعة الدول العربیة الملک عبدالعزیز الجامعة العربیة article img ratio
إقرأ أيضاً:
مع وصول الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الى دمشق : إدارة سوريا الجديدة تتطلع لشغل مقعدها بـ«الجامعة العربية»
دمشق - في أول زيارة رسمية منذ سقوط نظام بشار الأسد، وصل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، ما عده مراقبون تأكيداً لانفتاح عربي نحو سوريا الجديدة.
وبرز ملف مقعد سوريا في جامعة الدول العربية على جدول مباحثات الزيارة التي وصفها زكي في وقت سابق بـ«الاستكشافية»، حيث أعرب الشيباني، خلال مؤتمر صحافي السبت، عن «تطلع سوريا لعودتها لمقعدها في الجامعة العربية وحضور أول قمة عربية».
بدوره، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رداً على سؤال بشأن تمثيل إدارة سوريا الجديدة في الجامعة العربية، إن «هذا أمر تقني بجانب كونه سياسياً»، موضحاً أنه «لا يوجد في الجامعة العربية أمر يتعلق بالاعترافات بحكومات، والدول الأعضاء ترسل من يمثلها لحضور الاجتماعات».
وأضاف أن «مقعد سوريا كان مجمداً حتى عام 2023، حيث تم فك التجميد وهو القرار الذي ما زال سارياً إلى الآن ما يعني أن مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة متاحة».
وبشأن ما إذا كانت هناك اعتراضات عربية على مشاركة الإدارة الجديدة في اجتماعات الجامعة العربية، قال زكي: «الدول العربية لم تناقش بشكل جماعي الوضع في سوريا منذ التطورات الأخيرة. ولا أعرف كما لا يمكنني التنبؤ إذا كانت هناك دول لديها موقف سلبي أو لا»، مشيراً إلى أن «أول اجتماعات عربية على المستوى الوزاري ستعقد في النصف الثاني من الشهر المقبل». وقال: «نعمل مع الدول الأعضاء حتى تكون مشاركة سوريا ممكنة... ولن تكون هناك مشكلة».
وكان مجلس وزراء الخارجية العرب قد أقرَّ في اجتماع طارئ عُقد بالقاهرة، في مايو (أيار) 2023 عودة سوريا لمقعدها بـ«الجامعة العربية»، منهياً قراراً سابقاً، بتعليق عضويتها، صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011.
وفي سبتمبر (أيلول) عام 2003 أعلنت الجامعة العربية، عقب اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، الموافقة على شغل مجلس الحكم الانتقالي العراقي مقعد بلاده في الجامعة بصورة مؤقتة إلى حين قيام حكومة شرعية في بغداد.
وعقد زكي جلستي مباحثات مع الشرع والشيباني قال إنهما «تناولتا مجريات الأمور ومستقبل الأوضاع في سوريا»، مشيراً إلى أنه «كلف بالزيارة من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بهدف التعرف على الإدارة الجديدة». وأضاف: «عقدت لقاء مطولاً مع الشرع واستمتعت لرؤيته للأمور، وستكون اللقاءات أساساً لإعداد تقرير عن الوضع في سوريا لجميع دول الأعضاء في الجامعة».
وأكد زكي أن «سوريا بلد عربي كبير ومحوري وأمنه يؤثر على الأمن القومي العربي، وهناك اهتمام عربي واسع بما يحدث فيها».
بدوره، أعرب الشيباني عن «تطلع بلاده لتعزيز العمل المشترك مع أعضاء الجامعة العربية في مختلف المجالات»، مثمناً «التزام الدول العربية الثابت بوحدة الأراضي السورية». ودعا «العرب وأعضاء جامعة الدول العربية للمساهمة في إعادة الإعمار خاصة في مجال الطاقة والبنية التحتية». وقال: «مستعدون لتقديم جميع التسهيلات أمام الاستثمارات العربية بما يساهم في بناء الاقتصاد وتحسين مستوى المعيشة للشعب السوري».
وأضاف: «نطمح إلى أن تعزز سوريا إلى جانب أشقائها العرب الدور العربي الفعال والمواقف العربية بعد غيابها 14 عاماً»، مشيراً إلى ما لمسه في مؤتمر الرياض من «دعم كبير ومواقف مشرفة للدول العربية، ورغبة كبيرة وسعادة لعودة سوريا إلى الحضن العربي».
واستضافت الرياض الأسبوع الماضي اجتماعاً وزارياً بمشاركة عربية ودولية بارزة، أكد أهمية دعم سوريا ورفع العقوبات عنها.
وجدد الشيباني، خلال المؤتمر الصحافي، السبت، مطالبة المجتمع الدولي بإعادة النظر بالعقوبات المفروضة على سوريا، التي تقف عائقاً أمام التعافي، وقال: «أيدينا ممدودة لكل من يسعى لبناء وخدمة هذا الوطن».
وأكد أن «الإدارة السورية ملتزمة بتحقيق الاستقرار والأمن الاقتصادي والسياسي في البلاد، وتوفير البيئة المناسبة لعودة آمنة لجميع السوريين في الخارج».
وبشأن العقوبات المفروضة على سوريا قال زكي إن «الجامعة العربية طالبت مبكراً برفع العقوبات المفروضة على سوريا، للسماح للاقتصاد السوري بالانطلاق»، مشيراً إلى أن «العقوبات فرضت في وقت سابق ولم تعد ذات موضوع والأمر يحتاج إلى تغيير».
وبدأت الجامعة العربية الإعداد للزيارة منذ مدة، وتواصَلت مع الإدارة الجديدة في سوريا لإتمامها؛ بهدف «إعداد تقرير يُقدَّم للأمين العام، أحمد أبو الغيط، وللدول الأعضاء بشأن طبيعة التغيرات في سوريا»، وفق زكي، الذي أوضح أنه «رغم تواصل عدد من الدول العربية مع الإدارة الجديدة في دمشق، فإن هناك دولاً أخرى من بين أعضاء (الجامعة) الـ22 لم تفعل ذلك».
Your browser does not support the video tag.