الجاليات اليمنية في الخارج.. جهود كبيرة لنصرة اليمن وفلسطين
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
يمانيون/ تقارير يبرُزُ دورُ الجاليات اليمنية بشكلٍ كبيرٍ في نشرِ مظلومية الشعبَينِ اليمني والفلسطيني وإيصالِها إلى العالَمِ، في الوقت الذي يسعى فيه العدوّ إلى حجب المواقعِ الإلكترونية والقنوات الفضائية ومواقع التوصل الاجتماعي، في محاولة من اللوبي الصهيوني للتعتيم الإعلامي والتكتم عما يرتكبُ من جرائمَ وحشيةٍ يندى لها جبين الإنسانية.
ويأتي دور الجاليات العربية والإسلامية في توضيح الصورة الحقيقية للعدوان الصهيوني وما يقوم به بحق أبناء قطاع غزة، وذلك من خلال الأنشطة الواسعة التي يقومون بها، حَيثُ أثبت هذا الدور جدوائيته على الواقع العالمي، فاستفاق الكثيرون ممن حُجبت عنهم الحقيقةُ؛ نتيجة التعتيم الإعلامي، وبدأت الأصواتُ تظهرُ مجدَّدًا من تلك الشعوب الغربية؛ للتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم.
ويشدّد السيدُ القائدُ عبدُ الملك بدر الدين الحوثي، وبشكلٍ مُستمرٍّ على أهميّة اتساعِ دائرةِ الوعي لدى المجتمع الغربي تجاه هذه المظلومية التي لم يحدُثْ لها مثيلٌ في العالم، وذلك من خلال مواصَلةِ أنشطة الجاليات العربية والإسلامية في إيصال ما يحدث في فلسطين؛ أمام الخِذلان الرسمي المتواطئ مع العدوِّ الإسرائيلي، والعمل على فضح مخطّطات اللوبي الصهيوني الذي يرتكب الجرائم ويضلل الرأي العام، ويحجب مصادر الحقيقة عن الكثيرين.
وتجدر الإشارة بأن اليمنيين المقيمين في الخارج كان لهم الدور الكبير في فضح جرائم العدوان على اليمن طيلة الأعوام الماضية، كما تحَرّكوا في مختلف المحافل الدولية للدفاع عن قضية فلسطين والمشاركة في مختلف المظاهرات كيوم القدس العالمي، وتواصل اليوم أنشطتها بالرغم من المضايقات والإشكاليات التي تواجهها من قبل الأنظمة والدول الداعمة والمؤيدة لإجرام اللوبي الصهيوني.
وفي هذا الشأن يقول الأكاديمي والباحث في حقوق الإنسان أيمن محمد، المقيم في بلجيكا عن عمليات القوات المسلحة اليمنية: “لا توجدُ كلماتٌ من شأنها وصفُ شعور أبناء اليمن الأحرار في بلاد المهجر بعد سماعِ العمليات البطولية التي تنفِّذُها القواتُ المسلحة اليمنية في سبيل نصرة إخواننا المستضعفين في غزة والسعي لكسر الحصار الغاشم عليهم”، مُضيفاً أنه “وعلى الرغم من الحصارِ والعدوان السعوديّ على اليمن من تحالف معظم الدول العربية المطبِّعة، إلا أن الحكمةَ اليمانية كانت هي الأقوى في الساحة، حَيثُ تجلت عظمةُ اليمني من خلال صموده في مواجهة العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ، وكذا بوقوفه في مواجهة الشيطان الأكبر، وكسر كبريائه في المنطقة؛ نصرة للقضية الفلسطينية”، مؤكّـداً أن “اليمني صار في بلاد المهجر شامخاً معتزاً بوطنه وناسه وجيشه الأشجع في المنطقة”.
وبخصوص دورهم كمقيمين في إيصال مظلومية الشعبين اليمني والفلسطيني إلى الخارج، يوضح أيمن أنه “على مدار التسع السنوات الماضية، وقبل عملية (طوفان الأقصى) كانت ولا تزال لنا مشاركات ومداخلات في جميع دورات مجلس حقوق الإنسان في جنيف؛ لإيصال مظلومية الشعب اليمني وتعرية وفضح جرائم التحالف ومرتزِقته بحق أبناء اليمن”، مؤكّـداً أنهم يولون القضية الفلسطينية اهتماماً كَبيراً، ويسعون إلى استغلال كُـلّ ثانية تُمنح لهم في البند المخصص القضية الفلسطينية في كُـلّ دورة من دورات مجلس حقوق الإنسان؛ لتعريةِ وفضْحِ المطبِّعين ومرتكبي جرائم الحرب بحق أبناء فلسطين، لافتاً إلى مساعيهم الشخصية لتنظيمِ ندوات توعوية بحقيقة ما يجري في المنطقة.
أما فيما يخص الأنشطة التي يقومون بها منذ انطلاق عملية (طوفان الأقصى) يقول: إنه “وعلى الرغم من المضايقات غير المباشرة من قبل السلطات وانحيازها الواضح للطرف الغاصب، إلا أننا وبمشاركة من بعض الأحزاب اليسارية وأبناء الجاليات العربية نظّمنا العديدَ من المظاهرات المناهضة للعدوان الصهيوني، والمتضامنة مع أبناء غزة الأبطال، إضافة إلى إقامة معارِضَ صورٍ ووقفات رمزية؛ لإظهار وحشية الاحتلال الصهيوني على أبناء فلسطين”.
ويشير الباحث الحقوقي أيمن، إلى مواصلة كيان العدوّ الإسرائيلي في الاستهزاء بأبسط مبادئ القانون الدولي منذ نشأة الكيان وكأنه فوق القانون وفوق الأمم المتحدة، خُصُوصاً في الأشهر الخمسة الماضية.
وقال: “إن العدوّ الصهيوني لم يلتزم بخمسة من التدابير الستة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في فلسطين، بل إنه يواصل قصف المقصوف، وقتل وتشويه المدنيين عمداً”، داعياً إلى بإحالة القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإجبار العدوّ الإسرائيلي على وقف الإبادة الجماعية التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني.
وفي جانب الإشكاليات التي يواجهونها نتيجة هذه المواقف المساندة لغزة، يقول: “للأسف الشديد سعينا منذ الأيّام الأولى لتواجدنا في المهجر إلى إيصال الرسالة وخلق الوعي العام في المهجر من خلال قنوات إعلامهم الرسمي، وقد كان لي مقابلتان إحداها في التلفزيون الرسمي، والأُخرى في الإذاعة الرسمية، لكن تبيَّن لي بعد ذلك أن هناك تدخلاتٍ من جهات دبلوماسية بعدم استضافتي مجدّدًا، بل إنهم استضافوا بعضاً من إخواننا المقيمين والمغرَّرين بالفكر المضاد المبرّر للعدوان على بلادنا”.
ويؤكّـد أن “هذا لم ولن يكونَ عقبةً في طريقنا، فليست غايتنا الظهور أَو الشهرة، بل خلق الوعي العام بحقيقة ما يجري في المنطقة، وقد حقّقنا الكثيرَ -ولله الحمد- عبر تنظيم ندوات وورش عمل في المدارس والكليات ونقابات العمال، وكان ثمرة ذلك إعاقة الكثير من تصدير شحنات أسلحة للسعوديّة؛ بسَببِ إضرابات عمالية في موانئ التصدير”، مُشيراً إلى أن صوت الحق جليٌّ ومجلجل، ولو كنا قد استسلمنا وخشينا إمْكَانيات العدوّ، لَمَا تحقّقَ لشعبنا النصر بصموده الأُسطوري؛ فَيَدُ الله فوق أيديهم، وما النصر إلَّا من عند الله”.
وفيما يتعلَّقُ بافتراءات العدوّ الأمريكي ومحاولته فصل ما يحدث في البحر الأحمر عما يجري في غزة من عدوان؛ يرى الناشط أيمن أن “المغالطات وقلب الحقائق هي المنهج الذي ينهجه الأمريكي في كُـلّ حروبه؛ مِن أجلِ كسب أصوات الناخبين، وتجنب سخط دافعي الضرائب، وكذا استفزاز مرتزِقته وأعوانه في المنطقة، وأنه على الرغم من الحملات الإعلامية التي تبث الأكاذيب، إلا أن الرأيَ العام أصبح يعي أكاذيبَ العدوّ، وهذا ما شهدناه من مشاركات أبناء البلد في مظاهراتنا المناهضة للكيان المدعوم أمريكياً”.
ويوجه رسالته بالقول: “لكل من يغض طرفه عما يحصل لأبناء غزة، وقبله لما حصل لأبناء شعبنا، سأقولها له باللهجة العامية لعلها تكون أقرب إلى قلبه، أقول له اتقِ الله، اليوم دنيا وغداً آخرة، لا تجعل اختلافَك السياسي سبباً لدخولك في المحظور الديني”.
ويضيف: “كلمتي الأخيرة عبر صحيفة “المسيرة” التي كلي ثقة أن من يقرأ هذه الصفحات الآن وصبر حتى وصل إلى هذه الأسطر، قد علم حجم التعتيم الإعلامي للقضية؛ فلنوجِّهْ جهودَنا، مستمدين العونَ من الله إلى إيجادِ طريقة لخلق الوعي لدى الشعوب العربية والغربية؛ فهم السبيلُ المجدي للضغط على حكوماتهم بأبسط وأسهل الطرق، ألا وهي الاستغلالُ الأمثلُ لوسائل التواصل الاجتماعي”.
مواقفُ من النرويج:
أما الناشطُ الحقوقي والسياسي المقيم في النرويج يوسف اليمني -عضو الفريق الوطني للتواصل الخارجي-؛ فيؤكّـد أن “ما تقوم به القوات المسلحة من موقف مع فلسطين في مواجهة ثلاثي الشر، ما زادنا إلا فخراً واعتزازًا، وهو موقف حق؛ باعتبَار اليمن لم تعتدِ على أحد، بل هم من قدموا بكل همجيتهم واستكبارهم ولم يستمعوا للنصح والتحذيرات من القيادة الحكيمة، وأن ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية واجب ديني وإنساني”.
ويضيف: “نحن نؤيد هذا الموقف ونقف إلى صفه، ونثق بقواتنا المسلحة اليمنية وبقيادتها الحكيمة، بقياده السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -سلامُ الله عليه وحفظَهُ الله- وكذا الرئيس المشير مهدي المشاط -حفظهُ الله-“.
وبخصوص ردودِ أفعالِ المواطنين الغربيين تجاه العمليات العسكرية اليمني، يقول اليمني: إن العالَمَ وقف حينَها على رِجْلٍ واحدة لِما قامت به القوات المسلحة اليمنية من واجب إنساني وأخلاقي مشرِّف، وأصبح البعض في دهشة وتعجُّبٍ مما فعله اليمن، وقد وصل البعض إلى عدم التصديق من شدة موقف اليمن المحاصَر منذ عام 2015م، فيما البعض بدأ يسأل عن الموقع الجغرافي لليمن، وبدأ يبحثُ عن تاريخ اليمن ورجاله ومواقفه”.
ويضيف: “لقد سمعنا من الأجانب كلاماً يشعرُك بالفخر بانتمائنا لليمن، لا سِـيَّـما بعد أن انكشفت الغمامة لدى الخارج لما يحدث في قطاع غزة”.
أما فيما يخُصُّ الدورَ الذي قاموا به في الخارج لإيصال مظلومية الشعبَينِ اليمني والفلسطيني، يقول الناشط يوسف: “إن دورنا كيمنيين في إيصال مظلومية الشعب اليمني والشعب الفلسطيني في الخارج ينقسم إلى شِقَّينِ، كل مظلومية على حده، ولكن العدوّ واحد وهي الصهيونية، والشيطان الأكبر أمريكا وبريطانيا ومن خلفهم وطبّع معهم أَو طبَّل لهم”.
ويضيف: “نشارك في كُـلّ فعاليات القضية الفلسطينية والتضامن معها حتى لا يظن أحد أننا نسيناها بما يقومون به من طمس الحقائق والالتفاف عليها بالتطبيع”، مؤكّـداً أن “فلسطين تجري في دمائنا من يوم عرفنا أنفسنا حتى يتوفى الله أجلنا”.
وَبالنسبة لليمن والعدوان عليه يؤكّـد أنه لم يقفوا مكتوفين الأيدي، بل خرجوا في المظاهرات، وعملوا معارض صور لتوضيح ما يجري في اليمن من عدوان غاشم للرأي العام، وكشف جرائم العدوان في قتل النساء والأطفال وتدمير البنية التحتية لليمن، لافتاً إلى أن تلك المعارض كانت تنتقل من بلد إلى آخر، وأن دور الجاليات اليمنية في معظم الدول الغربية كان بارزاً لنشر المظلومية، وتوضيح الحقائق، من خلال مخاطبة الشارع وإيصال رسالة للرأي العام للتأثير على القرار السياسي، وكذا مخاطبة المجتمع المدني، مُضيفاً أنهم أوصلوا الرسائل إلى مجلس النواب النرويجي الذي اتخذ قرار وقف تصدير السلاح على دول العدوان.
وينوّه إلى أن الأنشطة التي يقومون بها منذ انطلاق عملية (طوفان الأقصى) تتمثل في تنظيم مظاهرات أسبوعية، السبت، والأحد، وأن العالم قد شاهد طوفان الإنسانية؛ تضامناً مع غزة في كُـلّ أنحاء العالم، مؤكّـداً أنها مُستمرّة وستستمر حتى تتوقف الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني، وحلّ قضيته ومحاكمة الكيان الصهيوني، وكل من أيَّده أَو وقف معه بما يقوم به من إبادة جماعية وقتل للنساء والأطفال والتهجير القسري والتجويع.
ويلفت إلى أنَّ بعض الإشكاليات في النرويج وظروف الطقس هناك المتمثل في الشتاء القارس لم تثنِ الأحرار من الخروج في المظاهرات الداعمة لإخواننا في فلسطين، وبشكل أسبوعي وفق تنسيق مشترك للخروج، يومَي السبت، والأحد من كُـلّ أسبوع، وحيث يكون هناك خروج للمظاهرات، كُلٌّ في مدينته لمن لا يستطيع القدوم إلى العاصمة، موضحًا أن هذا الأنشطة كان لها أثرٌ كَبيرٌ في كشف زيف العدوان الصهيوني، وكذلك العدوان الغاشم على الشعب اليمني.
ويشير إلى أن “العدوَّ الأمريكي لا يهُمُّه إلا أن يظلَّ كيانَ العدوّ الصهيوني محتلًّا للأرض الفلسطينية؛ لذا يحاولُ أن يفُكَّ حبلَ المشنقة عن العدوّ الصهيوني؛ كونُه لا تهُمُّه المنطقةُ ولا الملاحةُ الدولية”.
ويضيف أن “البحر آمن للجميع عدا العدوان الصهيوني، أَو من يتبعه أَو يرتبط به؛ لأَنَّه لا يعقل أن تُحاصَرَ غزة من كُـلّ النواحي ويُمنعَ عنها الدواء والغذاء، ويريدون الشعب اليمني أن يتفرج”، متبعاً أن “مطلب اليمن مطلب إنساني، وهو فك الحصار عن غزة ولو كانت أمريكا بما تقوله صادقةً لأوقفت مد الكيان الصهيوني بالأسلحة وأوقفت الإبادة الجماعية، ورفعت الحصار عن غزة فهذا هو مطلوب العدل والإنصاف وليس ما تريده أمريكا، وإلا لَمَا عطَّلت قرار مجلس الأمن خمس مرات لوقف الحرب في غزة”.
ويتابع: “أمريكا هي الشيطان الأكبر ومن يقف معها؛ فهي لا تريد إيقاف الحرب، بل تدعم الكيان الصهيوني في المضي بجرائمه البشعة، وكل يوم نشاهد الجرائم التي تقشعر لها الأبدان، ولا يستطيع أن يتحملها إنسان ولكن الله مع غزة وأهلها”.
ويوجه الناشط يوسف اليمني رسالته لكل من يغض طرفه عما يحصل في غزة ومن يتقاعس عن نصرة فلسطين قائلاً: “إن كان من يتقاعس مسلماً، فعليه أن يراجع إسلامه فلديه خلل كبير، وإن كان غير ذلك ولم يصحُ ضميره الإنساني بما يحدث في غزة فمتى سيكون إنساناً؟!”، مشيداً بدور شبكة “المسيرة” وما تقوم به، من جهد كبير في إيصال الحقيقة وعملهم لإيصال المعلومة والحقائق لكل أبناء وطننا الغالي، سواءٌ أكانوا في حضن الوطن أَو خارجه؛ فهذا واجبٌ وطنيٌّ ومشرِّف.
#الجاليات اليمنية#العدوان الصهيوني على غزة#المقيمون في الخارجً#اليمنفلسطينالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الجالیات الیمنیة المسلحة الیمنیة الشعب الفلسطینی القوات المسلحة الشعب الیمنی فی المنطقة ما یجری فی ما یحدث فی فی الخارج فی إیصال مؤک ـدا من خلال فی ک ـل إلا أن إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
اليمن يحمي غزة سلماً وحرباً .. “استطلاع”
عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزم الأسد :
جبهة الإسناد في اليمن سترقب عن كثب مدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق في غزة.
عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي:
اليمن العزيز لن يقف مكتوف الأيدي، وإنما سيظل متيقظاً ومراقباً لمدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق.
الناشط الثقافي يوسف الحاضري:
في حالة أحس الكيان الصهيوني بأن هناك قوة ردع قاهرة قادرة على إيلامه وإخضاعه فإن الكيان سيلتزم ببنود الاتفاق.
يمانيون../
بوقف إطلاق النار في قطاع غزة يطوي المقاومون جولة من أقوى جولات الصراع مع العدو الإسرائيلي وأشرسها وأعنفها وأعظمها عبر التاريخ، مسجلا انتصاراً تاريخيا لم سيبق له مثيل.
في بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وبعد أيام قليلة من طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 الهادر الذي أربك الكيان الصهيوني وخلط كل أوراقه، موقعا زلالاً كبيرا في الأوساط الصهيونية لم تتعافَ اليهودية منه حتى اللحظة، وضع الكيان الصهيوني ثلاثة أهداف رئيسة في حربه العدوانية على قطاع غزة أبرزها القضاء التام على المقاومة الإسلامية حماس وتهجير سكان قطاع غزة والإفراج على الأسرى الصهاينة لدى كتائب القّسام والفصائل الفلسطينية.
وبعد عام وثلاثة أشهر من الإجرام الصهيوني النازي بحق المدنيين في قطاع غزة يقبل العدو الصهيوني وقف إطلاق النار، خارجاً -كما يقال في المثل العربي- بخفي حنين.
لا أسرى حررهم الكيان الصهيوني ولا على حماس قضى عليها ولا شعب هُجِّر. ثبات أسطوري صنعه مقاومو غزة وجبهات الإسناد، وضع أهداف الكيان الصهيوني العدوانية الطامعة في مهرب الرياح.
في معركتها المقدسة ضد التكالب الصهيوني وحلفائه الغربيين، شكلت جبهات الإسناد العراقية اللبنانية اليمنية عاملاً قوياً وأساسياً في تعزيز صمود المقاومة الفلسطينية وثباتها في ميدان المواجهة مع العدو الصهيوني.
معركة شرسة خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني استمرت لعام كامل وثلاثة أشهر ليصل الكيان الصهيوني لقناعة تامة باستحالة تنفيذ أهدافه التي وضعها قبل بدء المعركة ما جعله يقبل اتفاقية وقف إطلاق النار وفق شروط المقاومة الفلسطينية.
تأهب تام للمواجهة
وبعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ تؤكد جبهة الإسناد اليمنية استمرارها في مناصرة غزة من خلال التأهب التام لمراقبة مدى التزام الكيان الصهيوني ببنود الاتفاق.
ويؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد أن الموقف اليمني من قرار وقف إطلاق النار بقطاع غزة مرهون بموقف فصائل المقاومة الفلسطينية، موضحا أن الموقف اليمني التاريخي والعظيم في مناصرة غزة منذ البداية وحتى اللحظة أتى في الأساس لمساندة إخواننا في قطاع غزة وتعزيز صمودهم.
وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله يؤكد الأسد أن جبهة الإسناد اليمني سترقب عن كثب مدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق، وفي حالة اختُرق القرار فإن القوات المسلحة اليمنية ستكون جاهزة لتنفيذ أقسى الضربات المؤلمة بالعدو الصهيوني والتي تفوق بكثير الضربات السابقة.
ويرى أن اليمنيين نجحوا بتوفيق إلهي عجيب في مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها في جولة من أهم جولات الصراع مع العدو الصهيوني وأكبرها وأعظمها عبر التاريخ. وقف إطلاق النار لن يكون الحاسم للصراع مع العدو الإسرائيلي، وإنما محطة من محطات التهدئة تعقبها بلا شك جولات صراع جديدة لا تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال الصهيوني وزواله من المنطقة.
ويوضح الأسد أنه طالما والأراضي الفلسطينية والعربية عرضة للاحتلال الصهيوني فإن الصراع مع اليهود سيضل دائما ومتجددا حتى يزول الكيان الصهيوني، وبالتالي تحرير كافة الأراضي العربية والإسلامية من وطأة الاحتلال الإسرائيلي.
من المعروف تاريخاً وعقائديا أن الكيان الصهيوني ماكر ومخادع لا يرعى العهود والمواثيق، لذلك فإن من المترقب أن الكيان الصهيوني سيعاود حربه الظالمة على أهالي غزة.
ويشير الأسد إلى أن بعض الصحف العبرية نشرت عن مسؤولين صهاينة تأكيدهم على نوايا صهيونية في العودة للحرب، مؤكدا أن لجوء الصهاينة لوقف إطلاق النار أتى بغرض الإفراج عن الأسرى لدى حماس، والترويح عن جنوده الذين يعانون نفيساً منذ بدء معركة طوفان الأقصى، إضافة إلى حاجة الكيان الصهيوني الماسة لأخذ قسط من الراحة بغرض تخفيف المعاناة والخسائر الاقتصادية والمادية والبشرية التي تكبدها خلال المعركة.
اليمن حامي اتفاق وقف إطلاق النار
اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة لا يعني انتهاء الحرب الدامية، فمن المعروف تاريخياً نقض الكيان الصهيوني للمواثيق والعهود، وخير دليل في وقتنا الراهن اختراقه الدائم والمتكرر لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان.
وفي هذا السياق يؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي أن اليهود لا يوفون بأي عهود أو مواثيق وهو ما يصدقه القران الكريم في قوله تعالى “كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم”..
ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن اختراق الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار بجنوب لبنان واستمراره في الاعتداء على بعض القرى الحدودية وكذا عدم انسحابه من الحدود اللبنانية دليل واضح وجلي عن مكر الصهاينة وخداعهم.
ويرى أن الكيان الصهيوني سيختلق الحجج والذرائع الواهية في خرقه لوقف إطلاق النار؛ وذلك لرغبته العدوانية النازية في ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم المروعة. كما أنه سيماطل في الخروج من الأماكن التي سيطر عليها أثناء العدوان على قطاع غزة.
وفي المقابل يؤكد النعمي أن اليمن العزيز لن يقف مكتوف الأيدي، وإنما سيظل متيقظاً ومراقباً لمدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق، وفي حالة اخترق بنود الاتفاق فإن اليمن لن يتردد لحظة واحدة في توجيه أقسى الضربات الموجعة والمنكلة بالعدو الصهيوني.
نزعة صهيونية في ارتكاب المجازر
وبالنظر لطبيعة الكيان الصهيوني المذكور في الكتب السماوية والمشهور بالخديعة والمكر والجبن والمخافة فإن وسائل نجاح اتفاق وقف إطلاق النار مرهون بمدى قوة الجهات الراعية للاتفاق، فإذا ما أمن الكيان الصهيوني العقوبة فإنه سينطلق دون أي رادع في ارتكاب المجازر المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية.
وفي حالة أحس الكيان الصهيوني بأن هناك قوة ردع قاهرة قادرة على إيلامه وإخضاعه فإن الكيان سيلتزم ببنود الاتفاق، وسيظل يماطل ويبحث عن خيارات بديلة تسهم في إضعاف الجهات الحامية للاتفاق كي يتسنى له العودة للحرب دون أي مخافة.
وفي هذه الجزئية يقول الناشط الثقافي يوسف الحاضري: “بطبيعة الحال الشعب اليمني يعرف نفسية العدو الإسرائيلي، يعرف تفكيره ويعرف توجهاته بالغدر والخيانة، صفتان متلازمتان مع الكيان الصهيوني وعلى أساسهما يتعامل اليهود مع غيرهم ويمضون في تسيير شؤون حياتهم”.
ويضيف -في حديث خاص لموقع أنصار الله- “العدو الصهيوني ذكر عنه في القرآن الكريم أنه ناقض للعهد والمواثيق وأنه لا يعطي شيئًا أخذه إلا ما دمت عليه قائماً، أي أن ما أخذه العدو بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.
ويؤكد الحاضري أن اليمنيين بقيادة السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي سيحملون على عاتقهم مسؤولية حماية وقف إطلاق النار، وذلك كونهم يحملون القدرات التي تؤهلهم للقيام بالحماية، وذلك لامتلاكهم قوة ردع تجبر الكيان الصهيوني على الالتزام بوقف إطلاق النار.
ويرى أن القوات المسلحة اليمنية ستتعامل بكل حزم مع جيش العدو الصهيوني، حيث ستقابل كل اختراق صهيوني للاتفاق بعملية عسكرية كبرى تسهم في إخضاعه وإرغامه على الالتزام ببنود الاتفاق، كما أن العمليات العسكرية اليمنية ستسهم بشكل رادع في إيقاف النزعة الإجرامية لدى العدو الصهيوني الذي تعود عليها منذ عقود من الزمن.
موقع أنصار الله- محمد المطري